الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / المصريون والأسطورة

المصريون والأسطورة

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 7-12-2015

السنة التاسعة

 العدد: 3020

اعتذار: أعتذر اليوم وغدًا عن مواصلة تقديم حالة “محمد” (“طربقها”: “دلوقتى”: “فركشنى”: “نفسية”: “عبد الله”..الخ) لظرف خاص بالحالة، وأيضا خاص بحالتى شخصيا، وبدلا من ذلك سوف أقدم حوارين أجريتهما مؤخرا لعل فيهما ما يفيد:

 اليوم عن المصريين والأسطورة.

 وغدًا: “متنوعات” عن التدريس بالعربية وذكاء الطفل المصرى، وأشياء خاصة أخرى.

عذرا، وشكرا

المصريون والأسطورة (1)

1- لماذا  يعد المصريون أرضا خصبة لتصديق الاساطير والخرافات؟

د. يحيى:

 قبل الإجابة على مثل هذا السؤال علينا أن نقوم بتعريف ماذا نعنى بكلمة أسطورة، وماذا نعنى بكلمة خرافة، إن المبادرة بالفهم السلبى لهذه أو تلك، وأيضا الخلط بينهما يجعل من أى حديث عن هذه أو تلك مجرد إشاعة أو انطباع قد يضر ولا ينفع، الأسطورة هى التاريخ الشعبى العريق المكتوب فى وعى الناس، عامة الناس، أو كل الناس، والخرافة هى أسطورة تم تحويرها والتزيد عليها والانتقاص منها والتدخل فيها حتى اختفى منها الحس التاريخى، وربما الدرس والتعريف بما تريد، حتى اصبحت أكثر سطحية وأقل عمقا، فهى سلبية بالمقارنة بالأسطورة، وهناك فرق بين الأسطورة الشعبية، والأسطورة الشخصية، فالأسطورة الشعبية نابعة من الوعى الجمعى، ومتناقلة بين الأجيال، أما الأسطورة الشخصية فهى تكمن فى عمق وعى الشخص، وبما أنى لا أميل إلى استعمال كلمة اللاوعى، فإننى أقول إنها المنظومة الكامنة فى كل منا، وهى التى يسعى كل واحد منا لتحقيقها ونقلها من العمق إلى أرض الواقع دون أن يدرى غالبا، وهو لا ينجح عادة إلا بدرجات محدودة، وخير من يمثلها فى أدبنا المعاصر هو “إبن فطومة” كما صوره نجيب محفوظ فى روايته الرائعة المسماة “رحلة ابن فطومة”، وأشهر من يمثلها فى أدب الغرب هو “الشاب”  فى رواية السيميائى أو ساحر الصحراء تأليف: باولو كويلهو (وقد قمت بدراسة مقارنة بين الروايتين ونشرت فى دورية نجيب محفوظ النقدية فى العدد الثانى ديسمبر 2009 بعنوان: “الأسطورة الذاتية: بين سعى كويلهو، وكدْح محفوظ”) أما القيمة الإيجابية لحضور الأسطورة فى الوعى الجمعى، فخير من قدمها هو جوزيف كامبل فى كتابه “سلطان الأسطورة”، وقد قدمت نقدا له فى ندوة جمعية الطب النفسى التطورى بتاريخ نوفمبر 2002، وبالتالى فأنا أتحفظ على شكل السؤال، وعلى كثير من الأسئلة التالية لأنها تميل إلى تناول المفهوم السلبى الشائع عن الأسطورة دون غيره.

2- ما التفسير العلمى لاقتناع المصريين بالحكايات والقصص الخيالية والأسطورية؟

د. يحيى:

العلم ليس وصيا على الأسطورة حتى يقوم بتفسيرها العلمى أو بتفسير اقتناع الناس مصريين وغير مصريين بها، فالعلم منظومة معرفية تعملقت مؤخرا حتى تقدست وأصبحت “أيديولوجيا” ومؤسسة فوقية، وبهذا صار العلم أقرب إلى أساطير مصنوعة جاثمة، يٌستعمل كثير منها لخدمة أصحاب السطلة والمال، والدراسات الأحدث تحاول تحطيم هذا الصنم ومن ذلك دراسات روبرت  شدراك فى كتابه ” ضلال العلم” أى  Delusion of Science وهذا هو الاسم الذى نشر به فى إنجلترا، ولم يجرؤ الناشر الأمريكى أن ينشره بنفس الاسم، فسماه “تحرير العلم ” Science gets Free ، وهذا نفاق للقارئ الأمريكى الذى يتعامل مع العلم باهظ التكلفة كأنه منظومة مقدسة مصنوعة، فى حين أن تعرية ما صار إليه هذا العلم السلطوى الذى أصبح أسطورة أخبث قد تثبت أن كثيرا منه له أغراض بعيدة عن العلم.

3-هل هذه الاساطير تؤثر على تشكيل الفكر المجتمعى وتؤثر على النشء ام لا؟

د. يحيى:

طبعا هى تؤثر، وتوجد أساطير أحدث تؤثر إيجابيا جدا على الأطفال وهى الأساطير التى تتعامل مع وعى الطفل وتنشط خيال إبداعه مثل ما يرد منها فى مجلة ميكى، وفى المقابل توجد فى مجلات أخرى للأطفال تسطيح ماسخ لما يشبه الأساطير وهو لا يرتقى لكونه كذلك لأنه يقوم بتسطيح وعى الطفل بتقديم قصص وصور تافهة، كلها نصائح ودعوة لاكتساب أخلاق ظاهرية، مثل الملحق المسمى “فارس” الذى صدر حديثا ملحقا لجريدة الأخبار يوم الجمعة، وأيضا مثل كثير ممايرد فى مجلة علاء الدين وما أشبه، فآلة الزمن فى ميكى، ومفاجآت عبقرينو، وحيل الساحرة سونيا، فيها اساطير رائعة تقوم بتفعيل الوعى الكامن وتصالح الطفل على داخله وتنمى إبداعه.

ثم خذ عندك برامج الأطفال الرائعة التى يقدمها الغرب بكل ألعاب وإبداع وإنجازات التكنولوجيا الأحدث، فتفتح الآفاق للأطفال والكبار على حد سواء، وبالمقابل أيضا نجد أن أغلب برامج الأطفال عندنا تشجب الوعى الشعبى والوعى الأعمق على أنه غير معقول وينبغى على الطفل أن يتخلص منه وينكره، فيمسحون من مخه كل البرامج الفطرية الأصيلة، ويجهضون كل حركية إبداعية ويقدمون النصائح الماسخة.

4- ما مقومات المزاج المصرى وهل هناك فارق بين النخبة والعامة فى التعامل مع الأساطير والخرافات؟

د. يحيى:

 لا يمكن الحكم على المزاج المصرى هكذا دفعة واحدة ووصف مقوماته مجتمعا، وقد وصلنى من نص السؤال ما يشير ضمنا إلى أن ثم فرقا بين مزاج النخبة ومزاج العامة ، ولو فيما يتعلق بالأسطورة، وفى رأيى أن العامة أصدق وأقرب وأجهز للتعامل مع الأسطورة، أما النخبة فهى تختلف حسب مدى تعصبها لفكر جاهز، وعلم سلطوى، واستعلاء عقلانى، على أن هناك من النخبة من يعرف قيمة وفعل الأسطورة فى التاريخ وفى الوعى العام، وإليك هذا المقتطف من فراس السوَّاح حين يقول: الأسطورة حكاية مقدسة، يؤمن أهل الثقافة التي أنتجتها بصحة وصدق أحداثها. فهي، والحالة هذه، سجلٌّ لما حدث في الماضي وأدَّى إلى الأوضاع الحالية والشروط الراهنة. وهذا ما يعقد صلة قوية بين الميثولوجيا والتاريخ، باعتبارهما ناتجان ثقافيان ينشآن عن النوازع والتوجُّهات ذاتها.

5- ما أبزر وأشهر الأساطير التى تسيطر على عقول المصريين؟

د. يحيى:

 لا يوجد حصر إحصائى دقيق للرد على هذا السؤال، فالهلالية (سيرة ابى زيد الهلالى) أكثر انتشارا فى الصعيد وهى السيرة التى بذل فيها جهدا رائعا الراحل العظيم الأبنودى: جهدا مثابرا واقعيا موضوعيا يفوق أعمال بعض الأكاديميين، هذه الملحمة تصل أحيانا إلى قوة الأسطورة وعمقها وتنتشر انتشارها، وحضورها فى وعى ثقافة الصعيد غير حضورها وغير وضعها فى وجه بحرى مثلا، وكذلك فإن أساطير الحواديت فى القرى من أول “النداهة” حتى” أبو رجل مسلوخة” مرورا بأمنا الغولة، وست الحسن والجمال، غير أساطير عم دهب وعبقرينوا  وحيل الساحرة سونيا فى ميكى فإننا نتوقع أن يكون لها رنينا خاصا لمن تتاح لهم فرص متابعتها أيا كان موقعهم الجغرافى.

6-هل التعليم أو الثقافة العامة لهما دور فى توجيه المصريين لتصديق الأساطير والخرافات؟

د. يحيى:

هذا يتوقف على نظام التعليم وفلسفته، فالتعليم التحفيظى والتلقينى يمسح مخ الطفل والشاب حتى لا يبقى فيه إلى بعض المعلومات القشرية، والتاريخ الملىء بالأكاذيب المطبوعة، أما إذا وجد تعليم يحرك الدماغ وهو يعيد بناء نفسه فيحافظ على التفكير النقدى الاستنتاجى الذى يكتسبه الطفل منذ سن السادسة، ويكرم خياله، وينمى إبداعه، فهو ينتهى به إلى موقف نقدى يميز به بين الأسطورة والتاريخ والخرافة، ويعرف العلاقة الإيجابية بينها، وأيضا يتعرف على العلاقة المتداخلة المختلطة بينها أيضا.

7-هل يمكن تحديد فارق علمى بين الأسطورة والخرافة؟

د. يحيى:

 أعتقد أن الإجابة جاءت ضمنا فى الرد على السؤال الأول

8-ألا ترى أن مقولة ” المصرى متدين بطبعه”، و”الطفل المصرى أذكى طفل فى العالم” من الأساطير؟

 د. يحيى:

 لا هذه ولا تلك تعد من الأساطير، الأولى تعبير دفاعى لا يصف التدين الشعبى الذى هو اقرب إلى الإيمان وإلى الفطرة وهو الذى ينبغى أن نصف به الشعب المصرى أما تعبير أن الشعب المصرى شعب متدين بطبعه فهو تعبير يستعمل سياسيا من غلاة المتعصبين لأغراض خبيثة، وأيضا يستعمل أحيانا للقهر ودعم قيود الحركة والإبداع، فأين الأسطورة فى هذا وذاك،

 أما حكاية الطفل المصرى أذكى فهذا فخر تعويضى على غير أساس، وعلينا أن نعتبرها كذبة قومية غبية وليست أسطورة، اللهم إذا قامت هيئة محايدة من دول متفرقة ببحث مقارن حول العالم.

9-هل هناك علاقة بين الأسطورة والدين؟

د. يحيى:

 طبعا توجد علاقة، ولكن هذا لا يعنى أن الدين أسطورة، فالدين طريق إلى الإيمان وهو طريق كشف متجدد، وإبداع كادح ، وجهاد ناقد، وكل هذا هو من أساسيات المعرفة الأعمق حتى من العلم، واتهام الدين أنه من أساطير الأولين هو اتهام سقط بالتاريخ، وهذا لا يعنى أن أساطير الأولين كلها مرفوضة، لكنها تظل أساطير الأولين، ولا ترتقى إلى فاعلية الدين الصحيح نحو الإيمان الحقيقى ودوره الإبداعى والحضارى.

10-هل يحتاج المصريون إلى تأهيل أخلاقى وتعليمى ليتخلصوا من العيوب التاريخية ؟

د. يحيى:

 علينا أولا أن نحدد ما هى العيوب التاريخية المقصودة فى السؤال، ثم وصف العيوب بأنها تاريخية هو وصف أيضا يحتاج إلى إعادة نظر، ثم إن الحديث عن الأسطورة وإدراج هذا السؤال فى هذا الحديث عنها، يوحى بأن السائل يعتبر الإيمان بالأسطورة من العيوب الأخلاقية ، وهذ خطأ بحت.

11- ما العوامل التى يمكن من خلالها القضاء على الايمان بالاساطير و الخرافات؟

د. يحيى:

 نفس التحفظ الوارد فى الإجابة السابقة لو سمحتِ، إن مجرد فكرة القضاء على الإيمان بالأساطير تكاد عندى تصل إلى الاعتداء الصارخ على الوعى الشعبى، وعلى التاريخ، وعلى جذور الإيمان، وعلى عمق الوجود البشرى غير الظاهر وغير الخاضع للعقل المنطقى المتحذلق الذى أصبح خادما للقيم المستوردة والمميكنة التى أصبحت فى خدمة المؤسسات المالية المستغلة تحت زعم أن كل ما يخالفها هو تخلف وخرافة وهذا كله يمثل إغارة خطيرة على الثقافات المغايرة دون وجه حق.

 12- تتوقع متى يمكن ان ينتهى الايمان بالخرافات من حياة المصريين؟ وهل سيكون بشكل نهائى؟

د. يحيى:

هذا سؤال آخر فى نفس التوجه الذى أتحفظ عليه، ذلك أن المحاولة العمياء للقضاء على ما يسمى الإيمان بالخرافات هو بمثابة نزع جذور الوعى الشعبى، وإنكار لتراكم التطور الإبداعى لصنع الحضارة عبر التاريخ، حتى لو سادت ما تسمى الخرافة بعض مراحله، فما بالك إذا كان السؤال يوحى بطلب وسيلة للعمل على أن يكون الانتهاء نهائيا؟ إن معنى ذلك هو إبادة تاريخ هذا الشعب ونزع جذوره.

13- برأيك ما سر إقبال المصريين على المشعوذين والدجالين اكثر من غيرهم؟

د. يحيى:

ليس كل ما يسمى الطب الشعبى يقوم به مشعوذون ودجالون، صحيح أن الأغلبية قد يكون كذلك، وهذا قد يرجع جزئيا إلى ضيق أفق الطب التقليدى وسجنه فى حدود نتائج المعامل ووصاية شركات الأدوية مما أدى إلى اختزال المهنة الطبية إلى ما يخدم أموال هذه الشركات، فَتَقَزَّمَ الطب الأصلى والحقيقى، ومن ثَمَّ لجأ الناس هروبا من هذا الطب التقليدى الباهظ التكاليف، إلى من يحترمون الوعى الكلى لعامة الناس حتى لو استغلوهم بالشعوذة والسرقة، ولا بد من ثورة معرفية وأخلاقية فى مجال الطب التقليدى حتى يعود لأداء دوره الحقيقى لاستعادة هارمونية الصحة للأفراد والمجتمع، بكل الوسائل الطبيعية والايمانية والسلوكية والدوائية معا.

14- من واقع خبرتك العملية هل هناك امراض نفسيه ناتجه عن اعتناق الاساطير و الخرافات وما ابرز الحالات التى عالجتها فى هذا الامر؟

 د. يحيى:

الاعتقاد بلبس الجان يعتبر جزءً لا يتجزأ من الوعى الشعبى عامة، وهو يمثل بعض جوانب الخرافة، أكثر من انتمائه إلى الأسطورة، وأحسب أنه ليس أقل من ثلث من يضطربون نفسيا يضعون هذا الاحتمال فى الاعتبار ، وأنا عادة أحاول أن اقوم بترجمة هذه المعتقدات إلى أقرب لغة حيوية بيونفسية فأترجم ما يسمى التلبس بالجان على أنها حضور حالة من حالات الذات أو حالات العقل منفصلة عن واحدية النفس، وبالتالى أحاول مع المريض التعامل معها على أرض الواقع من حيث أنها جزء ناشز من التركيب البشرى يمكن إرجاعه إلى نغمة متسقة مع لحن الصحة الأساسى، وذلك من خلال أساليب علاجية متنوعة منها مثلا السيكودراما وغير ذلك.

15- هل المستوى التعليمى يؤثر على مدى إيمان الشخص بالأساطير و الخرافات ام انه ليس له علاقه؟

د. يحيى:

الاعتقاد بلبس الجان الذى ذكرناه حالا كمثال هو وراد فى كل الطبقات وفى كل المستويات الثقافية وفى مختلف الطبقات الاجتماعية، وبالتالى يكون الرد أن الطبقات الأدنى والشعبية ليست هى الأكثر إيمانا بالخرافة كما يشاع، ثم إن هناك أساطير مستحدثة لا تسمى كذلك، لكننى شخصيا اعتبرها خرافات خبيثة، وذلك مثل الترويج لنوع من الحرية الملتبسة لاستغلال الشعوب الأضعف، أو مثل بعض تشويهات ما يسمى حقوق الإنسان التى يصل تحيزها وبعدها عن الواقع إلى درجة الخرافة المستعملة لصالح الاستغلال واستعمار وعى المستضعفين والتابعين.

16-هل تخويف الاباء لأطفالهم فى مرحلة الطفولة باساطير خرافية لإطاعة اوامرهم يؤثر على شخصية الاطفال؟ على سبيل المثال “خلص الاكل عشان ابورجل مسلوخه او العفريت مياكلكش”؟

د. يحيى:

أولا: إن استعمال هذا الأسلوب التبريرى الذى وصل فى المثل الذى جاء فى السؤال للتشجيع على مزيد من الأكل بعد الشبع هو استعمال خاطئ من عدة أوجه، ثم إنه خطأ أقبح لأنه نابع من كذب سخيف، وليس لأنه يستشهد بالأسطورة.

ثانياً: هذا الذى ورد فى السؤال عن ابو رجل مسلوخة أو العفريت ليس إلا تفعيلا لحقائق بيولوجية وتطورية كامنة فى الوعى الأعمق للبشر، وهى كذلك منذ الطفولة، وحين يصيغها الحس الشعبى والأدب الشعبى فى حواديت تبدو مرعبة فهى مرعبة للكبار أكثر، وهى واصفة لوعى الأطفال الأعمق، ويتوقف الأثر السلبى أو الإيجابى ليس على مجرد حكيها أو الاستشهاد بها، وإنما على طريقة استعمالها أما للترهيب وأما لتوسيع الخيال، فأمنا الغولة مثلا هى من أساسيات التركيب الطفلى عند مدرسة تحليل نفسى مشهورة هى مدرسة ميلانى كلاين الانجليزية عن “العلاقة بالموضوع”، وهذه المدرسة تقر وجود أمنا الغولة داخل الأطفال (وداخلنا) وتتعامل مع أصلها العلمى الذى يقال له “صورة الأم السيئة” Bad Mother Figure، ويمكن الرجوع إلى إجابة السؤال رقم “14” لمزيد من الإيضاح.

 17-هل مكان اقامة المواطن سواء فى الحضر او الريف يؤثر على مدى ايمانه بالاساطير حيث نرى أنهم فى الاقاليم اكثر ايمانا باسطورة “النداهه” على سبيل المثال؟

د. يحيى:

هذا صحيح بالنسبة للنداهة بوجه خاص لأنها متعلقة بالترعة، وبظهور منديل غامض على سطح ماء الترعة تختفى تحته النداهة، فهذا أمر وراد فى الريف والحواديت الريفية، ومصدر مثل هذا الخيال غير متاح فى المدينة، لكن أصبح يوجد الآن ما هو بديل أخطر للإرعاب والتخويف، وهو من صلب الواقع بعد تراجع منظومات القيم الإيجابية،  (أعنى ظهور حكايات واقعية وليست أسطورية أو خيالية عن الخطف، والاقتحام، والتثبيت، وطلب الفدية، وكل هذا ليس أساطير لكنه واقع أبشع من أى أسطورة).

18-هل الايمان بالاساطير ظاهره عامة فى مصر فقط أم فى العديد من الدول؟

د. يحيى:

قلت إن الإيمان بالأساطير هو ظاهرة إنسانية تاريخية عامة، لكن يختلف محتواها فى كل ثقافة عن الأخرى وفى كل قومية عن الأخرى باختلاف الشعوب والأصول والثقافات، كذلك يختلف مدى احترامها وطريقة توظيفها والقدرة على استيعابها والاستفادة منها.

[1] – نشر الحديث بجريدة فيتو وأجرى الحوار الأستاذة: سارة قنديل  بتاريخ 2-11-201

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *