الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الصحة النفسية (26) : ماهية الحرية، والصحة النفسية (9)

الصحة النفسية (26) : ماهية الحرية، والصحة النفسية (9)

نشرة “الإنسان والتطور”

21-6-2011

السنة الرابعة

العدد: 1390

4-1-2011

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (33)

 الصحة النفسية (26)

 ماهية الحرية، والصحة النفسية (9)

ذكر ما جرى: ما يجرى

كانت أخر حلقة ظهرت فى سلسلة هذا الكتاب يوم 26 يناير 2011، قبلها بيوم واحد بدأ ما بدأ، ثم كان ما كان.

كانت النشرة التى ظهرت فى ذلك اليوم بعنوان “التنازل عن الحرية لإحيائها” أما الحلقة التى سبقتها مباشرة والتى كانت بتاريخ 25 نفسه فكانت بعنوان “الجنون هو فعل الحرية لتستحيل”، والعنوان الفرعى “الجنون مقصله الحرية“، ثم توقفت الحلقات حتى اليوم، ليحل محلها سلسلة “يوميات الغضب والبلطجة، ولادة شعب جديد قديم“، وقد توالت على الوجه التالى:

يوميات الغضب والبلطجة، ولادة شعب جديد قديم(1)  2) ثم ماذا بعد الغضب؟ من الألم والغضب، إلى الفعل المسئول – 3)ميدان التحرير  يناير 1971 –  4) الاقتراحات العشرة –  5) عن الغضب، والحزن، والفرحة، فالمسئولية!! –  6)  من الألم والغضب، إلى الفعل المسئول –  7) الفرق بين “الفتوة” و”البلطجى” و”الرئيس” (السلطة) [1 من 2] –   8) الفرق بين “الفتوة” و”البلطجى” و”الرئيس” [2 من 2] –  9) المكسب الحقيقى: رحيل مبارك؟ أم أن نعرف طريق الخلاص من “أىّ” مبارك؟؟ –  10) تراجعٌ وحيرة فلترحل سيدى الرئيس: الآن، وليس بعد) .

 ثم انتقلت إلى سلسلة لأسئلة والوصايا للشبان والصبايا

1) الوصايا العشر – 2) الوصايا العشر الثانية3) قصيدة “لو…” للشاعر رديارد كبلنج ““IF” (تحديث وصية عمرها قرن من الزمان) –  4) نبض الثورة، ودورة القلب، وإيقاع الحياة! – 5) المجموعة الثالثة

 إلى أن انتهت أمس (20 يونيو 2011) بنشرة  أمس بعنوان: “الاقتصاد أولا والإبداع دائما…”، ردَّا على حملة “الدستور أولا”

 وحين وصلت إلى هذه النشرة، انتبهت إلى انقطاعى عن هذا الكتاب، بل وبداية كتاب منافس عن العلاج الجمعى استجابة لابنتى أ.د.منى احتراما لما قامت به من اشهار “الجمعية المصرية للعلاجات الجماعية EAGT”

حين انتبهت لذلك معلنا كيف أن “الإبداع دائما” هو اختيارى الأول خاصة بعد ما حدث، عدت والعود أحمد،

الإبداع هو من أهم ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض.

بمجرد عودتى إلى مواصلة ما أتصور أنه ينفع الناس ويمكث فى الأرض كان علىّ أن أتصفح ما سبق كتابته على الأقل فى الموضوع الأخير خاصة وهو شديد الارتباط بما حدث ويحدث، وهو موضوع “الحرية” الذى شغل الحلقات الثمان الأخيرة تحت عنوان “ماهية الحرية والصحة النفسية”، رحت أمرّ فى كل ما كتبته فى هذا الكتاب من سلسله “الأساس فى الطب النفسى” فوجدت أنه قد بلغ حتى الآن 291 صفحة كبيرة (A4)، ولم أبلغ إلا أقل من نصفه توضيحا لعلاقة الصحة النفسية بنوابيه الوجود (الإيقاع الحيوى).

أقر وأعترف أننى وجدت صعوبة بالغة وأنا أقرأ ما كتبت، مع أننى كنت ساعة كتابته أتصور عكس ذلك، بل إنى كنت ألوم من يستصعبه، لكننى هكذا فهمت أوضح فأوضح عزوف الزملاء والزميلات الأصدقاء والصديقات عن المشاركة فى مناقشته، أو حتى عن طرح تساؤلات حوله (وحول معظم ما أكتب)

ما هذا؟

 وما هذه اللغة؟

“الجنون/اللاجنون”؟؟؟!!!

كيف نَحتُّ هذا الاسم الغريب وكيف جعلته طورا محوريا فى حركية الوجود؟

 وما علاقته بالفوضى الخلاقة؟؟

 أنا لا أعتقد أن الست كونداليزا  شخصيا تعرف مسئولية استعمال هذا المصطلح –الفوضى الخلاقة– الذى أشاعته بيننا والذى هو أقرب إلى ما أردته وأنا أصك مصطلح “الجنون/اللاجنون”، انها لو عرفته ما كانت أطلقته بكل هذه الوثقانية والسهولة؟

انتبهت إلى أننى كررت طوال هذه الشهور الثلاثة وصف ما حدث بأنه “مشروع إبداع جماعى”، ولم اسمّه “ثورة” حتى الآن إلى أن يصبح كذلك فعلا؟

يا ترى لماذا؟

ما علاقة مفهوم الحرية التى أكتب عنه الآن لأكمل هذا الكتاب عبر هذه النشرات:

بالفوضى؟

 بالإبداع؟

 بالفرحة؟

 بالحزن المسئول؟

 ما علاقة كل ذلك بقراءة “النص البشرى”؟

 ما علاقة هذه “الحرية” بالديمقراطية المعروضة علينا فى الشارع وفى الصناديق وفى الميادين وفى التوك شو وفى كل وسائل الإعلام بشكل لا يهمد؟ (بينى وبينكم: ولا يفيد)

كيف تكون الحرية التى أكتب عنها الآن بكل هذه الصعوبة التى تأكدت منها بعد قراءتى للسبع نشرات عنها هى هى التى نتشدق بها ليل نهار بهذه البساطة، بل بهذه الفرحة، بل بهذا الاستسهال؟

كيف أكتب بكل هذه السهولة ليصل إلى الناس ما أكتب بكل تلك الصعوبة؟

ما فائدة الإسهام فيما نحن فيه الآن؟

كيف أقر وأعترف بكل هذه الصعوبة وأنا أحاول أن أوصّل ما وصلنى، وفى نفس الوقت أرى نفس الأمر واضحا تماما فى الأطفال، والأميين، والفلاسفة (وليس بالضرورة دارسى الفلسفة ولا أكاديميِّى الفلسفة؟)

ما الحكاية بالضبط؟

فى مقال وحيد نشر بالوفد بعنوان: “أنواع العقول والديمقراطية المضروبة!1-6-2001، ثم ظهر فى نشرتنا بتاريخ: 5-6-2011، عرجت إلى التحذير من خدعة أننا فعلا “نختار”، بمعنى الكلمة، وحذرت من الاستسلام لاختيارات عقل واحد – غالبا هو تحت رحمة الإعلام والتشويه– مع إلغاء أو إنكار عقولنا الأخرى التى يمكن أن يعبثوا بها من وراء ظهورنا.

أكاد أجزم أن هذه القضايا بهذه الشكل لا تهم أغلب زملائى من الأطباء النفسيين، بل ومن النفسيين عموما، مع أننى  أعالج مرضاى بها بشكل يكاد يكون مباشرا، دون أى استطراد نحو تنظير أو شرح أو تفسير.

ما الحكاية بالضبط؟

خجلت من نفسى لكن لم يخطر لى أبدا أن أتراجع، أو أن أسهل الأمر قصداً

تذكرت علاقة بعض ما كتبت قبل سنوات، وعبر سنوات، بما تراكم فى وعى الشباب وغير الشباب، وتصورت- بغرور متوسط، وادعاء تواضع- أن ما كتبت قد أسهم فى هذا التراكم  فى وعى الشباب ثم وعى كل الناس، وأنه قد ساهم فى هذا التفجير الإيجابى هكذا.

فأعدت نشر بعض ذلك تباعا، مع تقديم رابط، أو تحديث محدود منه:

1) البنتُ..، والعـلَمْ – 2) شرم الشـيخ – “دافوس” – 3) الحب يخلـّق الوطن..، وبالعكس !!! – 4) أولادنا !! والحزب الوطنى- الإخوانى (وبالعكس) – 5)  (استقالة وزير)،  لا أعرف! – 6) (أحلام الشباب) – 7)  حتى لو أجهضوها ألف مرّة !!! – 8) ….أمن الدولة!!! – 9) “ست الناس”.. والدستور .. والمواطنة”!! link – 10) تعبير! – 11) وبرغم الأسئلة التآمرية….، – 12)  الحيرة الخلاّقة .

ثم إننى غامرت أخيرا بإكمال بعض هذه القصص السياسية (التعتعات) بعد هذه السنوات، لأتابع إبداعا، ما جرى لشخوص قصصى، وخاصة الشباب بعد ما حدث، فكانت أول عينة (مقامرة) من هذه المحاولة وسوف تظهر بعد غد فى الوفد بعنوان: “كيف تجمّع وعى الشباب، وكيف يعاد تشكيله؟(1 من 2)”، ثم فى الموقع يوم الأحد التالى، وقد أواصل بعض ذلك فى أيام الأسبوع الأخرى التالية.

خلاصة القول:

 إنه لا شئ حقيقى يمكن أن يكون بلا جدوى

 فهمت أكثر فأكثر معنى “إعمل الطيب وارمه فى البحر”، (فسوف يصل إلى أصحابه ولو بعد قرون)

فهمت أيضا قولا من ثقافة غربية يقول “أدّ الواجب، ودع ما يكون..”

هزت كيانى – من جديد- الآية الكريمة: “وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى”

  وابتدعت حالا ما يوازى بعض هذا وذاك قائلا :

“قل ما عندك، ولا تسأل متى سوف يصل ولا إلى من؟ هم سوف يجدونه”

وهكذا امتلأت ثقة بالوعى البشرى العام الذى يتكون إيجابيا وجادا ودائما: سواء كان “الدستور أولا” أم “عاشرا”

سواء بانتخابات الصناديق أم ببرامج البقاء

 سواء استرجعنا أموالنا أم أكلوها هم وأولادهم نارا فى جثثهم المتحركة

 سواء انتصرت أمريكا واسرائيل وحتى الصين مؤقتا أم انتبهوا إلى أن نصرهم هو بعينه هزيمتهم،

 سواء عشنا حتى نرى نتيجة ما نحاول أم لا.

أتوقف الآن واكتفى بعرض عناوين الحلقات الثمان السابقة عن الجزء الخاص بالحرية فى فصل الصحة مع روابطها دون أن أطلب من أى صديق أن يذهب إليها.

1) أنواع الحرية– 2) لعبة الحرية- 3) عن المنهج- 4) “تآزر الحركية” و”عملية الحرية” – 5) الحرية والإبداع والقهر الداخلى – 6) مزيد من الاستجابات للعبة الحرية– 7) الجنون هو فعل الحرية لتستحيل (الجنون مقصلة حريته) – 8) التنازل عن الحرية لإحيائها: (الحزن النابض: ضد الجنون!).

ثم نواصل غدًا ما تيسر

وربنا يسهل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *