الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأربعاء الحر: مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى: الفصل‏ ‏العاشر:عن الحلم والإبداع والنوم (8)

الأربعاء الحر: مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى: الفصل‏ ‏العاشر:عن الحلم والإبداع والنوم (8)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 13-1-2021

السنة الرابعة عشر  

العدد: 4883

الأربعاء الحر:

مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى  (1)

الفصل‏ ‏العاشر:عن الحلم والإبداع والنوم (8)

مقدمة:

توقفنا الأسبوع الماضى والطالب يسأل:

الطالب: سؤال أخير لو سمحت، هل هناك فرق بين المبدع، والفنان، والموهوب والعبقرى؟

ونكمل اليوم:

المعلم: يا ساتر استر، إن هذا يحتاج إلى كتاب بأكمله، ومع ذلك واحتراما، لشغفك سوف أقول ما أراه فى هذا الشأن فى إيجاز تعريفى شديد، وأرجوك ألا تسألنى التفاصيل حتى لو اختلف ما أقوله عما تعرفه أو ما هو شائع.

الطالب: لن أسألك حتى تحدث لى منه ذكرا.

المعلم: فتح الله عليك، اسمع يا سيدى.

أولا: إن كلمة فنان إذا أحسن استعمالها أصبحت تصف أنواعا من التشكيل الخفيف المخصص للتسلية التفريغية الترويحية، لكنها أيضا قد تصف نوعا من الإبداع الرائع المميز، ولابد من التمييز بين الفن الخفيف المدُغدغ فهو نوع من الانشقاق Dissociation، وهو نشاط جزئى يشمل جانبا دون آخر فى العادة، وهو موقوت قصير العمر (لايستمر معظم الوقت) أما الإبداع الأصيل فهو خلق لا أريد أن أقول إنه يقترب من الخلق الإلهى.

الطالب: استغفر الله العظيم.

المعلم: أنا قلت “يقترب”، ربما يفسر ذلك غرور المبدعين وشطحات بعضهم.

الطالب: هذا عن المبدع فماذا عن الموهوب

المعلم: إن الموهوب، ليس مبدعا بالضرورة، فهو متميز فى أداء بذاته وليس مؤلفا بين أجزاء أو متناقضات حتى ذهب بعضهم إلى اعتبار الموهوب نقيض المبدع، وهذه مبالغة، لأنه لا مانع أن يكون الموهوب مبدعاً، إذا توفرت له مواصفات المبدع.

الطالب: نقيضه؟! هل هذا معقول؟

المعلم: طبعا هذه مبالغة، وإنما أردت التقريب ففى حين أن الموهوب يحسن أداءه، فإن العبقرى (وهذا هو الاسم الذى أعنى به المبدع الخلاق، ودعنا نستعمل لفظه مؤقتا) فهو يصنع الجديد.

وفى حين أن العبقرى يعطى حياته كلها لهدف الخلق الإبداعى فإن الموهوب قد يستعمل موهبته كوسيلة للحصول على أهداف منها القوة أو السلطة أو المتعة أو الشهرة …

الطالب: ياليتنى لم أسالك.

المعلم: لا، لن تستطيع أن توقفنى إلا إذا أكملت:

ثالثا: العبقرى يكاد يكون هو المبدع، وإن كان عمله قد يخرج فنا أحيانا، كما أن تميزه يعطيه لمحة موهبة، إلا أنه عادة فريد نوعه، دائم الانبهار، قادر على الدهشة، متحمل للتناقض، يصنع ترابطات جديدة بنشاط مستمر دون أن يخفى أصالته حتى لو ظل وحيدا لا يتراجع مهما حدث.

الطالب: هذا ليس مبدعا بل نبيا.

المعلم: لا أريد أن أوافق أو أنفى، ولكنه يحمل أمل النبوة ولا يدعيها، وهو يتصف بشرف وآلام الأصالة معاً.

الطالب: شكر الله لك، وأرجو أن نقفل النقاش لأنى أخاف على نفسى من العبقرية ولا أحب الألم.

المعلم: من حقك … ولكن.

الطالب: لكن ماذا؟ اريد أن أذاكر دروسى، كما هى دون إبداع، ماذا وإلا.

ونكمل الأسبوع القادم

[1] –  يحيى الرخاوى: “دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من: قصر العينى” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)، والكتاب قديم مهم (الطبعة الأولى سنة 1982) ولم يتم تحديثه فى هذه الطبعة، موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *