الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأسئلة تُعَاد، والإجابات تُحاوِل…

الأسئلة تُعَاد، والإجابات تُحاوِل…

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 10-4-2013

السنة السادسة

 العدد: 2049 

الأسئلة تُعَاد، والإجابات تُحاوِل…

مقدمة:

توقفت – غير مختار – عن الكتابة فى السياسة فى الصحف، وشعرت براحة مبدئية حيث كدت قد وصلت إلى يقين أن الكلمات لم تعد تجدى، وأن الناس الذين يصلهم بعض ما أريد هم أبعد من أن يؤثروا، والباقون لا يصلهم ما أكتب أصلا فما الفائدة.

قررت صحيفة “التحرير” أن تلغى “صفحة الرأى”!! التى كنت اكتب فيها بانتظام، فإذا كانت صحيفة معارضة ليس فيها “صفحة للرأى” فلماذا تصدر، ومن يا ترى ألغى الصفحة؟ لحساب ماذا؟ وبأمر مَنْ؟

ومع ذلك تصلنى بين الحين والحين نفس الأسئلة من هنا وهناك فأجيب محاولا تكرار التنبيه ابتداءً على موقفى الخاص المرة تلو المرة، وأننى لا أجيب بصفتى المهنية النفسية لكنهم لا يكفون عن طرح نفس الأسئلة بنفس الطريقة، فاضطر أن أقول ما عندى بأساليب مختلفة، ولا أعرف إلى أى مدى أعيد وأزيد! لعل وعسى.

وإليكم آخر حديث لم ينشر بعد

 السؤال (1): يقال إنه منذ اندلاع الثورة يزيد سنويا 300 ألف حالة أمراض نفسية ما صحة هذا؟؟

د. يحيى:

هذه الأرقام عشوائية، ولا دلالة لها حتى لو صحت، الثورات لا تقاس نجاحها أو فشلها، أو حتى طبيعتها بزيادة أو نقص عدد الحالات النفسية، وأنا أرفض دائما أن نصف حالة الشعب المعُانى، والشعب الغاضب، والشعب الجائع، والشعب الناقد بأسماء لأمراض نفسية هكذا، إن التفاعل الإنسانى الطبيعى للمراحل  الاستثنائية التى يمر بها شعبٌ ما لا بد أن يكون استثنائيا، فلماذ نستسهل ونقيـّم الأمر بالإشارة إلى زيادة أو نقص الحالات المرضية النفسية إلى كذا أو كيت، إن تقييم الثورات يكون بالحالة الاقتصادية، والحالة الوجودية، والحالة الإبداعية، والحالة التطورية، وليس بالحالة النفسية لو سمحتم.

السؤال (2): ماذا جد من أمراض بسبب تدهور الوضع الاقتصادى والسياسي وعدم الاستقرار؟؟

د. يحيى:

حين يتدهور الوضع الاقتصادى والسياسى، وحين يسود عدم الاستقرار لا ينتج عن ذلك أمراض نفسية بذاتها كما ذكرتُ فى الإجابة على السؤال الأول، إن غياب الدولة طوال هذه المدة، ثم اهتزازها وهى تتكون فلا تتكون، هما السبب فى تدهور الوضع الاقتصادى والسياسى والأمنى، أما ما يترتب على ذلك فهو الفوضى، والخراب، والتفكيك، وانتحار الشعب بأكمله دون أن يسمى هذا مرضا نفسيا، وبالتالى فإما أن يحمل كلا منا، حكاما ومحكومين مسئولية وقف هذا التدهور بدءا من نفسه، وإما فالحديث عن الأمراض التى نتجت عن ذلك يعتبر لغوا مثل باقى اللغو الدائر.

