الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ترحالات يحيى الرخاوى الترحال الأول: “الناس والطريق” الفصل الخامس: أغنى واحد فى العالم (9)

ترحالات يحيى الرخاوى الترحال الأول: “الناس والطريق” الفصل الخامس: أغنى واحد فى العالم (9)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 27-12-2023

السنة السابعة عشر 

العدد: 5961 

ترحالات يحيى الرخاوى

الترحال الأول: “الناس والطريق” [1] 

الفصل الخامس:  أغنى واحد فى  العالم (9)

وغرقتُ فى سُحُب الدخاِن والشواءِ والكلام والعدمْ،

فرأيتهُ ُشطراً من الشعـِر انتظْم

حَسَدا جباناً مهْرباً من بُعْدِنـَا عنَّا،

أعدمتــُه بشراَ،

صيّرتُه رمزاً قتيلا بين أصداءِ النغمْ،

حـَرْفاً تقلَّبَ دامياً من وخز هزَّاتِ القلم.

السبت: أول سبتمبر 1984

………………..

………………..

أما الخبرة الأخرى التى تَعَرَّى فيها طفـلى، فقد كانت، ذات مساء آخر، فى سان فرانسيسكو أيضا، ولعله اليوم السابق مباشرة، لا حظنا ـ زوجتى وأنا ـ ونحن نتمشى مساء نبحث عن مكان هادئ أن شابا ألمانيا (هكذا رجحنا) عملاقا يقف أمام مطعم شديد التواضع، وقد لبس “شورتا”، وهو يعزف على عوده أنغاما جميلة، فتوقفنا نتأمله. ثم نظرنا فإذا مقاعد المطعم لاتتعدى بضعة عشر مقعدا، نصفها فى ممر ضيق، فدخلنا آملين فى الهدوء والطيبة، والصحبة المحدودة، وإذا بالفتاة المسئولة عن الخدمة، ذات العشرين ربيعا، ترعانى وزوجتى بأمومة أطيب، من أين تأتين بكل هذه الأمومة يا ابنتى؟ أمومة تدفعك  إلى أن تسلّم لها لتقبل التبنى دون استئذان. ثم يدخل الشاب العملاق العازف “ذو الشورت” فينضم إليه زميلاه ومعهم آلتان موسيقيتان لا أعرفهما، وتصدح الأنغام، ويبدو أن الأغنية كانت تتطلب المشاركة بطبيعتها، فأخذ الجميع يصفقون معها، إلا نحن، (زوجتى وأنا) فلاحظت أمّنا الشابة أننا كذلك، فدعتنا بالإشارة، فبدأنا نقدم يدا ونؤخر رِجلا. ثم اندمجنا ونحن مطمئنان إلى حالة كوننا جلوسا محترمين، إلا أن الرواد السبعة والمغنيين الثلاثة انتشوْا أكثر فأكثر وإذا بالراعية الأم تضع على رأسى ما أظن أنه كان قبعة، كذلك على رأس ـ ولا مؤاخذة ـ زوجتنا مثلها، فيزيد تصفيقنا علوا متشبثين بالكراسى أكثر فأكثر وكأنى أقول لهم كفى هذا، ربنا يخليكم، ولكن أبدا، ودهشت لأننا لم نكن لا فى عيد ميلاد، ولا فى عيد فقط ولا فى رأس السنة. ولا شىء، ليلة عادىة، وناس لا يعرفون بعضهم، وموسيقى، وطيبة، وعلانية. وبدا لى أننا أصبحنا ـ فجأة أسرة واحدة لا تجد أى مبرر للتعرف الشكلى، أو إجراءات الشهر العقارى، مجرد “ناس معاً”. ويقوم الجميع مع الموسيقى، بدعوة من الأم الشابة التى ترعانا معا، فلم أستطع الاعتذار أو حتى التلكؤ، فقمنا مع القائمين. وأنا نصفى فرح فرحة غير محسوبة، والنصف الآخر يدعو بالستر. واذا بنا ننتظم متماسكين فى طابور صغير متماسك يقطع الممر إلى خارج المطعم، فيلف لفة صغيرة فى حدود مترين على الطوار، والمارة يحيوننا، وبعضهم يشارك، ثم نعود ونكررها مرة أخرى ثم نجلس، دون أن تنهد الدنيا. وتفرح بنا الأم الشابة وترفع من على روؤسنا قبّعاتها مشجعة أن “برافو”، وكأنها قد أحست بالصعوبة التى عانيناها فاجتزناها بفضل أمومتها، وكأنها تشكرنا على أننا لم نستسلم لعنادنا، وبالتالى شاركـْـنا، فتجنبنا أن نكون نشازاً منفردا فى خضم أسرة التلقائية والصدفة والموسيقى والعالمية والود الطيب،

كدت أبكى حزنا فرِحا، أين معنى هذا (هكذا؟!!) من كل ما يجرى فى أروقة التعصب وميادين الحروب. لا… بل أين لنا نحن فى مصر من بعض “هذا”، أو بديل لـ “هذا”، أو مثل “هذا” أو فى اتجاه “هذا”، لا.. ليست بدعة غريبة ولا هو لهو غبى، كما أنه ليس اغترابا ذاهلا، أو خفة مرذولة، بل إنه من حق الإنسان أن يتواجد مع إنسان آخر دون شروط، ودون صفقات من إياها، ودون إذن، ودون إضرار، هذا حق كل إنسان، ما دام إنسانا شريفا معـلَنا ملتزما غير ضار، هذا ما حدث فى ساحة الاستعلامات، فى سان فرانسسكو وهو ما حدث فى المطعم الصغير هناك أيضا.

إن هذا ومثله وأطيب منه كان يحدث عندنا فى الموالد، وبعض الأعياد، وقد أشرت إلى مخيمات الموالد حول السيد البدوى أو سيدى عبد الرحيم القناوى. ولكن يبدو أن هذا كله مهدد بالانقراض حاليا،. وأتذكر النشاط الجميل الذى يتمثل فى حلقات الذكر التى يعقدها بعض محبى وأفراد بعض الطرق الصوفية فى بساطة وتلقائية، شاركتُ فى حلقات الذكر هذه علانية فى صباى،  ثم سرا بعد اشتغالى بتطبيب الناس، وكنت فى كل هذا ـ أمارس نوعاً من الأمانة التى تلزمنى ألا أحكم حكما حازما إلا بعد أن أشارك ولو بتذوق عينة.

 أشعر أننا نسير تجاه حضارة (أو: لاحضارة) يمكن أن تسمى “حضارة اللفظ والوصاية” نفعل ذلك، بدلا من أن نغامر باقتحام حضارة “الحركة والتكامل”، ونحن نمارس حضارة الخوف والجمود على حساب حضارة الطفولة والتلقائية.

كنا ننتظر الأراجيح من العيد إلى العيد، ونتنافس فى علوها أعلى القائم المستعرض، ويتحدى بعضنا بعضا: من الذى يمكن أن “ينطر” زميله الراكب قبالته وهو فى قمة ارتفاع الأرجوحة؟…. والآن.. لست أدرى، ننتظر فى العيد المسرحية التى ستعرض لمدة أربع ساعات، فأربع ساعات، القناة تلو القناة فى عز الظهر حتى منتصف الليل، وننام، مع أننا لم نكن إلا نائمين طول النهار.

نحن نقّبل أطفالنا بداخلنا وخارجنا على حد سواء.

وأنا أراجع هذه الطبعة الثانية  دخل علىّ طبيب شاب (امتياز تقريبا) يكتب شعرا جميلا وعميقا ،وتدرج الحديث إلى ما وصل إليه الفن من هبوط (على حد قوله) وإذا به يستشهد على درجة الهبوط بأغنية منعت تقريبا (أو فعلاً، لست أدرى) تقول ” بابا أبّح “، تغنيها مجموعة من الأطفال، وحين سألته عن سبب إعتراضه لم يجب، وحين سألته عن كلمات الأغنية لم يُجب، اكتفى بمط  شفتيه، ثم حصلتُ على هذه الأغنية الممنوعه (5 أغسطس2000) وسمعتها ووجدتها شديدة البراءة رائعة الطفولة ليس فيها حرفاً واحدا قبيحا أو خارجا، الألم الذى غمرنى هو أن المُعترض لم يكن شيخا متزمتا، أو والدا متخلفا، أو سلطة جبانة،  لكنه كان شابا (حوالى 25 سنة) شاعرا، وحـّرا من وجهة نظره (بما فى ذلك ما يتصوره من حرية التخلص من الالتزام الدينى). أشفقت عليه، وعلنيا، ورفضته جدا.  نحن نقتل الأطفال فينا. نحن جميعا يساريين ويمنيين، محافظين وثوارا نقتل الأطفال فينا بالوصاية والزيف والاستعلاء والغباء.

أنا منزعج من هذا الشاب الشاعر المثقف وهكذا يصنّف، أكثر من انزعاجى من فتوى بتحريم التصوير والغناء. غادرنا الأولاد، وقبلوا عذرنا عن عدم الاشتراك معهم ولم أقل لهم أننى لا أستطيع أن أتركهم يسرقونى بالطريقة ذاتها التى تمت فى الملاهى العملاقة فى أرض ديزنى، أو ساحة الاستعلامات فى سان فرانسيسكو، مع أسرة هاواى وصغيراتها، أو أمام المطعم الألمانى الصغير.

 هل لا بد من سرقة؟ ألا يجوز أن أسرق نفسى دون هذا الإستسلام المتغافل لمحركات خارجية تعرف الطريق إلى قوى الطفولة بداخلى؟ أهو حقى؟ أهو عدل؟ أهو ممكن؟ وحولى كل هذا الغباء والوصاية، أنا أحاول على أى حال، وليذهب الأولاد، وليتمتعوا، وليفرحوا ليسهـلوا من الآن طريق الداخل/ الخارج، وليتمتعوا بما قد لا يضطرهم إلى الاستنقاذ بلص شريف فى ملاهٍ عملاقة، يسرق لهم أطفالم من داخلهم حتى يساعدهم على أنفسهم مثلى.

 ذهب الأولاد، وعادوا، وحكوا، وضحكوا، ونسوا، وحمدوا، ونمنا، فأصبحنا.

الاثنين 3 سبتمبر 1984

اليوم نشد الرحال شرقا إلى مونت كارلو، مونت كارلو “البلد” هذه المرة، فقد أشرتُ فى الفصل الثالث إلى مونت كارلو المحطة!!، حين مررنا على مشارفها ليس إلا، و قد كان من أكبر محمسات هذه الزيارة أنها ستتيح لنا الفرصة لنمر على الأماكن ذاتها التى سبق أن عبرناها وأحببناها. وحين عبرنا بلدة “البقعة الجميلة فوق البحر” (بوليو سيرمير). ولمح الأولاد الفندق ذا الستائر الزرقاء الذى قضينا فيه أول ليلة وصولنا، جعلوا يحيونه، وكأنهم يحنون إلى جزء من وطن قديم، وكما تعلمت مؤخرا من ممارسة المشاركة فى تقديم أو مناقشة ندوات أدبية أن العمل الأدبى، الروائى خاصة، لا يصاحـَب إلا فى المرة الثانية. فقد تعلمت من تجوالى الرحلاتى، أن المرة الثانية (لا الثالثة) هى أثرى ما يثرى الوعى اليقظ بما يحيط به، وما يصل إليه. فى الأولى تتلاحق الرؤى، وتقتحم “المعلومات” كيانك بإيقاع “الاستكشاف” و “البلاغ”. وفى الثانية تستقبل من جديد ما كدت تعرف، فيلتقى الداخل بالخارج فى عناق إبداعى منعش، وتستطيع أن تنتقى أعمق، وأن تؤلف أعلى، و أن تترك اختيارا. ثم لعلك تحذر ـ معى ـ من المرة الثالثة، إلى ما لا عدد له.. حيث قد تتوارى الطزاجة والكشف فى التنظير والتأويل والحكم والوصاية.

دخلنا مونت كارلو، هكذا، نعم “هكذا” جدا،

 لاشئ إلا علامة ولافتة، وأهلا بكافة بالأجناس من كل مكان، جنبا إلى جنب مع ماهو فرنسى (أو مونت كارلوى). يا ناس، هذه هى فرنسا بالتمام والكمال. العملة، واللغة، والناس، والطباع، والمحلات، وكل شىء، كل شىء، إذن ماذا؟. وأحاول أن أصدق أن هذا بلد مستقل له سيادة، وأمير، وأميرة، وشعب، واقتصاد، وصدقت مرة، وكذبت مرة، وحين صدقت قلت لنفسى، ولماذا لا تكون بلدان العالم كلها كذلك، لا جيش، ولا حرب، ولا حدود ولا يحزنون، ما الذى يحمى هذا البلد “القرية” من الغيلان المحيطة؟ كلمة شرف؟ مجتمع عالمى؟ لماذا لا تجتاحها فرنسا، أو إيطاليا، أو إسرائيل، أو جنوب أفريقيا؟ وحين كنت أتمادى، كنت أفترض أنى فى جزء من فرنسا، لا أكثر ولا أقل، وما هذه المونت كارلو إلا بورسعيد فرنسا، بورسعيد4891، التى لا أعرفها، فأنا لم أذهب إليها ـ عمدا ـ منذ 1962، كان عزوفى فى البداية: احتجاجا على الاحتلال، ثم أصبح بعد ذلك احتجاجا على الحرية المشبوهة والتسوق الاغترابى، والملابس “البالة”، وقلت ـ بلا جدوى ـ أكف عن مقارنة عاجزة، وأكتفى بأن “أرى” وأتمعن ما أنا فيه الآن: فى مونت كارلو وجدنا بسهولة فائقة مكانا لانتظار السيارة (تصور؟!) واشترينا شيئا ما، من محل ما، لنختبر الأثمان، (وهذه وسيلة نستعملها لدراسة مقارنة للأسعار، نحدد صنفا بالذات، ثم نتابع ثمنه فى مختلف البلاد بعد تحويل العملة، والمسألة هنا سهلة إذ أنها العملة الفرنسية ذاتها)، ولم نجد فرق السعر كبيرا، ومضينا دون خريطة، هكذا مع الناس، وبدا لى أن أغلب الناس هنا مثلنا، لا يفعلون شيئا إلا أن يذهبوا  حيث يذهب الناس!!، وفى نهاية الشارع الرئيسى (هكذا خيل إلينا) وجدنا مدخلا إلى مصعد، تصورناه قصرا من قصور موناكو، فتلفتنا حولنا لنرى أى حارس، أو مُوجه، أو مرشد، أو مانع، أو بصاص، فلم نجد، فقرأنا اللافتة الموضحة لما هو، فإذا به مصعد عام، ينقلنا إلى أعلى حيث يمكن أن نتوجه إلى “الكازينو” أو “حديقة النباتات الغربية Jardin Exotique”. وتصورنا أن علينا أن نقطع “تذاكر… ما” إذ من غير المعقول أن يكون كل هذا الرخام والجمال والنظافة، هكذا، لاستعمال أمثالنا مجانا، لكن أبدا، وأخذنا نمشى فى الممر الرخامى أرضا وحوائط، ونحن لا نصدق، فنلمسها لنتأكد، ولم يكن فى الممر ـ على طوله ـ سوى اثنين أو أربعة غيرنا، حتى كدنا نشك فى صحة طريقنا، ونحن بلا خريطة ولا دليل، نعتمد على الناس، فأين الناس؟ ولم نتراجع؛ فاللافتة واضحة، ونحن فى حالة استكشاف دائم، خاصة وأن الهدف الأول قد أصبح ـ الآن ـ هو التأكد من أن استعمال هذه الرفاهية الملوكية، هو من حق عامة الناس أمثالنا، ممن هم ليسوا كذلك. (أو بتعبير أدق: ليسوا وجه ذلك). وجدنا أنفسنا داخل المصعد الذى هو مثل مقصورة الأحلام، عجبنا ـ للمرة الكذا بعد الألف ـ من فرط النظافة، والتقطت إحدى بناتى قصاصة لا تزيد عن عدة سنتيمترات، وكادت تخفيها فى حقيبتها حتى لاتشوه المكان. فهمتُ كيف أن النظافة تولـّد النظافة، والعكس صحيح، وصعدنا، تهدينا اللافتات إلى اتجاه حديقة النباتات الغريبة”.  قابلنا شابا يهبط شارعا صاعدا، وحقيبة ظهره تلهث وراءه، ولكنه سعيد بالنزول الطروب، فسألناه ـ لنتأكد ـ عن تلك الحديقة، فأشار إلى أعلى وهو يمضى فى طريقه، لكنى استزدته استفسارا: ” هل تستأهل”؟.” فابتسم متعجبا، ثم أكد شيئا ما، فى الأغلب يعنى أنها تستأهل، وجعلت أتعجب من سؤالى؟ وبأى مقياس؟ ولمن؟ ما أسخفنى. توكلنا على الله وجعلنا نصعد، ونصعد، لاتبدو للطريق نهاية. فنصعد، ولا يصبرنا على الصعود إلا يقيننا من أننا كما صعدنا سنهبط، ثم نصل إلى حيث ينبغى، ويفضل بعضنا عدم الدخول. ربما لارتفاع رسم الدخول نسبيا، وربما لأن “كله مثل كله”، فينتظروننا فى الخارج يملؤون العين بأبعاد مونت كارلو من أعلى،

يدخل الآخرون معنا إلى هذه الطبيعة الجديدة، فتُكلمنا الطبيعة بلغة متميزة أخرى، لغة تشعر فيها بالتحدى الجميل، ويختلط عندك التاريخ بالحياة الآنية، فهذه “الآثار” الحية تنعش وجدانى أكثر من حكايات مومياوات الملوك ومدافنهم. فأنا حين أشاهد آثار بلد ما أشعر أنى أشهد قدرة الإنسان على مجرد الخربشة على جدار الزمن، أما حين أشاهد فعل الطبيعة الحى المتحدى الآن، فإنى أشعر أننى أمام نموذج مكثف مختصر لتجليات الطبيعة وهى تقرض شعرا حيا ينبض، وقد جمع الإنسان فى هذه الحديقة، مجموعة من نبض النغم الأخضر، فنجح أن يتلاءم مع المبدع الأعظم. إذ أتقن تلحين هذه الصورة التى تعلن بعض تجليات الجمال الحى، فنصلى فرحا وحمدا إذ نقترب أكثر مما “هو” “هكذا” ـ وأبحث عن ذلك أو عن بعض ذلك فى وجوه صحبتى، فأجده قليلا أو كثيرا، وأتيقن من صدق رسائل الطبيعة إلى طبيعتنا، حتى لو عجزنا عن ترجمتها إلى مثل هذا الكلام الذى أكتبه الآن، شريطة أن نحتفظ بمسام وجودنا “سالكة” فكيف ذلك؟

ما زلت أذكر متحف الأحياء فى واشنطن والأرقام بآلاف السنين تحدد عمر هياكل الديناصور بالذات، وما زال منظر هيكل طفل ديناصور عالقاً فى ذهنى حيث لم أكن أحسب أن الديناصور يمكن أن يكون طفلا أصلا. وفى أمريكا بالذات، ناس تبحث عن تاريخها فى تاريخ الحياة، وهنا فى مونت كارلو يواكبون التاريخ مع نبات غريب عريق، ونحن أصحاب التاريخ نغطيه بما لا يليق…

 ولكن: أليس لكل شئ نهاية. فلم اليأس والسخط والنعابة؟ قف!!

………………

……………….

ونواصل بقية الفصل الأسبوع القادم

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] –  المقتطف من الترحال الأول: “الناس والطريق” الفصل الرابع: الحافة والبحر (الطبعة الأولى 2000)، وتتضمن ترحالات يحيى الرخاوى أيضا (الترحال الثانى: الموت والحنين ) و(الترحال الثالث: ذكر ما لا ينقال ) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة  الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *