الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الثلاثاء الحرّ: السائقون والمخدرات!!

الثلاثاء الحرّ: السائقون والمخدرات!!

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 18-11-2014    

السنة الثامنة

العدد: 2636

        الثلاثاء الحرّ:

 السائقون والمخدرات!!

س1 لماذا يلجأ السائقون لتعاطي المخدرات؟

د. يحيى:

من حيث المبدأ، توجد أسباب عامة للتورط فى تعاطى المخدرات، يشارك السائقون فى التعرض لها، مثل استسهال الحلول، والهرب من الواقع، وترجيح الوجبات السريعة لتحريك الوعى، حيث تعتبر المواد الإدمانية المنشـِّطة بمثابة الملعقة الكيميائية لتنشيط الوعى افتعالا، فى حين تعتبر المواد الإدمانية المخدرة بمثابة الطاسة الكيميائية لصد قذائف الواقع المؤلم، الداخلى والخارجى على حد سواء.

– كما توجد أسباب خاصة لفئة السائقين  تحديدا، ومنها – على سبيل الاجتهاد والخبرة المهنية المباشرة، وليس من واقع أبحاث ميدانية مقننة- مثل: طبيعة العمل الذى يتضمن تحريك حركية الوعى فى مواجهة التغير المتلاحق للطرق والمناظر المحيطة به، مما قد يحتاج إما إلى تهدئة جرعة تنشيط الوعى، وإما إلى حفزها لتواكب هذا التلاحق، (هذا دون وعى طبعا)، ومنها سهولة الحصول على المواد المخدرة من المقاهى والاستراحات المنتشرة على طول الطرق، ومنها الاضطرار إلى العمل ليل-نهار، لظروف أكل العيش أو حتى للطمع، ومنها محاولة شحذ الانتباه ومقاومة النوم، هذا إذا  كان ما يتعاطاه هو من الأنواع المنشطة علماً بأن بعض المواد المخدرة تبدأ مفعولها بتنشيط قصير المدى قبل مفعول التخدير، ومنها الاقتداء بالسائقين الأقدم (المعلمين) وكأن هذاهو المفروض

س2 من اين تأتي القناعة لدى السائقين بأن المخدرات تساعده علي التركيز اثناء عمله وليس السبب في حدوث الحوادث ؟

د. يحيى:

تأتى القناعة من واقع التجربة، فإن جرعة صغيرة من منشط/ مخدر قد تعطي السائق فعلا قدرة أكبر على التركيز خاصة فى البداية، ونفس هذا المنشط إذا زادت جرعته كما ذكرنا ينقلب مفعوله إلى ضده ويصبح مخدرا لا منشطا، وهو لا يعرف هذه الحقيقة، وحتى إذا عرفها ينكرها أو يتجاهلها بعد التعود حيث يكون وعيه قد أصبح يحتاج لهذه المواد دون مبرر

س3 كيف نرجع السائقين عن قناعتهم بتعاطي المخدرات اثناء عملهم ومداومتهم عليها ؟

د. يحيى:

علينا أن نفرق بين من تورط فعلا، وبين المبتدئ، فالمتورط المزمن يحتاج إلى علاج ممنهج طويل المدى، وأن يمنع عن قيادة أية سيارة طوال ذلك، أما المبتدئ فهو قد نلحقه حتى  يدرك حجم مسئوليته ، فيحرص على حياته وحياة الآخرين، وخاصة إذا جستَّدنا له مسئوليته بالمعنى المتصاعد ، بدءا من أسرته إلى ضحاياه إلى المجتمع كله إلى سؤاله أمام ربه، فحساب الله له لن يكون عن جريمة “القتل الخطأ”، وإنما عن جريمة قتل نفس بغير نفس أو فساد فى الأرض، بما فى ذلك قتل نفسه ، وقتل ذوييه

س4 مدي تأثير المخدرات علي السائقين ؟

د. يحيى:

هو تأثير سلبى سلبى سلبى على طول الخط، مهما كانت التجارب الأولى مفيقة وواعدة، ذلك أن اى تغير مفتعل للوعى حتى لو أوهم صاحبه أنه تغير إلى أحسن، هو إفساد للطبيعة البشرية، وهو تشويه لما خلقنا الله به، الأمر الذى إذا تمادى نتيجة للإزمان يصل إلى درجة التبلد العاطفى، واللامبالاة

س5 كيفية القضاء علي هذه الظاهرة ؟

د. يحيى:

لا ينبغى أن تقتصر محاولات القضاء على هذه الظاهرة على اللجوء إلى الحلول الأمنية، ولا على مجرد النصح والإرشاد، وبالنسبة للحلول الأمنية، فإن الرصد يبدأ من الفحص المبدئى أثناء استخراج الرخصة،  ولا بد من فحص دورى، وفحص مفاجئ، كما يحدث فى كثير من بلاد الغرب حين يوقف السائق ، (كل من يسوق حتى لو كان صاحب السيارة)، وتقاس كمية الحول من تنفسه بوضع كمامة معينة على فمه وأنفه، ويجرى ذلك خاصة فى آخر الليل والساعات المبكرة من اليوم التالى خاصة عند أبواب الملاهى الليلة ..إلخ) فعلينا أن نبحث عن وسائل سريعة مثل ذلك، تتناسب مع المواد الشائعة عندنا، وبمساعدة التكنولوجيا الأحدث فالأحدث، وأن نكون ملتزمين بالتطبيق المحكم طول الوقت، ونحن نسد كل الثقرات التى يمكن أن تفسد التطبيق، وفى نفس الوقت فإن الوازع الدينى، ودراسة احتياجات هذه الفئة وأجورهم يمكن أن تسهم فى تحفيز ضمائرهم من ناحية، وأن يستغنوا عن الاضطرار إلى مواصلة العمل ليل- نهار من ناحية أخرى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *