الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / التراث الشعبى حضورٌ فى الوعى؟ أم ديكورٌ للحَكِى؟

التراث الشعبى حضورٌ فى الوعى؟ أم ديكورٌ للحَكِى؟

“نشرة” الإنسان والتطور

   13-2-2008

   العدد: 166

التراث الشعبى حضورٌ فى الوعى؟

 أم ديكورٌ للحَكِى؟

كيف‏ ‏تجمَّعَ‏ ‏التراث‏ ‏الشعبى ‏عبر‏ ‏التاريخ‏، ‏وكيف‏ ‏يشِّكُل‏ ‏الوعى ‏الشعبى ‏حالا؟

الثقافة‏ ‏بمعنى النسيج الضام لوعى الناس المشترك، هى تنبع‏ ‏من‏ ‏الناس‏، ‏مما‏ ‏هم‏، ‏لتصب‏ ‏فيهم‏، ‏هى ‏عملية‏ ‏حركية‏ ‏مستمرة‏ ‏أكثر‏ ‏منها‏ ‏تسجيل‏ ‏معرفىّ ‏معلوماتى. ‏والتراث‏ ‏الشعبى ‏هو‏ ‏ذخيرة‏ ‏الأمة‏، ‏وما‏ ‏تبقى ‏منه‏ ‏ومازال‏ ‏يسرى ‏فينا‏، ‏حتى ‏دون‏ ‏أن‏ ‏ندرى‏، ‏هو‏ ‏ما‏ ‏يندرج‏ ‏تحت‏ ‏ما‏ ‏يسمى ‏الآن‏ ‏بالتوارث‏ ‏الثقافى ‏فى ‏مقابل‏ ‏الوراثة‏ ‏البيولوجية‏ (‏الميمات‏ ‏فى ‏مقابل‏ ‏الجينات‏).‏

التراث‏ ‏الشعبى ‏المستعاد‏، ‏غير‏ ‏الوعى ‏الشعبى ‏المـعاش‏، ‏رغم‏ ‏ارتباطهما‏ ‏الوثيق‏.‏

العلاقة‏ ‏بالتراث‏ ‏الشعبى ‏لا‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏تقتصر‏ ‏على ‏تكرار‏ ‏أو‏ ‏جمع‏ ‏الأمثلة‏ ‏العامية‏، ‏أو‏ ‏على ‏تحديث‏ ‏الأغانى ‏الشعبية‏، ‏أو‏ ‏على ‏إحياء‏ ‏الرقص‏ ‏الشعبى، ‏وإنما‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏تمتد‏ ‏إلى ‏تعميق‏ ‏واستلهام‏ ‏وتنمية‏ ‏ما‏ ‏يثبت‏ ‏صلاحيته‏ ‏من‏ ‏العادات‏ ‏والتقاليد‏ ‏والطقوس‏ ‏المنتقلة‏ ‏من‏ ‏جيل‏ ‏إلى ‏جيل‏. ‏ليس‏ ‏للتراث‏ ‏الشعبى ‏فاعلية‏ ‏حقيقية‏ (‏سلبية‏ ‏أو‏ ‏إيجابية‏) ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏أصبح‏ ‏وعيا‏ ‏شعبيا‏ ‏خاصا‏ ‏وعاما‏. ‏

إذا‏ ‏لم‏ ‏ننتبه‏ ‏إلى ‏حقيقة‏ ‏تحويل‏ ‏التراث‏ ‏الشعبى ‏إلى ‏وعى ‏شعبى (‏يتجلى ‏فى ‏الفرد‏ ‏مثلما‏ ‏يتجلى ‏فى ‏الجماعة‏) ‏فإننا‏ ‏نكون‏ ‏قد‏ ‏قطعنا‏ ‏التواصل‏ ‏مع‏ ‏امتدادنا‏، ‏نكون‏ ‏قد‏ ‏نزعنا‏ ‏الجذر‏ ‏من‏ ‏تربته‏ ‏ونحن‏ ‏نتصور‏ ‏أننا‏ ‏نقوم‏ ‏بتصويره‏ ‏للذكرى ‏أو‏ ‏للزينة‏، ‏فيضمر‏ ‏وتموت‏ ‏الشجرة‏.‏

‏ ‏إن‏ ‏الاكتفاء‏ ‏باستعمال‏ ‏التراث‏ ‏فى ‏الاحتفالات‏، ‏والشعارات‏، ‏والزينة‏ ‏اللفظية، والنكت السريعة، والحكمة الطائرة، هو‏ ‏إهانة‏ ‏للأصل‏، ‏هو‏ ‏بمثابة‏ ‏من‏ ‏يستعمل‏ ‏صور‏ ‏أجداده‏ ‏للزينة‏، ‏يعلقها‏ ‏فى ‏حجرات‏ ‏الاستقبال‏ ‏بدلا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يستلهم‏ ‏حكمتهم‏ ‏ويحمل‏ ‏مسئولية‏ ‏تحقيق‏ ‏آمالهم‏ ‏فينا‏، ‏وفى ‏البشر‏.‏

إن‏ ‏ما‏ أعنيه‏ ‏بتعبير ‏”‏الوعى ‏الشعبى” (‏وهو غَير‏ ‏التراث‏ ‏الشعبى‏) ‏هو‏ ‏إشارة‏ ‏إلى ‏ممارسات‏ ‏تجرى ‏حاليا‏، ‏وهى ‏ممارسات‏ ‏إيجابية‏، ‏وسلبية‏. ‏الوعى ‏الشعبى ‏هو‏ ‏التعبير‏ ‏المباشر‏ ‏عن‏ ‏ماهية‏ ‏الناس‏ ‏فى ‏لحظة‏ ‏بذاتها‏، ‏ومن‏ ‏ثم‏ ‏فإننا‏ ‏حين‏ ‏نريد‏ ‏أن‏ ‏نتعرف‏ ‏على ‏أنفسنا‏ من ‏امتدادا‏ ‏فى ‏جذورنا التى نحن نتاجها الآن فى تربة مختلفة، فإننا بذلك نعد لامتدادنا الأصيل فى آفاق المستقبل‏، ‏علينا‏ ‏أن‏ ‏نفحص‏ ‏الفروع‏ ‏والثمار‏ ‏الظاهرة‏، ‏ولا‏ ‏نكتفى ‏بالحفر‏ ‏حول‏ ‏الجذور‏، ‏إن‏ ‏ما‏ ‏يميزنا‏ ‏الآن‏، ‏ليس‏ ‏جذورنا‏ ‏المختفية‏ ‏تحت‏ ‏الأرض‏، ‏وإنما‏ ‏ناتج‏ ‏هذه‏ ‏الجذور‏ ‏من‏ ‏فروع‏ ‏جافة‏ ‏أو‏ ‏ظليلة‏، ‏من‏ ‏أواق‏ ‏متساقطة‏ ‏أو‏ ‏زاهية‏، ‏من‏ ‏كرم‏ ‏شهى ‏أو‏ ‏حصرم‏ ‏حامض‏. ‏

‏ ‏من‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يعيد‏ ‏تشكيل‏ ‏وعى ‏ناسه‏ “‏هنا‏ ‏والآن‏”، ‏وفى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏لا‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يتشكل‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏قيم‏ ‏مستوردة‏ ‏أو‏ ‏مناهج‏ ‏مغتربة‏، ‏عليه‏ ‏أن‏ ‏يلم‏ ‏بماهية‏ ‏ناسه‏ ‏الآن‏، ‏بأن‏ ‏يبحث‏ ‏ابتداء‏ ‏عن‏ ‏المنهج‏ ‏المناسب‏، للنظر‏ ‏فى ‏تراث‏ ‏شعبه‏ ‏ونفسه‏، ‏ومن‏ ‏ثــم‏ ‏فى ‏وعى ‏شعبه‏ ‏ونفسه‏، لينطلق منه فى رحاب الدنيا الواسعة بالناس من كل مكان، الذين يمثلون شمس الدنيا، وهواء الحياة الزاخرة.

خطر‏ ‏أى ‏خطر‏ ‏أن‏ ‏نعتمد‏ ‏على ‏ملء‏ ‏الاستمارات‏ ‏المترجمة‏ ‏المليئة‏ ‏بالأسئلة‏ ‏المغلقة‏ ‏النهاية‏ “نعم‏-‏لا‏”، ‏لنتعرف‏ ‏من‏ ‏خلالها‏ ‏على “من‏ ‏نكون‏”، “‏من‏ ‏نحن‏”، . ‏هذا‏ ‏استسهال قد تضللنا نتائجه، كثير من الأبحاث التى تجرى فى هذا المجال بطريقة أكاديمية مغلقة تبعدنا عن وعينا الشعبى ونحن نتصور العكس. ‏

إن‏ ‏التعرف‏ ‏على ‏وعى ‏ناسنا‏ “‏الآن‏” ‏لا‏ ‏يأتى ‏من‏ ‏خلال‏ ‏ما‏ ‏يسمونه‏ ‏قياسات‏ ‏الرأى ‏العام‏، ‏ولا‏ ‏هو‏ ‏يعتمد‏ ‏على ‏نتائج‏ ‏الانتخابات‏ ‏التى ‏تجرى ‏تحت‏ ‏مسمى ‏الديمقراطية‏ ‏بأساليب‏أصبحت‏ ‏من‏ ‏الالتواء‏ ‏والتضليل‏ ‏والانتقائية‏ ‏بحيث‏ ‏أهدرت‏ ‏مصداقية‏ ‏الديمقراطية‏ ‏والحرية‏ ‏جميعا‏، ‏إننا‏ ‏نتعرف‏ ‏على ‏الوعى ‏من‏ ‏خلال‏ ‏النظر‏ ‏فى ‏لغته‏ ‏الجديدة‏، ‏الدالة‏ ‏والعابثة‏ ‏معا‏، ‏من‏ ‏أغنيته‏ ‏الهابطة‏ ‏والراقية‏ ‏على ‏حد‏ ‏سواء‏، ‏إن‏ ‏تعالى ‏العلماء‏ ‏والباحثين‏ ‏على ‏نبض‏ ‏الشارع‏، ‏وقياسه‏ ‏بمقاييس‏ ‏المكاتب‏ ‏الأكاديمية‏ ‏قد‏ ‏يرسم‏ ‏لنا‏ ‏صورة‏ ‏لا‏ ‏تمثلنا‏: ‏إما‏ ‏شائهة‏ ‏أو‏ ‏مزورة‏،

فى مداخلة مزعجة عن اللغة والثقافة العلمية، عقدها المجلس الأعلى للثقافة فى أبريل 2005 حركية اللغة: من الشعر إلى الشارع”، قدمت ورقى عن حركية اللغة بين الشعر والشارع، دافعت فيها عن اللغة الشبابية باعتبارها تحتوى وعى الشباب بدلالات متجددة، علينا أن ندرسها، ولا نسارع بشجبها من موقف فوقىّ سلطوى جامد.

إن‏ ‏تقديس‏ ‏العلم‏ ‏منفصلا‏ ‏عن‏ ‏الناس‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏مخاطر‏ ‏الانغلاق‏ ‏المعقلن‏.

 ‏المعلومات‏ ‏التى ‏تصلنا‏ ‏موجزة‏ ‏مركزة‏ ‏من‏ ‏مراكز الأبحاث‏، ‏أو‏ ‏عبر‏ ‏وسائل‏ ‏الإعلام‏، ‏بل‏ ‏فى ‏مناهج‏ ‏التعليم‏، ‏لا‏ ‏تصبح‏ ‏لها‏ ‏قيمة‏ ‏حقيقية‏ ‏فاعلة‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏تعمقنا‏ ‏نتائجها‏ ‏حالة‏ ‏كونها‏ ‏تتفاعل‏ ‏مع‏ ‏مصادر‏ ‏أخرى ‏للمعارف‏ ‏مثل‏ ‏التقاليد‏، ‏والدين‏ ‏الصحيح‏، ‏والدين‏ ‏الشعبى، ‏والحدس‏ ‏الشعبى ‏الصادق‏ ‏والكاذب‏ ‏معا‏. ‏و‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يجرى ‏فعلا‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏بين‏ ‏الناس‏ ‏على ‏أرض‏ ‏الواقع‏.‏

‏ ‏المطلوب‏ ‏ونحن‏ ‏نتكلم‏ ‏عن‏ ‏العلم‏ ‏وعصر‏ ‏العلم‏ ‏وضرورة‏ ‏العلم‏ ‏ألا‏ ‏نستسلم‏ ‏لما‏ ‏يختزل‏ ‏وجودنا‏‏ ‏ننفذ‏ ‏برامج مغلقة‏ ‏ليست‏ ‏من‏ ‏صنعنا‏، ‏نبحث فى مشاكل لا تلح علينا، وليس لها الأولوية التى عند غيرنا،

نحن‏ ‏لا‏ ‏نقلل‏ ‏من‏ ‏قيمة‏ ‏العلم‏، ‏لكننا‏ ‏نذكـر‏ ‏بأن‏ ‏العلم‏ ‏ومعلوماته‏ ‏ليست‏ ‏إلا‏ ‏أحد‏ ‏مصادر‏ ‏المعرفة‏.

‏وبالتالى ‏لا‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏هو‏ ‏المقياس‏ ‏والمرجع‏ الوحيد ‏لكل‏ ‏المنظومات‏ ‏المعرفية‏ ‏الأخرى‏. ‏إن‏ ‏العلم‏ ‏لا‏ ‏يقيس‏ ‏إلا‏ ‏نفسه‏، ‏لكنه‏ ‏يتفاعل‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏مصادر‏ ‏المعرفة‏ ‏بكل‏ ‏لغاتها‏ ‏ليصيغ‏ ‏الوعى ‏المعرفى ‏الأشمل‏ ‏بما‏ ‏يميز‏ ‏الثقافات‏ ‏المختلفة‏ ‏من‏ ‏واقع‏ ‏جذورها‏ ‏الغائرة‏ ‏فى ‏التاريخ‏ ‏وثمارها‏ ‏المُهَجَّنة‏ ‏بالواقع‏ ‏الجارى‏.‏

زاد‏ ‏الاهتمام‏ ‏هذه‏ ‏الأيام‏ ‏بإعادة‏ ‏النظر‏ ‏فى ‏مناهج‏ ‏العلوم‏ ‏الإنسانية‏ ‏لتضع‏ ‏فى ‏اعتبارها‏ ‏احترام‏ ‏الوعى ‏الشعبى ‏كمَصْهر‏ ‏للمعرفة‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يخرج‏ ‏بنتائج‏ ‏وتعقيبات‏ ‏لها‏ ‏مصداقيتها‏ ‏فى ‏ذاتها‏، ‏وأيضا‏ ‏ليعيد‏ ‏للمعلومات‏ ‏الحكائية‏ “‏قيمتها‏ ‏واحترامها‏.‏

إن‏ ‏الناس‏ ‏عامة ‏”تحكى” ‏معرفة‏ ‏حقيقية‏، ‏وما‏ ‏يمارسونه‏ ‏هو‏ ‏إضافة‏ ‏هامة‏ ‏وليس‏ ‏مجرد‏ ‏تنفيذ‏ ‏مبرمج‏.

 ‏إن‏ ‏وعى ‏الناس‏ حاضرا الآن هو ‏مصهر‏ ‏للمعرفة‏ ‏وليس‏ ‏إناء‏ ‏للغرف‏.

‏علينا‏ ‏أن‏ ‏نحترم‏ ‏المعرفة‏ ‏المُمَاَرَسةْ‏ (‏دون‏ ‏تقديس‏) ‏وألا‏ ‏نقيسها‏ ‏بغير‏ ‏مقاييسها‏.

 ‏إن‏ ‏ممارسات‏ ‏الناس‏ ‏فى ‏المناسبات‏، ‏وطقوسهم‏ ‏فى ‏المعاملات‏ (يومية 22-1-2008 طقوس “السُّبُوعْ”، وجدلية الانفصال/الاتصال)، ‏وتغير‏ ‏لغتهم‏ ‏وتحديث‏ ‏أغانيهم‏، ‏وتطوير‏ ‏رقصهم‏، ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏يحمل‏ ‏من‏ ‏الدلالات‏ ‏والمعارف‏ ‏ما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يلهمنا‏ ‏مناهج‏ ‏تكشف‏ ‏لنا‏ ‏عن‏ ‏هويتنا‏ ‏ونحن‏ ‏نعيد‏ ‏صياغتها‏، ‏فنحمى ‏أنفسنا‏ ‏من‏ ‏الانسياق‏ ‏على ‏مسارات‏ ‏غامضة‏، ‏بمناهج‏ ‏مختزلة‏: ‏بعضها‏ ‏مشبوه‏ ‏المصدر‏، ‏والآخر‏ ‏غير‏ ‏صالح‏ ‏للاستعمال‏ ‏الآدمى ‏إلا‏ ‏فى ‏موطنه‏ ‏الأصلى، ‏إن‏ ‏صلح‏ ‏أصلا‏.‏

استشهاد محدود

نقرأ معاً مقطعين من موّالين مختلفين،

الأوّل: ينتقد الاعتمادية السلبية إذا كانت هى السبب الأول والأخير لعقد علاقة  (صداقة/حب.. إلخ) مع الآخر، لأن هذا الآخر لو فعل نفس الشئ بالضبط، وهذا حقه، فلن نتكافل معاً أبدا، إننا نحمل همّ بعضنا البعض بالتبادل والتكافل، وليس بالطفيلية وسعار الاحتياج، وإلا …..

يقول الموال:

صاحبت‏ ‏صاحبْ‏ ‏وقلت‏ ‏فْ‏ ‏يوم‏ ‏يشيل‏ ‏حِمْلى

جاب‏ ‏حمله‏ ‏التقيـل‏ ‏وحطُّه‏ ‏على ‏حِمْلِى

لفيت‏ ‏جميع‏ ‏البلاد‏ ‏على ‏صاحب‏ ‏يشيلْ‏ ‏حملىِ

وتعبـت‏ ‏وشقيت‏، ‏لكن‏ ‏بدون‏ ‏فايدةْ

واللى ‏اشتكيله‏ ‏يقولىّ: ‏وانا‏ ‏مين‏ ‏يشيل‏ ‏حملى

الثانى: موال آخر ناقد يحاول أن يوقف لعبة التزايد للتزايد، والامتلاء بعد الحاجة، وفصل الأداة عن أدائها، والاستهلاك الكمىّ للاستهلاك، وبرغم نهايته التشاؤمية إلى أنها أقرب إلى واقع ما آل إليه مجتمعنا الحالى، وما يستثيره فى عامة الناس من غٍلّ مشروع وغير مشروع.

يقول الموال:

أصل‏  ‏الخسيس‏  ‏لو‏  ‏شبع‏  ‏زى  ‏السباخ‏  ‏لو‏ ‏زاد

بيتلف‏  ‏الأرض‏  ‏و‏‏لا‏  ‏بتجبش‏  ‏زرعتها

والملح‏  ‏حسن‏  ‏الطعام‏ …  ‏وبيفسده‏ ‏لو‏ ‏زاد

وشجره‏ ‏ما‏ ‏فيهاش‏ ‏ثمر‏ ‏يا‏ ‏سوء‏ ‏زرعتها

عمل‏  ‏مافيهش‏  ‏أمل‏  ‏يبقى  ‏بلاش‏  ‏منـّه

وخلف‏  ‏ما‏  ‏فيهش‏  ‏نفع،‏  ‏غوّر‏  ‏بلاش‏  ‏منـه

فى  ‏الألف‏  ‏واحد‏  ‏ملان‏  ‏بيكُبّ‏  ‏عالفاضى

والغل‏  ‏بحره‏  ‏اتسع‏  ‏أصبح‏  ‏مفيش‏  ‏له‏  ‏حد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *