نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 9-4-2013
السنة السادسة
العدد: 2048
كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (18)
مجلة الإنسان والتطور
عدد اكتوبر 1981
الوحدة والتعدد فى الكيان البشرى (2 من2)
“التعدد والزمن والمسار والمآل”
كيف السبيل إلى حل إشكالة حقيقة التعدد مع ضرورة الواحدية فى لحظة معينة؟
يكمن الحل فى النظر فى بعد الزمن، فالإنسان متعدد تركيبا فى بعد زمنى ممتد، وليس فى نفس جزء اللحظة الحاضر (قد يصل الى جزء من جزء من الثانية) فى نفس المجال الشعوري.
وبعبارة أخري: إن التعدد هو حقيقة تركيبية فاعلة، والتفرد هو ظاهر وحصيلة محددة بوقت بذاته.
ومن هذا المنطلق نعود الى شئ من التجزىء الذى رفضناه من حيث المبدأ فى بداية الأطروحة، ولكنا نرجع فنقول أنه ليس “تجزيئا”، بل ”تعددا”، وشتان بين التعبيرين، والمنطلقين.
فيصبح التصوير المرحلى فى هذه المرحلة من النقاش كالتالي:
” أنا ..هو ظاهرى الآن، وكل ما ترتب على ما هو هذا …هو مني” وفى نفس الوقف:
”أنا – أيضا – هو ما يمكن أن أكونه بعد لحظة أو بعد دهر من واقع ما هو” أنا- نحن ” فى حركة دائبة متعددة الأبعاد”
هذا التحديد من خلال بعد الزمن هو الذى يعطى الذات تحديدا مطلقا لكونها كيانا واحدا مفردا فاعلا شاعرا، وفى نفس الوقت فلا تحديد فى بعد الحركة فالمجال متسع لكل إحتمال.
وإنما ينشا الخلل وتدخل السلبية حين تصبح ” اللحظة” هى ” ذات اللحظة” وهى.. هى “غيرها” فى نفس الوقت، ثم يفشل الجدل، أما إذا استمر الجدل والتخليق فهو الإبداع.
وقد يحدث فى الظروف سالفة الذكر ”الجنون، والحلم، والشعر” أن يختفى بعد الزمن أو تتضاءل فاعليته، فيظهر التعدد على السطح فى آن واحد، اما فى الجنون ( الفصام خاصة) فتُشِلّ الشخوص المتعددة بعضها بعضا وتتبادل أحيانا فى تساو عاجز، فلا ترجح كفة أى منها فتكون المحصلة صفرا حيث لا يصل هذا المتفكك الى قرار أبدا، أو يصل الى القرار ونقيضه فى عجز ساكن.
أما فى الحلم فإن إعادة التنظيم تبدو عشوائية فى ظاهرها ولكنها حركة تظهر الكيانات المتعددة التى قلقلت (بعد اختفاء لحام وعى اليقظة الشعورى) فى علاقات جديدة تصنع الحلم (1)
أما فى الشعر، فالتعتعة تتم فى إطار شعورى حين تخف قبضة الوحدة الظاهرة الساكنة عن المحتوى المتعدد، فتتحرك الصور فى تقابل مثير متبادل، وتصاغ فى الشكل الفنى الممكن (ولا يهم ان يخطئ صاحبها الصياغه او يصيب حسب تمكنه من أدواته)، ويصبح التعدد فى مجال الشعور فى هذه الخبرة الإبداعية هو الثروة التى يتميز بها الشعر عن غيره من لغات التواصل أو التعبير، وهو تعدد قد يأخذ شكل إعادة التنظيم، ولكن الأصالة فيه تبدأ فى مرحلة فعل التوليف بين المتناقضات، فتكتسب اللغة دلالات جديدة من واقع الكيان المتكون الجديد، وتصاغ الخبرة الإبداعية كمثال لكيفية صياغة الحياة فى نموها الولافى الصعب.
التعدد ومسيرة النمو:
ننتقل بعد ذلك إلى ضرورة هذا التعدد ومعناه ودوره فى مسيرة النمو البشرى:
إذا كانت هذه الخبرات التى اوردتها هى عينات صور التعدد فى الكيان البشرى سلبا وإيجابا، فما هى الدلاله، وما هو المغزي؟
إن الانسان اذ يولد إنما يحمل معه تاريخ الحياة والأحياء فى تكاتف منظم وليس فى تلاحم نهائى وتصبح مسيرته الحياتية هى محاولة تلك الكيانات التى ولد بها، ومن خلال الايقاع الحيوى بما يشكله من “ملء وبسط” بإنتظام تتحرك هذه الكيانات فى علاقات معينة لا مجال هنا لتفصيلها ولكنها تترواح بين التناوب، والتعاون، والسيطرة، والصراع، والإستبعاد، والإزاحة، والتلوث، والمواجهة وأخيرا التوليف (الولاف)، ويتم كل ذلك من خلال النشاطات الحياتيه المتتابعة بما فى ذلك التناوب بين النوم واليقظة، وبما فى ذلك فعل الحلم وإبداع النمو، حين يعايش الإنسان تعدده ويعيه وعيا نسبيا فيما يسمى أزمات النمو، دون أن يتناثر أو تُعَجِّز الكيانات بعضها بعضا كما فى حالة المرض فى الفصام خاصة، وهذه المعايشة هى التى يمكن أن يكون توضيحها هو الهدف من تقديم هذه الأطروحة للانسان غير المتخصص، لعله باستيعابها يسمح لنفسه فى أوقات خاصة بهذا التعدد الواعى مرحليا، وبالتالى يحتمل تناقضه ويتيح لنفسه فرصة توليف أعلى من المتناقضات المواجهة بعضها بعضا، وقد يكون فى إعلان طبيعتنا البشرية متعددة الشخوص ما يشجعنا – فى مراحل بذاتها – إلى تقبل التناقض فى الآخرين باعتباره حدثا طبيعيا هاما قد يحمل فى ظروف خاصة (أهمها التقبل والوقت الكافى) إمكانية دفع عجلة النمو فى مسارها الطبيعى (2) وبغض النظر عن تفاصيل علاقات هذه الكيانات ببعضها البعض داخل الوحدة البشرية، الأمر الذى قد نفرد له بحثا خاصا (أو يجده القارىء فى موضع آخر) (3) فان تأثير هذا المفهوم على التواجد البشرى وعلى صورة الذات بل وربما على المسار الحضارى لا يمكن إغفاله سلبا وإيجابا.
مسار ومآل التعدد على طريق النمو
إن القبول المبدئى بفكرة التعدد لا يحقق إيجابياته إلا كحركة ولافية على مسار النمو الممتد، كما يلى:
1- إن شعورى بالتعدد داخلى يقلل من غرور “الأنا”، فمن أنا إذا كنت لست إلا “هم” (قادمين من أجيال سحيقة وأحياء منقرضة)؟ ولست إلا “نحن” مبصومين داخلى نتيجة إحتكاكى معهم ومواجهتى لهم وتناقضى فى مقابلهم وعدوانى عليهم ودفاعى عن نفسى من إيذائهم…؟ فاذا كان الأمر كذلك، وكنا نتحدث عن طبيعة المسار الأصلى، فلابد أن أكون “أنا” هو: محاولة الولاف المستمر لأصنع الوحدة المؤقتة من جماع هذا التراكم الحى فى طريقى إلى أن أصبح وحدة كيانية أكبر فأكبر فى كلٍّ اكبر، وحسب قدرة الفرد منا على إستيعاب هذا الموقف لحظة بلحظة ومرحلة بمرحلة، يكون مساره، وتكون آثار هذا المفهوم سلبا وايجابا (4).
2- فاذا كنت أنا لست الا “هم.. ونحن” معا فى طريقى إلى وحدتى البشرية التى هى إحدى كيانات وجود اكبر، فما هو الطريق إلى مزيد من العداوة والتكبر والحكم الفوقى والصراع؟ (5)، ولا شك أن هذا الموقف لا يستطيع أن يقفه إلا شخص شديد النضج عميق الوعى (وهذا هو الهدف وليس البداية)، والا فان الحيل النفسية سوف تأخذ مجراها الى أبعد مدى ويصبح الكبت، وتكوين رد الفعل هو التفسير الأقرب للاضطرار الى إخفاء العداوة واظهار محبة معطلة وسخيفة تجاه الآخر المختلف (العدو)، والفرق دقيق ويقع عادة خارج مجال الرؤيه العادية والأحكام الأخلاقية، ولعل مما يساعدنا على تحديده هو التيقن من وجود العدو داخلى حقيقة وفعلا، فما هو إلا أنا بشكل أو بآخر، حتى لو قتلته فى الخارج فمعركتى لا تنتهى فى الداخل بل لعلها تزيد، لأن هذا “البصم” المشار اليه إنما يزيد ويسهل انطباعه لحظه القتل بالذات (6).
3- وما دمت “أنا” أحوى الأبيض والأسود معا، أفلا يساعدنى هذا أن أتحملهما بجوار بعضهما بخارجى إذا تيقنت أن خارجى هو أصل داخلى، وأن داخلى هو الممثل الطبيعى لما هو بالخارج؟” هل أستطيع أن “أتحمل التناقض” فى الخارج دون تصنيف الناس (أو بتعبير أدق: دون المسارعة الى تصنيف الناس) إلى فريقين على طرفى قطبى التعارض، ورغم أن هذه النقطة تبدو قريبة من سابقتها، إلا ان الإيضاح هنا يرتبط بموقف جديد: ليس فيه دعوة الى حب العدو بالمعنى الأعمق وإنما إلى تحمل التناقض الظاهر فى الآخرين وفى العالم الخارجى لأنه هو هو “أنا”، وبغير هذا التحمل سنشطر العالم خارجنا تعسفا وقهرا إلى شطائر نتعامل معها، فتشطرنا بدورها وتلغى بقايانا التى قد تكون أهم ما يدفعنا الى إستكمال المسيرة، وتحمل التناقض يشمل ضمنا تحمل الغموضTolerance of Ambiguity وفى مواجهة ذلك، علينا أن نواجه إحتمالات متفرعة ومتنوعة تشمل كل شئ، بما فى ذلك التناقض، والخلف، والتذبذب، والتراجع وغيرها مجتمعين فى كل لا تختل وحدته باجتماعهم وإنما تتأكد دافعيته وحيويته فى المسيرة المتصلة من خلال هذا التجمع ظاهر التضارب، نحو الجدل فالولاف، وهكذا.
4- وعلى ذكر المسيرة، فإن هذا المفهوم (تعدد الكيانات فى الوحدة البشرية) هو القوة الدافعة نحو إستمرار النمو بمعناه الديالكتيكى الحقيقى ومالم تستقر هذه الكيانات فى معادلة هامدة من “التسوية” أو “التلوث” اللذين يقلبان الوجود البشرى الى نوع من الإستاتيكية المجمدة، أو التكرار المغلق، مالم يحدث هذا فإن القوى الدافعة الناتجة من هذا التعدد النشط هى هى الدافع الحقيقى للنمو (7)، ثم أن حكاية الوحدة التى نقيضها داخلها باعتبار أن السلب يخرج من جوف الإيجاب وبالعكس (هيجل) هى التعبير الظاهرى لحقيقة تناقض المحتوى المكون للوحدة بشكلها الظاهرى رغم أن هذا الشكل الظاهر هو الذى يميز هذه الوحدة بالذات، وهو الذى يتعامل – فى لحظة بذاتها- مع الناس والواقع وهو المسئول وهو المخيَّر المختار.. الخ، ولكنه أيضا- فى نفس الوقت- ليس إلا مايحويه وما هو دلالة عليه، وما هو مرحلة إلى ما بعده.
وفى عملية النمو الديالكتيكى المستمر الناتج عن هذه الكثرة المتواجدة “معا” فى الكيان البشرى يخرج الداخل الى حيز الشعور وذلك فى مواقف النمو الحرجة (تسمى أيضا أزمات النمو-Growth Crisis) ليصبح أكثر وأكثر فى متناول عملية التوليف المسؤولة عن تكوين الوحدة الأعلى، ونفس هذا الأمر إنما يحدث بجرعات أخف، وبعيدا عن دائرة الوعى من خلال الحلم بوجه خاص (8).
5- ومع كل هذا الوعى بحقيقة هذا المفهوم وآثاره لابد أن يعاد النظر فى المرض النفسى وخاصة الذهان، فلا يصبح ظهور الكثرة التى تتكون منها الوحدة البشرية هو فى ذاته مرضا يستأهل إسما ولافتة سيئة السمعة، بل قد يصبح إعلانا لحقيقة يحب أغلبنا أن يتجاهلها لأسباب مختلفة، وربما آن الأوان أن نعتبر هذا التجاهل خدعة لم يعد لها مبرر كاف، وهذه الحقيقة التى يعلنها المرضى (فى الذهان النشط خاصة) خليقة بأن نتناولها فى إطار إتاحة الفرصة لهذه الكثرة المعراة أن يعاد تنظيمها من خلال احتمال التوليف الأعلى حتى لايصبح الرعب منها (من الكثرة) دافعا للقضاء على أغلب مكوناتها فورا ودائما بالقهر الكيميائى والتسطيح الترميزى سواء بسواء.
وأوقف نفسى قسرا حتى لا أستطرد فى سرد عينات تفصيلية فى الأحوال المرضية (9).
تساؤلات وآفاق:
وليسمح لى القارئ وأنا اختتم تقديم هذا المفهوم أن أدعو خياله للمشاركة المتأنية فى تفكير جديد، ونحن نحاول أن نجيب عن تساؤلات خطرت فى بالى إنطلاقا من مفهوم التعدد والكثرة الذى قدمته فى هذا البحث:
1- هل يمكن أن تكون الأشباح والجان وما إليها كيانات (ذوات) من صلب كياناتنا المتعددة التى تسقط الى خارج عالمنا فنستقبلها ( فكرا أو تجسيدا) من جديد؟ وهل يمكن أن تكون فكرة تحضير الأرواح وتصويرها ليست سوى القدرة على تعتعة كيانات مدمجة فى الوجود البشرى الحي؟ ( وما الكيان إلا ترتيب فيزيوكيميائى خاص)، أى أن الجسد الحى هو الشاشة الحاملة لمثل هذه التنظيمات المتبقية من أجيال سابقة، تم بصمها من المواجهه والتفاعل خلال حياتنا أو تم نقلها بالوراثة؟ وفى هذه الحالة يكون من يسمى “الوسيط” هو كيان حيوى بشرى مرن قادر على التعتعة وإعادة الإحتواء،… فالنمو.؟
ولعل من أهم هذه الآثار التى يفسرها هذا الفرض ما قيل عن تصوير الأرواح (مارلين مونرو بجوار أرثر ميللر بعد وفاتها مثلا) اذ يصبح التفسير ممكنا بافتراض أن التركيب المدمج هو تركيب فيزيوكيميائى قابل للتعتعة. وبالتالى مستعد للتاثير على فيلم حساس، وبالتالى يصبح الجسد الحى صاحب الاتصال والاحتكاك بالشخص الراحل (أو حتى قبل أن يرحل حسب هذا الفرض) هو المجال الحاوى لهذا التنظيم المنطبع عليه من الشخص الراحل المعنى.
2- هل يمكن أن نكتشف أن إدراكنا لله عز وجل ينبغى أن يتم بكل هذه الكيانات تبادلا على طول مسار سعينا إليه، وبالتالى نظل نتكامل نحوه وبه فى تناسق متصاعد يفسر مسيرة الإيمان إليه؟
3- هل يمكن أن نربط – إذن – بين سعى الإنسان لوجه الله فى عمليه نموه المستمرة، وبين إقترابه من توحيد كياناته المتعددة فى كيان واحد شيئا فشيئا من خلال عمليه التوليف بين كياناته المتناقضة، فندرك بعمق أكثر بعض مفاهيم التوحيد الصوفيه وبعض مفاهيم التوحيد الالهى، وربما بعض ما أسماه ماسلو “الوجود شبه الالهى” God Like Existence الذى يصبغ خبرات تحقيق الذات؟
4- هل يمكن مراجعة ” التثليث ” المسيحى ” فى أقنوم واحد” كممثل لمستوى ما من “الكثرة فى الوحدة”؟
ومرة أخرى أوقف نفسى قسرا عن التمادى فى عرض مزيد التساؤلات ليكمل القارئ بما وهب من شجاعة التفكير تساؤلاته هو ولا يسارع بالاطمئنان الى إجاباته الجاهزة الخاصة (ولا إلى إجاباتى التى لم أقلها أصلا، والتى لا أعرف أغلبها).
وبعد، 2013
إن ما يجرى فى العلاج الجمعى مع مرضى ومتدربين من مختلف طبقات المجتمع ومختلف مستويات التعليم (واللاتعليم) والثقافة هو الذى أتاح لنا فرصة اختبار بعض إجابات معظم هذه الأسئلة، دون أن نطرحها – طبعا– ونحن نخلّق معا الوعى الجمعى إلى الوعى الأكبر فالأكبر إلى وجه الحق تعالى.
وهذا ما سوف نعود إليه فى علاقة هذا العلاج كما نمارسه بالدين والإيمان.
****
المراجع الاجنبية
Berne، E. ( 1961) transactional Analysis in psychotherapy. New York: Grove press Inc.
Berne، E. (1967) Games people play: The psychology of Human Relations. New York: Grove press Inc.
Guntrip، H. (1974) Schizoid Phenomena. Object Relationships and the self. London: the Hogarth Press.
Guntrip، H. (1977) Personality Structure and Human Interaction. London: The Hogarth press.
Hefzi، S. (1981) sleep nd Dream Disorders in psychiatry Cairo: Dar El Gahd publishers.
Maslow. A. (1969) A theory of meta motivation: the biological rooting of the value life. In Sutich A. J..and Vich. M.A. (eds.) Readings in Humanistic psychology.New York. the free press.
Rakhawy، Y. (1981) selected Lectures in psychiatry. Cairo: Dar El Chad.
Storr، A. (1974) Jung. Crate Britain: fontnna Collins.
Winnicott، D. W. 91958) Collected papers: Through pediatrics to psychoanalysis. London: Tavistock publications.
المراجع العربية
1- يحيى الرخاوى (1978) أغوار النفس – دار الغد للثقافة والنشر – القاهرة .
2- يحيى الرخاوى (1979) دراسة فى علم السيكوباثولوجى- دار الغد للثقافة والنشر – القاهرة .
[1] – مع التنبيه أن “ظاهرة” الحلم هى غير ”الحلم المحكى” بعد أن تناولته الذاكرة، الأمر الذى يعرض مادته إلى إعادة التنظيم أو التشويه أو التسطيح أو الإبدال.
[2] – وهذا هو ما يتيحه العلاج الجمعى –دون مباشرة- من منظور النمو والوعى الجمعى كما سيرد ذكره.
[3]- Rakhawy، Y. (1981) : seleckted Lectures in psychiatry Dar EI Chad publishers Cairo
[4] – وأيضا حسب الفرصة التى يتيحها له وسطه فى مجموعات ليست بالضرورة علاجية تمارس نفس الإيجابيات معا (العلاج الجمعى).
[5] – لقد فهمت أحيانا قول المسيح (عليه السلام) أنه من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر على أنه من كان منكم ” ليس هو هى تلك الزانية” وذلك بالنظر من بعد معين، أو “من كان منكم لا يحويها داخله” وكأنه يذكرنا بما هو نحن تفويتا علينا لمعركة زائفه تنسينا حقيقة رحلتنا الأصعب، والأخلاق المسيحية بهذه الصورة حين تؤكد على أن نحب أعداءنا لا تصبح، من ذلك البعد الأعمق، أخلاقا مثالية نظرية أو ضد الطبيعة البشرية، بل لعلها تذكرنا بتواضع شديد أن نحب أنفسنا إذ نحب أعداءنا، وأن نحب أعداءنا إذ هم داخلنا (أصلا خارجنا ثم داخلنا- خارجنا… الخ) ولا يمكن أن تكون الصوره هى صورة الإستسلام الخائب من موقع الطفولة المسطحة.
[6] – بدأت هذه الرؤية من تتبع بعض مرضاى الفصاميين وتغيرهم إلى إتجاه ما هو والدهم عقب لحظة الوفاة مباشرة وحضورهم إياها، بما كان يمثله الوالد المتوفى من تماسك وعدوان وتضاد وتناقض معهم، وبما كانوا يحملونه من رغبة فى التخلص من الوالد المعتدى، فيتم احتمال “البصْم” أكثر لحظة حضور الوفاة بالذات.
[7] – يمكن تفسير ما يسمى بالغرائز والطاقة تفسيرا أعمق مرتبطا بمفهوم الكثرة الحيوية المكونة للوجود البشرى
[8] – وهذا ما يحدث دون قصد واع بشكل أو بآخر فى التفاعل فى العلاج الجمعى الذى نمارسه.
[9]- يمكن للقاريء أن يرجع إلى دراسة فى علم السيكوباثولوجى للكاتب، صفحات 26، 32، 37، 52، 124، 224، 569، 740.