الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية: الفصل السادس: ملف اضطرابات الوعى (51) نعمل حلم (10) المقاومة والخلط مع أحلام اليقظة تُفْشِل التجربة (حلم: ياسمين)

الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية: الفصل السادس: ملف اضطرابات الوعى (51) نعمل حلم (10) المقاومة والخلط مع أحلام اليقظة تُفْشِل التجربة (حلم: ياسمين)

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء6-10-2015

السنة التاسعة

العدد: 2958

  الأساس فى الطب النفسى 

 الافتراضات الأساسية: الفصل السادس:

 ملف اضطرابات الوعى (51)

نعمل حلم (10)

المقاومة والخلط مع أحلام اليقظة تُفْشِل التجربة

(حلم: ياسمين)

 

مقدمة: (نفس الجلسة: 25/8/2010)

دعونا نتذكر كيف بدأت التجربة بياسمين قبل أن تبتدع د. دينا فكرة “نعمل حلم” كالتالى:

ياسمين: انا حلمت حلم …

د.يحيى: (مقاطعا) تعرفى تحلمى “هنا ودلوقتى“؟

ياسمين: انا باحلم وانا صاحيه

د.يحيى: يابنتى استنى بس، أنا مش قصدى اللى بيقولو عليه “حلم يقظة”، أنا قصدى “هنا ودلوقتى” ……

(ثم لم تواصل ياسمين  الحوار فانتقل إلى عبد الحميد الذى اصر أنه أمر صعب، ورفض فى البداية فبدأت التجربة بالدكتورة دينا كما تسلسل الترتيب فى النشرات السابقة)

جاء دور ياسمين الآن متأخرا بعد ثمانية من أعضاء المجموعة (د.دينا – صبرى – سارة – د.مروة –سارة – احمد- عبد الحميد – سحر – د. محمد، كما جاء فى النشرات السابقة).

وحين عادت الكرة إلى ياسمين، وبرغم كل من حاول قبلها مع المشاركة فيما يسمى الوعى الجمعى كانت مقاوتها شديدة ، كالتالى:

(حاول د.يحيى أن يذكرها بأنها هى التى بدأت فى البداية بإعلان أنها “حلمت حلم”)

ياسمين: مش فاكره حاجه

د.يحيى: هو يعنى كان فيه حد فاكر؟ ما هو كل اللى حلموا دول عملوا حلم من غير ما كان حد فاكر.

ياسمين: يعنى أحلم حاجه ؟

د.يحيى: إسألى الدكتور محمد، هو كان فاكر ولا كان عارف إن العربيه بهذا المنظر؟ العربية كانت نازله لتحت، وهمّا سايبينه تحت، وهو مش عارف هيه رايح فى أنهى داهيه، إنما صبرى طلع فوق، ياللا ياسمين شوفى لك حاجة، ياللاّ:…”أنا دلوقتى ….”

ياسمين: يعنى اقول حاجه ماحصلتش

د.يحيى: يانهار أبيض، بنقول حلم، هو الحلم حصل؟

ياسمين: لأه ماحصلش

د.يحيى: طيب شوفى بقى دينا علّمتنا لما راحت منبهانا بكلمة “أعمل حلم…” يا للا يا ياسمين.

ياسمين: زى خيال كده؟

د.يحيى: كلمة خيال دى ما بنستعملهاش، بصراحة اللى أحنا عملناه ده مش خيال، إحنا بنعمل مش بنتخيل، ربنا يخليكى يا د. دينا عشان كلمة “بنعمل” دى…، ياللا ياسمين، “نعمل حلم”… أعمل حلم

ياسمين: مش حاعرف

د.يحيى: يا ياسمين كل الناس عرفوا حتى اللى عملوه خفيف خفيف عرفوا زى سحر زى ساره كل واحد على قد ما عرف، حتى عبد الحميد لما قلبه خيال قلنا ماشى

ياسمين: يعنى أنا نفسى أكمّل فى الدراسه

د.يحيى: لأه المسألة مش نفسى أكمل المسألة، المسألة: أنا دلوقتى….

ياسمين: ماباعرفش، يعنى حلم يقظة؟

د.يحيى: لأه مش حلم يقظه، حلم بحق وحقيقى، يعنى إنتى بتعمليه دلوقتى

ياسمين: أنا باحلم إنى أنا دلوقتى فى الدراسه…، صح كده

د.يحيى: لأه… فين الحركة؟

ياسمين: ما هو ده حركه برضه

د.يحيى: خلاص ماشى، كله ماشى، بس يالله

ياسمين: بعد كده تعبت وماقدرتش أكمل هو ده بقى  كده وخلاص

د.يحيى: بالذمة ده حلم يا ياسمين؟ إنتى مش سمعتى زملاتك من بدرى، وعرفتى يعنى إيه : “نعمل حلم” مش أمنيه ولا رغبه تحققيها وبس، وكل واحد على قدّه

د. ياسمين:  يعنى إيه؟  الحلم اللى احنا عملناه وبنعمله كل واحد على قدّه.

د.يحيى: اللى قادر واللى مش قادر واللى عارف واللى مش عارف كلنا حاولنا بمنتهى الشجاعه أنا كده زى ما أكون باتعرف عليكى من أول وجديد، بس برضه عاوزك تعمليه ولو بمساعده د. محمد أو بمساعده د. دينا، تبتدى “أنا دلوقتى”، وبعدين حصل، وبعدين طلع، وبعدين نزل، زى ما د.محمد عمل كده أنا دلوقتى ….هه

أحمد: إنتى كان ليكى أمنيه وماتحققتش ياللا حققيها فى الحلم يعنى إحلمى، وانتى فيها…

د.يحيى: شكرا يا احمد، لكن مش بس كده

أحمد: يعنى كنتى إنتى عاوزه إنك تبقى دكتورة، إحلمى، إنك دكتورة وبعد كده صحيتى زى ما إنتى المهم تحاولى

ياسمين: أنا باحلم دلوقتى

د.يحيى: مفيش باحلم “أنا دلوقتى…”

ياسمين: أنا دلوقتى فى الدراسه مثلا

د.يحيى: مفيش مثلا “أنا دلوقتى…”

د.مروه: فين

ياسمين: أنا بحلم إنى مدرسه ثانوى

د.مروه: قولى ده  من غير كلمة “باحلم”

ياسمين: أنا دلوقتى فى المدرسه الثانويه وكنت فى الإمتحان وماعرفتش احل كويس، فيعنى نزلت فى الدرجات، فبقيت يعنى…، فاللى فى البيت كلهم اتضايقوا من المدرسين وكده، وبعد كده

خلاص بقى.

 

د.يحيى:  (بعد فترة صمت…) …. ياه!! حتى ده يا ياسمين، شكرا، الله يسامحك

تعقيب على استجابة “ياسمين”:

v نلاحظ أن مجرد استعمال “أنا باحلم” يبعدنا عن وعى الحلم وعن إبداع الحلم (وقد سبق أن بنهنا بعض المشاركين إلى ذلك).

v نلاحظ التأكيد على الفرق بين بنعمل وبنتخيل “بصراحة اللى أحنا عملناه ده مش خيال، إحنا “بنعمل، مش بنتخيل

v   نلاحظ تكرار نفى أنه ليس “حلم يقظة” بإضافة “إنتى “بتعمليه” دلوقتى”.

v   نلاحظ أيضا كيف أن ياسمين تبذل جهدا وهى تحاول الاستجابة حتى لم تستطع ان تكمل(1).

v نلاحظ أن بعض المشاركين (أحمد) راح يستدرج ياسمين إلى أحلام اليقظة مع أنه حين مارس هو شخصيا إبداع الحلم نجح تماما (راجع نشرة: 29-9-2015)، مما يثبت أن الحديث عن الأحلام، أحلام اليقظة بالذات، غير: أن نعمل حلماً وها ما تشير على أنه إبداع وبشكل آنىّ.

v تناقض موقف أحمد بين حالته وهو يمارس “عمل حلم” حين نجح من قبل بتلقائية غير متوقعة، وبينه وبين موقفه وهو يشرح لياسمين كيف ينسج الحلم من الخيال وهذا هو الأقرب إلى ما “يسمى حلم اليقظة” ينبهنا إلى أن ما يسمى حلم له مستويات متصاعدة حسب غلبة الخيال، أو غلبة الإبداع من خلال تنشيط وعى الحلم، أحمد حين كان “يعمل حلم” كان يبدع هنا والآن، وحين راح يشرح وجدناه يقدم طبق “خيال اليقظة”.

v ظهرت ملامح باهتة بعد كل هذا الضغط حين استبدلت ياسمين رغبتها أن تكون طبيبة، ورضيت أن تكون مدرسة(2)، لكنها حين عملت حلما ولو بدرجة شديدة التواضع انقلبت تلميذة فاشلة: إلا طبيبة ولا مدرسة.

v وهكذا نرى إن ياسمين حين اضطرت للبدء بـ: “أنا دلوقت ” لم تحقق أمنيتها فى استكمال الدراسة، وإنما عادت إلى أسباب توقف الدراسة وتوقفت حتى دون أن تكمل بحلم اليقظة حتى بعد أن “غششها ” أحمد (كنتى إنتى عاوزه إنك تبقى دكتورة، إحلمى، إنك دكتورة) مما يؤكد- مرة أخرى- بعد إبداع الحلم عن تخيل حلم اليقظة.

الخلاصة:

لعل هذه المقاومة وهذا الفشل وهذا الانهاك يشير إلى اختلاف الاستجابات حسب جاهزية القدرة على الإبداع من حيث التلقائية والمرونة ونقلات التشكيل.

وبعد

غدا نكمل مع “رضا” ونقدم محاولتين لها في تاريخين متباعدين قليلا.

[1] – (وقد أعلنت فيما بعد كيف أنها عملية متعبة: النشرة القادمة).

[2] – ولم تقل ذلك بالألفاظ، ولكن من خلال روح النقاش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *