الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / “ترحالات يحيى الرخاوى” الترحال الأول: “الناس والطريق”‏‏ الفصل الرابع: الحافة والبحر (4)

“ترحالات يحيى الرخاوى” الترحال الأول: “الناس والطريق”‏‏ الفصل الرابع: الحافة والبحر (4)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 23-8-2023

السنة السادسة عشر 

العدد: 5835 

ترحالات يحيى الرخاوى

الترحال الأول: “الناس والطريق” [1] 

الفصل الرابع: الحافة والبحر (4)

ثم تبينت أن سيدنا بوذا هو الجالس وكرشه أمامه،

غريبة، دون صليب أو مصلوب، فهمتُ- دون سؤال طبعاً،

يا شطارتى!! – أن ثمة جالية هناك من البوذيين، أو أن

عدوى شرق أقصية خاصة أصابت بعض أهل هذه القرية،

وهات يا حرية، وهات يا بوذية، ولا أحد أحسن من أحد،

وكل شئ- وكل دين- جائز فى الولايات المتحدة (ما دمت

بعيدا عن السلطة يا أبا على، دع الناس تتسلّ)

17 يوينو 1985 (وقت كتابة هذا الفصل)

…………….

……………

فى رأس الحكمة، خلال بضع سنوات، فى حضن بلدى، سُلبت منى حرّيتى رويدا رويدا: أولا باستعمالى- من كل الناس- طبيبا لكل الأمراض كل الوقت، ثم بعد ذلك باستيلاء الحكومة على بيتى، ثم إزالته بالبلدوزر، لصالح أمنِ كبيرٍ جدا، رغم حكم القضاء لصالحى، ماتت رأس الحكمة مثلما ماتت الحكمة. لست آسفا على ركنى فقد كان قد أزيل من نفسى قبل أن تزيله السلطة العليا ضدحكم القانون، أى والله. لكن هذه الخبرة جعلتنى أراجع نفسى فى مسائل أساسية، يحلم لها من لم يختبرها، ومازلت حتى الآن  أراجع معنى أحلام أحزاب الخضر، ومعنى الحرية البدائىة ، ومعنى الوطن،ومعنى الأمن،

شطحت بعد أن غلب غلابى وتخيلت  أن الله سيلهمنى أن أحمل وطنى تحت جلدى، وأن أحتفظ بقوانين حريتى فى عمق وعيى دون إعلان، ولا أنكر أن الله استجاب لبعض ذلك، مما لست أذكره. فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر.

لم تكن هذه الطرق الساحلية التى نقطعها على شاطئ الزير (الكوت دازير) طرقا مكشوفة طول الوقت، فقد كان الطريق يتقطع باستمرار بسلسلة من الأنفاق، لا نكاد ننتهى من أحدهما إلا لندخل فى الثانى، ويتراوح طول النفق بين ما هو أقل من كيلو متر إلى بضعة كيلو مترات، وقد بدأت سلسلة الأنفاق هذه قبيل وصولنا إلى جنوه.. ولم أكن معتادا القيادة فيها أصلا، فأنا لم أعبر من قبل مثل هذه الأنفاق، اللهم إلا نفق “مونبلان” الشهيرالذى يخترق سلسلة جبال الألب بين فرنسا وإيطاليا عند فالورسين. ثم تلك الأنفاق القصيرة المتواضعة المحدودة فى جبال يوغسلافيا. أما هنا، فقد توالت سلسلة الأنفاق حتى حسبنا أن السير فى الطريق المكشوفة هو الاستثناء.

كنت كلما دخلنا نفقا واحتوانا الظلام فجأة قبل أن نتبين لمبات النور الصناعى، كنت أنقبض دون خوف ظاهر، ثم يغمرنى شعور بالضياع وكأنى لن أخرج أبدا، ثم يبهرنى نور النهار فجأة وكأنه مفاجأة غير محسوبة، (ليست سارة بالضرورة) وأخذت هذه النقلات تتكرر حتى ألفتُها، ولكنى لم آلفها لدرجة أن أنساها؛ فقد اعتدت أن يفاجئنى المألوف دائما أبدا مهما طال تكراره، حتى أننى أعتبر هذه المفاجأة المتجددة دليلا على طزاجة إدراكى، وهكذا لم أستطع فى كل دخلة وخرجة أن أطرد عن نفسى تجدد الشعور بالولادة، وإن إختلفت درجاته،

يستيقظ أحد الصغيرين، (أحمد رفعت) ليقول لى بعد أن يتمطى: “هل تعلم كم نفقا عبرنا”؟. يقولها ليقرر ويتحدى، لا ليسأل طلبا لإجابة. فأعجب للسؤال والموقف حيث إنى أرجح أنه كان نائما أغلب الوقت إن لم يكن طول الوقت، فأقول له “كم”؟. فيقول بثقة مفرطة “هذا هو النفق السابع عشر”، فأعجب أكثر لثقته الزائدة فأراجعه.. “وما ذا عن الأنفاق التى عبرناها وأنت نائم؟” فينتبه، ولكن يبدو أنه لا يتراجع، فيضيف اثنين ليصبح المجموع “تسعة عشر”، وأشعر أنه يجاملنى بهذه الإضافة – ليس إلا. إذ يبدو من لهجة صوته أنه يجارى منطقى “المعقول ” مضطرا.

هل نحن يا بنىّ – هكذا –  نيام طول الوقت؟  قد نفيق أحيانا فنلتقط بعض المعلومات، ونتصور – ثم نؤكد – أن هذه المعلومات هى “كل الدنيا والدين”، ثم نعود نغط فى نومنا الدائم. فإذا نبهنا أحدهم أن ثمة “موجودات، وآراء وأحداثا، تجرى أثناء نومنا هذا، رفضنا أصلا، فليس هناك، ولا يحدث أصلا، إلا ما نراه يقينا فى لحظات إفاقاتنا العابرة. وقد نوافق على الرأى الآخر (مثلما فعل صغيرى) مجاملة ظاهرية، ولكننا نصوغ العالم فى حدود لحظات اليقظة المحدودة، ومجال الرؤية المتاح فيها، وهات يا تعصب، ويا مذاهب، ويا أديان…و… ويا حروب!!.

ما زلنا فى اتجاه فنتميجليا Ventimiglia، ولست أدرى لم ابتدأ السهم منذ دخول جنوة يشير إلى “جنوة” ثم “فنتميجليا بالذات”، مع أن ثمة بلاداً أكبر وأوضح على الخريطة: مثلا: سالفونا Salvona، امبريا Imperia،  سان ريمو San Rimo إنما أبداً، ليس إلا “فنتميجليا”. أنتبه إلى أن المسألة ليست بحجم البلد أو شهرتها على الخريطة؛ فقد تشير الأسهم إلى أصغر البلدان، لأسباب لعلها تتعلق بموقعها على الحدود، أو قربها منها، وربما تاريخها، لست أدرى.

تعودت على الأنفاق أكثر، حتى سمحت لنفسى وأنا فى داخلها أن أتذكر لعبة الاستغماية الأوّلية، ولا أعنى بها تلك اللعبة التى نغمض فيها عين أحدنا ثم نختبئ منه، فيبحث عنا حتى يجدنا. وإنما أعنى بها تلك اللعبة التى تُخفى فيها الأم وجهها عن طفلها بملاءة أو ما شابه، (وكأنها تسأله أين أنا؟)، فيتصور – بمجرد اختفاء وجهها – أن الدنيا انتهت، ثم تكشف عن وجهها فجأة؛ فيطير الطفل فرحا، وكأن أمه قد عادت من المستحيل، وهكذا

 هذه اللعبة نفسها كنا نطورها صغارا حين نختار ركنا من الشرفة، أو من ملحق زاوية منسية فى حجرة مهجورة فنأتى بالبطانية أو ما شابه ونحيطها حولنا لنجعل منها كهفا أو مخبأ أو سرا أو ما لا نحتاج إلى تسميته أصلا، ونفرح بعملية الدخول والخروج، من الظلمات إلى النور وبالعكس، لا ليس ظلاما فنورا، ولكنه طوْر فطور.

بفضل الأنفاق الإيطالية المحكمة. ندخل فنختفى، ونخرج فنُوجد، ندخل فنهمس ونخرج فنرقص، ندخل فنـُرعب ونخرج فنبهر،..هذا هو.. هذاهو  يا سيدى.

نصل إلى فنتميجليا، وأعرف أنها آخر بلد إيطالى، إذ بعدها منتون Menton الفرنسية (عرفت ذلك لاحقا !) على الجانب الآخر من الحدود، ولا حدود، ولا حاجة، أى والله، ظللنا نزحف بانسياب لم نألفه بين اليونان ويوغوسلافيا، ولا بين يوغسلافيا وإيطاليا، لم يوقفنا أحد، ولم يسألنا أحد، رغم المكاتب والحراس والزى والجو الحدودى، ولم نستطع أن نميز حارس الحدود الإيطالى من زميله الفرنسى؛ فكلهم خواجات ظرفاء، يشيرون بإهمال طيب ويـَقـِظٍ فى آن، أو بترحاب فاتر وصادق معا، يشيرون إلى عربتنا أن “مُروا”، ونتلكأ خوف ألا نكون قد فهمنا، لكن الإشارة تأتى مؤكدة أنه “ماشى”، ونكاد نقول لهم: خلِّ بالك، الأرقام ما زالت مصرية عربية، وأحس أننا- بدون مناسبة،  وربما بدون استحقاق، أهل للثقة، ولكن ما دمنا كذلك فلماذا بهدلونا قبل المغادرة فى سفارة فرنسا فى مصر، ولولا خطاب الكلية الصورى للمركز الفرسى لانتظرنا واحدا وعشرين يوما للحصول على تأشيرة الدخول، وها نحن ندخل دون أن يتفضلوا ولو بنظرة على تأشيراتهم المبجلة. وبلغ غيظ أحد الأولاد الذين داخوا فى حكاية التأشيرة أن اقترح أن نسألهم” لماذا يثقون بنا هكذا ؟ “. بعد كل ذاك الشك و التأخير فى استخراج التأشيرة، و لكننا فضلنا اتباع المبدأ الجوهرى فى الغربة خاصة، وهو: ” ألا نسأل عن أشياء إن تـُبـْد لنا تسؤنا” فلم نسأل، ولم يسؤنا شئ ودخلنا إلى فرنسا دون توقف أصلا، و كأننا عائدون من الهرم إلى المنيل، بل عندك، فأحيانا ما يكون الاختناق بين محافظتى القاهرة والجيزة (مازلنا سنة 1984) عبر خطوط التماس أصعب من كل حدود دولية.

ما كدنا نصير فى فرنسا- و الشك مازال يداخلنا- حتى رجحنا أنها قد تكون مونت كارلو، أو موناكو، و لست أدرى أيهما عاصمة الأخرى، فالأسهم تقول مونت كارلو ثم نيس، و الحكاية إتلخبطت، ولكن؟.. نحن مالنا؟، اختفت مظاهر الحدود، وها نحن فى فرنسا، و ليس من المناسب أن نرجع لنقول لهم: يا عم والنبى تمسكنى أحسن أكون مزوغا، بل إننا مكثنا فى فرنسا أطول مدة فى الرحلة كلها، وخرجنا منها دون أن يسألنا أحد شيئا أصلا، بل إننى لا أذكر أن جوازاتنا رأت الخاتم الفرنسى، لا فى الدخول، و لا فى الخروج. مما أكد لنا فى النهاية، أننا آخر تمام من حيث أهليتنا للأصدقاء الفرنسيين، وأبتسم حين تهاجمنى صيغة البيانات المشتركة بعد كل لقاء سياسى، لتعلن تماثل وجهات النظر فى كل الأمور فى كل لقاء سياسى بين القمم، ثم أبوك عند أخيك.

لم يبق على الغروب (بعد الثامنة مساء) إلا ساعة و بضع الساعة، و كنت أتمنى أن نصل إلى هذا المكان فى وقت أكثر تبكيرا؛ حتى أستطيع أن أترك الطريق السريعة إلى الطريق الوطنىة مخترقا القرى، مؤتنسا بالناس، إلا أن خشيتى من الظلام والمجهول جعلانى أرضى من الجمال بالبحر، وكنا قد نوينا- بناء على نصيحة زميل يعرف الحكاية – أن نقيم فى بلدة أصغر من نيس، و قبلها (فى اتجاه مونت كارلو). بلدة اسمها بو  ليو Beaulieu  والاسم يعنى: المكان/ البقعة الجميلة، فإذا عرفت أن اسمها بالكامل هوSur Mer  Beaulieu ،  أى المكان الجميل على البحر، فلابد أن ينطلق خيالك- مثلى- إلى احتمالات طروب، فما بالك إذا كانت أرخص- على زعم صديقنا الذى أوصى بها – فحدّث عن فرحة الأولاد وأيديهم على جيوبهم، قبل أن تكون عيونهم على البحر.

لست أدرى ما أصل علاقتى بحكاية الماء و الناس، و إن كنت قد أشرت إليها قبل ذلك فى بداية حكايتى مع السباحة و حماماتها، و لكنى أعرف أن للأمر أبعادا و أبعادا لاتصل إليها يقظة إدراكى بالدرجة التى تسمح لى أن أحكى عنها.

 أذكر تماما أن كل ما هو ماء… كان يجذبنى بمعنى أعمق من الشائع عن كلمة “يجذبنى”، معنى يكمن فى داخل برادة الحديد و هى تنظم نفسها فى المجال المغناطيسى، أكثر من المعنى الذى يشير إلى التصاقها الميكانيكى بجوار المغناطيس الحديد نفسه، كان هذا هى الحال على شاطئ ترعة العطف فى بلدنا، ثم على شاطئ النيل فى زفتى، ثم على شاطئ المتوسط فى الإسكندرية، ثم على كل شاطئ، و ما كان يمنعنى من أن أناجى الترعة فى بلدنا إلا أمران كانا يمثلان عندى- رغم الشوق والجذب، حاجزيْن طامسيْن، أولهما: حكاية الجنـّية (الندَّاهة) التى تظهر على شكل ” منديل جميل يغرى المار بالاقتراب منه لالتقاطه، وما إن يحاول الواحد أن يفعل حتى يبتعد المنديل رويدا رويدا، حتى تغوص القدمان فى الماء فلا يستطيع – الواحد- لهما خلاصا،  فتكشف الجنية عن وجهها وتسحبه إليها، إلى أين؟. لست أدرى، و الأمر الآخر هو أن ترعة “العطف” فى بلدنا كانت تأتى بالدور (ستة أيام كل ثمانية عشر يوما على ما أذكر)، و كنت أعتبر ذلك خيانة لى و أنا صغير، رغم أنى بعد ذلك عرفت أن حياة كل شئ هى فى هذه الدورات الحتمية، وأن الإنسان الحى هو الذى يواكبها لا يعاندها ولا يعارضها، أما حكاية البلهارسيا وما شابه، وأن نعطى ظهرنا للترعة فلم تخطر على بالنا أصلا، وحين كبرت حتى لم تعد تمنعنى عن محاورة الماء الجارى حكاية الجنية، خاصة، وجدت نفسى فى زفتا لمدة أربع سنوات (من سن7  إلى 11 سنة)، نخرج فى مركب بمجدافين كل خميس، وندفع قرشين فى الرحلة بحد أقصى شلنا لو كان الوقت غير محدود(باعتبار أننا سنتعب قبل انتهاء قيمة ما دفعنا)، ويحضرنى توْه بعيد:

ذات خميس، ونحن فى زفتا (1943)، خرجنا بالمركب و أردنا أن نستغل بالأجرة التى دفعناها أكبر وقتٍ ممكن. كنا خمسة، أكبرنا عنده 14 سنة و هو شقيق صديق أخى ثم أخى وصديقه (12 سنة : الاثنان)، ثم شخصى، أقل سنتين (عشرة سنوات)، وأخت صديقنا أصغر منا جميعا، و سرقنا الطمع لنأخذ أكبر الوقت بنفس الثمن، (مثلما فعلت مع العربة فى سان فرانسيسكو فيما بعد) حتى خيم علينا الليل ونحن فى اتجاه قناطر زفتى، مع احتمال الانحراف إلى الرياح التوفيقى على ما أذكر، و لم يكن ثَمَّ قمر، والغريب أننا لم ننزعج، حتى بعد أن نامت أصغرنا فى قاع القارب المبتل، و كلما زاد الليل حلكة اضطربت الآراء، وعلت الضحكات المغتصَبة المختلطة بالخوف و التربص، حتى قاربت الساعة العاشرة، وكان الوقت شتاء، و بلغَ بنا اليأس أننا تصورنا أنه لم يعد ثَمَّ شاطئ للنيل، لأننا كلما اتجهنا فى اتجاه ما بضعة أمتار بغية الوصول إلى أى موقع على الشاطئ، رُعبنا ظنا منا أننا نتجه خطأ، فنعود فى الاتجاه العكسى، وهكذا. وفى تلك اللحظة، أذكر أنى تصورت- يقينا – أن قوى خفية قد ألغت الشاطئ أصلا فلم يعد حولنا سوى ماء فى ماء الى ما لانهاية، واستسلمت لحظتها للمجهول، وأنا شامت فى كل صحبتى، معتمد عليهم لأنهم أكبر منى، وعليهم أن يحلوا الإشكال، مع أنى تصورت أنه إشكال بلا حل، ومع ذلك لم أخف جدا مثلهم، يستحيل أن نصل إلى أى هدف ما دامت الشواطئ قد اختفت نهائيا، داخلنى آنذاك شعور بالمساواة  فى العجز، و كأنى فرحت باللاحل الذى ساوى بين ضعفى صغيرا وحذقهم وادعائهم كبارا، فساوى بيننا فى الخيبة، لم يخطر على بالى أصلا أن ثَمَّ نهاراً قادماً فقد توقف الزمن عندى، كما ثبت المكان وتجمد. وحين سمعنا نداء باسم أكبرنا، تصورت أن أمورنا قد انكشفت للعالم الآخر حتى جاءت العفاريت يعرفوننا بالاسم، وهنا لم يصبح المجهول بالنسبة لى مجهولا، بل رُعبا آخر أيقظ – فجأة- حكاية الندَّاهة المنديل والجنية، والسؤال بلا جواب: ثم تخطفنا؟. نعم، ولكن إلى أين؟. هذا هو السؤال، وقبل أن أتمادى فى الرعب حتى الانزواء المرتعد المسحوق، تبينا أن الصوت الهاتف بنا، هو والد صديقنا الذى استأجر مركبا وجاء يبحث عنا بعد أن تأخرنا، والعجيب أننا تبينا أننا كنا على بعد عشرات الأمتار من “المردة” (الميِنِى ميناء!!)  التى كنا نريدها، ولا رياح توفيقى، ولا قناطر، ولا يحزنون.

……………….

………………..

ونواصل بقية الفصل الأسبوع القادم

ــــــــــــــــــــــــــ

[1] –  المقتطف من الترحال الأول: “الناس والطريق” الفصل الرابع: الحافة والبحر (الطبعة الأولى 2000)، وتتضمن ترحالات يحيى الرخاوى أيضا (الترحال الثانى: الموت والحنين ) و(الترحال الثالث: ذكر ما لا ينقال ) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة  الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

 

تعليق واحد

  1. المقتطف / فقد اعتدت أن يفاجئنى المألوف دائما أبدا مهما طال تكراره، حتى أننى أعتبر هذه المفاجأة المتجددة دليلا على طزاجة إدراكى، وهكذا لم أستطع فى كل دخلة وخرجة أن أطرد عن نفسى تجدد الشعور بالولادة، وإن إختلفت درجاته،

    التعليق / مولانا الحكيم ذلك هو شعور الدهشة الذى أيقظت فينا بحضرة علمك الإنتباه له …..
    جزاك الله عنا خيرا كثيرااااا

    مقتطف اخر / ولكننا نصوغ العالم فى حدود لحظات اليقظة المحدودة، ومجال الرؤية المتاح فيها، وهات يا تعصب، ويا مذاهب، ويا أديان…و… ويا حروب!!.

    التعليق / يالمحدودية ادراكنا من سعة لا حدود لها و يالها من حكمة يا مولانا الحكيم ، وحشتني يا مولانا رغم حضورك الذي لا يغيب عن وعيي ، و احن لمجلس أنت به …….
    و أتوجه بالرجاء لك يا دكتور محمد الرخاوي فى عمل لقاء منتظم تفاعلي لمناقشة عمل من أعمال مولانا مثل كتاب حكمة المجانين مثلا و ثلاثية روايته تباعا و غير هذا من فيض كتاباته الثرية
    شىء مثل هذه النشرات و لكن فى لقاء حي مش أون لاين يجمع تلاميذه و مريديه
    حول مأدبة حكمته و علمه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *