اليوم السابع
الأثنين: 7-10-2013
تجديد الإيمان: من وحى كراسات تدريب “محفوظ”
.. ضمن قراءتى فى كراسات تدريب شيخى “نجيب محفوظ”، وهو يمرن يده المصابة للعودة للكتابة توقفت أمام الصفحة (108) بتاريخ 21/5/ 1995، عند فقرة كتب فيها “ويل للمصلين، ويل للكافرين، ويل للمؤمنين”، ولأنى أعرف عمق إيمانه وأتعلم منه ما أستطيع جاء فى قراءتى لها ما يلى :
“…. اعتدنا أن ننبه من يأخذ بعض النص ويترك بعضه فيفسد المعنى أو يعكسه تماما، ننبهه بأنه مثل الذى يقول: “لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ“، ولا يكمل “وَأَنْتُمْ سُكَارَى“، وكنت دائما أتذكر مع هذا الاستشهاد تلك الآية الكريمة الأخرى التى تقول: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ”، وأن حاكيها حين يتوقف عندها ولا يكمل “الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ” ، يكون قد وقع فى نفس المحظور، وحين رجعت إلى القرآن الكريم، تأكدت من أنهما آيتان متتاليتان لا تقعان فى آية واحدة (الماعون الآيتان: 4&5)، وتساءلت بينى وبين نفسى لماذا فصلت الآيتان والمعنى متصل جدا؟ وفرحت بما يمكن أن يصلنى أعمق.
العجب الذى حلّ هنا أغرب وأكثر تحديا لى حين قرأت ما كتبه شيخى بعد ذلك مباشرة أنه “ويل للكافرين” “ويل للمؤمنين“، طيب، ويل للكافرين لا تحتاج إلى تعليق: “اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ” (الآية2 سورة الحجرات). لكن لماذا “ويل للمؤمنين” وإليكم بعض ما خطر لى أنه كان فى عمق وعى شيخنا، والله أعلم:
أ- لعله كان يقصد المؤمنين الذين عليهم أن يجددوا إيمانهم فيؤمنوا كما خاطبهم القرآن الكريم قائلا: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ …..”، وبالتالى فإن على المؤمنين أن يزدادوا إيمانا دائما، أى لكى نكون مؤمنين حقا علينا أن نجدد إيماننا باستمرار، باستمرار، وإلا فالويل لنا.
ب – أو لعله كان ينبهنا ألا نطمئن إلى ما يخرج من أفواهنا، حتى يقر فى القلب ويصدقه العمل، “… الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ…” وإلا، فالويل لنا.
جـ – وهؤلاء يوازون تقريبا الأعراب الذين قالوا آمنا ولما يدخل الإيمان فى قلوبهم، فيفيقهم ربنا سبحانه ليواصلوا الطريق، ولا يكتفوا بإعلان إسلامهم، حتى يدخل الإيمان فى قلوبهم “قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ” فإن لم يواصلوا فالويل لهم .
د- أو لعله كان يشير إلى المؤمنين الذين لا يرجح إيمانهم بعد تذبذبهم مرارا بين الإيمان والكفر فى قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً” فويلٌ لهؤلاء فعلاً.
وبعد
حين رحت أنظر حولى هذه الأيام دعوت للإخوان (ولنفسى) أن نعلم أنه لا يكفى أن نعلن إسلامنا، (فما بالك لو نعلن أخْوَنـَتـَنا التى حلت محل إسلامنا)، ولا حتى أن نطمئن لإيماننا دون مراجعة وتوبة وحساب يومى، ولا أن نسلم لفتوى لا تقبلها عقولنا وقلوبنا، ولا أن نطيع أوامر تخرّب اقتصادنا، ولا أن ننفى خارج رحمة ربنا من لا يتفق معنا فى رأىٍ أو مذهبٍ أو حتى دين
فإن فعلنا، حتى ونحن نتصور أننا المؤمنون دون غيرنا، فالويل لنا
رحم الله شيخنا، وغفر لنا أجمعين.