السؤال (3): هل مشاهدة برامج التوك شو تسبب مشاكل نفسية للمشاهد؟؟

د. يحيى:

إذا كان لا بد من الإجابة عن المشاكل النفسية تحديدا، فأنا آخر من يصلح لذلك، ولكن احتراما لحسن نية السؤال أسمح لنفسى بالاجتهاد فى الظن بأن  مشاهدة كثير من هذه البرامج قد يؤدى إلى نوع من التخلف العقلى (هذه دعابة وليست تشخيصا!!)، أعنى أنه يمكن أن يترتب عليها تدهور فى ذكاء المشاهد إن لم يدرك ما في أغلبها  من غلبة “اللت والعجن”، ومن ثمَّ فقد الغاية والمعنى، نحن لم نعد فى حاجة إلى “إبداء الآراء” حتى كما أفعل أنا الآن فى الإجابة على هذه الأسئلة، نحن أحوج ما نكون إلى تنمية وتوجيه  الوعى الأعمق بما يجرى عندنا، وعبر العالم فى نفس اللحظة، وهو تفكيك الدول الأضعف التى تمثل الأسواق ومصادر المواد الخام، لصالح العملقة الشيطانية العولمية المالية عبر العالم، إن لم تخدم هذه البرامج شحذ الوعى للوقوف فى وجه تخريب الاقتصاد الوطنى، وتهميش الدول  المستقلة، والعمل على تسخيرها لخدمة هذه العولمة السرطانية، فلا معنى لهذه البرامج، اللهم إلا لتزجية الوقت الذى نحن أحوج ما نكون إليه.

السؤال (4): وهل تنصح الأطفال بعدم مشاهدة هذه البرامج وهل تؤثر في شخصيتهم ونفسيتهم؟؟

د. يحيى:

أنصح الأطفال والكبار بعدم مشاهدتها إن لم ينصلح حالها وينتهى كل برنامج بما يتبقى فى وعى المشاهد من تحريك لوعيه فى اتجاه بناء بلده كجزء من العالم، فلا يقتصر المقدم على الإثارة أو التهييج أو التباهى بالذكاء أو التذاكى، وإنما يسأل نفسه ماذا تبقى فى وعى المتلقى بعد برنامجه؟

ليفعل ماذا؟

السؤال (5): أغرب الحالات التي طرأت عليك مؤخرا؟؟

د. يحيى:

منذ خمس وخمسين عاما وأنا أمارس هذه المهنة، لم أر حالة واحدة تشبه الأخرى مهما اتفق التشخيص، بمعنى أن الطبيب النفسى الذى يحذق مهنته لا بد أن يرى فى كل حالة ما يجعلها فريدة تماما،

 لعل أغرب حالة رأيتها هى حالة المواطن العادى، أعنى الذى يعتبر نفسه عاديا، ثم لا يتألم معنا نفسيا وكيانيا ووجوديا ودينيا الآن!!!

السؤال (6): لماذا هذا الاقبال على الترامادول وقيل بانه تم ضبط اكثر من 2 مليون شريط مهربين؟؟ وما هو الترامادول ولماذا يهرب ؟؟ وماهو تاثيره الضار والنافع؟؟

د. يحيى:

سؤال فى غير موقعه، ومع ذلك فهو حبوب مسكنة، من مشتقات الأفيون بشكل ما، وهو منتشر قبل الثورة وبعد الثورة نتيجة لعراقة ظاهرة الإدمان فى مصر، وإزمان مسبباتها، وهذه الكمية التى ضبطت، مع كل الكميات التى تضبط تمثل عشرة فى المائة فقط من مجموع ما يدخل مصر من هذه المخدرات التى تعبتر خفيفة بالنسبة للهروين مثلا، أو الأفيون الخام، أو حقن المورفين، أو غير ذلك، أما لماذا يُهَرّب، فلأنه أصبح ممنوعٌ تدواله حتى كمسكن إلا بشروط قانونية  صعبه، لا ينفذ أغلبها فى السوق السوداء طبعا، وهو ليس له أثر نافع إلا فى حالات الألم الشديد الذى لا يجدى فيها غيره، وهذه حالات نادرة، وتوجد مسكنات أخرى أكثر أمانا وأقل إدمانية.

السؤال (7): ودور الصيدليات وشركات الادوية في تداول الادوية المدرجة جدول (1)

قالت المنظمة الدولية ان مصر تحتل الرقم الاول في الادمان وتعاطي المواد المخدرة فما صحة ذلك؟؟

د. يحيى:

لا أريد أن أدخل فى تفاصيل مدى حبكة الرقابة على الصيدليات، فهذا من ضمن تسيب الضبط والربط نتيجة لرخاوة الدولة، لكننى أحصل عن معلوماتى من المدمنين، وأعتقد أنها رقابة هشة، أما أرقام المنظمة الدولية، فهى أرقام اجتهادية، لأنه لا يوجد – على حد علمى – منهج محكم لضمان أن العينات التى يحصلون منها على هذه الأرقام تمثل الحقيقة الموضوعية

السؤال (8): لماذا زاد اكتئاب المصريين؟

د. يحيى:

سبق الرد على ذلك  فى السؤال الأول، وأنا لا أعتبر الحزن الذى يصيب مواطن شريف نتيجة لما يراه يجرى لبلده، وفى بلده، هو اكتئاب مرضى، ولا أحب أن أسميه كذلك، ولا أبحث له عن سبب طبى، وإنما هو دافع لإزالة أسبابه بأن تنشط الدولة لتقوم بدورها، وتتحمل مسئوليتها، ويعود للمواطن أمنه، وللقضاء احترامه، وللدين الصحيح دوره.

السؤال (9): ما الوجه الآخر للشعب الذى كشفت عنه الثورة؟

 د. يحيى:

وهل نحن نعرف الوجه الأول حتى نعرف الوجه الآخر؟ عموما: ظهرت التلقائية والمشاركة والشعور بالمسئولية عند من يحبون مصر، كما ظهرت النذالة والبلطجة والعشوائية والقسوة عند من لا يحبون أنفسهم، ولا يحبون ناسهم، ولا يحبون الله، ولا يحبون مصر، لكن التعميم غير جائز، فالشعب ليس ميدان التحرير ولا ساحة الاتحادية  فقط!

السؤال (10): متى تنجح الثورة؟

د. يحيى:

تنجح حين تكون بداية على الطريق الصحيح لبناء الإنسان المصرى الجديد، الذى يتمتع فعلا بالكرامة كما كرمه الله، وينتمى إلى الأرض صاحبة الفضل فى وجوده، ويبدع، ويحب لأخيه فى مصر وفى العالم ما يحب لنفسه، فيتكاتف مع كل قوى الإبداع والبناء ومقاومة شياطين المال فى كل الدنيا، ليُبقى على هذا الجنس البشرى كما يستحق: مكرما كما خلقه الله.

السؤال (11): والى أى مدى فشلت؟

د. يحيى:

أنا أظن أن الثورة لم تتم حتى الآن، ما زلت أعامل ما جرى بالترحيب والأمل والتفاعل والوعى والتوجيه لعل المشروع يتم بإذن الله وإرادة الناس، الثورة إبداع جماعى، والإبداع إذا لم يتم تشكيله فى كلٍّ الجديد، وتوقف عند مرحلة التفكيك، فهو إبداع مجهض، له أسماء أخرى، أخفها “الفوضى”، ولن أذكر بقية الأسماء.

السؤال (12): وماذا أضافت للمصريين؟

د. يحيى:

أضافت أنهم ما زالوا فى عداد البشر، قادرون على المشاركة، وعلى النقد، وعلى التغيير، وأنهم جديرون بتاريخهم إذا واصلوا البناء والإبداع، ولم يكتفوا بالصياح وطلب التغيير من الوضع صارخا (أو محطما أو مخربا)، كما أضافت اكتشاف مدى قصر نظر الكافة، وضعف المسؤولية.

السؤال (13): هل نجحت الثورة فى إعادة الأخلاق والشهامة الى المصريين؟

د. يحيى:

أعادت الشهامة، ثم أظهرت عكسها، ثم ساد عكسها هذا وتمادى للأسف.

السؤال (14): بماذا تفسر سلبية المواطنين بعد الثورة؟

د. يحيى:

وهل هذه مسألة تحتاج إلى تفسير؟ إذا لم توجد دولة، ولم يوجد قرار ثابت، ولم يوجد قضاء محترم، ولم توجد قدوة متماسكة، ولم يوجد مشروع حقيقى له معالم تصل إلى عامة الناس فى الفعل اليومى، فمن أين يأتى المواطن بالإيجابية إلا أن يساهم وحده فى البناء متألما ابتغاء مرضاة الله حين يلقاه، وقليلٌ ما هم.

السؤال (15): ما الذى تفتقده مصر حاليا وماذا تحتاج؟

د. يحيى:

تفتقد الدين الحقيقيى الذى يأمرنا أن نعبد الله كأننا نراه، فإن لم نكن نراه فإنه يرانا، وتفتقد الدولة المتماسكة المسؤولة عن كل المواطنين،  وتفتقد الأمان فى الشارع، بل وفى البيوت،  وتفتقد التعليم الجاد، وتفتقد الإبداع المتميز من ثقافتها الخاصة

وكفى ربنا يخليك لأنى أتألم كلما زدت فى الرد كما أننى  أخجل أن أكمل.

السؤال (16): هل من روشتة إنقاذ؟

د. يحيى:

حكاية طلب  روشتة إنقاذ هى من أكبر مظاهر الاستسهال والاعتمادية،

ماذا تفيد النصائح والوصفات الإرشادية الموجزة ؟

 إن إنقاذ مصر والمصريين، بل كل البشر فى مواجهة الإغارة العولمية المالية، المفترسة، هو فرض عين على كل إنسان يحترم بشريته عبر العالم، وفرض العين كما نعلم إذا قام به البعض لم يسقط عن الباقين.

السؤال (17): ماهى أبرز سلبيات الشعب المصرى؟

د. يحيى:

مثل كل سلبيات البشر، وقد نبهت سابقا على رفضى للتعميم، فالشعب المصرى فى ميدان التحرير، غيره فى مدينة الإعلام، وهو داخل هذه المدينة غيره خارجها، وهو فى كفر الزيات غيره فى التجمع الخامس، وهو فى أبو طشت غيره فى السلوم لو سمحتم، كفى تعميما.

السؤال (18): متى يشعر المواطنين بالأمن؟

د. يحيى:

حين تتكون الدولة صلبة منتجة وشريفة وقادرة، وحين يمارس البوليس دوره فى حماية الناس والأملاك، وحين يعود للقضاء هيبته  وقدسيته،  وحين يتقي الناس ربهم، ولا يكتفون بالمطالبة بالتغيير دون أن يغيروا أنفسهم.

السؤال (19): هل زادت حالات الأمراض النفسية بعد الثورة؟

د. يحيى:

سبق الكلام عليه فى بداية الحديث.

السؤال (20): كيف ترى مساوىء الثورة؟

د. يحيى:

كل المساوئ الحالية هى مساوئ الثورة، ليس بمعنى أنها حدثت بسبب الثورة، أو أننا كنا سنكون أفضل بدونها، ولكن بمعنى أن الحَمْل الذى لا يكتمل لا ينتج عنه إلا إجهاض مسخ مبتسر غير قادر على الحياة.

السؤال (21): وماذا ينقصها لتكتمل؟

د. يحيى:

تنقصها ثورة على الثورة، تحقق كل ما جاء فى إجابة السؤال قبل السابق وهو: دولة صلبة منتجة وشريفة وقادرة، وبوليس يمارس دوره فى حماية الناس والأملاك، وقضاء له هيبته وقدسيته،  وأن يتقى  الناس ربهم، ولا يكتفون بالمطالبة بالتغيير دون أن يغيروا أنفسهم.

السؤال (22): ما تفسيرك لانتشار ظاهرة الحرابة والقصاص الشعبى؟

د. يحيى:

غياب الدولة وغياب الدين وتفاقم الخوف وتبلد المشاعر.

السؤال (23): بماذا تفسر انتشار الجريمة بعد الثورة؟

د. يحيى:

غياب الدولة وغياب القانون وغياب الدين وضعف الأخلاق وهشاشة المسؤولية.

السؤال (24): هل البلطجة مرض نفسى؟

د. يحيى:

لا طبعا، البلطجة جريمة، والجرائم لا تدرج تحت الأمراض النفسية، وإلا استحقت العلاج وليس العقاب.

السؤال (25): وهل تتوقف على فئات معينة؟

د. يحيى:

أظن أن البلطجة كما أتابعها الآن اصبحت حرفة منظمة، ولم يبق إلا أن تسجل لها “نقابة”، أو “جمعية أهلية”، وكذلك يمكن أن تصدر بيانا بأسعار النهب والقتل والتخريب حتى تنظـِّم التنافس بين أفراد النقابة أو الجمعية الجديدة، لكن هناك بعد آخر وهو أن فى داخل كل منا بلطجى صغير، تهذبه التربية والدين والمجتمع إذا كان هناك دين صحيح، وتربية سليمة، ومجتمع صحى.

السؤال (26): ما تحليلك لشخصية الرئيس محمد مرسى؟

د. يحيى:

أنا لا أحلل أحدا لم أقابله، ولم يطلب هو شخصيا منى أن أحلله، ثم إنه لا بد لى من الحصول على معلومات تفصيلية عنه حتى اجتهد فى قراءته فردا لأحكم عليه برقمى القومى (وليس بتخصصى فى الطب النفسى) مرشَّحا لا أكثر، ثم إننى لا أمارس التحليل النفسى أصلا الذى تجاوزه العصر فى أغلب المجالات.

السؤال (27): وإيه رأيك فى خطاباته التى يستخدم خلالها إيشارات وإيماءات؟

د. يحيى:

كل رئيس، وكل خطيب حتى خطيب الجمعة، يستخدم الإشارات والإيماءات، اما تنقلب المسألة إلى سخرية شخصية، ومعايرة كاريكاتيرية، فليس هذا وقته حتى لو كان على حساب تلقائية شعبنا خفيف الظل.

السؤال (28): وماذا يحتاج مرسى ليكون رئيساً فعلياً؟

د. يحيى:

أن يكون رئيسا فعليا ولا مؤاخذة، أنا أتصور أنه لم يقرأ تاريخ حياة، أوصفات، أو أزمات أى رئيس  استحق هذه الكلمة، لا فى التاريخ القريب، ولا فى التاريخ البعيد، أنا أراه رجلا  مصريا طيبا، حسن النية، متورطا، لا يتقن ألاعيب السياسة، ولا يتعلم من خبراته حتى بعد أن تولى الرئاسة.

السؤال (29): ما رأيكم فى التخبط بالقرارات السياسية؟

د. يحيى:

هو النتاج الطبيعى لتصرفات رئيس  بالمواصفات التى ذكرتها فى الإجابة على السؤال السابق.

السؤال (30): هل أنت متفاءل؟

د. يحيى:

طبعا، وهل استطيع  غير ذلك؟ ماذا أستفيد أو يستفيد الناس حين لا أوصل لهم إلا كل ما هو معجـِّز ومعطل وعدمى، أنا متفائل لأننى أعمل كل دقائق يومى بما أراه واجبى الذى سيحاسبنى الله عليه، سواء كنت مصريا أم أمريكيا أم فنزويليا، ومتفائل لأننى لا أستطيع أن أسترخى فى رفاهية اليأس، ومتفائل ليكون لى الحق أن أقول كلمتى طول الوقت.

السؤال (31): وهل تبقى مصر فى صراعات مستمرة بين الإسلاميين ومعارضيهم؟

د. يحيى:

نعم تبقى ونصف، لكن أى نوع من الصراعات وكيف يجرى، ولمصلحة من؟ وبأى مقياس نقيس صحته أو انحرافه؟ هذه هى المسألة، الصراع سنة الحياة، وفى بلدنا يقولون: “مصارين البطن بتتخانق”، وربنا يقول “….. وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” (48) المائدة.

 لتتواصل الصراعات على شرط أن يتوحد الهدف: خير مصر، وإنقاذ البشر، وعبادة الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *