الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الوحدة والتعدد فى التركيب البشرى(2) (القرين والجان داخلنا)

الوحدة والتعدد فى التركيب البشرى(2) (القرين والجان داخلنا)

“يوميا” الإنسان والتطور

1-12-2007

الوحدة والتعدد فى التركيب البشرى(2)

(القرين والجان داخلنا)

نأمل أن تكون قد أطلعت على الجزء الأول من هذه اللعبة يوم الأربعاء  28-11 (الوحدة والتعدد فى التركيب البشرى)

كما نأمل أن قد تكون قد حاولت لعب الخمس ألعاب المتبقية (6-10) التى قدمنا نصّفها فى آخر هذه الحلقة الأولى وهى التى سوف نعرضها اليوم.

وأيضا على الخمس ألعاب الأولى التى عرضناها فى تلك الحلقة “سر اللعبة”.

لمن لم يفعل هذا أو ذاك، ننصح بقراءة “يومية أمس” أولا، وهى التى أشرنا فيها كيف أن هذا المدخل (فكرة تعدد الذوات) يمكن أن يكون التمهيد المناسب للدخول إلى التعرف على الفصام.

وأن تحاول أن تجيب شفاهة أولا ثم كتابة على العشر لعبات، ثم تقرأ هذه الحلقة (أو رتِّب مداخلك كما تشاء).

اللعبة السادسة: طب لو أنا أكتر من واحد؟ يبقى مين فينا المسئول أنا شايف……….اللعبة السابعة: المسألة مش مسألة صراع ولا خناقة، المسألة إنى لو كتير يمكن……اللعبة الثامنة: يكونش الكتير اللى جوانا هو الجِنّ اللى بيقولوا بيلبس الناس، (مش الجن اللى فى القرآن) معنى كده بقى……..اللعبة التاسعة: أنا كده اتلخبطت، لكن يتهيألى ممكن أستفيد بإنى…………..اللعبة العاشرة: أنا نفسى الكتير اللى جوايا يتصالحوا مع بعض، بس مش على حساب..

المشاركون:

الأستاذة: أ. فوزية “أخصائية نفسية”

الدكتور: د. مروان “طبيب”

الأستاذة: أ. رجاء “وكيل وزارة سابقاً”

والأستاذ: أ. يوسف “محام”

الآن نعرض الاستجابات والمناقشة   (ويمكن مشاهدتها مباشرة “برنامج سر اللعبة”)

***

اللعبة السادسة: طب لو أنا أكتر من واحد؟ يبقى مين فينا المسئول أنا شايف……

اللعب:

م. فوزية: يا أستاذ يوسف طب لو أنا أكتر من واحده؟ يبقى مين فينا المسئول أنا شايفه “إن كلنا مسئولين”

أ.يوسف: يا دكتور يحيى طب لو أنا أكتر من واحد ؟ يبقى مين فينا المسئول أنا شايف “إن أحنا الاثنين مسئولين وكلنا مسئولين

د.يحيى: يا مدام رجاء طب لو أنا أكتر من واحد ؟ يبقى مين فينا المسئول أنا شايف “إنى أنا مسئول عنُّه وعَنّىً”

م. رجاء: يا دكتور مروان طب لو أنا أكتر من واحده ؟ يبقى مين فينا المسئول أنا شايفه “إن المسئولية مابتتجزأش”

د.مروان: عزيزى المشاهد طب لو أنا أكتر من واحد ؟ يبقى مين فينا المسئول أنا شايف “إنى مسئول عنكم كلكم”

المناقشه باختصار

أ.يوسف: أعتقد إنى أنا والمدام فوزية شفنا إن المسئولية من جوه، وفعلا أنا لما باتكلم عن أى حاجه مش واحد بس بيتكلم، أنا واللى جوايه مسئولين قدام اللى بيحصلنا عن نفسنا. شايف إن حضرتك ومدام رجاء ومروان إتكلمتواْ عن مسئولية قدام حاجة خارجية

 د.يحيى: عندك حق

م.فوزية: أنا حبيت أفرّق إيه اللى … من الخارج ما عرفتش، لقيت اللى طالع من جوايه

التعقيب الحالى:

 الخوف إننا إذا اعترفنا أن الواحد منا “كتير”، وأن هذا الـ “كتير” فيه الشرير وفيه الطيب، وفيه المجرم، وفيه الطفل العابث، وفيه الشيخ الحكيم، الخوف أن يكون هذا الاعتراف مدعاة لإلقاء اللوم على واحد من هؤلاء، فتصبح المسألة سائبة، فلا مسئولية. فيغلط أحدهم ثم يقول: عفوا سامح “طفلى”، وعندنا يقول الشباب أو أهل البلد: “جرى إيه!!! عيل وغلط”. (المنطق يقول إن هذا التخلى عن المسئولية قد يمتد – ولو لا شعوريا – من المعاملات إلى المسئولية القانونية أو المهنية ..إلخ, فكيف ظهر هذا الاحتمال من هذه اللعبة؟

أجمع الجميع على أنهم مسؤولون معا (هم ومَنْ بداخلهم) عن كل شئ، مسئولون عن الواحد وعن الكتير، بل وعن الآخرين أيضا. كنت أحسب أن سهولة الاعتراف بأن فى كل واحد منا كثيرين، هو نوع من الاستسهال لتجنب اللوم أو التخلى عن المسئولية تبين لنا العكس: قالت م. فوزية أن “كلنا مسؤولين:، وقال  يوسف “إن احنا الاثنين مسئولين”، فى حين قالت م. رجاء “أنا شايفة إن المسؤولية ما بتتجزأشى، وقال د. يحيى أنا مسؤول عنه وعنى”، ثم د.  مروان: قال أنا مسؤول عنهم كلهم.

هكذا بعدت مخاوفى، وتحمل الجميع مسئولية الجميع!!!       أما التطبيق العملى فلا أستطيع أن أجزم به، المهم أن النفس البشرية تبدو قادرة على التعدد دون التخلى عن المسئولية الشاملة، أما القانون فهو ينظم الظاهر فقط.

***

اللعبة السابعة: المسألة مش مسأله صراع ولا خناقه، المسألة إنى لو كتير يمكن.

اللعب:

م.فوزية: يا مدام رجاء المسألة مش مسألة صراع ولا خناقة، المسألة إنى لو كتير يمكن “أنا أبقى أقوى مما أنا دلوقتى ..”

م. رجاء: يا دكتور مروان المسألة مش مسأله صراع ولا خناقة، المسألة إنى لو كتير يمكن “المشكلة مش حانقدر نحدد مين اللى فى المشكلة”

د.مروان: يا دكتور يحيى المسألة مش مسألة صراع ولا خناقة، المسألة إنى لو كتير يمكن “هاحِبّكواْ”

د.يحيى: يا أستاذ يوسف المسألة مش مسألة صراع ولا خناقة، المسألة إنى لو كتير يمكن “يعطلواْ بعض”

أ.يوسف: عزيزى المشاهد المسألة مش مسألة صراع ولا خناقة ، المسألة إنى لو كتير يمكن “مش حاعرف أسيطر عليهم”

المناقشه باختصار

أ.يوسف:عاوز بس ألعب تانى

د.يحيى: إتفضل على فكرة، مسموح

أ.يوسف: يا د.مروان المسألة مش مسألة صراع ولا خناقة، المسألة إنى لو كتير أنا أحب أشوفهم علشان أدى لكل واحد حقه

م.فوزية: هاتقدر؟

أ. يوسف: المسألة مش مسأله صراع ولا خناقه ، المسألة إنى لو كتير عاوز أصاحبهم بس شوية أشوفهم علشان اصاحبهم حتى لومش هاديهم حقهم

د.يحيى: أستاذ يوسف عمل حاجة جيدة ..، إن هو لعب ثلاث مرات وفى كل مرة كان بيمد إيده على منطقه غير اللى قبلها.

التعقيب الحالى:

شاعت مسألة الصراع هذه من منطلق التحليل النفسى التقليدى، وكأن الأصل هو أن نتصارع مع داخلنا، وألا ينتهى هذا الصراع إلا بانتصار أحد الأطراف على الآخر، الخير على الشر،الالتزام الأخلاقى – حتى لو كان مسطحا – على الغرائز، وهكذا. إلا أن اللعبة أظهرت غير ذلك.

 إن كثرة الشخوص بداخلنا لا يتبعها ما هو صراع حتما، فماذا هى من واقع الاستجابات ؟

قال د. مروان “يمكن أحبهم كلهم!!

وقال أ. يوسف: يمكن ما اعرفشى أسيطر عليهم،

 وقالت م رجاء: يمكن أصاحبهم حتى لو ما اديتهومشى حقهم،

 فى حين قالت مدام فوزية: “يمكن أبقى انا أقوى من كده،

 أما د. يحيى فقال:  يمكن يعطلوا بعض.

لقد كررنا الاستجابات حتى يظهر جليا أن ما شاع عن أن مجرد وجود أكثر من كيان مختلف عن الكيان الآخر داخلنا معناه أن ثْمَّ صراعاً محتمل أو قائما ولا بد من حلّه حتى نصبح أصحاء!! إن هذه الفكرة الشائعة التى روجها فكر التحليل النفسى التقليدى – أو سوء فهمه – ينبغى أن تـُراجع. إنهم يربـُّـوننا وكأن بـداخلنا وحشا ينبغى أن نروّضه، أو شيطانا ينبغى أن نتخلص منه طول الوقت [1]

 تثبت هذه اللعبة – أو تقترح – أن ذلك ليس الأصل،

 التلقائية التى استجاب بها المتطوعون أظهرت كيف أن التركيب البشرى أجمل وأسهل من هذه الإشاعات التى روجتها أساليب الترهيب والترغيب والتفكير الاستقطابى وبعض التحليل النفسى. نلاحظ كيف أن هذه الكثرة داخلنا جدا:

أعطت أ. فوزية قوة،

 وسمحت للدكتور مروان أن يحبهم جميعا،

 وجعلت أ. رجاء تحاول أن تحدد،

  أما أ.يوسف فتجهز للسيطرة (لا للقهر) وأعلن ضمنا – كما أتصور – أنه لن يستطيع، وكأنه يفوت لهم سرا،

ثم جاء دور، د. يحيى ليعلن حذره من التنافس العشوائى بين ذواته حتى الإعاقة.

كل ذلك يشير إلى أن محاولة التصالح بين الذوات – بدرجات مختلفة – هو الاحتمال الأرجح،

 وأن الاعتراف بهذه الكثرة قد يدل على القوة والرحابة والاستيعاب واحتمال العدل.

***

اللعبة الثامنة: يكونش الكتير اللى جوانا هو الجن اللى بيقولوا بيلبس الناس، (مش الجن اللى فى القرآن) [2] معنى كده بقى ……..

اللعب:

م. رجاء: يا دكتور مروان يكونش الكتير اللى جوانا هو الجن اللى بيقولواْ بيلبس الناس، (مش الجن اللى فى القرآن) معنى كده بقى “إن شخصيتنا مزدوجة”

د.مروان: يا دكتور يحيى يكونش الكتير اللى جوانا هوّا الجن اللى بيقولواْ بيلبس الناس، (مش الجن اللى فى القرآن) معنى كده بقى “إنى أنا لازم أبعد عنه”

 د.يحيى: يا مدام فوزية يكونش الكتير اللى جوانا هو الجن اللى بيقولواْ بيلبس الناس، (مش الجن اللى فى القرآن) معنى كده بقى “أن حل المسألة دى أن أحنا نقبل الجن الى جوانا بدل مانستسلم للتفسير الخارجى اللى يخلينا سلبيين …”

م.فوزية: يا أستاذ يوسف يكونش الكتير اللى جوانا هو الجن اللى بيقولواْ بيلبس الناس، (مش الجن اللى فى القرآن) معنى كده بقى “إنى أنا مجموعه من الجنيات”

أ.يوسف: عزيزى المشاهد يكونش الكتير اللى جوانا هو الجن اللى بيقولواْ بيلبس الناس، (مش الجن اللى فى القرآن) معنى كده بقى “هايتنيه جن طول ما أنا مابطلعوش بره”

المناقشة باختصار

د.يحيى: أنا شاكر جداً هو الفكره هنا بقى مهمه خالص فى ماعدا  تحفظ بسيط على الدكتور مروان، مادام جوانا طلع كتير وطلع ست وراجل وعيال، وصاحبناهم ونظمناها وبقينا احنا مسئولين، فين الجن بقى هذه اللعبة وهذه الفصلة دى تمثل ليا رساله للناس والوعى وللدكاتره على فكره إن قبول هذا التعدد حايلغى التسليم للجن والضرب وقلة الأدب [3]

 أنا بتكلم على إن الدكاتره لما مبيعترفوش بالكتره ديه ويجى شوية الدجالين والمشايخ يقولوا إن فيه جن .هما بيقروا حقيقه إحنا بننكرها على نفسنا، لكنها ليست جن، دى هى التعدد اللى أحنا عشناه بكل هذه السلاسه والوضوح، أدى وظيفة الإيجابية يبقى مش معنى كده إن احنا بنعترف بالجن اللى بيلبس، يبقى أنا ملبوس بالطفل اللى جوايا يبقى أنا ملبوس بالست اللى جوايا من غير ما تبقى جن ولا حاجة خالص، وملبوس ليه لأنى ما إدتهاش مشروعية علشان كده لما نتصالح، لما نعترف، لا هاتبقى جن ولا هاتبقى أخر منفصل.

د.مروان: وأنا بقول هوده اللى كان فى دماغى عايز أبعد عن الكلام ده مش عن الجن مش عن اللى جوايا

د.يحيى: هايحل اللى جوانا محل الجن

د.مروان: مش الجن نفسه

د.يحيى: أيوه؟

د.مروان: عن الكلام ده

د.يحيى: تحب تلعبها تانى

د.مروان: اه

د.يحيى: إتفضل

د.مروان: الجمله تانى بس

د.يحيى: يكونش الكتير اللى جوانا هو الجن اللى بيقولواْ بيلبس الناس

د.مروان: إيه اللى حاكمل بعدها

د.يحيى:  معنى كده بقى

د.مروان: إلى أ.يوسف:- يكونش الجن  الكتير اللى جوانا هو الجن اللى بيقولواْ بيلبس الناس، معنى كده بقى  إن الكلام ده غلط

د.يحيى: أيوه كده ، كده إتفقنا

التعقيب الحالى:

صيغت بداية هذه اللعبة [4] كاحتمال (يكونشى)، ربما صاغها المسؤول ليستدرج المتطوعين إلى موافقته على فرضه، ثم إن صيغة اللعبة لم تقرر أنها تقصد الجن عامة، بل قصرت الاحتمال على أنه الجن إللى بيقولوا عليه بيلبس الناس، حتى لا يشمل الجن الذى نزل فى القرآن الكريم، تجنبا لمناقشات فرعية، حتى أن اللعبة لم تقرر أنه “إللى بيلبس الناس، وإنما “إللى بيقولوا إنه بيلبس الناس” (أخذت بالك؟) نحن نتعامل مع ما جاء فى نص اللعبة. اتفقنا؟ (برجاء عدم الخروج عن الموضوع).

 نستمع إلى الاستجابات:

 يبدو أن المشاركين كانوا أقل حماسا لقبول الفكرة فيما عدا د. يحيى الذى قلبها درسا دون أن يدرى “.معنى كده إن حل المسألة ديه إن احنا نقبل الجن اللى جوانا بدل ما نستسلم له غصبن عنا

 أما د.مروان، فقد تجنب الأمر من بابه “معنى كده بقى إنى لازم أبعد عنه

جاءت استجابة يوسف تجنبه المواجهة أيضا: “معنى كده إنى أخليه جوه ما اطلعوش برة”، أما م.فوزية فهى الوحيدة التى اعترفت بسهولة بإيجابية الاحتمال، فقالت: “معنى كده بقى إنى أنا مجموعة من الجنيات”، أما مدام رجاء: “معنى كده بقى إن شخصيتنا مزدوجة”.

الخلاصة أن الفكرة لم تُقْبل بالسهولة التى ربما أرادها واضع اللعبة، والتى شرحها بما يشبه الدرس فى استجابته، والتى تلكأ معظم المشاركين فى قبولها، ففى ماعدا مدام فوزية، تراجعت م.رجاء عن العدد الكثير الذين فى الداخل إلى “ازدواج الشخصية”، كما بدا أن الأغلبية يزوغون من قبول الاحتمال، هل ياترى لغرابة الفرض؟ أم لأن ثقافة الدين الشعبى تلزمهم – دون أن يدروا – بالتحفظ على الفكرة.

نؤجل شرح الفرض ودعمه للتعقيب الختامى.

***

اللعبة التاسعة: أنا كده اتلخبطت، لكن يتهيألى ممكن أستفيد بإنى …………

اللعب:

د.مروان: يا دكتور يحيى أنا كده اتلخبطت، لكن يتهيألى ممكن أستفيد بإنى “شوفت حاجات كتيره ماكنتش شايفها جوايا”

 د.يحيى: يا مدام رجاء أنا كده اتلخبطت، لكن يتهيألى ممكن أستفيد بأنى “الحاجات اللى كانت بتخوفنى إنى أوصلها للناس علم أو تفسير للخرافه واجب عليا أبحث عن اللغه القادره على توصيلها بدل ماتكون خناقه وشتيمه متبادله بين الطرفين”

م.رجاء: يا مدام فوزية أنا كده اتلخبطت، لكن يتهيألى ممكن أستفيد بأنى اللخبطة وضحت لى امور ممكن أتعايش معاها”

م.فوزية: يا أستاذ يوسف أنا كده اتلخبطت، لكن يتهيألى ممكن أستفيد بأنى “مش خايفة”

أ.يوسف: عزيزى المشاهد أنا كده اتلخبطت، لكن يتهيألى ممكن أستفيد بأنى “ماخجلش منهم وأشوفهم شويه وأتصالح معاهم شوية ويمكن أعمل حاجه كويسة”

المناقشة باختصار

 د.يحيى: عاوز أعرف منكم إذا كان أحنا الخمسة بعد ما اعترفنا باللخبطه واعترفنا بالتعدد والراجل أعترف بالست جواه والست أعترفت بالراجل اللى جواها، والطفل (برضه) على فكره مارضيتش أقول العواجيز اللى جوانا أنا عجوز بس اللى جوايا يمكن يكون أعجز منى . أنا كنت باطرح السؤال: ليه الناس فى المجتمع العام ما بيقربوش من المنطقه دى

م.فوزية: أنا مالى بالناس ، الزنقه اللى أنا فيها دلوقتى والخوف اللى أنا كنت جايا بيه أتونس بيكم، فاضطريت إن اللى جوايا أبقى معاه ويبقى معايا أنا شايفه إن الناس صعبه جداً يتخيلوا بنفسهم، يشوفواْ ده اويتعرفواْ عليه ويصاحبوه.

أ.يوسف: أنا متصور إذا كان مجتمعنا عفوا أذا كنت هاقول كلمه نظريه يعنى بيتهيألى إن ديه فى أى مجتمعات مش هايبقى فيه فرصه أن الواحد يعرف يشوف البنى أدم بحق وحقيقى، بالإضافة إلى أن هنا أكتر بحق وحقيقى …. إنما أنا شايف ده بيدعونى لأحترام البنى آدم قوى، الواحد يعرف يبص فيه ويقعد يشوفه كويس أوى قبل ما يقول أى كلمه عليه

 د.يحيى: يا أستاذ يوسف هو خطر فى بالى حاجة وأنت بتكلم  إذا كان فيه صعوبة فى عمل علاقة حقيقية بين أثنين أنا وأنت آمّال لمّا انت تبقى 5 ، وأنا 12 أو17 حاتبقى الصعوبة أكتر ولا أسهل؟ هاتسهل علاقتنا ولا حاتصعبها؟

أ.يوسف: أنا رأيى الحقيقة إنها تدعواْ الى الاحترام أوّلا للبنى آدم، إنما أعتقد إنها هاتصعب العلاقات

م.فوزية: معلش أنت مابتتعاملش بالجزء ولكن بالكل، مابتتعاملش معاه بحته منك ده إحساسى وبيتهيألى كده

 د.يحيى: وانت بتتكلم خطر فى بالى إنك هاتصعبها، لما سمعنا دلوقتى مدام فوزية هى بتسهل قبول هذا الكل إنما فى نهاية النهاية القبول ده بيخليك أكثر سلاسة، بيسهل، إنت برضه بتتعامل مع واحد قبلْ الكتير، دى حاجة جميلة جدا أنك تروح مريح وموسع الوعى إنما فى النهاية تبقى المحصله زى ما قالت الأستاذة فوزية واحد.

التعقيب الحالى:

بعد هذه المفاجأة التى قلبت التسليم بأن كل واحد منا كتير إلى احتمال تفسير ما يشاع عن لبس  الجن، يبدو أن  واضع اللعبة افترض أن الأمور هكذا تحتاج توضيح ما حدث من “لخبطة”، ربما لأن حشر لعبة الجن فى الوسط هكذا كاد يفتح باب التراجع أن الواحد منا “كتير”، لكن أبدا ، لم يتراجع أحد:

قال د. مروان:…. ممكن أستفيد بإنى شفت حاجات كثير ما كنتش شايفها، أما م. رجاء فكانت أكثر استيعابا لمدى الفائدة بصفة عامة:” … ممكن أستفيد بإن اللى حصل ده وضحت لى أمور ممكن أتعايش معاها”، واستمرت م فوزية فى مزيد من الاطمئنان: “ممكن أستفيد بإنى بقيت  مش خايفة. نفس التصالح بدا فى رد يوسف “…ممكن أستفيد بإن ما اخجلشى منهم، أشوفهم شوية، أتصالح شوية، يمكن أعمل حاجة كويسة.  أما د. يحيى فقد تمادى فى “الدرس والتدريس!!” قائلا: ممكن أستفيد بإن الحاجات إللى بتوصلنى من العلم .. واجب علىّ أبحث عن اللغة القادرة على توصيلها للناس بدل ماتبقى خناقه.

***

اللعبة العاشرة: أنا نفسى الكتير الى جوايا يتصالحواْ مع بعض، بس مش على حساب ..

اللعب:

د.مروان: يا مدام رجاء أنا نفسى الكتير الى جوايا يتصالحواْ مع بعض، بس مش على حساب “أن حد فيهم يظلم الثانى”

م.رجاء: يا مدام فوزية أنا نفسى الكتير الى جوايا يتصالحواْ مع بعض، بس مش على حساب “كرامتى”

م.فوزية: يا دكتور يحيى أنا نفسى الكتير الى جوايا يتصالحواْ مع بعض، بس مش على حساب “الناس اللى باتعامل معاهم بره”

 د.يحيى: يا أستاذ يوسف أنا نفسى الكتير الى جوايا يتصالحواْ مع بعض، بس مش على حساب “الآخرين”

أ.يوسف: عزيزى المشاهد أنا نفسى الكتير الى جوايا يتصالحواْ مع بعض، بس مش على حساب “عقلى”

المناقشه باختصار

م.فوزية: أنا حاسة من اللعبة الأخيرة إن لو الكثير اللى جوايا اتصاحبتْ معاهم فعلاً …. مش على حساب الناس اللى بره بيتهيألى إن فى يوم ما، مش حايبقى فى مشكلة فى المجتمع ولا فى الناس ولا فى البيت مش هايبقى فيه مشكلة

أ.يوسف: أنا الحقيقية فرحان شوية

أ.رجاء: اللى وصلنى إن ممكن الإنسان برضه لازم يقعد مع نفسه شوية، ويحاول يتحاور مع الناس الكتير اللى جواه، برضه علشان الأمور تتضح قصاده

 د.يحيى: أنا اللى وصلنى يا مدام رجاء إن حضرتك محتفظه بطفولتك وشبابك بشكل جميل جداً من كل الألعاب

د.مروان: إن ال10 ألعاب دول كشفوا للواحد سِنّه بسِنّه شاف كل اللى جواه

 د.يحيى: أنا وصلنى زى ما أنا قلت فى الأول خالص إن هذه الحقائق البسيطة حين تَشَجَّعْنَا فى ظروف طيبة إن إحنا نتعرى كده، طلع أنها أكثر واقعية من كركبة اللاشعور والخوف ووصاية المنطق ووصاية الرمز وحاجات كده فيها شكل مباشر، وأنا برضه زى ما أ. يوسف قال أنا فرحان.

التعقيب الحالى:

بدءًاً من الوعى الشعبى: قلنا إن بداخل كل رجل منا كيان امرأة، وداخل كل امرأة كيان رجل، (حين يقع أحدهم على الأرض تهتف أمه: ..اسم النبى حارسك وضامنك وقعت على أختك، تحت الأرض، أحسن منك) يمتد هذا الحدس الشعبى لقبول نقيضنا داخلنا حين نلاحظ أن تداوى بعض المسلمين بالذهاب للكنائس، وتداوى بعض المسيحيين بالذهاب إلى الشيوخ (وليس للمساجد عادة)، هذا إقرار شعبى آخر بأن “الضد” كامن فينا، وأنه يحتاج للإلقرار والقبول.

 فإذا انتقلنا إلى مستوى المس بالجان, أو لبس الجان، ثم التداوى باستخراجه (دع جانبا الآن التداوى بالقرآن، لأنه ليس مرادفا للتداوى بإخراج الجان أو مصالحته)، فنرصد بعض ما يلى من مشاهدات:

1- عادةً يتم تلبس  الجان فى الظلام

2- كان قديما يعتقد أهل الريف أن المرحاض (وكان بلا ضوء

 وبلا ماء أحيانا) هو مسكن الشياطين، وهو مكان الجان المفضل.

3- كذلك كانت البيوت المهجورة

4- يُعلن اللبس بالجان فى حالات  كثيرة من أهمها الإصابة الجسدية، وبالذات إصابات الرأس، أو أية صدمات فيها رعب مفاجئ شديد، حبذا لو صاحبها غياب عن الوعى مهما قصرت مدته، ولو ثوان أو بعد صدمة عاطفية، أو بعد ارتكاب ذنب كبير، أو بعد اشتراك فى حديث هرطقة هزلا أو جدا، أو بعد قهر ترهيبى وعظى تأثيمى شديد، أو فى مواجهة موقف مثير لم يكتمل، كل هذه الأحداث هى ما نسميها فى الطب النفسى صدمات يمكن أن ترسّب، تهيِّر، فيظهر ما يسمى انشقاق الوعى، وهذا تعبير تقليدى يستعمل  باعتبار أن الوعى واحد يمكن أن ينشق إلى شقين أو أكثر،

 أما من المنظور الذى  نقدمه هنا، فهو نوع من تعدد مستويات الوعى معا، أى أن الذى ظهر بديلا أو مواكبا هو وعى آخر، واحد من هذا الكثير فينا، يقفز إلى الظاهر إما كبديل، وإما ليحل معه، وهو ما يسميه العامة “يلبسه”.

يعترف الوعى الشعبى بكل ذلك لكنه يسميه باسم آخر هو “الجان” (مرة أخرى وهو ليس بالضرورة الذى ذكر فى القرآن الكريم)،

 الوعى الشعبى لا يخطئ فيما يراه على طول الخط، لكنه يخطئ فى التفاصيل، وكل المصائب لا تأتى إلا من التفاصيل،

 الحس الشعبى يعتبر هذا الذى يلبسنا هو من خارجنا تماما، وهو يسميه جانا، هو يفعل ذلك ببساطة لأنه يستشعر حقيقة التعدد التى لا يعايشها الأطباء ولا المجتمع المبرمج أحاديا واستقطابا بالإقرار والاحترام الكافيين.

 موقف الوعى الشعبى أقرب إلى الحقيقة الماثلة فينا التى تقرها النظريات القائلة بالتعدد،

 يستتبع ذلك أن العلاج الشعبى الذى يقر هذه الحقيقة، “التعدد”، يكون أقرب إلى المتعالجين، ثم هات يا مصائب من خلال تسمية “ذوات” الداخل “بالجان”، ثم وضعها فى الخارج (إسقاطا)، وبالتالى نعود فنستقبلها وهى تأتى من الخارج منقضّة، لا تنبسط من الداخل منسلخة أو مُتَعتْعةْ.

 يواجه الحدس الشعبى ثم الحس الشعبى ثم العلاج الشعبى هذا التعدد الذى انفلت (عكس ما حدث فى اللعبة) بالاعتراف أولا، ثم يتعامل معه بطرق مختلفة منها:

(1) الاستجابة لطلبات هذ الكيان المنسى الذى انتهزها فرصة وقفز خارجنا أو علينا، فيحضر له ديكا أبيض بلا علامة، أو حلية كان نِفْس البنت فيها، وعادة  يتقاسم الشيخ الغنائم.

(2) وقد يواجهه بالنهر أو بالضرب (الذى قد تفلت جرعته حتى تصل إلى القتل) بقصد الطرد، وهو ما يساهم فى الإسهام فى إعادة كبته تحت مستوى الوعى السائد الظاهر القائم،

(3) وقد يُعاَمل فى بعض الأحيان بالنصب أو بالمضاجعة الفعلية لفتاة أو امرأة محرومة.

قد تنجح بعض هذه الأساليب فى إرجاع الحال “كما كُنت”، أى إدخال الذى خرج من الداخل إلى حيث كان.

    أو قد يتم التصالح بعقد صفقة – غير معلنة – بأن يُعترف – بلا قصد معلن-  لهذا الداخل بالوجود فى الحلم.

البديل العلاجى (التطبيبى)

تكاد تتم كل ما يقابل هذه الخطوات فى العلاج الجمعى الذى يعترف بتعدد الذوات باستثناء الضرب والمضاجعة طبعا، كل الحكاية أن ما يسمى جانا يسمى باسم المريض نفسه أو باسم يختاره المريض، وأحيانا – فى السيكودراما- تسمى ذات الداخل باسم أنثى للذكر، زكية للمريض محمود مثلا، إذا كانت السيكودراما تسمح بذلك، فى هذا العلاج الجمعى يتم تحضير (لتمثل) هذه  الذات الأخرى “هنا والآن” – تمثيلا – (من داخلنا نحن)، وتسمى حسب  السياق كما ذكرنا،

 ثم إن الأدوار تُتَبادل فى وعى كامل، فيتكلم المريض – واعيا فى الدراما- مرة باسمه، ومرة باسم الذات الأخرى، ويلعب دور كل منهما مع نفسه أو مع أحد أفراد المجموعة أو مع المجموعة ككل، ليس هذا فحسب، بل إن المرضى (والمعالجين) الذين ليس عندهم أية شبهة لانطلاق هذا التعدد،  يدعون للمشاركة بتصور التعدد من خلال لعبة علاجية مثل تلك التى قدمناها حالا، أو بغير ذلك من الأساليب.

الخلاصة

إذن فثمة رؤية بديلة يمكن أن نواجه بها التحليل النفسى التقليدى على ناحية، حتى لا يختزلنا إلى شعور ولاشعور، وميكانزمات وعقد، كما نواجه بها الاختزال الكيميائى الطبى الذى يحوّل الإنسان إلى مجموعة من المركبات الكيميائية التى تنقص أو تزيد فيظهر هذاالمرض ويختفى بتعويض الناقص أو معادلة الزائد،

هى محاولة احترام مدخل آخر ربما يكون أبسط، وفى نفس أقدرعلى تقديم تركيب حيوى لمفهوم الإنسان، فى طبيعته النابضة الحيوية المتعددة، أملا فى احترام التبادل (الحلم) والنمو (الإبداع) من خلال  قبول هذا التعدد، وإطلاقه إلى وعوده (الفطرة).

[1] – يذكرنا هذا بقول نيتشه: إحذر وأنت تتخلص من الشيطان بداخلك أن تتخلص من أفضل ما هو فيك.

[2] – يلاحظ أن هذه الجملة الاعتراضية التوضيحية قد أضيفت توقيا من أن تقفز الدفاعات للخلط والتداخل بمجرد ذكر كلمة “جن” مع إهمال السياق، فقد اعتدنا أن يكون الرد الانعكاسى لذكر كلمة “الجن”، لكن “الجن”، أتذكر فى القرآنبعيداً عن السياق الذى ذكرت فيه.

[3] – تذكرة بأن البرنامج يذاع للناس من القناة الثقافية، فله وظيفة تنويرية أو وقائية.

[4] – وكان هذا ما يشغلنى وأنا أعدها ليكون الموضوع الرئيسى اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *