الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الثلاثاء الحرّ: “كلمة البداية” وأول الفصل التاسع:

الثلاثاء الحرّ: “كلمة البداية” وأول الفصل التاسع:

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 26-8-2014

السنة السابعة

العدد: 2552

الثلاثاء الحرّ:

“كلمة البداية” وأول الفصل التاسع:

    الفصل‏ ‏التاسع: المعادى

      أولاً:

فتح‏ ‏الحوت‏ ‏فاه‏ ‏فاندفع‏ ‏الماء‏ ‏إلى ‏جوفه‏ ‏حاملا‏ ‏ما‏ ‏لاذ‏ ‏به‏ ‏من‏ ‏أحياء‏، ‏وأعشاب‏، ‏وبقايا‏ ‏عضوية‏ ‏وغير‏ ‏عضوية‏. ‏على ‏مرمى ‏البصر‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏يظهر‏ ‏من‏ ‏الحوت‏ ‏إلا‏ ‏بعض‏ ‏ظهره‏.‏

كانت‏ ‏السفينة‏ ‏العملاقة‏ ‏تتهادى ‏فى ‏فخر‏ ‏زائف‏.‏

نادى ‏ربانها‏ ‏على ‏البحارة‏ ‏هيا‏ ‏نلعب‏ ‏لعبة‏ ‏القرصان‏. ‏ابتسم‏ ‏شيخ‏ ‏البحارين‏ ‏فى ‏سخرية‏ ‏الجد‏ ‏الذى ‏لا‏ ‏يستغرب‏ ‏أن‏ ‏حفيده‏ ‏ما‏ ‏زال‏ ‏قزما‏. ‏وقال‏ ‏فى ‏سره:‏” ‏ولو‏”..!.‏

قالت‏ ‏فاتيما‏ ‏للمرأة‏ ‏التى ‏فرضت‏ ‏صداقتها‏ ‏بحرارة‏ ‏يونانية‏ ‏على ‏ظهر‏ ‏السفينة‏، ‏وكانت‏ ‏قد‏ ‏نسيت‏ ‏اسمها‏ ‏برغم‏ ‏أنها‏ ‏ذكرته‏ ‏لها‏ ‏عشرات‏ ‏المرات‏: “‏إنى ‏راحلة‏”. ‏

قالت‏ ‏المرأة‏ ‏بخبث‏ ‏باسم‏:‏

‏”‏أنت‏ ‏تكونين‏ ‏أجمل‏ ‏وأنت‏ ‏تكذبين‏”.

* * * *

ثانياً: أول الفصل:

-1-

لو‏ ‏أنهم‏ ‏وقعوا‏ ‏البيان‏ ‏باسم‏ ‏أصدق‏ ‏لما‏ ‏أثاره‏ ‏هكذا‏. ‏إن‏ ‏الذى ‏أثار‏ ‏حفيظته‏، ‏بل‏ ‏شكوكه‏ ‏هو‏ ‏حكاية‏ “‏أقباط‏ ‏مصر‏”، ‏مالهم‏ ‏هم‏ ‏فى ‏المهجر‏ ‏بأقباط‏ ‏مصر؟‏. ‏إيش‏ ‏عرفهم‏ ‏بأقباط‏ ‏مصر؟‏. ‏حتى ‏لو‏ ‏تصوروا‏ ‏أنهم‏ ‏كانوا‏ ‏منهم‏ ‏يوما‏، ‏أقباط‏ ‏مصر‏ ‏ـ‏ ‏الذين‏ ‏يعرفهم‏ ‏ـ‏ ‏لا‏ ‏يـهاجرون‏، ‏ولايكرهون‏، ‏ليسوا‏ ‏مسيحيين‏ ‏ولا‏ ‏نصارى ‏ولا‏ ‏حتى ‏من‏ ‏أهل‏ ‏الكتاب‏، ‏القبطى ‏قبطى “‏ابن‏ ‏عم‏” “‏أخ‏” “‏خال‏”، “‏ولد‏” ‏خال‏”. ‏أما‏ ‏المسيحى ‏فهو‏ ‏مسيحى، ‏المسيحى ‏تجده‏ ‏فى ‏كندا‏، ‏فى ‏استراليا‏، ‏فى ‏ألمانيا‏ ‏ـ‏ ‏فى ‏مصر‏ ‏ـ‏ ‏من‏ ‏أصل‏ ‏شامى، ‏أو‏ ‏هو‏ ‏حضر‏ ‏إلى ‏مصر‏ ‏حديثا‏، ‏ولم‏ ‏تتح‏ ‏له‏ ‏فرصة‏ ‏أن‏ ‏يشهر‏ ‏قبطيته‏ ‏بعد‏. ‏القبطى ‏يظل‏ ‏قبطيا‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏أسلم‏، ‏ثم‏ ‏إنه‏ ‏لا‏ ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏يسلم‏؛ ‏ما‏‏دام‏ ‏قبطيا‏.‏

‏”‏ماهذا‏ ‏التخريف‏”‏؟.

‏”‏أنت‏ ‏مالك‏”‏؟.

هذه‏ ‏الفكرة‏ ‏ربما‏ ‏تفسر‏ ‏موقف‏ ‏فاتيما‏ ‏أم‏ ‏العيال‏، ‏باكورة‏ ‏مشروعه‏. ‏يبدو‏ ‏أن‏ ‏فاتيما‏ ‏حين‏ ‏تزوجت‏ ‏أمين‏ ‏عبد‏ ‏الحكيم‏، ‏وحضرت‏ ‏إلى ‏مصر‏، ‏يبدو‏ ‏أنها‏ ‏تقبطنت‏ ‏حين‏ ‏أسلمت‏، ‏لو‏ ‏كان‏ ‏محمود‏ ‏عبد‏ ‏السلام‏ ‏يعرف‏ ‏هذا‏ ‏التخريف‏ ‏لما‏ ‏فوجئ‏ ‏وهو‏ ‏يتعرف‏ ‏على ‏جيران‏ ‏فدادينه‏ ‏الستة‏ ‏من‏ ‏القبطيات‏ ‏المحجبات‏.‏

‏” ‏قبطيات‏ ‏الصعيد‏ ‏ـ‏ ‏يا‏ ‏محمود‏ ‏ـ‏ ‏فلاحات‏، ‏محتشمات‏ ‏يا‏ ‏أخى”‏.

‏”‏حجاب‏ ‏فاتيما‏ ‏شئ ‏آخر‏”‏.

‏”‏حجاب‏ ‏فاتيما‏ ‏ليس‏ ‏له‏ ‏علاقة‏ ‏بإسلامها‏ ‏ولا‏ ‏بقبطية‏ ‏فلاحات‏ ‏جـرزة‏، ‏إن‏ ‏له‏ ‏علاقة‏ ‏بتجليات‏ ‏جمال‏ ‏الكون‏ ‏فى ‏جمال‏ ‏البشر‏”‏.

‏”‏طيب‏: ‏كيف؟‏”.‏

‏”‏أنا‏ ‏إيش‏ ‏عرفنى؟.

………….

………….

من: رواية “ملحمة الرحيل والعود”

(الجزء الثالث من ثلاثية المشى على الصراط)،

يحيى الرخاوى.

من الصفحات: (177 &  178)

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب

تاريخ النشر: 2007 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *