الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / العربجى “النمر” والشارع: غابة الكر والفرّ

العربجى “النمر” والشارع: غابة الكر والفرّ

“نشرة” الإنسان والتطور

3-12-2008

السنة الثانية

العدد: 460

 

الحلقة الثانية:

 

(سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى أو التدريبى).

 

العلاقة بالموضوع والقدرات المعرفية (2)

العربجى “النمر” والشارع: غابة الكر والفرّ

الفروض والخلفية النظرية والمقابلة مع المريض

أولاً: تمهيد نظرى:

كثر الحديث بشكل عام، وفى الطب النفسى (والعلوم النفسية) بشكل خاص، عن ما يسمى “العلاقة بالموضوع”. أصل المصطلح باللغة الإنجليزية هو “”Object Relation ، وللأسف، فإن الترجمة إلى العربية ليست كافية، لأن كلمة “الموضوع” فى اللغة العربية لا تشمل – تلقائيا- ما يعنيه التعبير بالإنجليزية، حين نقول “الموضوع” بالعربية لا نعنى فى المقام الأول “الآخر الإنسانى”، تصور أن رجلا يحب “موضوعاً” (هو حبيبته) أو أن أمَّا تعتبر ابنها “موضوعها” وليس “ضناها”.

 أعترف بصراحة أننى لم أجد باللغة العربية ما يحدد ماهية الموضوع بَشَراَ أو غير ذلك، تصورت أن أقْرب ما يمكن أن يقترب بنا من المفهوم الذى يحمله التعبير بالانجليزية هو “العلاقة بالآخر”، لكن الموضوع ليس هو فقط “الآخر” البشرى!!

المسألة ليست مجرد صعوبة فى اختيار اللفظ المناسب بالعربية، ذلك أن الموضوع هو “ما ليس الذات”، فمع بداية التمييز بين ما هو “أنا Me ، وما هو “ليس أنا” Not me تبدأ العلاقة بالموضوع، ويتدرج التمييز بشكل مضطرد مع تقدم عملية النمو، وقد تنطمس الحدود بين الذات والموضوع مع زيادة التحوصل على الذات وتنامى الإسقاط، حتى ينقلب العالم ليصبح “كما نراه”، وليس “كما هو”.

أهمية العلاقة بالموضوع – بالنسبة لتنظيرى- ليست فقط فى التمييز بين حضور الموضوع “خارجنا” أم “نتيجة لإسقاطاتنا”، وإنما هى أساسا ترتبط بأنه: إذا وجد موضوع “حقيقى” فى مواجهة الوعى، فإنه يصبح المجال المناسب لاحتواء الطاقة الحيوية التى تنطلق منا لنشحن بها العالم الخارجى، هذا الشحن المتجدد المتبادل حالة كون الموضوع “بشراً” آخر، هو الذى يجعل الموضوع يقوم “بهذا الدور النمائى الحوارى الضرورى، لكن ما كُلُّ “موضوع” يقوم بهذا الدور، اللهم إلا إذا سار النمو مساراً جدليا صحيحا.

فى هذه الأحوال (مسار النمو الجدلى) يمكن أن نحدد بعض معالم ما هو “موضوع” على الوجه التالى:

الموضوع هو “كيان” قائم “خارجك“، هو: ليس أنت Not you،

الموضوع هو وجود له معنى ودلالة تفيدان شيئا ما،

هو كيان تستطيع أن تعمل معه علاقة،

 وأن تشحنه بطاقة حيوية،

 وأن تتحقق من خلاله، باستمرار،

 كما يفعل هو نفس الشىء، إن كان بشرا مثلك،

وتأكيدا لهذه المعالم نضيف:

1-   أن يكون “ليس أنت”، (تماما).

2-   أن يكون خارجك، خارجا عنك، خارج حدود “مساحتك الذاتية” Subjective Space .

3-   أن تكون له معالم ما (ليست محددة بالضرورة).

4-   أن تتواصل بينه وبينك حركة ذهاب وإياب، اقتراب وابتعاد، حضور وغياب، معظم الوقت.

5-   أن يتكون له ما يمثله داخل وعيك

6-   أن يتغير استقبالك له بتغيرك (وبالعكس)

لكن الموضوع يظل موضوعاً أيضا إذا لم يتحقق كل ذلك، أو أغلب ذلك،

 فإذا توقف النمو، أو ارتد إلى مرحلة سابقة تستلزم تنشيط موقف “الكر والفر” مثلا (الموقف البارنوى) فإن الموضوع يحتد، ويقوم بوظيفته بكفاءة دفاعية ليست بالضرورة نمائية كما هو الحال فى هذه الحالة.

ثانياً: المدخل إلى الفرض: 

عم عبد الغفار، اشتغل عربجيا فى القاهرة وضواحيها منذ سن العاشرة، ثم عمل عربجيا مستقلا بمجرد  أن سُمِحَ له بذلك، ربما فى الخامسة عشر، وظل يعمل حتى سن 73 .

من البداية، كان الشارع بناسه وحركته وكرّه وفره وهو على حصانه يحمل بضاعته، هو الموضوع الأول، وربما الأخير، أما المواضيع البشرية مثل أمه القوية المتحيزة التى دللته، وزوجتة الطيبة (تزوجها فى سن 13) التى استعملها، ثم أولاده الذين استقلوا الواحد تلو الآخر، فقد كانت مواضيع تأتى فى المقام التالى، إن حضرت أصلاً فى وعيه بما هى.

لم يتردد عم عبد الغفار فى مواصلة تحريك وعيه بالحشيش، والبيرة، لكنه لم يستسلم لأى من ذلك تعودا خطيرا أو إدمانا، وكان يعود بعد التحريك إلى نفس موقف الكر والفر الذى تدعمه حركته الدائبة فوق عربته وراء حصانه فى الشارع الغابة، كانت علاقته بايمانه الخاص راسخة، أما علاقته بتدينه فكانت علاقة انتقائية، بلا شعور بالذنب أو ملاحقة التحريم والترهيب.

الفرض:

“لم يكن فى مقدور عم عبد الغفار أن يأخذ الموضوع الأساسى “الشارع: الكر والفر” بأى هامشية أو تقريبية أو تماس، وإلا فهو الهلاك فى شوارع القاهرة، الغابة، وظل يقظا سليما منطلقا شجاعا محتجا (حتى ضد المجتمع كما رأت الزميلة ووصفت شخصيته) وحين حيل بينه وبين هذا الموضوع الأساسى بالذات (أى حين اضطر للتقاعد من كثرة المخالفات)، ولم تكن هناك مواضيع حقيقية أخرى من الناس الناس.

هذه الموضوعات الحادة المزاحمة المهددة المراوغة المتحدية (الشارع) حافظت على يقظة مشاعره، وحضور ذاكراته، وقدرته على التواصل مع مواضيعه المحددة”، فلما انقطعت هذه الحركة فى غابة الشارع، لم تسعفه علاقته بالموضوع البشرى الخاص (أسرته أساسا)، فتحرك داخله يملأ الفراغ، ومن ثَمّ المرض.

ثالثاً المقابلة:

إتفضل يا عم عبد الغفار اتفضل هنا، أنا متأسف جداً، سامحنى، لأن حصل غلطة، الدكتورة ساندرا جابتك وأنا قلت لك إستنى ورجّعتك، ماكنتش شوفتها، كانت وراك أنا قلت لك إستنى لما الدكاترة ييجوا، كانوا بيمضوا علشان حضور وبتاع زى الأفنديه الموظفين كده، فكنا مستنينهم، بس سامحنى معلش.

د.يحيى: أنا إسمى يحيي، وانا عرفت إسمك من الدكتورة ساندرا

عم عبد الغفار: أهلاً وسهلاً

د.يحيى: إسمى الدكتور يحيي

عم عبد الغفار: أهلاً وسهلاً

د.يحيى: دكتور كبير شوية، زى ما انت شايف كده، وأنا قاعد مع الدكاترة الصغيرين زملاتى وولادى وبناتى زى ما انت شايف، وبناخد وندى علشان نعرف العيانين أكتر، وعلشان نتعلم، واخد بال حضرتك

عم عبد الغفار: أيوه

د.يحيى: واللى نتعلمه نتمنى يبقى لصالحك ولصالح اللى زيك، وصلك الكلام بتاعى

عم عبد الغفار: أيوه

د.يحيى: يا رب يخليك علشان كده شايف الكاميرات دى بنصور الحكايه دى علشان نتعلم ونراجع التعليم، مش عشان التليفزيونات اللى فى البيوت. ولازم نستأذنك

عم عبد الغفار: الله يكرمك

د.يحيى: موافق ولا مش موافق على حاجتين: الأول إنك انت تتكلم قدام الناس دول مش بس قدام ساندرا، وبعد كده إن احنا نصور علشان حكايه التعليم والعلم والكلام ده موافق؟

عم عبد الغفار: موافق

د.يحيى: شكراً جزيلاً، طيب عارف الدكتوره دى

عم عبد الغفار: أيوه

د.يحيى: إسمها أيه أنا ما باسمعش أوى علِّى صوتك سنّه

عم عبد الغفار: سمر

د.يحيى: يا راجل تقعد معاك ساعات ماتعرفش اسمها صح…. طب ما تعرفش إسمى ماشى، إنما البنت الحلوه دى لأه، لكن قول لى هى حلوة صحيح

عم عبد الغفار: أميرة وبنت حلال

د.يحيى: هو أنا باسألك على أخلاقها، بقولك حلوة؟

عم عبد الغفار: أميره وبنت حلال

د.يحيى: يا عم عبد الغفار يا متربى يا مؤدب، الدكتورة دى حلوة ولا مش حلوة 

عم عبد الغفار: حلوه وأميرة

د.يحيى: حلوه وأميرة احنا نأجل أميرة دلوقتى، هى حلوة ولا مش حلوة

عم عبد الغفار: حلوة

د.يحيى: يا رب يخليك يا عم عبد الغفار، أنا لسه كنت بقولهم إن أول لما حد يجي فى العيادة عندى ما أنا عندى عيادة بفلوس وبتاع

عم عبد الغفار: طبعاً

د.يحيى: ليه “طبعاً”؟ باين علىّ؟ المهم أنا أول لما حد ييجي لى من الجماعة الكبار اللى زى حضرتك يا عم عبد الغفار أبوس إيده، تحصلى البركة، إذا كانت ست كبيرة أقولها إنت كنتى زمان قمر، واروح مكمّل: ودلوقتى أحلى، يروح وشها ينوّر مهما كان سنها،.. طيب قبل ما حضرتك تيجي هنا، ولا بلاش، أقولك حضرتك مش لازم ما احنا من دور بعض تقريباً

عم عبد الغفار: أنا عندى 84 سنة مواليد 25

د.يحيى: وأنا من مواليد 33 يبقى عندى كام سنة إذا كنت ناصح أنا من مواليد 1933 يبقى عندى كام سنة

عم عبد الغفار: يبقى 8 سنين

د.يحيى: 8 آه! طلعوا 8 سنين صحيح، 8 من 83 يبقى كام يا عم عبد الغفار؟

عم عبد الغفار: إحسب أنت بقى

د.يحيى: احسبها حاضر، أنا عندى 75 سنه، يعنى احنا من دور بعض، لكن بس أنت برضه الكبير

عم عبد الغفار: أيوه

د.يحيى: طيب بعد ما الدكتوره سمر، أقولك اسمها بحق وحقيقى على شرط ما تنساش زى ما نسيت اسمى دلوقتى يا عم عبد الغفار، بالذمة ده ينفع، طب اسمى إيه؟

عم عبد الغفار: أنا مش فاكر

د.يحيى: ماعلش، هوّا أنا ما استهلشى إنك تفتكرنى، ولا استاهل

عم عبد الغفار: تستاهل

د.يحيى: إمال نسيته ليه، حاقولك اسمى تانى، ولو نسيته يبقى أنا ما استهلش إنك تفتكرنى،  مش حاقدر أكمل معاك كده يا عم عبد الغفار بالود  اللى بدينا بيه ده، وانت ميت فُل كده، إنت عارف إنك زمان كنت حليوة ولحد دلوقتى، وكان الحريم مبسوطين منك، وكلام من ده، مش كده ولا إيه؟

عم عبد الغفار: الله يكرمك

د.يحيى: هو أنا بامدحك!! ده أنا باسألك يا عم عبد الغفار، مش فاكر ولا مكسوف؟

عم عبد الغفار: فاكر

د.يحيى: … كانت مشيتك فى الحاره اللى هىّ، وكانوا بيبصولك من ورا الشبابيك، أهو انت بتضحك اهه، يبقى حصل، طب وأنا إيه اللى عرفنى إنهم كانوا ورا الشبابيك

عم عبد الغفار: كانوا بيبصوا لى صحيح، كانت عنيه دى خضرة، كانوا بيشاوروا علىّ، أى والله

د.يحيى: ما انا عارف، والدكتورة ساندرا عارفة

عم عبد الغفار: كانوا بيندهو لى علشان يبصولى

د.يحيى: اللى هما مين

عم عبد الغفار: الناس

د.يحيى: الناس ولا الحريم

عم عبد الغفار: الناس الحريم

د.يحيى: ما عَلِشِّ، ما عَلِشِّ، أهي جتلك ساندرا، مش سمر، عماله تحب فيك من غير أى حاجة

عم عبد الغفار: أميرة

د.يحيى: أميرة برضه يا أخى؟ إديها كلمة من اللى هي بتبشبش الستات دى، إيه رأيك؟ يموت الزمار وصباعة بيلعب، مش كده؟ وبعدين دى بنتك، أو بنت بنتك

عم عبد الغفار: طبعاً

د.يحيى: صح، طيب نتنقل لموضوع تانى، لكن قبل كده نعيد تانى: أنا اسمى أيه؟

عم عبد الغفار: نسيته برضه

د.يحيى: كده برضه؟ ده يصح؟

عم عبد الغفار: نسيته

د.يحيى: الدكتور إيه

عم عبد الغفار: نسيته علشان مخى “مش عليّه”

د.يحيى: يمكن مخضوض من اللمّة دى والتصوير، معلهش، عندك حق، حاقلهولك تالت مرة اشمعنى أنا ما نسيتش إسمك يا عم عبد الغفار هما الـ 8 سنين يعملوا كده برضك؟ إنت مخك زى الألماظ حسب الكلام اللى كتبته الدكتورة

عم عبد الغفار: الله يخليها

د.يحيى: عم عبد الغفار

عم عبد الغفار: أيوه

د.يحيى: حاقول لك إسمى على شرط ما تنساهوش المرة دى

عم عبد الغفار: طيب

د.يحيى: ولو نسيته؟!!! أنا اسمى يحيي، اشمعنى يا خويا فاكر إسم رئيس الوزراء قلت “أحمد بيه حاجة”، وتيجى لحد اسمى ومش عارف، أنا اسمى إيه بقى؟

عم عبد الغفار: يحيي

د.يحيى: قول تانى

عم عبد الغفار: يحيي

د.يحيى: أيوه كده وإذا نسيته بعد كده

عم عبد الغفار: لأ خلاص بقى

د.يحيى: مخك بقى “عليك” دلوقتى

عم عبد الغفار: أيوه، يحيي

د.يحيى: بعد شويه حاسألك تانى اسمى أيه

عم عبد الغفار: يحيي

(قارن المقابلة الثانية بعد أسبوعين فى نشرة قادمة)

د.يحيى: شكرا نرجع مرجوعنا للأصوات بقى، مش هي دى اللى بتشتكى منها؟ الأصوات حكيتها للدكتورة ساندرا. طيب فيه أصوات بتكلمك مش كده؟ انت بتسمعها وبتقولك كلام كتير، أصوات بتسمعها انت لوحدك يعنى، غيرك ما بيسمعهاش! صح؟

عم عبد الغفار: صح

د.يحيى: بتقولك إيه يا عم عبد الغفار

عم عبد الغفار: بتوشوش

د.يحيى: إيه؟

عم عبد الغفار: بتوشوش كده

د.يحيى: وشوشه يعنى إيه؟

عم عبد الغفار: ما بافهمش كلامها أبداً

د.يحيى: ده جزء من الحكاية، لكن إنت قلت للدكتورة حاجات كتير تانية بتسمعها واضحة، الأصوات بتقول كذا وكذا، وبتحكى عنك وبتقول مثلا “من ساعة لما رجع من الحج كذا كذا”، الوشوشه اللى بتحكى عنها دلوقتى حاجة تانية، الأصوات اللى مابتفهمشى ليها كلام دى.

عم عبد الغفار: الوشوشة بتاعه الشياطين

د.يحيى: لأ بلاش نسميها دلوقتى، لا نسميها جان ولا شياطين، نأجل التسمية، نسميها أصوات

عم عبد الغفار: آه

د.يحيى: وبعدين نشوف إيه أصلها وفصلها، أنت تسميها زى ما انت عايز، وانا أسميها زى ما أنا عايز ؟ موافق

عم عبد الغفار: أه

 د.يحيى: طيب فيه أصوات بتوشوشك وودنك ما تفسرهاش صح

عم عبد الغفار: صح

د.يحيى: وفيه أصوات تانية بتفسرها ساعتها، أو بعدها بشوية، بتفسر إنها كانت بتقول كذا كذا.

عم عبد الغفار: بعديها بشوية

د.يحيى: إنما ساعتها ما تفسرهاش

عم عبد الغفار: لأ

د.يحيى: لأ والنبى وضّح لنا الحكايه دى شويه لحسن أنا خايف أوْحى لك بحاجات مش هيه، أه والله، أصلى أنا فى مخى شوية عِلْم باخاف أقوم ملبسها للعيانين، قول لنا لوحدك إيه اللى بيحصل بقى

عم عبد الغفار: أنا عندى بنتى عيانة

د.يحيى: أنا عارف

عم عبد الغفار: أصغر عيالى

د.يحيى: عارف، د. ساندرا قالت لنا

عم عبد الغفار: وأمها رايحة عندها فى البيت

د.يحيى: أيوه

عم عبد الغفار: وبتخدمها، وأنا ما عنديش إلا غرفه فيها العفش بتاعى وبنام فيها، بنام في الغرفة لوحدى، بخاف من الحرامية يسرقوا أى حاجة، ممكن ياخذوا التليفزيون، ياخدوا حاجة من البيت، ياخدوا أنبوبه البوتاجاز مركونه في الحوش، بابقى قاعد صاحى منبه نفسى

د.يحيى: يقوم يحصل إيه بقى؟

عم عبد الغفار: ييجي اللى طلع من تحت السرير على طول وإيده عليا ويقلب فيا أنا أقول له إيه اللى جايبك هنا؟ إنت بتعمل إيه؟ انت جاى منين ؟

د.يحيى: طيب دى غير الأصوات اللى بتوشوش، ثم يا عم عبد الغفار فين الأصوات هنا، دى حاجة بتحصل وانت اللى بتقول لها كلام “انتِ جاية منين”، وكلام من ده

عم عبد الغفار: جُم في يوم لقونى متغطى ببطانية ودوروا الضرب فىّ ، ضرب كان جهنم، ضرب ما حصلشى

د.يحيى: ساب علامات ساعة لما صحيت؟ ساب علامات فى جسمك ساعة لما صحيت

عم عبد الغفار: لأ بيضربوا فى ظهرى

د.يحيى: ضرب إيه ده اللى ما يسيبشى علامات

عم عبد الغفار: فى رجليه وظهرى ودماغى

د.يحيى: يكونش ساعتها كنت نايم يا جدع أنت؟

عم عبد الغفار: ما أنا نايم

د.يحيى: لأه نايم فى النوم

عم عبد الغفار: قمت أجرى رميت البطانية اللى عليا

د.يحيى: إستنى بس يا عم عبد الغفار، دى تفرق معانا، يكونش كنت نايم

عم عبد الغفار: ما أنا نايم على السرير بتاعى

د.يحيى: آه ما أنا عارف، مش قصدى ممدد، متصلطح، لأ، يكون غفّلت شوية فعلا

عم عبد الغفار: لأه، متنبه لنفسى

د.يحيى: مش عارف، أنا مش متأكد من كلامك كده، متنبه مش متنبه، باين دي فيها كلام، فيها كلام ولاّ ولأ…؟

عم عبد الغفار: أيوه صح

د.يحيى: صحّ إيه؟ نايم صاحى ولا صاحى نايم

عم عبد الغفار: الضرب إشتغل فيّا، رميت البطانية وطلعت أجرى على الباب بره

د.يحيى: بس كلامك شبه الحلم بالظبط، ساعات بيحصل كده في الحلم يا شيخ، الواحد يقوم من النوم بعد كابوس، ويطلع يجرى برضه

عم عبد الغفار: جريت فى الشارع

د.يحيى: هو كان فيه شارع؟ ما أنت كنت في الأودة لسّه، بعد ما الوليه سابتك وراحت لبنتها العيانه

عم عبد الغفار: أيوه أنا طلعت من الغرفة على الباب البرانى، جريت في الشارع، رايح فين، عند ابنى على ناصية الشارع، أمشى بتاع 150 متر، فيه بتاع دوكوا سواق أصله سواق وعنده تاكسيين

د.يحيى: بتاع دوكوا ولاّ سواق

عم عبد الغفار: بتاع دوكوا وسواق مطلع رخصة

د.يحيى: آه مطلع رخصة بس هو بتاع دوكوا، يعنى بيشتغل الاثنين

عم عبد الغفار: مطلع رخصة

د.يحيى: وبتاع دوكو

عم عبد الغفار: آه وبتاع دوكو آه صنعته دوكو

د.يحيى: طيب ماشى بيشتغل دلوقتى إيه؟ دوكوا ولا سواق؟

عم عبد الغفار: بتاع دوكو برضه

د.يحيى: وسواق برضه

عم عبد الغفار: وعنده رخصة سواقة درجة، أولى، معاه رخصة أولى بقالها 35 سنه معاه

د.يحيى: ماشى ماشى رحت ماشى لغاية آخر الشارع، وبعدين؟

عم عبد الغفار: رحت قلت له إلحقنى

د.يحيى: قلت لابنك الحقنى

عم عبد الغفار: قاللى إيه يابا؟ مالك؟ قلت له فيه عفريت فى الغرفة، ضربونى ضرب مش قادر أقف، وعمال أعيط واصرخ، قالى لى: طب خلاص إحنا حانروّح دلوقتى، هو ساكن فين، بعد مسطرد

د.يحيى: بعد مسطرد ناحية إيه

عم عبد الغفار: مسطرد بعد المرج كده

د.يحيى: ناحية المرج

عم عبد الغفار: بعد المرج كده بشوية، إسمها المرج الجديدة

د.يحيى: فين من بهتيم

عم عبد الغفار: تعدى من بهتيم وتعدى الترعه

د.يحيى: عرفت

عم عبد الغفار: وبعد ترعه الإسماعيلية دى تروح البر التانى بعد البترول اللى هناك فكان معاه هو موتوسيكل، العربيات اللى معاه بيشّغل عليها سواقين هوا عنده موتوسيكل

د.يحيى: هناك بلد أسمها “بَلَقْس”، مش كده؟

عم عبد الغفار: لأ دى بلقس دى قبل مننا

د.يحيى: قبل منكم؟

عم عبد الغفار: آه ، وبعدين راح مركبنى على الموتوسيكل، قالى اركب يابا، إركب ورايا على الموتسيكل، ركبت وراه الموتوسيكل مسافة ساعة، وصلنا البيت، طلعت رحت نايم على الأرض قالى لأه يابا، أنت تنام على السرير، قلت له لأ

د.يحيى: مين اللى قال لك كده، مين اللى قالك قوم نام على السرير

عم عبد الغفار: إبنى ومراته، قالوا لى أطلع نام على السرير، لكن ده أنا مضروب علقة مكسر خالص، ده أنا جسمى مفكك من بعضيه

د.يحيى: يعنى هما اللى ضربوك حايضربوك على السرير، ولما تنام على الأرض ما يضربوكشى؟ إستنى رُدّ علىّ، يعنى لما تنام على الأرض ما يضربوكش ولما تنام على السرير يضربوك؟

عم عبد الغفار: أنا بقيت وسط العالم

د.يحيى: إيه وسط العالم دى يعنى إيه؟ يعنى على الأرض وسط العالم، وعلى السرير تبقى لوحدك، إستنى بس واحدة واحدة علشان أقولك الفكرة بتاعتى: على الأرض وسط العالم يقوموا ما يضربوكشى، إنما على السرير تبقى لوحدك، يستفردوا بيك

عم عبد الغفار: أه طبعاً

د.يحيى: ما يكونوش هما بيحبوا الحاجة الطرية، السرير طري بقى وفيه مرتبة وبتاع

عم عبد الغفار: فيه مرتبتين على بعض

د.يحيى: مرتبتين يا عم!! حد قدّك!! مرتبتين قطن ولا بتاع من الجديد ده؟

عم عبد الغفار: لأ قطن

 د.يحيى: قطن، ماشى، أصل البتاع التانى ده وحش بيوجع الظهر، طيب والمرتبة القطن دى بتريح ضهرك زى مابان فى الأشعة، مش انت قلت إنها قطن؟

عم عبد الغفار: قطن متنجد طبعاً

د.يحيى: نمرة كام

عم عبد الغفار: قطن نمره 2

د.يحيى: يا ولد!! إنت عارف كل حاجة! إنت والله العظيم ….!

عم عبد الغفار: أنا مهنتى عربجى فاهم كل حاجة

د.يحيى: يا لهوى على العربجيه دول انت عارف يا عم عبد الغفار أنا باشوفهم وهما سايقين، بابقى معجب بيهم وهمّا بيتحكموا فى كل حاجة همّ والحصان واحد.

عم عبد الغفار: الحصان! آه والله

د.يحيى: يا لهوى! وباحس إن فى صوابعهم الفرملة مية مية، وابقى مندهش وأنا باشوف الواحد منهم بيحود ويفادى، ويهدّى، ويسبق، زى ما يكون ماسك الدريكسيون وتحت رجله الفرامل، أى والله. 

عم عبد الغفار: طبعاً

د.يحيى: ولاً لما كان يركّب النسوان اللى بملايات لف دول

عم عبد الغفار: أغلب السواقين بتوع مصر كانوا عربجية فى الأول

د.يحيى: إمال إيه حكايه “على عوض” دى؟ ليه بيألسوا عليكم بيها، ويقول لك على عوض، ويجرى

عم عبد الغفار: ده كان زمان

د.يحيى: آه كان زمان آه بتوع دلوقتى ما يعرفوش الكلام ده

عم عبد الغفار: لأه

د.يحيى: طيب، خلّى الطابق مستور أحسن الدكاترة تفهمنا غلط

عم عبد الغفار: أنا مهنتى عربجى من زمان

د.يحيى: عارف عارف

عم عبد الغفار: وعندى الرخصة بتاعه أبويا فى جيبى أهه

 د.يحيى: خلاص بقى، ما انا عارف إن أبوك كان عربجى

عم عبد الغفار: آه أبويه كان عربجى

د.يحيى: يعنى انت عربجى ابن عربجى

عم عبد الغفار: آه عربجى ابن عربجى

د.يحيى: أجدع ناس !

عم عبد الغفار:  الله يكرمك، وبعدين معايا اثنين اخواتى، كان الاثنين دول كانوا عربجيه زى أبويه برضك، كان عندنا عربيات

د.يحيى: ورينى يا راجل ورينى البركه (يشير إلى رخصة والده فى يد عم عبد الغفار)

عم عبد الغفار: كنا بنشتغل في إيه، كنا بنشيل كازوزة

د.يحيى: ورينى بس (يأخذ الرخصة)

عم عبد الغفار: ودلوقتى اتغيرت، بقت بيبسى، الرخصة بتاعة أبويه من سنه 23، محطة مصر

د.يحيى: (ينظر فى الرخصة) تمام، ختم المرور أهه

عم عبد الغفار: واخدها من محطه مصر مكتوبة فى الورقه عندك

د.يحيى: صح 

عم عبد الغفار: سنة 1923

د.يحيى: 1923 صح صح

عم عبد الغفار: وأنا مولود فى 1925

د.يحيى: دى رخصه أبوك أحسن من رخصتك

عم عبد الغفار: آه

د.يحيى: عم “حسين”، بس مات وانت صغير، خِلِى بيك، كان عندك 9 سنين، انت شفته ياعم عبد الغفار وهو بيسوق العربية

عم عبد الغفار: آه شفته

د.يحيى: ركبت معاه

عم عبد الغفار: آه ركبت معاه العربية وأنا صغير، من وانا عندى 5 سنين باركب معاه العربية

د.يحيى: بس انت جدع إنك أنت محتفظ بالرخصة دى كده يا شيخ

عم عبد الغفار: وليها نمرة زرقة وصفرة، أنا عندى الرخصة بتاعتى عندى في البيت، شايلها ومحتفظ بيها

د.يحيى: وحاططها فى البيت ليه؟ مع إنك جايب رخصة ابوك معاك؟

عم عبد الغفار:  أصل رخصى ما باشتغلش بيها

د.يحيى:  يعنى بتشتغل برخصة ابوك؟ وقف عندك، أنا اسمى ايه بقى؟

عم عبد الغفار: يحيي

د.يحيى:  يا ولد!! إشمعنى يعنى دلوقتى؟

عم عبد الغفار: لما كررتها مرة واثنين وثلاثة

د.يحيى: لأه مش مرة واثنين، دا فات مدة طويلة على التكرار ده، يمكن لما صحصحت، ونكشتك وخدنا وادّينا.

عم عبد الغفار: طبعاً                                  

د.يحيى: أنا بصراحة مستبعد ما الأول إن نسيانك ده يكون نتيجة السن، أو تصلب شرايين المخ، أنا حاسس من بدرى إنك ماعندكش ريحته، ساعة لما تهتم بأى حاجة تروح ناقرها. لما تهتم بحد تفتكر إسمه، فاكر اسم الدكتورة ساندرا؟

عم عبد الغفار: ديه بنت حلال يادكتور

د.يحيى: حانرجع نقول بنت حلال

عم عبد الغفار: آه أمال أقول إيه

د.يحيى: حلوه وبنت حلال، قول لها ده بنفسك، سمر سمر، بس، طب بلاش،

 ننتقل لحاجة تانية: أنا حاقولك بقى على الحاجات اللى أنا عاوز أوصّلها للجماعة دول، أنا آسف لأن ديه صحيح يجوز تنفع فى علاجك مع إنى باقولها عشان العلم أساسا ، يمكن تنفع فى علاج غيرك برضه، اللى أنا حاقوله ده سامحنى فيه:

 أصل اللى إنت بتحكيه ده شبه الحلم بالظبط، بالنسبه لىَّ يا عم عبد الغفار، أنا كبير واللى انت بتقوله بيأكد لى حاجة فى مخى، أنا عندى فكرة، علم يعنى، بتقول إن الأصوات والحاجات ديه، خصوصاً اللى مش مفهومه، أصلها زى الحلم كده، فإيه رأيك لو أقترح عليك يعنى إنها يمكن تكون حلم، بس مش حلم يعنى زى الأحلام التانية، لأّه، بس حلم لكن مش حلم، إيه رأيك يمكن ولا مايمكنش؟ إيه اللى يخليك تجرى فى الشارع بالشكل ده، ما انا قلت لك إن ساعات الواحد بيقوم مفزوع من الحلم ويجرى حتى لو ماكنش متأكد إيه اللى فى الحلم، ياشيخ وبيسموه كابوس وبتاع ، إيه بقى يخليك ياعم عبد الغفار تقول إن ده علم مش حلم، وتقعد تحكى على إنها أصوات، كده ويقولوا عليك مجنون وكلام فارغ من ده مش يمكن حلم

عم عبد الغفار: أنا شفتها بعينى وبنفسى

د.يحيى: ما هو احنا بنشوف فى الحلم بعيناَّ، هوا إحنا بنشوف بقفانا؟ الحلم لما تصحى وتحكيه حاتقول أنا شفت وشفت وحصل، أنا عندى فكرة بالذات عن اللى انت بتقوله ده وبتوصفه ميّة ميّة، إنه يكون قريب أوى من الحلم، أو شبه الحلم، أو هو حلم، ثلاث كلمات ورا بعض: قريب اوى من الحلم أو شبه الحلم أو هو حلم، إيه رأيك؟ بس ييجى للواحد وهو صاحى نص نص كده يعنى، طب ماجتلكشى الأصوات ديه مرة أو مرات وانت قاعد كده سرحان شويتين؟ أو انت بتسوق العربية ساعات فى حتة خلا؟ والمسافة طالت؟ ماجتش مرة كده وإنت بتسوق العربية؟

عم عبد الغفار: أنا بقالى  سنين يا سعادة البيه ماسقتش.

د.يحيى: عارف 10 سنين، إيه يعنى!

عم عبد الغفار: بطلت العربيات علشان البلديه بقى عندنا فى مصر بتأخذ مننا العربيات وتشيلها عندها زى المسجون، وتقولك إدفع 100 جنيه إدفع 150 جنيه، أفضل لحد ما أجمعهم وأروح أدفعهم ليها، هى لامؤاخذه العربيه كلها بكام

د.يحيى: صح

عم عبد الغفار: بعدين غلب غلابى، بعتهم وقعدت خالى شغل

د.يحيى: يمكن أحسن، تصور يا عم عبد الغفار، الدكاترة زملائنا بتوع العظم مثلا فى أمريكا بيعملوا زيك كده ، قعدوا يدفعوا تعويضات على حاجات هايفة فى العمليات لحد ما عدتشى محصلة همها، راحوا سايبين الشغل، بلا وجع دماغ، زى ما انت عملت كده بالظبط، الحكومة تأخذ العربية بـ 150 فى 150 هاتجيب منين، فى ستين داهيه، بس أديك شايف الثمن غالى.

عم عبد الغفار: مرتين ثلاثة بيعملوا العملة ديه، قلت لأه مفيش فايدة، أبيعها، بيعتها وقعدت فى البيت

د.يحيى: أهى دى أكبر غلطة ، بس مش غلطتك

عم عبد الغفار: أدينى بقيت قاعد أنتظر عيل من عيالى يدينى جنية أو بريزة

د.يحيى: ياه!!! مش إنت ياعم عبد الغفار، مش إنت ده!! يا أخى وانت طول عمرك شقيان لهم، ده واجب عليهم ياأخى، تنتظر إيه وبتاع إيه، وبعدين بريزة إيه دلوقتى ديه، دى ماتجيبش رغيف عيش بلدى

عم عبد الغفار: بقالى اربع ايام هنا مفيش غير الوليه اللى بتروح وبتيجى عليا

د.يحيى: مين

عم عبد الغفار: الوليه بتاعتى ديه مراتى

د.يحيى: هنا بقى الكلام، إنت واخدها سنها 13 سنة، وهىّ تحت رجليك، بذمتك إنت مقدرها؟ ده أنا ليا حساب معاك على عمايلك فيها دى، مش ملاحظ إن هى اللى باقية لك، وهى اللى بتيجى تزورك فى المستشفى، وهى اللى بتشوف طلباتك، وانت مش حافظ جميلها، ليه بقى هى مستحملاك كل المده ديه وعارفاك من فوق ومن تحت ومن جوه ومن بره وانت مش حافظ جميلها؟ مش خايف يكون ربنا بيعاقبك بالمرض ده علشان إنت ناكر جميل الوليه الطيبه ديه، ثم إيه حكاية بتاعتى دى؟ الولية بتاعتى!! هيه إيه؟ كنبة؟

عم عبد الغفار: يعنى

د.يحيى: ولا انت حاططها فى حسابك، وقلت للدكتورة ساندرا حاجات غريبة عن علاقتكم ببعض، كانت بالعافية وكده، ….

عم عبد الغفار: عيالى ماسألوش فيا، بقالى أربع أيام هنا، أمهم بتقول لهم أبوكم راح المستشفى، مين اللى حايسأل عليا، عندى ولد عنده 52 سنه محمد الكبير عامل بيت بأربع تدوار

د.يحيى: يالهوى جاب الفلوس منين؟

عم عبد الغفار: كان بيشتغل، شغلته دوكو

د.يحيى: دوكو؟ آه هوّا ده بتاع الرخصة درجة أولى ده

عم عبد الغفار: لأه ده أحمد، ده اللى معاه رخصه درجة أولى، أحمد اللى أصغر منه

د.يحيى: هو أحمد اللى عنده دوكو ولا محمد

عم عبد الغفار: كلهم الثلاثة دوكو

د.يحيى: الثلاثة دوكو؟ ماشى

عم عبد الغفار: محمد وأحمد وحسين الثلاثه شغلتهم دوكو ؟ بيجيبولهم العربية مكسرة ومدغدغة كده وفى مسافة 25 يوم يرجعها سليمة زى ماهى

د.يحيى: صح، دا انت عارف كل حاجة يا عم عبد الغفار

عم عبد الغفار: زى ماتكون طالعة من الشركة بتاعتها لنج 

د.يحيى: صح

عم عبد الغفار: دوكو وتصليح

د. يحيى: انت يا عم عبد الغفار طول عمرك منزه نفسك، الظاهر ده من دلع امك، وحنية أبوك

عم عبد الغفار: يمكن

د.يحيى: أم محمد مراتك بتقول إن أمك كانت مدلعاك قوى، صحيح ده ؟

عم عبد الغفار: صحيح

د.يحيى: ليه؟ علشان آخر العنقود؟

عم عبد الغفار: آه آخر العنقود، إحنا 7 إخوات فيهم 4 بنات: 3 رجاله، أنا أصغر واحد فيهم،

د.يحيى: باقولك إيه، همّ كانوا بيغيروا من بعضيهم، أم محمد وأمك

عم عبد الغفار: لأه

د.يحيى: كانوا حبايب

عم عبد الغفار: آه

د.يحيى: يا شيخ بطّل بقى، الحكاية مش أوى كده

عم عبد الغفار: مراتى واعيه

د.يحيى: حاتجيب برضه العيب على مراتك، مش كده، ماهى حكيت للدكتورة ساندرا كل حاجة

عم عبد الغفار: برضه مراتى واعية

د.يحيى: هيه لو ماكانتش واعية كانت راحت فى داهية أكتر من كده

عم عبد الغفار: هى شاطرة وبعدين هى وليه كبيرة فى السن

د.يحيى: يعنى انت اللى صغير؟ قال قل لى ياعم عبد الغفار بيقولوا إن الجماعة اللى بيكبروا بيفوتوا فى الذاكرة يعنى، والفهم ساعات، إنما إنت ياخويا ذاكرتك زى النص،  ومخك بيلمع ياترى ليه؟ حتى اسمى أوّل لما عُزْت تفتكره، افتكرته أنا مش باحسدك

عم عبد الغفار: على أد ماقدرت

د.يحيى: لأه قدرت إيه! ده، انت جميل والله العظيم، عسل، أنا مش فاهم انت ازاى مصحصح كده فى القديم والجديد

عم عبد الغفار: صح

د.يحيى: جبت دا منين يا راجل يا طيب

عم عبد الغفار: ماعرفش

د.يحيى: إنت بتحب الناس ؟

عم عبد الغفار: كان أبويا يحبنى وماودانيش المدارس عشان ما اتضايقشى

د.يحيى: ماودكش المدرسة، أنا عارف ليه، كان زمان اللى بيحب ابنه ماكانش بيوديه المدرسة، يعنى ياخَىْ كنت حاتعمل إيه؟ أهم اللى راحوا المدرسة اهم (يشير إلى الأطباء الحاضرين) شايف المنظر، كل دول راحوا المدارس لحد ما بطلوا يفكروا من أصله، أبوك خدها من قاصرها، مش عاوز اروح المدرسه يابا، قالك حلال عليك، أقعد معايا عربجى، إبن عربجى، حتى مش ضرورى تفك الخط، على إيه يعنى، قالك اقعد بقى خليك جنبى وأمك فرحت وزغرطت، مش كده؟

عم عبد الغفار: القصر العينى ده كان جزيرة يعنى كنت أقف على الباب البرانى، على باب الكوبرى بتاع السلطان حسين ده، الدنيا كلها مكشوفه.

د.يحيى: آه صحيح

عم عبد الغفار: أشوف البحر من الناحيه التانية، كانت الجزيرة بتتزرع، كنت أقول للولد إنزل هات لنا شمامتين من الشمام ده، الشمامة بقرشين ساغ، الواحده أد كده هوه، ويقطعه لنا على العربية وكُلْ إنتَ وهُوّه كان زمان اول لما أعدى الكوبرى بتاع البحر الصغير ده واركن يمين وأقوله إنزل ياولد قول للفلاح ده هات شمامتين كويسين، واروّح معايا غنيمة

د.يحيى: أنا سالتك سؤال وبرضه ماجاوبتش، حودت على أبوك، هوه سؤال دمه تقيل شوية، بس يعنى، إنت شكلك كده إنك بتحب الناس، هو انت بتعرف تحب الناس يا عم عبد الغفار؟

عم عبد الغفار: الحمد لله

د.يحيى: بتحب الناس صحيح ؟

عم عبد الغفار: طبعاً

د.يحيى: يعنى إيه؟

عم عبد الغفار: الله يكرمك

د. يحيى: يمكن شكلك ده اللى خلاّنى وخلى الدكتورة ساندرا نحبك، بس الظاهر انك بتعامل الناس زى ما تكون بتسوق عربيتك فى الشارع، هوّا دا حب ده ولا صحصحة بتشد.

عم عبد الغفار: يمكن

د.يحيى: يعنى إيه كلمة بتحب الناس ؟ يعنى إيه ؟ ما كل الناس بيدعوا إنهم بيحبوا الناس

عم عبد الغفار: أنا باصلى الفجر حاضر

د.يحيى: بتصلى الفجر حاضر

عم عبد الغفار: آه

د.يحيى: بس مش منتظم أوى يعنى فى الصلاة

عم عبد الغفار: لأه منتظم

د.يحيى: مش أوى ، ماعلينا، يا ترى إيه علاقة حكاية “بتحب الناس” بـ .. “باصلى الفجر حاضر”، إيش جاب دى لدى

عم عبد الغفار: نعمة من عند ربنا

د.يحيى: معلشى، نسيب دى دلوقتى نرجع مرجوعنا للحلم وللأصوات والكلام ده علشان تخف يا أخى، بس والله مانى عارف، إنت لما تخف حاتعمل إيه وإنت بقالك 10 سنين ما بتشتغلش، لما حاتخف حاتعمل إيه فى السن دى يا عم عبد الغفار؟

عم عبد الغفار: التوفيق من عند ربنا

د.يحيى: تصور معايا كده علشان الدكاترة دول غلابة، عايزهم ياخدوا بالهم، تصور إنك خفيت بقى، قال إيه والأصوات راحت، حاتتسلى فى إيه ، ما تخليها أهى بتسليك، خلى الأصوات، بس الضرب بلاش، بلاش الحاجات إللى بتوجع دى

عم عبد الغفار: إنضربت واستويت

د.يحيى: مش عايز أقول لك تستأهل معلشى

عم عبد الغفار: مش قادر أقف على رجلىّ

د.يحيى: هوه ماينفعش تيجى أصوات يعنى كده تهزر معاك زى ما احنا بنهزر مع بعض دلوقتى؟ إستنى بس، يعنى ماينفعش تيجى أصوات كده تسليك أحسن من التانية ديه، يعنى لازم ضرب وشتيمة، مافيش أصوات حلوة تطبطب عليك وتحضنك شوية لحدّ ما نشوف لنا صُرْفة فى الكل.

عم عبد الغفار: ياعم خلاص بقى

د.يحيى: خلاص إيه؟ دى أصوات، هو إحنا عملنا حاجة لا سمح الله، دى عزومة على اصوات حلوه تطبطب عليك وخلاص

عم عبد الغفار: مافيش، لإنى أنا خلاص كبرت

د.يحيى: كبرت إيه ما الأصوات هى اللى حاتقوم بالواجب، إمال إيه فايدة العيا بقى؟ هوّا كله ضرب وخلاص؟

عم عبد الغفار: لما بامشى على رجلىّ مش قادر أمشى، تعبان من ركبتى لحد مشط رجلى، مش قادر أمشى

د.يحيى: طب أنا خلصت اللى عندى ياعم عبد الغفار فاضل إنت تسألنى بقى أى سؤال يخطر على بالك، إسألنى فى حالتك، في حالتى، في حالة الناس، أى حاجة والنبى تسألنى الله يخليك علشان أحس إنى باخد وباعطى

عم عبد الغفار: إسأل إيه

د.يحيى: أى سؤال يا شيخ أى سؤال

عم عبد الغفار: الناس دلوقتى ما بقتشى عندها رحمه ولا تمييز

د.يحيى: وبعدين بقى!!! أسألنى مثلاً: ليه الناس ما بقاش عندها رحمة؟ أسألنى مش تخبّرنى، أنا عارف الكلام ده، أسألنى مثلا: ليه الناس ما بقاش عندها رحمة طب ما هى دكتوره ساندرا عندها رحمة آهه، ولأ لأ، هىّ مش ناس برضه.

عم عبد الغفار: أنا بافكر

د.يحيى: ما أنا عارف، ما هو ميزتك إنك بتفكر، ولاّ يمكن عيبك

عم عبد الغفار: كنت باشيل إبنى على كتفى ولما بيعوز حاجة كنت اجيبها له، ولما كبر وبقى راجل… (صمت متأثرا)

د.يحيى (مقاطعا): يا سيدى ما انا عارف، طب خلاص دلوقتى، مافيش فايدة في الكلام ده نقعد نعيد فيه ونزيد، فتتوجع وخلاص.

عم عبد الغفار: تعبت، والله تعبت …

د.يحيى: حنقعد نزن ونقول تعبت لغايه لما ربنا ياخدنا، ما تخليك جدع يا عم عبد الغفار زى ما أنت طول عمرك جدع، ما هو ربنا بعت لك ساندرا، واحنا وكل الناس الطيبين دول.

عم عبد الغفار: ربنا ياخدنى

د.يحيى: يا راجل لا يتمنى أحدكم الموت، دا انت ملان حياة وحيوية، علشان مابقاش ضحكت عليك، بصراحة أنا مش عارف حاعملك إيه بالضبط، كل اللى أنا بتمناه دلوقتى إنك ما تنساناش، لا أنا ولا ساندرا، وتعرف إن ربنا موجود يا عم عبد الغفار، وان هو حطنا فى سكتك كده بالصدفة، يمكن بالصدفة وان احنا حانمشى سوا واحده واحده، وحاتاخد شوية حبوب بسيطة علشان تنام وتصحي مستريح، وبعدين عاوزينك تسلى نفسك فى حاجة بحق وحقيقى، أديك بتصلى الفجر فى الجامع، نشوف الصبحية تعمل إيه، نشوف العيال اللى هما مشغولين دول ليل مع نهار حاييجوا يزوروك أمتى بالضبط، نعمل جدول، مش غصبن عنهم لأ، نفكرهم ونتابعهم، والحاجة أم محمد نقدرّها زى ما هى تعبت وشقيت معاك، شوف كام سنه لحد النهارده وإنت مش مقدرها، ينفع كده ياشيخ؟ حرام عليك، ما أنت لو حتقدرها، يمكن هى حاترضى وتدّى أكتر والدنيا حاتعدل واحدة واحدة، هات وخد.

عم عبد الغفار: الدكتورة ساندرا مّدياها ميعاد تيجى لها دلوقتى، عايزاها هى ضرورى، قالت لها الساعة 9.00 بالظبط

د.يحيى: ما هى ماجتش والساعة بقت بعد 9

عم عبد الغفار: تطلع من بَلَقْس على أحمد حلمى وتخش موقف العربيات بقى، فين وفين على ما تعرف العربية اللى حاتركبها ورايحة القصر العينى

د.يحيى: بصراحة أنا مش عايز أسيبك بس بقى الوقت نعمل أيه

عم عبد الغفار: الله يكرمك ربنا يسترها معاك

د.يحيى: إتفقنا البنيّة ساندرا دى بنت حلال

عم عبد الغفار: قوى

د.يحيى: طيب إيه رأيك بقى لو عرفت بقى إنها على غير الملة

عم عبد الغفار: عارف

د.يحيى: عارف منين دقه صليب هىّ ولا معلقة

د.ساندرا: لأه 

د.يحيى: إمال عرفت منين بقى إنها على غير الملة ؟

عم عبد الغفار: أم محمد قالت لى دى مسيحية.

د.يحيى: شوف بقى يا عم عبد الغفار، شوف البنت دى قد إيه جدعه وطيبة وواقفه بجانبك وبتحبك، بالذمه ترضى إنها تروح النار.

عم عبد الغفار: يعلم بيها ربنا

د.يحيى: أمال الجماعة المغفلين بيلخبطونا ليه

عم عبد الغفار: لأ كل واحد وله حسابه

د.يحيى: طيب يا ساندرا ، عم عبد الغفار حايروح الملكوت ولا لأ

د.ساندرا: إنشاء الله

د.يحيى: لا يا شيخة؟!! ما علينا، كفاية كده، مش عايزين نغوَّط

أنا متشكر ياعم عبد الغفار وأنا تحت أمرك بحق وحقيقى بس عن طريق ساندرا، ليه بقى، لأنى مشغول ماباجيش إلا يوم الأربعاء والخميس وبتاع، فلما تطلع بالسلامة ونعمل النظام اللى اتفقنا عليه حانجيب أم محمد ويمكن نجيب محمد أو أحمد وحسين هو حسن، ولا حسين، المهم نعمل زى إيه مجلس عيلة كده، عارف مجلس العرب بتاع زمان

عم عبد الغفار: طبعاً

د.يحيى: وننظم المسألة كده على قد ما نقدر، ننظم الصلاة، ننظم الفطار، ننظم الشاى، بتروح القهوة فى مواعيد، زى ما يكون يعنى مدرسة ولا شغل، لازم بالساعة واخد بالك           

عم عبد الغفار: طبعاً

د.يحيى: ما هو انت برضه لك أصحاب هناك فى القهوة بيروحوا يمكن عشانك؟ أنا عارف الناس بيحبوك غصبن عنك خالص، وبيستنوك مالعصر للعصر، ولا بالليل

عم عبد الغفار: آخر النهار

د.يحيى: آخر النهار؟ ماشى، احنا حانظم بقى الحجات دى كلها، وشوية دواء خفيف خفيف كده،

آخر حاجة بقى عشان أبقى رضيت ضميرى بالنسبة لك، عايزك تاخد اللى احنا قلناه جد، ولو شوية، يمكن الحاجات دى حلم، قصدى زى ما بيحصل الحلم، بس واحنا صاحيين، ويمكن نقدر نظبت الحلم ده شوية شوية بقى، بدال ما نقول تحت الأرض ومش تحت الأرض، يعنى هوّا احنا حانحفر تحت الأرض ، إنما فى الحلم نقدر نتفاهم مع الاصوات،

عم عبد الغفار: إنشاء الله

د.يحيى: يارب يخليك

عم عبد الغفار: السلام عليكم

د.يحيى: يلا مع السلامة، شد حيلك.

****

الحلقة التالية: الثلاثاء القادم

تعليق على مقتطفات من الحوار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *