الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / التدريب عن بعد: شروخ فى جدار الكبت، وحركية الجنس

التدريب عن بعد: شروخ فى جدار الكبت، وحركية الجنس

“نشرة” الإنسان والتطور

29-3-2009

السنة الثانية

العدد: 576

 التدريب عن بعد:

الإشراف على العلاج النفسى (41)

 (سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).

شروخ فى جدار الكبت، وحركية الجنس

قُدِّمت هذه الحالة مرتين خلال شهر ونصف تقريبا، وسوف نقدم الاستشارتين معا، وفيما يلى نص المقابلة (تقريبا) الواحدة تلو الأخرى.

الاستشارة الأولى

د.أشرف فايد: هى مدام عندها 33 سنة، التالتة من تلاتة، واخده ليسانس، وبتشتغل سكرتيرة، متجوزة وعندها ولدين حضرتك حولتها لى من شهر ونصف، هى كانت جت لى من سنة تقريبا عن طريق واحده كان أبوها فى المستشفى، جت تعمل معايا جلسات، وبعدين جت لحضرتك وحضرتك حولتها لى برضه، المرة دى جاية بأعراض طاقة زياده

د.يحيى: المرة دى إمتى بقى؟

د.أشرف فايد: من شهر ونص، هى جاية بأعراض طاقة زياده، ومابتنامشى، وعاوزه تسيب جوزها من حوالى سنة.

د.يحيى: هى اتجوزت إمتى؟

د.أشرف فايد: إتجوزت من 9 سنين، وعندها ولدين

د.يحيى: وعايزة تسيب جوزها من إمتى؟

د.أشرف فايد: من سنة تقريبا

د.يحيى: وقبل كده لأ؟

د.أشرف فايد: آه، قبل كده لأه.

د.يحيى: يعنى قبل سنتين بس ماكانتش عايزة تسيب جوزها؟

د.أشرف فايد: لأه، أو ممكن، هى قالت لى قبل ما آجى لك يعنى مثلاً بخمس ست شهور لقت نفسها عايزة تسيبه، أنا كنت عامل زى ما اكون بازق فى سكة الطلاق بناء على حاجة واحده بس إن هى عِـنَدية، حاتعاندنى، ومش حاتنفذ رأيى، وهو ده اللى حصل فعلاً

د.يحيى: يعنى إنت عمال تزق فى سكة الطلاق عشان هى تقول لأه، مش ملاحظ إنها طريقة مش هيه، العيانين بيفقسونا أكتر ما نتصوّر، وبعدين؟

د.أشرف فايد: المرّة دى يعنى مازقتش فى السكة دى تانى، بس هى مشت جوزها من البيت، بيبات عند أخوه، بس مافيش طلاق، حالياً مجرد انفصال.

د.يحيى: أخوه اللى بيبات عنده ده، متجوز؟

د.أشرف فايد: لأه

د.يحيى: أخوه قاعد فى بيت أبوه؟

د.أشرف فايد: لأ فى شقه بتاعته هوه

د.يحيى: أخوه أكبر ولا أصغر

د.أشرف فايد: عنده 31 أو 32

د.يحيى: ليه ماتجوزش

د.أشرف فايد: ما سألتشى

د.يحيى: هو جوزها عنده كام سنه؟

د.أشرف فايد: 36

د.يحيى: شفته؟

د.أشرف فايد: طلبت أشوفه، وبدأ فعلا يعمل معايا جلسات

د.يحيى: بفلوس؟

د.أشرف فايد: آه، بفلوس.

د.يحيى: غير الفلوس اللى بتدفعها مراته فى الجلسة بتاعتها

د.أشرف فايد: آه

د.يحيى: بتقعد معاه فى نفس الجلسة، ولا لوحده

د.أشرف فايد: لأ، هو لوحده

د.يحيى: مش فاهم، يعنى “علاج زواجى”؟ بتعالج العلاقة، ولا بتعالج فردين فى علاقة؟

د.أشرف فايد: مش عارف الفرق قوى، بس ده بيصب فى ده

د.يحيى: ماشى، جوزها بييجى بقاله قد أيه

د.أشرف فايد: هو المفروض إن ليه خمس أسابيع بييجى لى، بس فيه أسبوعين ماجاش، فهو جه تقريبا تلات مرات فلقيت إن جوزها كويس، فرحت الجلسة الأخرانية بقى قلت لها خلاص أنا حاعرض الحالة بتاعتك على الدكتور يحيى

د.يحيى: قلت لها هى، ولا له؟

د.أشرف فايد: ليها هى، عشان المفروض زى الاتفاق،(1) إنها تشوف حضرتك بعد أربع جلسات، أنا قلتلها برضه حاتشوفيه عشان ناخذ قرار الطلاق بقى، قالت لى لأ أنا مش جاية عشان الطلاق، قلت لها ما انت طول النهار بتتكلمى عليه، بصراحة انا فرحت إن هى قالت كده بصريح العبارة، بس السؤال بقى إن أنا مش عاجبنى موقف التعليقة بتاعتها دى، أعمل إيه؟

د.يحيى: هى غابت عنك بين الجلسات الأولى والجلسات التانية قد إيه؟

د.أشرف فايد: سنة ونص، والوضع لسه معلق نفس التعليقة

د.يحيى: سنة ونص كتير، المهم: السؤال بقى؟

د.أشرف فايد: عايز أخلى جوزها يرجع ويعيش معاها، أعمل إيه؟

د.يحيى: انت اللى عايز كده؟

د.أشرف فايد: آه،

د.يحيى: يعنى السؤال إنك انت إزاى تخلى جوزها يرجع؟ أنا حاسس إن فيه حاجة مباشرة كده، غريبة، مش مريَّحانى، زى ما يكون بِـعِدْنا عن الطب، والعلاج، وبنصلِح ذات البين وبسْ.

د.أشرف فايد: أنا باشتغل على إنها عندها صعوبة فى العلاقة بالموضوع(2)

د.يحيى: يعنى وانت ماعندكشٍ؟ وانا؟

د.أشرف فايد: عندى طبعا، بس باحاول أتغلب عليها.

د.يحيى: طيب فين المعلومات الباقية اللى تخلينا نتعرف على الصعوبة بتاعتها دى، معلومات عن الجنس مثلا؟

د.أشرف فايد: سألته وسألتها، هى بتقول إنه بيمارس الجنس اللى هو الجنس التبوّلى، يعنى ينام معاها وخلاص ويتقلب الناحية التانية

د.يحيى: وهى؟

د.أشرف فايد: هى لأه، هى نـِفسها يعمل معاها كذا وكذا وكذا

د.يحيى: إيه كذا وكذا ده، هو عمال يتبول فيها زى ما هى بتقول، طب ما هى باينة أهه، هوا التعبير اللى هى استعملته ده بيشاور على إن فيه أى احتمال لكذا وكذا

د.أشرف فايد: هى بتطلب منه بصراحة، بتطلب منه إن هو مثلاً يعنى يبوس ويحضن يداعب

د.يحيى: يابنى إنت داخل على جواز، الكلام مش كده خالص…، واحد بيمارس الجنس التبولى تقوم التانية تطلب منه يبوس وبتاع، يعنى إيه تطلب منه، طلب على عرضحال دمغة يعنى؟ فيه حاجة غامضة فى الموقف، بتطلب يعنى إيه؟ وازاى؟

د.أشرف فايد: بتطلب بقى وخلاص

د.يحيى: يا ابن الحلال، الحكاية عايزة تفاصيل أكتر، عايزة عمق عشان إحنا وصلنا للطلاق، وسيبان البيت، واللغة بينهم دلوقتى زى ما تكون كل واحد بيتكلم فى ناحية، شبه حوار الصم، الجنس بتاعهم زى ما يكون فيه حوار صم برضه، هى عماله تبوس وهو بيطرطر، ما أظنش الحكاية قوى كده، مش ضرورى تصدق الكلام كده زى ما هوه، لازم تاخذ تفاصيل التفاصيل، لازم تتعرف قصدها إيه، يعنى إيه يداعبها؟ يعنى إيه حضن؟ فيه تفاصيل تبين شوية إذا كانت المسألة لذة؟، ولا روتين؟ ولا علاقة؟ الحاجات دى ما تتعرفشى بسؤال وجواب ، إنت تبحث فى عمق العلاقة بطريقة غير مباشرة

د.أشرف فايد:….، علاقة إيه؟!!! العلاقة متوقفه تماما

د.يحيى: هى كانت مشيت عشان تتوقف؟

د.أشرف فايد: يعنى،

د.يحيى: إحنا لازم نفحص الجوازة دى فى تلات مراحل على الأقل: المرحلة قبل انت ما تعرفها خالص، قبل العيا والعلاج من أصله، تسع سنين على الأقل، حانتكلم على الست سنين اللى فى الأول، وبعدين حا نتكلم من سنه ونصف، وبعدين حانتكلم على الأزمة الأخيرة اللى انتهت بسيبان جوزها البيت وقعاده عند اخوه، كل ده على كل المستويات، دلوقتى إحنا بنفحص اللى جرى بالنسبة للغة الجسد فى التواصل، يعنى فى الجنس، وطبعا حا تفحص احتمالات كتيرة زى اللذة الذاتية، واحتمالات العلاقات خارج الجواز، وهى الست دى بتبص لبرّة، ولا لأه، وهل لها علاقات مثلا؟

د.أشرف فايد: هى ليها علاقات

د.يحيى: كاملة؟

د.أشرف فايد: لأ مش كاملة حسب كلامها

د.يحيى: يعنى بوس واحضان وكلام من ده

د.أشرف فايد: بوس وحاجات تانية بس مش كاملة

د.يحيى: طيب، والحاجات التانية دى كافية، يعنى بتكمل اللى ناقص فى علاقتها بجوزها؟

د.أشرف فايد: هى بتقول إن هو أحسن من جوزها

د.يحيى: طيب ياابنى، مش ملاحظ إن كل ده عايز يندرس قبل ما نقول لجوزها إرجع وما ترجعشى؟ يعنى يرجع بصفة إيه، ويعمل إيه بالظبط؟ فيه نكت كتير بايخة بتوصف الجواز ده عارفها؟

د.أشرف فايد: لأ

د.يحيى: أحسن

د.أشرف فايد: أنا ساعات باكتب بعض الكلمات فى الجلسات، فأنا رجعت للى كتبته فى المرحلة الأولانية، لقيتنى كاتب عبارة هى قالتها بالنص بتقول ” …. أنا ثقتى فى نفسى اتهزت بعد ما جوزى بطل يعاكسنى”

د.يحيى: بطل إيه؟؟!!

د.أشرف فايد: لما جوزى بطل يعاكسنى،

د.يحيى: إنت بتكتب أثناء المقابلة

د.أشرف فايد:… بعض العبارات كده باحب أحتفظ بيها

د.يحيى: هو ده جيد من حيث المبدا، بس مش دايما كويس أثناء الجلسة، هما عملوها خمسين دقيقة عشان يسيبوا العشر دقايق دول لكتابة أى ملاحظة، إنما فيه ناس بيكتبوا أثناء ما المريض قاعد معاهم، بس انا باحس إن ده دمه ثقيل قوى

د.أشرف فايد: أنا عارف، أنا فى الغالب باكتب بعد الجلسة

د.يحيى: ده جيد، نرجع تانى لأصل الحكاية، إنت لما بتفحص مش بتدرس بس العلاقة الجنسية، إنت بتفحّـر فى بقية المستويات: يعنى مثلا: مستوى الفُسح، الفلوس، كل ده تشوفه كان إيه وبقى إيه فى التلات مراحل إللى شاورنا عليها، وتقارن كمياً ونوعياً، وطبعا نوعياً أحسن، وإلا حاتلاقى إنه صعب جداً إنك تتخذ موقف يسمح له أو يسمح لها بالوصول معاك لقرار له عمر جيد أو موضوعى، هو جوزها بطل يعاكسها يعنى إيه؟ الواحد بيعاكس واحدة فى الشارع مفهوم، إنما فى البيت يا ترى قصدها إيه، يعنى ازاى جوز يعاكس زوجته فى البيت، يقعد يقول لها “إنت ألـذّ من طبيخك مثلا”؟ فخلى بالـَك، ما هو برضه فيه تصنيف للمعاكسة حتى بينهم هما، فيه معاكسة قبل الجواز، ومعاكسة بعد الجواز، ومعاكسة بعد هرشة السبع سنوات، وكده، يا أخى ما استفسرتش منها تقصد إيه؟ وهوه بطّل إيه بالظبط، إحنا اتكلمنا هنا عن المؤسسة الزواجية عدة مرات لدرجة الملل، وبصراحة لقيت إن احنا اتكلمنا بطريقة فيها شجاعة، وبانت الصعوبة قوى بتاعة العلاقة دى، وفى نفس الوقت اعترفنا بأمانة إن ما فيش بديل جاهز، طول ما الحكاية كده، الظاهر إن البشرية فى المنطقة دى لسة برضه فى مرحلة الاجتهاد، باين الحكاية زيها زى الديمقراطية، نظام زفت، وكل البدائل أزفت منه، نعمل إيه؟ أنا متصور إن دى مرحلة خاصة بالبشر أكتر من أى من الأحياء الأخرى اللى بنعرفها، متصور إن البنى آدم متورط فى حكاية إنه يعمل علاقة حقيقية بوعى حقيقى مع بنى آدم تانى مختلف عنه فعلا، وهما الاتنين واعيين بالحقيقة دى، الأرجح إن دى حاجة خاصة بالنوع البشرى، طبعا فيه علاقات بين أفراد أى نوع من الأحياء، لكن حكاية الوعى و الاختلاف هى الورطة اللى اتورط فيها النوع البشرى، فما دام إحنا ماعندناش حل تانى يبقى نعمل من الموجود أحسن الممكن، هما فى بلاد برة سبقونا بمحاولات كتيرة لإيجاد بديل، إنما طبعا المسألة زى ما انت عارف، همه عندهم الشجاعة إنهم يعلنوا الفشل بدرى بدرى، والعلاقات هناك بقت تباديل وتوافيق، واتفاقات محددة المدة، وكلام من ده، وتشكيلات من الحرية متنوعة والذى منه، ده بيحصل من الطرفين، ولحد دلوقتى معظم العلاقات دى ثبت إن عمرها قصير، يعنى أقصر من الجواز والسلام، ثم إن احنا لسّه ما قربناش فى حالتك لمنظومة القيم اللى ممكن تساعد، أو تفشل المؤسسة دى، يعنى مثلا الست بتاعتك دى عندها منظومة القيم إيه؟ المسألة مش واضحه لى، هى حره ولا مش حره، بأى لغة وأى معنى؟ بتصلى ولا مابتصليش

د.أشرف فايد: مابتصليش

د.يحيى: مابتصليش عن اعتقاد ولا عن كسل

د.أشرف فايد: لأ كسل، أنا آخر جلسه بس فتحت حكاية الصلاة، قالت لى أنا ساعات باصلى مرة أو مرتين

د.يحيى: حتى اللى بيصلى، منظومة القيم بتختلف عنده، فيه اللى بيصلى خوف، واللى بيصلى ورطه تعود، وكيت وكيت، نيجى بقى للعلاقة اللى هى عاملاها دلوقتى، ونحطها على طرابيزة منظومة القيم بتاعتها واحنا بنفحصها، نشوف الراجل صاحبها بتعمل معاه إيه بالضبط، خلى بالك إن ساعات العلاقة إللى مش كاملة بتبقى علاقة مختلفة عن ما إذا كانت كاملة، ساعات بتوعد، وده يمكن أهم من إنها بتِرْضى، وساعات بتبقى ناقصة قال إيه عشان تحافظ على قيم دينية معينة، يعنى مثلا تخليها تريّح وتكمل وهى بتعتبرها من اللّمَمْ، أو أى حاجة من الحاجات اللى بيقولوها المشايخ، الله يسامحهم، تقوم هى تعتبرها يعنى بره بند الخيانة الزوجية، وهات يا لَمَمْ، ثم إن العلاقة الخفافى بعض الوقت دى يصعب مقارنتها بعلاقة مع جوز قايم قاعد على قلبها طول الوقت .

د.أشرف فايد: أظن ده يفسر موقفها من جوزها شوية، يعنى أنا غايظنى التعليقة بتاعتها دى

د.يحيى: ما هو لما نلاقى فيه صعوبة فى العلاقات مع جوزها، علاقة إلا حته أو حتت، ونلاقيها بتمارس علاقة تانية فيها اختيار ولو نسبى ، يعنى مش مفروضة قوى، وفيها الحتة اللى ناقصة دى، تلاقى إن ده بيصعـّب المسائل، لأنه بتبقى مقارنة ما فيهاش عدل، شفت بقى إنك إن لم تأخذ تفاصيل التفاصيل، حاتلاقى عندك فجوات كتير وانت بتقيـّم الوضع، وبتحاول تصلح المايل، ويمكن هى بتْحَبـّش العلاقة التانية دى بشوية خيال، مين عارف، لأن العلاقة اللى فيها اختيار متجدد وحركات من دى بيبقى لها طعم تانى غير العلاقة الرِّخمة اللى محكومة بظروف ما نعرفهاش، ظروف أغلبها اجتماعية يمكن، وفيها اللى فيها من خنقة، وروتين وريحة بصل وكلام من ده، وبرضه عشان تتأكد من حجم الخيال اللى بتحكيه الست دى، لازم تخش فى الخوف، والضمير، والمكان اللى بيتقابلوا فيه، والناس، والكلام ده، زى ما قلنا ميت مرة، ثم إن المسألة تفرق إذا كانت علاقة واحدة ولا اتنين ولا أكتر، ومع بعض فى نفس الوقت ولا واحدة ورا التانية، وبعدين خليك فاكر إن وجود بديل بالشكل ده يخليها تبذل جهد أقل فى إنجاح العلاقة الزوجية الصعبة، الناس دلوقتى بيستسهلوا الحلول فى جميع المجالات، فى البيت وفى الشغل، وفى الشارع، وفى كل حتة، فما بالك لما نحاول ما نلصمشى الحكاية، قال إيه ونبذل جهد فى إننا نعمل علاقة بالآخر على إنه “موضوع” بنجدد اختياره بين أربع حيطان؟ الصعوبات لما بتتراكم أسهل حاجة إن المشاركين فى اللعبة يروحوا مفركشينها، يا إما يلجأوا للتعويض بالحركات اللى تمد فى الاستسهال، واهى عماله تسلى نفسها بحاجات تعطلها عن عمل أى علاقه صعبة، وتطرد الراجل، وتوصفه زى ما بتقول، برغم السبع سنين والعيلين، أنا شايف المعيلة فى الست دى اللى باين عندها اهتزاز فى منظومة القيم بشكل ما، وأنا رأيى إن الاستسهال من جانب الست دى هو اللى معطل اللى انت بتعمله، باقول ده من غير ما نعفى جوزها من المسئولية، زى ما يكون هوه برضه مزودها فى السلبية، أو العمى، أو أى حاجة، تقول له ياللا عند أخوك يروح ماشى، أنا مش فاهم إيه ده، أنا بيتهيأ لى إنت محتاج لشوية خيال عشان تتصور المنظر وهى راجعه من اللى هى بتقابله ده بيبقى شكلها إيه أمام نفسها، وبتشوف جوزها ازاى، وهو بيشوفها ازاى، كل ده قبل أو أثناء ما انت بتحاول تقول لها اطلقى أو ما تتطلقيش، وقبل ما تتحمس وتقول لجوزها يرجع من عند اخوه أو ما يرجعشى، المسألة عايزة وقت، ومراجعة وحسابات، وادى احنا موجودين تحت أمرك.

شكراً جزيلاً

****

الاستشارة الثانية: (بعد شهر ونصف تقريبا)

د.أشرف فايد: هى نفس المدام اللى عندها 33 سنة، اللى حكيت عنها قبل كده، وكنت باشوفها هى وجوزها،

د.يحيى: بقالك معاهم قد إيه

د.أشرف فايد: هى شهرين، وجوزها شهر ونصف، أنا كان أول مرة أنزل العيادة (3) السبت اللى فات من أربع أيام، وهى جلسة جوزها قبل جلستها، أنا لم طلعت الأجازة هما كانوا منفصلين، هوه قاعد عند أخوه، وهى قاعده فى الشقة مع عيالها، فلقيت الدبلة فى إيديها، فبقول لها إنتم رجعتم، فقالت لى آه رجعنا قبل الجلسة دى بأسبوع، كان جوزها مسافر الخارج، مهمة شغل يعنى، فهى اتصلت بيه وقالت له عاوزين نرجع، وراحت وصلته المطار,

د.يحيى: هو بيشتغل إيه؟

د.أشرف فايد: هو بيشتغل (….)(4) شغلة تخليه يسافر كل شوية والتانية يخلص حاجة

د.يحيى: وهى بتشتغل؟

د.أشرف فايد: هى بتشتغل سكرتيرة، وتقريباً حاتسيب الشغل ده وحترجع تشتغل معاه فى المكتب تانى هى كانت بتشغتل معاه فى المكتب قبل كده

د.يحيى: هما اتجوزوا عن طريق الشغل

د.أشرف فايد: لأ جواز صالونات

د.يحيى: وبعدين؟

د.أشرف فايد: هى وصلته المطار واستنته، يعنى استقبلته برضه وهو راجع، والتغير الإيجابى اللى حصل إنها بتقول إنه هو فى الجنس بقى أحسن

د.يحيى: إنت، بتقول إنك راجع من الأجازة مش كده، أجازة الجواز؟ مبروك

د.أشرف فايد: الله يبارك فيك

د.يحيى: ربنا يسعدكم، إيه بقى الحكاية؟ باين عليهم خفـّوا والحمد لله، يمكن بمناسبة جوازك، محاسبين عليك، عايزين إيه تانى؟

د.أشرف فايد: هو جلسته قبل جلستها، فأنا فرحت أول ما قال لى إن هما رجعوا وخلاص وكده، هو متحفظ شوية فى موضوع الجنس فما اتكلمش عن الجنس، هى عشان معايا من قبله بحوالى سنة، ممكن تحكى فيه شوية، فهى اللى قالت لى إن هو فى الجنس بقى أحسن، ودى كانت واحدة من المشاكل الرئيسية يعنى بينه وبينها، لكن يعنى هى قالت لى إن هى قبل ما ترجع له بيوم، كانت يعنى نامت مع واحد….، ده التالت يعنى تالت علاقة ليها مع واحد خارج الزواج، فبتقول لى أنا مش عارفة أنا رجعت له ليه، عشان الذنب؟ ولا أنا عايزة أرجع له، هو انا لما كنت قدمتها قبل كده،حضرتك قلت لى اتحقق من حقيقة العلاقات بتاعتها دى، يمكن تكون خيال.

د.يحيى: أنا فاكر، حاجة زى كده.

د.أشرف فايد: حضرتك يعنى لما قلت لى كده أنا فحصت المسألة، ورجحت فعلا حكاية الخيال دى، فى العلاقتين الأولى والتانية على الأقل، مش متأكد

د.يحيى: إنت متجوز بقالك قد ايه

د.أشرف فايد: ثلاث أسابيع

د.يحيى: إوعى تكون اتجوزت خيال إنت راخر، إنت متأكد من إن العلاقتين الأولى والتانية خيال

د.أشرف فايد: واحده منهم على الأقل بعد ما قعدت أفحص وأمحّص، قالت لى لأ أنا ماعملتش أى حاجة، كله يعنى أنا باتخيله

د.يحيى: يعنى…

د.أشرف فايد: هى لسه بتنقطنى بالمعلومات

د.يحيى: إنت بتميز ازاى يابنى بين الخيال والحقيقة؟

د.أشرف فايد: ماباميزش بسهولة، هى فى العلاقة الأولانية اللى أنا باقول إنى متأكد إنها خيال، قعدت وراها، ودخلت فى تفاصيل التفاصيل، لغاية ما قالت لى لأ ده مجرد خيال

د.يحيى: تيجى ازاى يابنى؟ وانت مستسلم للى بتقوله مرة كده، ومرة كده.

د.أشرف فايد: هى اللى قالت

د.يحيى: ماتقول زى ما تقول بس انت اللى حاتحكم فى الآخر

د.أشرف فايد: ما هو ده حكمى وإحساسى، مش أكتر

د.يحيى: إحساسك على العين والراس، إنما الستات (والرجالة) بيعملوا حاجات غريبة الشأن، خصوصاً لما يبقوا مريضات يعنى تقول لك اللى حصل، وبعدين تلاقيها كبيرة حبيتين، تقوم تعمل حاجة زى إنكار بأثر رجعى، عشان تبرّأ نفسها الأول قدامك أو قدام نفسها، وبعدين تقول لك أصل أنا رجعت فى كلامى عشان اتكسفت منك، وترجع تانى تقول ما حصلشى، ومش ضرورى يكون ده كدب مقصود، يبقى عندك تلات اربع مستويات طالع نازل بينهم، هل يا ترى حطيت ده فى اعتبارك؟

د.أشرف فايد: بصراحة حطيته، ولقيت إن الحكاية صعب.

د.يحيى: طيب نتكلم عن العلاقة الأولانية، هى قالت لك إن كذا حصل، شويتين وقالت لك إنها يعنى زودتها فى الحكى، وإن ده ما حصلشى، رحت انت مصدق كلامها الأخرانى، وده حقك، وهات رايح جى، حصل، ما حصلشى، إحنا مش بنحقق، بس لازم تمشى على أرض صلبة ولو شوية، وساعات يكون اللى حصل حاجة بسيطة، وهى تحبّشها بما تيسر من فانتازيا، يعنى تبقى حتة واقع على حتة خيال، والحكاية تدخل فى بعضها، وتحتاس انت، و”لكلٍّ حقيقته”، أنا دخلت المسرحية دى بتاعة بيراندللو فى باريس، وانا ما باعرفشى فرنساوى قوى، وطلعت منها مش عارف مين المجنون: الواد ولا حماته، ما علينا نكمل فى حكاية الست دى، وأحسن نرجع تانى لبقية اللى انا قلته لك المرة اللى فاتت، كنا قولنا إيه فى الجنس المرة اللى فاتت

د.أشرف فايد: قلت لى نفحص بعناية أكتر، يعنى هى بتقول إن هو بيتبول فيها

د.يحيى: ده تعبيرها واحنا حا ناخده بتحفظ زى قبل كده، بس هو ما عندوش صعوبة محددة، مش كده؟

د.أشرف فايد: لأ، من حيث الكفاءة ماشى الحال، بس على كلامها هو بينام معاها ويخلص ويروح مكوّع

د.يحيى: سريع يعنى؟

د.أشرف فايد: لأه

د.يحيى: مابيرضيهاش ولا إيه بس؟

د.أشرف فايد: مش مابيرضهاش، بس برضه، هى عايزة مداعبات طول اليوم

د.يحيى: نعم !!؟ نعم !!!؟ مداعبات طول اليوم وهما متجوزين بقالهم سبع سنين، وانت متجوز بقالك تلات أسابيع، مش نرجع نوزن كلامها من الأول، إيه الكلام ده؟ ده يخليك لازم تتحرى أكتر فى حكاية الخيال والحقيقة فى حكاويها كلها

د.أشرف فايد: أنا مقدمها بصراحة عشان أنا محتار فى الحكم مابين الخيال والحقيقة، أنا حاسس إنها بتلعب بيّا، وانا مش قادر أميز

د.يحيى: يعنى أنت مقدمها عشان كده النهار ده؟ واحنا حا نقدر نحل الحكاية دى أكتر منك ازاى؟

د.أشرف فايد: وبرضه جوزها بيقول لى:”أنا متخوف، يعنى هى بقالها شهرين سايبانى، وفجأة بتقول لى يالاّ نرجع”، ده معناه إيه؟ فأنا مش قادر أجاوبه على السؤال ده برضه

د.يحيى: يا أشرف يا ابنى ما تصعبهاش أكتر الله يخليك، الظاهر من الأول إحنا لازم نراجع كلام الست دى بحذر أكتر، باين عليها مش ناضجة، وعمالة تتحرك ما بين “الفانتازيا”، و”المعْيـَلة”، و”الحقيقة” واحنا مش ملاحقينها، والمقلب إنها بتتحرك فى موضوع كل الناس متصورة إنهم عارفينه كفاية، هو موضوع الجنس، وده موضوع ما زال صعب الإلمام بكل أبعاده فى العالم كله لسه لحد دلوقتى، إوعى تفكر إن كتر الكلام عنه، وانتشار الحكاوى والنـّت والممارسات خلاه سهل أو معروف، ولا هو حتى وضّح دوره وحكايته عند البشر، دا يمكن العكس هوا اللى حصل، أنا على فكرة باشوف موضوع الجنس دلوقتى سواء من العيانين، أو فى قراياتى، أو فى خبرتى، باشوف إنه لسه محتاج فحص وإعادة فحص، ولا فرويد كشف السر، ولا يحزنون، الحكاية مش إشكالة كبت فرد، ده باين عليه إشكالة النوع البشرى إللى مفروض إنه عدّى حكاية اقتصار توظيف الجنس لحفظ النوع، الظاهر إن فيه تصنيفات ثقافية وتاريخية مالهاش حدود، كل مجتمع وله التشكيلات والثقافة بتاعته، لما باشوف المنقبات قلت لكم إنهم أصبحوا يمثلوا مجتمع خاص مش من الناحية الدينية والالتزام والكلام ده، لأ دول باين حا يثبت إنهم يمثلوا ثقافة جنسية خاصة بالمرأة بتتجاوز إشاعات العفة والصح والغلط، والتخلف وأوهام الحرية والكلام ده، الظاهر المسألة أعمق من كده بكتير، وبالذات بالنسبة لمسألة الجنس دى، الظاهر إن النقاب عمل نوع من التركيز على الجسد خلاه أكثر حضورا لصاحبته، ويمكن فى الممارسة الجسدية، أنا مش متأكد، أصل أصعب حاجة فى الظواهر دى إنها مش قابلة للفحص المنهجى مهما حاولنا، دى عايزة فروض ما حدش قدها، وبعدين تيجى تحقق عُشر الفروض دى خد عندك ، أنا باستلهم فروضى من العيادة وبالاقيها أحيانا فى الأساطير، العيانين بيقولوا حاجات شديدة الارتباط بالتاريخ الحقيقى لتطور المسائل دى، أنا ما باستلهمشى فروضى من التاريخ المكتوب ولا معلوماتى من الأبحاث اللى بتسمى نفسها علمية، خد عندك صعوبة التواصل، والوعى بالموضوع، والوعى بالآخر، وحكاية المحارم، ده بيخلينى أأكد إننا لازم ناخد كل حالة على حدة، من غير ما يكون عليها وصاية من تنظير جاهز، وأحكام بالمقاس. يعنى بالنسبة للحالة بتاعتك دى مثلا، يا لاّ نفسرها مرة على المستوى الحقيقى والواقع، ومرة على مستوى الفانتازيا، مرة واحنا مصدقين كلامها، ومرة واحنا شايفين إن دى مجرد استقبالها لجوزها فى ظروف مختلفة بعد اختراقات معينة.

أنا بصراحة محرج شوية، إنتم لسة صغيرين، وخايف أقول كلام كبير مع إنه علم علم، هوه أغلبه فروض طبعا، تكونت معايا خلال عشرات السنين، واشتغلت بيها ونفعتنى ونفعت مرضاى، بس بيتهيأ لى لما تعرفوها نظرى بدرى كده، يمكن تلخمكم ، كل اللى حاقوله دلوقتى هو جزء من اللى عايز اقوله، واللى حايشجعنى هو إنكم تاخدوه على إنه مجرد تهيؤات، أو فروض، حانفترض الأول إن كل العلاقات اللى الست دى حكت عنها حقيقة ونشوف

هوه ينفع واحده عندها الصعوبة اللى بتحكى عليها دى، وعايزة جوزها فى البيت يعاكسها معظم الوقت، ويدلعها طول النهار والليل، وتقول إنه بيتبول فيها وكلام من ده، ينفع هُبْ تروح تعمل علاقة كاملة النهارده، فتبص تلاقى علاقتها اتحسنت توموتيكى مع جوزها تانى أو تالت ليلة؟ بصراحة لو ده حصل بحقيقى يبقى عايز فرض صعب شوية عشان نفسره، لو سمحتم تستحملونى لحد ما اخلص، وكل ما واحد منكم يتخض يفكر نفسه إنه فرض، يعنى ما ثبتشى، ولا حايثبت ما يهمكوش.

 المسألة إن جدار الكبت اللى بيحوطوا بيه الجنس من واحنا صغيرين قوى بيتبنى يوم ورا يوم من غير ما نحس بيه، ونيجى نمارس الجنس نلاقى إن كل المسوح بيه إنه يطلع من خرم أو شرخ فى الجدار ده ، أو ما يطلعشى من أصله، مع إن الجنس اللى انا باتكلم عنه ده هو جزء لا يتجزأ من حيوية الخلايا، من الحياة حتى قبل ما يبقى فيه أعضاء جنسية ، وعلى الناحية التانية هو مهم جدا للتواصل بين البشر على أرقى مستوى، من غير ضرورة ارتباطه بممارسة جنسية فعلية، الحكاية الأخرانية دى مش تسامى من بتاع فرويد ولا حاجة، ده جنس جنس، (5) تعالوا نسمع الست دى ونصدقها، هل ينفع واحده ست عندها صعوبة من اللى قالت عليها، وبعدين تروح تعمل علاقة غير مشروعة، وترجع تنام مع جوزها تانى ليلةوتحس إن جوزها اللى قالت عليه كيت وكيت اتحسن فجأة وكلام من ده؟ بصراحة حسب الفرض اللى خطر لى ينفع، طب ازاى؟

فيه حالة أنا حكيت لكم عليها ييجى عشرين مرة، هى الحالة اللى شفتها وانا صغير خالص سنه 1957أو 1958 فى قصر العينى، وابنها كان فصامى، وحاول يعتدى عليها جنسيا أثناء حدة مرضه، واترعبت الأم وزقته وضربته ورفضت طبعا، لكن فى المقابلة اللى بعد كده أظن بأسبوع، جت لى مكسوفة وشاعرة بالذنب، وطلبت تقابلنى على انفراد واشتكت إنها بعد اللى عمله إبنها فى نفس الأسبوع تقريبا، لما نامت مع جوزها أبو الولد شعرت بلذة غريبة (الذروة)، وده لأول مرة، وإنها شاعرة إن ده غلط، وإنها عملت ذنب لما التذت، مع إنه جوزها، وكان تفسيرى بعد سنين طبعا، إن لما ابنها حاول يعتدى عليها الجدار اللى حوالين الجنس اللى باقول لكم عليه ده اتكسر، ولما اتكسر ونامت مع جوزها سابت نفسها فحسّت باللى حسّت بيه، كسر الجدار ده ممكن يحصل بالصدفة، زى الست دى وابنها، ممكن ييجى بمغامرة وحيدة، ممكن ييجى بالعلاج، ييجى زى ما ييجى، إنما إحنا نرصد اللى حصل ونتعلم منه ونشوف إيه اللى جارى. الجنس زى بقيه الغرائز، يعنى هو جزء من الحياة، برنامج حياتى، يبقى احنا بنتولد بيه لا هو عيب ولا حرام، فإذا كان هو جزء من وجودنا، من تركيبة خلايانا، يبقى زيه زى بقية الخلايا، فلما تكون المسألة طبيعية، يبقى هوه بيتحرك مع الحياة بشكل طبيعى، وعشان احنا بشر عملنا مشوار طويل عشان نبقى بنى آدمين بفضل الله، قام المسألة اتنظمت على قد ما قدر البشر ينظموها، ولسه ما كملتشى ومش باين عليها حا تكمل، يعنى محاولات رعاية البرنامج البقائى والتواصلى اللى اسمه الجنس ده، رعايته زى ما ربنا خلقه لسه لسة جارية طول الوقت فى المجتمع المعاصر ، لكن اللى بيحصل إن لا فيه رعاية ولا فيه سماح قبل ومع التنظيم، اللى بيحصل إن التنظيم بيبدأ بدرى بدرى بشكل مبالغ فيه ،زى ما يكون مضاد لخلقة ربنا، وهات يا كبت، وهات يا قهر، وهات يا غـُلب زى ما انتوا شايفين، التظبيط اللى من بره فى الوقت المناسب بيتم – المفروض يعنى- واحدة واحدة، لحد ما تتظبط الحكاية بالأخلاق، بالجواز، بالدين، بالتقاليد، وبرضه بالعدل، وبالاحترام، والسماح والكلام ده، لكن لو التظبيط ده قامت بيه سلطة اجتماعية أو دينية أو والدية مرعوبة، وحصل بمبالغة ومن بدرى قبل ما البرنامج الحيوى ده ياخد حقه من الاعتراف والتنظيم ، حتلاقى الطبيعة البشرية اتشوهت، والأمور اتلصمت، والحكاية باظت.

نيجى بقى للحالة بتاعنا النهارده دى نلاقى إن الظاهر إن الجنس الطبيعى اتخنق عندها من بدرى، يمكن من سن 3 سنين ولا حتى 3 شهور، متأسف فيه ساعات أم بتضرب بنتها علشان لقت إيدها راحت ناحية كذا، تضربها ضرب مبرح وهى لسة فى اللفة، ولاَ البنت عارفه أيها حاجة غير إنها اتولدت ولها جسم وإيدين ووشوش رايحة جاية قدامها، الموقف ده بيتمادى بكل الوسائل، تبص تلاقى نبض الحياة فى المنطقة دى اتخنق من بدرى خالص، تقعد الغريزة خلقة ربنا دى تتنها مخنوقه يمكن طول العمر، لكن بقى اللى بيحصل إنها بتتسرب من ورا الجدار ده، أو بتطلع من خروم فيه هنا ولا وهنا، فى ظروف تسمح، أو يمكن تحت ضغط حيوى، وساعات تنط وترفقع من خرم فى الجدار له صمام زى حلة البخار، وفى كل الأحوال دى يبقى ساعتها الواحد أو الواحدة بتمارس جنس منفصل يمكن زى بعض الحيوانات، يطلع ويرجع بسرعة ورا الجدار وهكذا، على فكرة، ده يمكن اللى أغلبنا بيعمله تقريباً، يعنى الجنس اللى بنمارسه غالبا بيقوم طالع من على جنب كده ويرجع، زى ما يكون بيسهِّينا ويطلع، أو احنا بنسهيه ونسرقة ونستعمله ونرجَّعه، ساعات يطلع يأدى الواجب البيولوجى حسب ما كانت وظيفته زمان، وما فيش ما نع من شوية لذة، وساعات يطلع يُستعمل فى صفقات الرشاوى والكلام ده، المهم تستمر الحياة والسلام، وكل واحد يتهيأ له اللى يتهيأ له، تيجى بقى تظهر الصعوبات لما المسألة ما تبقاش مستحملة الحلول دى، ولا هى قادرة تكمل مشى زى الطبيعة اللى ربنا خلقها للبشر بالذات، الصعوبات دى ممكن تظهر على أشكال مختلفة: إشى مرض، وإشى تعاسة، وإشى خلافات، وإشى طلاق، وكلام من ده، ما هو الحاجات اللى بتبظ من الخروم دى عمرها قصير، الجنس اللى اتكون للإنسان عبر التاريخ، اللى ربنا ميز بيه البشر ، بممارسة أو غير ممارسة، هو برنامج حياة، هو عامل جوهرى فى دفع الحياة كلها ، وأظن ده اللى كان يقصده فرويد شويتين، واللى أسأنا فهمه أو هو ماعرفشى يشرحه ، ولا يمكن شرحه بالألمانى واحنا بهدلناه بالترجمة والاختزال، بس هوّا واضح إنه حلّها بحكاية التسامى ومش التسامى، والناس فرحت بالحكاية دى، وكمان هوا زودها حبتين لما قعد يلف ويدور بالرموز بتاعة الموضوع من غير ما يواجه الحقيقة الحيوية بقدر كافى، وده اللى عيّره بيه ولهلم رايخ (6) لما قال إن فرويد “حط الجنس فى الدماغ، وده مش المكان المناسب له”، المهم إن الجنس لما يتاخد على إنه لذة وغريزة، غير الجنس لما يتاخد على إنه برنامج وحياة، وتبقى الممارسة الجسدية هى إحدى تجلياته بس(7)

الصعوبات اللى عند الست بتاعتنا دى مثلا يا إما تكون فى استقبالها لشريكها، يا إما فى التركيز على المقدمات، وكأن ده هو اللى حا يخلى فيه علاقة، أو حا يسمح لها إنها تنط فوق الجدار، لكن باين إن الجدار تخين قولافف حوالين الجنس من كل ناحية، ومش سايب لها إلا الكلام والدلع، نيجى بقى للمفاجأة اللى نتعلم منها ازاى ممكن الجدار ده يتهد بالصدفة أو بالمغامرة مع كل المضاعفات الممكنة ،

نبدأ بحالة الأم الطيبة بتاعة القصر العينى من أكتر من خمسين سنة، اللى هد الجدار هى محاولة ابنها المجنون إنه يعتدى عليها جنسيا، صحيح المحاولة ما كملتشى ولا حاجة، إنما بالرغم من جنونه، أو يمكن بسبب جنونه، وبرغم من إنه إبنها، إلا إن الظاهر الجدار اتهد نتيجة للى حصل كده فجأة، ومن غير حسابات، وضد كل القيم والعقل والكلام ده، لما الجدار اتهد نامت الأم مع جوزها أبو الولد الى هى بتنام معاه بقالها خمسة وعشرين سنة، وما فيش حاجة إلا أداء الواجب والخلف، نامت معاه وهى مش قاصدة أى حاجة إلا زى كل مرة، وإذا بها تفاجأ بإنها التذت لدرجة الذروة اللى خافت منها، وشعرت بالذنب وجت تحكى لى عنها. يبقى هنا كل اللى حصل مش إن جوزها اتغير، لأ إن الجدار اتهد بالصدفة الخطيرة دى.

بالنسبة للحالة بتاعتنا دى بقى، الاحتمال اللى جالى يمكن من وحى الخبرة القديمة دى من خمسين سنة، إن استقبالها لجوزها كان من خلال الجدار ده، وكانت حاطة اللوم عليه وبس، وبعدين لما حصل ومارست فعلا الجنس مع حد تانى، مش مهم يكون أحسن ولا أوحش، صنايعى ولا اهبل، المهم إن هى اللى غامرت وعملتها، قام الجدار اتكسّر نتيجة لمغامرتها دى، مغامرتها ضد الدين والأخلاق والتقاليد ويمكن ضد طبيعتها اللى قبل كده، الجدار ده لما بيتكسر، اللى بيكسره، أو اللى كان موجود ساعة ما صاحبته كسرته، ما بيمضيش عليه بإسمه، يعنى المهم هنا إنه اتكسر، وهنا يبدأ الخطر لو ما كانشى فيه انتباه لاستثمار الكسرة دى، مش فى تصحيح الحالة الجنسية، لأ فى إطلاق النمو، ما هو الجدار، أى جدار، بيكتم على الجنس بيكتم على حركية النمو الطبيعى بحالها، الست دى لما كسرت الجدار، لما اخترقت التابوه انطلق اللى وراه، وطبعا هى مش حا تلحق تبنيه فى يوم وليلة، ولا هى عايزة تبنيه، دا يمكن هى ما صدقت قامت راحت نامت مع جوزها وهى مش واخدة بالها إن الجدار اتكسر، قامت لقت المسائل اتغيرت، يمكن زى الست بتاعة قصر العينى لما نامت مع أبو إبنها اللى اتهجم عليها جنسيا، فلقت جنسها حاضر عصبن عنها، وحصل اللى حصل.

 طبعا ده كله فرض، واللى عايز يقول ده كلام فارغ يقول زى ما هو عايز، المهم إن الفرض بيفسر مش بس حالة الست دى، ولا الأم الطيبة بتاعة قصر العينى، لأ، أنا افتكرت دلوقتى حالة تانية فى الغالب أنا قلتلكوا عليها قبل كده، حاله كنت باشوفها فى السبعينات، كان أيامها فيه فيلم جيد أظن أسمه “امرأة لكل الرجال” أنا فاكر كان معروض فى سينما رمسيس، جت لى الست اللى كنت باعالجها علاج نفسى زيكم دلوقتى، بعد ما شافت الفيلم، جت لى منزعجة جدا، وبتقول لى هوّا انا مومس ولا إيه، على ما أذكر كانت مهندسة صغيرة لسة ما اتجوزتشى، كانت شديدة الأمانة مع نفسها، ومع مشاعرها، ومع اللى أثاره فيها الفيلم لدرجة الرعب اللى عبرت عنه زى ما قلت دلوقتى، قعدت أهديها الأول، ما كنتش صنايعى زى دلوقتى، قعدت أقول لها يا بنت الحلال ده فيلم خوجاتى إنت ما لك يا بنتى، كانت بنت صغيره أظن يا دوب متخرجة، أعتقد إن الفيلم كسر الجدار اللى بنتكلم عندها، فشافت أصل الحكاية جواها، يعنى شافت الطبيعة عريانة، مع إن اللى حصل كان مجرد تهوية من خلال فن جيد، ولا كان فيه خبرة، ولا مغامرة، ولا خيانة، ولا يحزنون، يمكن العلاج النفسى كان خفف شوية من الميكانزمات فسمح لها تشوف أصل عمومية حركة الحياة، اللى بتتجلى فى الجنس (زى ما بتتجلى فى حاجات تانية)، تبقى هى الطبيعة الحيوية البشرية، لا أكثر ولا أقل، يبقى الشعور ده هو شعور بالحياة ، وبقدرة الأخذ والعطاء، وبجرأة الاقتراب، لما بيترجم لجنس يترجم، لما يبقى حاجة تانية (من غير تسامى) هوه وظروفه بقى، زى ما يكون الفيلم عند المهندسة الصغيرة دى راح شايل الحاجز أو كسر الجدار اللى بنتكلم عنه دلوقتى، برضه دى مش قاعدة واحنا لسة فى الفرض اللى بنجمّعه من الحالات، شوفوا بين كل حالة وحالة قد إيه ، حاجة وخمسين، حاجة وسبعين، وبعدين دلوقتى.

 الست بتاعتك دى يا أشرف لا هى زى الأم بتاعة قصر العينى، ولا زى البنية بتاعة الفيلم، دى راحت مقايسة، ولاّ حتى متخيلة إنها بتقايس على حسب كلامك، الله أعلم، وراحت كاسرة الجدار ده، بإنها عملتها ونامت مع الجدع التالت ده، وبدال ده ما يبعدها عن جوزها، على حد قولها، قربها منه وشافته أحسن مع إنى أعتقد إنه هوه هوه، يعنى كان المفروض إنها تقارن وبتاع، والأرجح إن المقارنة كانت حتخليها تشوفه أوحش إذا كان صحيح كان بيتبول زى ما هى بتقول. فيه احتمال تانى بعيد قوى إنها جواها يكون شعر بالذنب، فشافت جوزها أحسن كنوع من التكفير أو الاعتذار، الاحتمال ده أنا باقوله عشان أستبعده، مع إنه راخر احتمال لا شعورى لو كان حصل.

د.أشرف فايد: يعنى أعمل إيه دلوقتى؟ واقول لجوزها إيه؟

د.يحيى: أنا عارف إنى طولت فى الشرح والتنظير، إنما أهى فرصة توريكم ازاى الحالات ممكن تتربط ببعضها على مدى نصف قرن، وازاى الخبرة بتتكون، وازاى الفروض بتطلع من الممارسة مباشرة، ما علينا، أنا شايف يا أشرف إنك زى ما تكون مستعجل عليها شويتين، يعنى بتقدّمها لنا مرتين فى الإشراف فى خلال شهرين، دى أمانة منك طبعا، وده حقك، إنت زى ما تكون مش عايز تلبخ، بس برضه لازم نستنى نوزن النقلات، ونختبر الفروض، بما فى ذلك اللى قلناه النهارده ، خصوصا إن كلام الست دى عمال ينط من النقيض للنقيض، واحنا اتفقنا إننا نستحمل كل ده فى نفس الوقت وما نتسرعشى فى الأحكام، والراجل جوزها مستحمل، مرة تقول هوه وحش فى الجنس، هو بيتبول، هو ما بيعاكسنيش ، وعلى طول هوا اتحسن ، أنا مش حاتطلق، أنا حارجع له غصبن عنك، قصدى عنك انت يا أشرف، مش انت اللى كنت بتقول لها اطلقى عالبركة عشان تغيظها ، لازم يا بنى نستنا شويتين نشوف إيه الحكاية، يعنى فى تلات شهور قلت لنا كل الحاجات دى، إمال فى تمانية حا يحصل إيه، وفى سنة ونص حايحصل إيه، بس كده جيد، إحنا بنتعلم، وبنفترض، وبنساعد على قد ما نقدر، وعلى قد ما عندنا من معلومات.

مش احنا قلنا ميت مرة إن العلاج النفسى هو وقت وتوقيت، انت محتاج وقت محتاج وقت، مش بس عشان تعرف إيه الحكاية فى الجنس، لأ ده انت حاتلاقى بلاوى مستنياك فى طبيعة العلاقة وتطورها،

نرجع تانى للمؤسسة الزواجيه نقول إن تصحيحها فى الظروف المعاصرة دى شديد الصعوبة، وما تنساش إنك يا عينى متجوز بقالك تلات أسابيع، ويمكن الحاجات دى ترن فيك من غير لازمة دلوقتى الله يخليك. اذا كان اللى انا قولته صح المسألة حا تبقى أصعب، لأن المؤسسة الزواجية دى بتعتبر نقلة بعد الهبل العمومى اللى الفرض بتاعى بيشاور عليه، مع إن ده هو أصل البرنامج الحيوى اللى بنسميه الجنس، فمش معنى كده إنه أحسن من العلاقة الثنائية إذا مشيت فى سكتها الصعبة الرائعة المستحيلة، ياه !! دانا صعبتها بجد، أنا خايف أتفهم غلط، وأنا نبهتكم من الأول إنى داخل فى منطقة يمكن أغلبكم يا عينى ما يستحملهاش، يعنى مثلا يمكن كلامى ده يتفهم إن الست من دول عشان تخرّج الجنس بتاعها من ورا الجدار اياه ده يبقى يستحسن تنام مع رجالة ، وبعدين حاتلاقى الأمور اتصلحت مع جوزها، يا صلاة النبى، طبعا ده كلام فارغ، لا يمكن أكون باقصده أو أوافق عليه، لازم نعرف إن المؤسسة الزواجية، أو حتى المؤسسة الثنائية برضا المجتمع، هى أرقى من الشعور السماحى الجمعى ده، التطور بيعلمنا إنها مؤسسة نشأت مع تطور الإنسان الإيجابى، عمر الحاجة اللى نشأت بالتدريج نتيجة لحاجة تطورية وحضارية، عمرها ما تتحل صعوبتها بإن التطور يرجع فى كلامه، لكن برضه ما يصحش الجديد يحل تماما محل القديم، الجديد بيحتوى القديم، يعنى العلاقة الثنائية ما تلغيش السماح الجماعى، بصراحة أنا مش عارف أشرح أكتر من كده، أنا لما ابتديت أتكلم خفت عليكم لا تفتكروا إنها دعوة إننا نسرح النسوان عشان يقدروا يقبلوا اجوازهم؟ أنا آسف، طبعا ده مش قصدى نهائى، ، المسألة صعب، بس عشان نفهم الأصل لازم نغامر بالفروض، وانا حاسس إن محاولة فهم أصلها وفصلها يمكن بيصعبها أكتر.

مش معنى الفرض اللى فسرنا بيه الحالة إننا نستعبط وما نحترمشى الكبت المفيد، إحنا محتاجين للكبت على شرط يكون قابل للتخفيف مع النمو اللى هو يقدر يستوعب أصل التطور من غير ما يحتاج لكبت تانى أو ميكانزمات مساعدة وكلام من ده، ودى كلها أمور صعبة صعبة، خصوصا بالنسبة للجنس، خصوصا بعد الكتمة والاغتراب اللى وصلت لهم المؤسسة الزوجية، إنت لازم تاخد وقتك يا شارف مع البنية دى، لك ولها، واهى طول ما هى بتيجى، هى بتكبر وانت بتتعلم.

مش عايز أخلص من غير ما عيد التوصية لك ، ولكم كلكم، إنكم تشكوا فى اللى انا قلته وباقوله، ده مجرد احتمال يمكن يطلع غلط،

نرجع للحاجات البسيطة اللى انت ابتديت بيها ، فيا ريت تبطل ألعاب أزقها على الطلاق عشان ما تتطلقشى، والكلام ده، أهى رجعت من غير ما تشورك، ومن غير ما تزقها، ووصّلت الراجل المطار واستقبلته، وعملت اللى عملته، أو اتخيلت اللى اتخيلته، والأشيا رضا، وجوزها بقى فى نظرها تمام، مع إنه هو هو، أرجوك يا أشرف لو سمحت تتواضع فى طلباتك وتمشى واحدة واحدة، انت عايزها ترجع بيتها؟ خلاص أهى رجعت بيتها، ما تركزشى دلوقتى على الجنس برغم إنه مهم، فيه حاجات كتير تقدر تشتغل فيها، وهى حا تصب فى الجنس وغير الجنس، يعنى تشوف مدى الاحترام اللى بينهم يا أخى، إحنا مش قلنا الاحترام ده من أرقى تجليات الحب، يعنى إنت تشوف الجانب الكويس اللى فى الراجل ده اللى خلاها ترجع لوحدها حتى قبل ما تكتشف إنه بقى كويس فى الجنس كده بقدرة قادر، أى حاجة طيبة حاتصب فى حاجة طيبة جنبها ، وكل ده ممكن يتجمّع ويعمل شىء يستاهل المحافظة عليه، بلاش التركيز على جانب واحد حتى لو كان ده هو كل شكوى العيانة، وما تنساش إن أغلب الناس عايشين ومستمرين والنيلة الجدار ده موجود، بس يمكن مش بالصلابة دى، اللى يساعدك هو تحديد “أهداف متوسطة” قريبة هدف ورا هدف، وكل ما توصل لواحد تتنقل بتواضع للتانى، أظن حاتبص فى النهايه تلاقى كل اللى عملتوه بيصب فى المنطقة الصعبه دى، وان ما صبـّش انشالله ما صب، أصل الحرص زيادة عن اللزوم، واختزال الحالة إلى شكواها ده معطل تماما، ولا زم ترضى بأى محطة يقفوا عندها، لحد ما هما يطلبوا اللى بعدها، وما تنساش يا ابنى إنك لو مديت ايدك وفحّرت فى اى حد حتطلّع بلاوى، على إيه يعنى، ما تسيب الناس عايشة، بجدار، بخرم، فى خرابة، أهى ما شية، إحنا مالناش دعوة إلا باللى ييجى لحدّنا بخيبته أو بآلامه ويقول آه، ساعتها يبقى فيه مبرر إننا نفحـّر ونحفز استعداده إنه يبذل الجهد معانا عشان يعدّى، ساعتها تاخد بإيده واحدة واحدة، انت مش عليك انك انت تحقق جنس بتاع ربنا ولا جنس بتاع الحياة وكلام من ده، أنا معاك إن الكلام حلو، ويا ريت، بس هو مش مقرر علينا فى الحياة العادية الحالية يا راجل ..

د.أشرف فايد: طيب ولو طلع إن كلامها كله خيال فى خيال، زى ما وصلنى بالنسبة للعلاقة الأولانية، ويمكن التانية؟ التالتة هى اللى يمكن تكون حصلت، ولو انى مش متأكد قوى

د. يحيى: إنت عارف أنا باعترف بالخيال إنه واقع آخر، وبالحلم إنه واقع آخر، أنا رأيى ، يمكن دفاعا عن الفرض اللى حطيته، إن التفسير اللى قدمناه ينفع برضه، حتى لو كانت المسألة خيال فى خيال، ولو انى حسب كلامك ، أرجح زى ما انت قلت إن العلاقتين الأولى والتانية يمكن يكونوا خيال، أما التالتة فباين عليها حقيقة، أنا مش متأكد، ده حسب ما فهمت من كلامك، يبقى الخيال كان بيخربش فى الجدار المرتين الأولنيين، جت الحقيقة المرة التالتة راحت موقعة الجدار، فسمع فى علاقتها بجوزها، حاجة زى كده،

لو المسألة كلها خيال فى خيال حاتكون الأرضية اللى واقف عليها الفرض أضعف، يعنى فيه جدار وكل حاجة، وإن الجدار ده هو اللى معطلها، وهو اللى خلاها تشوف جوزها كده، وطبعا إحنا مش بننفى تماما إنه مش كده، قامت هى بدال ما تمارس اللى حكته فى الحقيقة، خلت خيالها يخربش فى الجدار ويلف حواليه، وراحت عاملة فى الخيال وساعات فى الحلم، الى فتح مسام الجدار حبتين، وفى الحالة دى حا يبقى الحكم الأخلاقى على سلوكها أخف، برغم إن التفسير اللى قدمناه حا يبقى أضعف، عشان الخيال ما بيهدش جدار الكبت، ده نوع من التحايل المشروع، يعنى لما واحدة تسمح لنفسها بفانتازيا لدرجة الخيانة واللذة والكلام ده، يبقى برضه اتحركت سنة، وقدرت تتخيل، ويبقى معنى كده إن المسألة ما بقاش خرم فى جدار، وسرقة، وصمام بخار وانفجار و”كما كنت”، لأ ، يبقى الخربشة اللى عملها الخيال فى الجدار خلته يبقى مسامّى شويتين، والمسام دى هى اللى قامت بالواجب، وفى نفس الوقت حافظت على الشكل الأخلاقى شوية.

وربنا يستر.

[1] – المتبع فى نظام التحويل للعلاج النفسى أن أعد المريض إذا كان استشارنى فى البداية وقمت بتحويله لأحد المساعدين أننى سوف أقابله للمتابعة مع الطبيب أو المعالج كل أربع جلسات أو حسب الحالة، وهذا يشعره بأن التحويل لا يعنى انقطاع العلاقة معى، وأيضا يشير بطرف خفى إلى أن ثم إشراف يجرى بانتظام.

[2] – التعبير باللغة العربية “العلاقة بالموضوع” غير مألوف، وهو لا يرادف بدقة التعبير بالإنجليزية Object Relation ، وقد استعمله د.سامى فضل بالإنجليزية، والمقصود به، هنا وفى كل التدريب والنشرات ، هو “علاقة الفرد بما هو خارجه” فعلا، وليس إسقاطا من داخله، والتعبير يُتادول عادة، وغالبا، للإشارة إلى العلاقة بين الناس وبعضهم، وبالذات بين الفرد والأقرب فالأقرب، وصعوبات العلاقة بالموضوع تتجلى فى أكثر من موقف عادة، لكنها تتناول هنا فيما يتعلق بهذه العلاقة الزوجية بوجه خاص.

[3] – بعد أجازة زواج المعالج حوالى أسبوعين

[4] – تذكرة أننا لا نذكر العمل تحديدا ولا العنوان ولا أى ملامح يحتمل منها التعرف على المريض

[5] – فى هذه المنطقة، توجد إعادة تشكيل (تحرير) للحوار حتى يصل للقارئ بشكل معقول، حيث الأمر يختلف عن توصيله فى حوار شفهى.

[6] – Sex in the head Wilhelm Reich

[7] – هذا الجزء بالذات لم يذكر هكذا حرفيا فى هذه الجلسة تحديدا، وإن كان ذكر مرارا فى جلسات أخرى ، لكنه عرضه للقارئ استدعى هذه الإضافة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *