نشرت فى الوفد
14-09-2011
تزوير الوعى الانتخابى أخطر من تزوير الصناديق
قال الشاب لصديقه: سوف أقاطع الانتخابات
قال صديقه: الرئاسية أم البرلمانية؟
قال الشاب: الاثنين
قال صديقه: أبعدَ كل ما فعلناه تقول لى ستقاطع الانتخابات، هل جننت؟ أم أنك انضممت إلى حزب الأغلبية الصامتة؟
قال الشاب: صامتة من ياعم؟! هو حزب الأغلبية الصامدة
قال صديقه: وهل الصمود أن تقاطع الانتخابات
قال الشاب: الصمود هو أن تظل محتفظا بتوازنك، وتعمل عقلك برغم كل الجارى حولك
قال صديقه: وهل عقلك الذى أعملته هو الذى هداك إلى مقاطعة الانتخابات، الله يخيبك، ويخيب عقلك
قال الشاب: اكتشفت تزويرا أخطر يجرى طول الوقت من كل الذين على الساحة، أهالى وحكومة
قال صديقه: كان زمان، تزوير ماذا بعد أن خلعنا المزور الأكبر وجارى تقليم أظافر كل أدواته وبطانته، ثم خذ عندك قضاءنا الذى استعاد عافيته والحمد لله، وحتى السماح برقابة داخلية أو ربما خارجية بكل مستويات الانتخابات أصبح مطروحا للنقاش
قال الشاب: كل هذا صحيح، أصدقه 100%
قال صديقه: إذن ماذا جرى لك
قال الشاب: أثناء سجودى فى إحدى سجدات صلاة القيام، وجدت نفسى وحدى مع الله، وأننى سوف ألقاه فردا بدون كل هؤلاء، وأنه سيسألنى عن كل صغيرة وكبيرة بما فى ذلك صوتى الانتخابى
قال صديقه: الله يفتح عليك، ويتقبل منك، اخيرا هداك الله واستشيخت
قال الشاب: استشيخت من يا عم؟ يا ترى هل سيكون هناك حساب خصوصى للمشايخ غير عامة الناس؟
قال صديقه: تقصد من من المشايخ لو سمحت، لقد اصبحوا فرقا وأحزابا، تقصد من؟
قال الشاب: كلهم
قال صديقه: أنت تتخابث علىّ، كن شجاعا وقل
قال الشاب: قلت لك كلهم
قال صديقه: على قدر علمى، إن كنت تقصد من يتصدون للفتوى والتشريع، سوف يكون حسابهم أصعب بكثير، فهم سوف يتحملون وزر كل من سمع كلامهم
قال الشاب: لكنهم سوف يتخلون يوم القيامة عنا لأننا تبعناهم دون أن نفكر فيما قالوا أو صرّحوا أو افتوا به
قال صديقه: من قال هذا؟
قال الشاب: ربنا
قال صديقه: لا يا شيخ؟
قال الشاب: ” إذ تبرأ الذين اتّبعوا من الذين اتبعوا” ألا تعرف الآية
قال صديقه: أعرفها، إذن ماذا؟
قال الشاب: خطر لى وأنا ساجد أن أحاسب نفسى قبل أن آتيه “فردا”، وهم لن ينفعونى مهما لصقتها بهم
قال صديقه: إن آراءهم وفتاواهم هى عذرنا يومها أمام رب العالمين
قال الشاب: يومها ماذا؟ إن الحساب يبدأ من الآن: “بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره”،
قال صديقه: صدق الله العظيم، أرجوك، لا تربكنى، إيش عرفك انت! كل واحد وله اختصاصه
قال الشاب: وهل هناك من هو متخصص فى الانتخابات بحيث يفتى له من الأصلح
قال صديقه: إن لنا عقولنا، وما علينا إلا الاجتهاد، مع احتمال الخطأ
قال الشاب: وهذا هو ما دعانى أن أحجم عن المشاركة فى الانتخابات
قال صديقه: ولكن الله سبحانه سوف يحاسبك على ذلك، فأنت تكتم الشهادة لتقرير من الأصلح
قال الشاب: وهو سبحانه وتعالى سوف يحاسبنى أيضا على قبول التزوير مع أنه منحنى العقل السليم
قال صديقه: تزوير ماذا يا جدع انت، قلت لك كان زمان
قال الشاب: يا رجل شغل مخك، هل هذا كلام الذى يطل علينا من كل هذه الشاشات، وهو يرفع بكل هذه الشعارات، هل هذا يعلن حقيقه ما وراءه
قال صديقه: هذه هى السياسة
قال الشاب: إذا كان الأمر كذلك، فالسياسة هى تبرير التزوير
قال صديقه: والمصحف الشريف أنت جننت، ماذا تريد أن تقول
قال الشاب: أنت لا تعلم ما يجرى فى القرى والنجوع والحارات والأزقة، أنا أحترم هذا الشعب الطيب، لكننى أرفض التزوير، خصوصا باللعب على عواطف هذا الشعب الكريم.
قال صديقه: تزوير ماذا؟ وطيب كيف؟ إعمل معروفا
قال الشاب: حين يدعونى المرشح (أو الحزب) أن أنتخبه لأنه قريبى، أو من قريتى، أو على دينى، مع إن وظيفته هو أن ينوب عنى لإصلاح هذا البلد، أليس هذا تزويرا؟
قال صديقه: لا طبعا، هذا شىء، وذاك شىء آخر؟
قال الشاب: ماذا تقول؟ أليست الانتخابات هى لاختيار من يحقق أحلام ثورتنا، هل سيحققونها بالقرابة والنسب، أم بقصور فى الجنة؟
قال صديقه: قلت لك هذه هى السياسة، هل عندك حل آخر
قال الشاب: كله إلا ما كنا فيه،
قال صديقه: يعنى
قال الشاب: يعنى ماذا؟ إنهم يكذبون علينا؟
قال صديقه: من هم؟
قال الشاب: كلهم
قال صديقه: نتحمل ما دام هذا هو الواقع.
قال الشاب: لكننى مسئول أمام الله إن صدقتهم، أو اتبعتهم، أو انتخبتهم، وسوف يبرأون منى يوم القيامة
قال صديقه: يوم القيامة ماذا؟ فوق يا جدع انت. إن باب الترشيح سوف يفتح بعد ثلاثة أسابيع
قال الشاب: وستفتح معه أبواب جهنم بإذن الله
قال صديقه: لا لا لا، كفى تخريفا
قال الشاب: ألم تسمع معنى الحديث الشريف الذى ينبهنا أن الواحد منا قد يقول الكلمة لا يلقي لها بالاً فتهوى به في النار سبعين خريفاً؟
قال صديقه: سبعين ماذا؟
قال الشاب: هل تعرف معنى “لا يلقى لها بالا”
قال صديقه: يعنى “مش واخد باله “
قال الشاب: فما بالك إذا كان آخذا باله وهو يضحك علينا لننتخبه مرّة دفاعا عن الإسلام، ومرة أخرى الناحية الثانيه ليحمينا من الإسلام، ولا هذا يعرف ما هو الإسلام ولا ذاك يعرف لماذا يستبعد الإسلام
قال: صديقه: اسم الله عليك، أنت وحدك الذى تعرف
قال الشاب: ليس وحدى، أنا فرحان أنى مسلم، هذا دين عظيم، جاء ليصلح العالم، كل البشر، وكان السبيل إلى ذلك أيام النبى صلى الله عليه وسلم أن يدخل أكبر عدد من الناس إلى الإسلام، ثم انتهى عهد الأنبياء بأمر من الله عز وجل، وأصبح واجب المسلمين مثل أصحاب أى دين لم يتشوه، فرحين بدينهم أن يصلحوا العالم، ويحافظوا على فطرة الناس التى فطر الله عليها، بأن يحاربوا كل القيم الاغترابية التكنيزية الاستغلالية الجديدة والقديمة، ليس بتهميش الدين، وإنما بتفعيل إيجابياته، لكل الناس، الاسلام مثل كل دين لم يتشوه لم يأت للمسلمين، وإنما للناس، للمؤمنين.
قال صاحبه: لست فاهما
قال الشاب: ” طبعا، قل لى بالله وانت مسلم كم مرة فى القرآن الكريم خاطب الله “المسلمين”، دون غيرهم وكم مرة خاطب الناس؟ وكم مرة خاطب المؤمنين؟
قال صاحبه: وهل أنا عددتهم؟
قال الشاب: طيب دع هذا قل لى فى رأيك كم واحد يمكن أن يدخل الإسلام عبر العالم إذا نجح الاسلاميون فى حكم مصر؟
قال صديقه: لست فاهما، لكننى أسمع أن أوربيون كثيرون يشهرون إسلامهم كل يوم
قال الشاب: بارك الله فيهم، وهل سيزيدون إذا حكم الإسلاميون مصر؟
قال صديقه: لا أظن، ماذا تريد أن تقول؟
قال الشاب: أقول إن العلمانيين أساؤوا للإيمان وللإسلام ولكل الأديان حين خافوا من السلطة الدينية كل هذا الخوف، فهمشوا الدين بعيدا عن الناس وعن الله، وليس فقط عن الحكم، الإسلام يكون حلا إذا كان حلا للسبع مليار بنى آدم عبر العالم دون ضرورة أن يسلموا
قال صديقه: قلت لك لقد جننت
قال الشاب: أحسن من أن أقف أمام الله ولا أعرف كيف أرد إذا سألنى عن ما فعلته للناس كل الناس من خلال هذه النعمة، نعمة الاسلام.
قال صديقه: سوف تقول له أنك امتنعت عن المشاركة فى الانتخابات!! أليس كذلك؟
قال الشاب: سوف اقول له إننى امتنعت عن المشاركة فى التزوير
قال صديقه: وأنك تركت الساحة للمزورين من الجانبين
قال الشاب: آه يا خبر!! صحيح، إذن سوف أشارك، شكرا أن نبهتنى فى آخر لحظة
قال صديقه: ستنتخب من؟
قال الشاب: لن أقول لك