نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 7-10-2015
السنة التاسعة
العدد: 2959
الأساس فى الطب النفسى
الافتراضات الأساسية: الفصل السادس:
ملف اضطرابات الوعى (52)
نعمل حلم (11)
“رضا” تبدع حلمين فى جلستين متباعدتين
مقدمة:
فى العلاج الجمعى نحاول ألا تكرر أية “لعبة” أو “مينى دراما” أو ما شابه إلا اضطرارا، إلا أننا لظروف غياب بعض أفراد المجموعة أثناء التجربة الأولى، عرضنا نفس التجربة لمن يشاء أن يلعبها ممن كانوا غائبين، وقد طلبت رضا بالذات أن تعيد التجربة ولم تبد اسبابا لذلك، فوافق المعالج، فانتهزنا الفرصة للمقارنة فى المشاركة.
رضا(1):
“رضا” كانت من أكثر أعضاء المجموعة نشاطا وقد لاحظنا فى كثير من النشرات السابقة كيف اشتركت فى أحلام غيرها، بالتعليق أو التوجيه وحين جاء عليها الدور فى التجربة الأولى بتاريخ: 25/8/2010 “عملت” الحلم التالى:
ثم ها هى ترغب تطوعا أن تقوم بنفس المحاولة حين أتيحت الفرصة كما جاء فى المقدمة، مع أننا عادة نتجنب التكرار، وقد أكدنا فى هذه المرة السماح لمن يشاء أن يكرر فعملت حلما فى المرة الثانية كالتالى:
II- حلم رضا الثانى جلسة: 29/9/2010
د.يحيى: على فكره يا رضا النهاردة بالذات حاجه مافيهاش الزام، لما نقترح حاجة لينا حق نقول “آه” أونقول “لأ”
رضا: كده ممكن عادى
د.يحيى: يا رضا كل لحظه غير التانية اذا كنا بنشتغل بصحيح “هنا ودلوقتى”..
رضا: طيب
د.يحيى: عايزه تعمليها ليه يا رضا؟
رضا: عايزه وخلاص
د.يحيى: خلاص اعمليها “انا دلوقتى“
رضا “تعمل حلم” مرة أخرى:
وفى محاولة توضيح احتمال الربط بين الحلمين جرى هنا الحوار:
د.يحيى: مش هو هو الحلم ده بتاع المرة اللى فاتت؟
رضا: لأ
……….
……….
د.يحيى: طب قولى الحلم بتاع المرة اللى فاتت
رضا: الحلم بتاع المرة اللى فاتت انا فى عزبة صغيرة كل ما ادخل عند اى حد يطلعنى من المكان اللى انا فيه
التعقيب على “رضا”:
* قد تدل رغبة “رضا” فى إعادة المحاولة أن المحاولة الأولى قد أدت لها وظيفةً ما، سواء كانت معرفية أو تفريقية أو تواصلية، أو كل ذلك.
* الحلم الثانى يبدو مكمِّلا للأول، وكأنها بعد تكرار الطرد الذى ظهر فى الحلم الأول، راحت هى وأولادها يهيمون على وجوههم بلا مأوى أيضا، فهم الذين يريدون الوصول لأى طريق للخروج، بديلا عن تركيز الحلم الأول على طردهم.
* الطلاقة فى المرة الثانية كانت أكثر وضوحا، ومن المعروف أن دعم فكرة ممارسة الإبداع يسهل المزيد منه.
[1] – استثناءً استحسنا تقديم بعض التعريف برضا مع أننا فضلنا أن نكتفى بالاسم فى كل النشرات السابقة حتى نثبت أننا نتعامل مع الإنسان الفرد الممثل لثقافته العامة المتواضعة دون أية تفاصيل عن مرضه أو شخصيته، وبالتالى أنها ظاهرة إنسانية عامة أكثر فأكثر.
فى هذه الحالة، وجدنا أن المقارنة قد لا تكون كاملة إلا تعرفنا على “رضا” أكثر قليلا. (“رضا” أم مصرية مكافحة فقيرة تعمل باليومية، غير متعلمة)