الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد أكتوبر 1984 / اكتوبر1984- تعليق على حوار الأسطورة

اكتوبر1984- تعليق على حوار الأسطورة

تعليق على حوار حول الاسطورة

د. رفعت محفوظ

أشكرك يا أخ وفاء خليل على قراءتك الجيدة لمقال “لمحة عن الأسطورة”، وعلى الجهد المبذول فى الحوار.. كما أنى أشكرك على المديح – الذى لا استحقه – … وبخصوص مقالى عما جاء فى حوارك، فاننى أود أن أعقب اجمالا دون الدخول فى التفاصيل الكثيرة التى أوردتها – متفضلا..

وابتداء أريد أن أقول لك أن الهدف الأساسى من مقال “لمحة عن الأسطورة” هو الاشارة – وأنا لست صاحب السبق أو الفضل فى ذلك – الى أن “الاسطورة” – أو بمعنى أصح “التفكير الأسطورى” أو “العمليات الفكرية التى أنتجت الأسطورة” – هى عبارة عن “كيان متكامل” من كيانات النفس المتعددة.. أى أنها نتاج “تنظيم مخى” من تنظيمات المخ البشرى المتعددة، والتى تقابل “الكيانات النفسية المتعددة” .. وأن هذا الكيان النفسى أو التنظيم المخى هو ميراث البشرية كلها.. أى أنه موجود داخل النفس البشرية والمخ البشرى للإنسان المعاصر والذى قد يتصور انه بعيد كل البعد عن الاسطورة والتفكير الأسطورى… وان هذا الكيان أو التنظيم أو المستوى من التفكير يعبر عن نفسه فى الطفولة والجنون، ويتكامل ويتناغم مع باقى المستويات الأحدث فى الابداع والتصوف … كما أحب أن أضيف أننا فى طريق “احساس غامض” يحسه الفرد، وقد لا يستطيع صياغته فى الفاظ .. وهنا قد تحمل بعض العادات والتقاليد والطقوس والمراسم – والتى قد نستسلم لها فى بعض الأحيان – معالم التفكير الأسطورى وعلاقته بالكون المحيط .. هذا بالرغم من المخالفة الصريحة لهذه الطقوس للمنطق العادى…

وأخيرا فانى أقول لك أنك فى حوارك تطرقت الى تفاصيل كثيرة – وهى فى حد ذاتها جيدة –  ولكنك لم تطرق النقطة الأساسية فى المقال.. لأننى لم أقصد على الاطلاق أن أعرف القارئ بهذا الميدان الثرى الواسع المتشعب – والذى لا قبل لى أنابه – عن طريق معلومات أجمعها من هنا وهناك لأنها متاحة له.. وانما أردت أن أقول له: “انتبه.. فالأسطورة والتفكير الأسطورى جزء من تركيبتك النفسية.. واحد تنظيمات مخك.. والوعى به يثرى وجودك ويعمق من وعيك.. والتغاضى عنه يزيدك اغترابا عن نفسك والحياة والكون من حولك”… كان بودى يا وفاء أن يصلك ذلك .. وأن أتعلم منك كيف تتعامل مع هذا الكيان داخلك… وعلى العموم شكرا على ما تعلمته من حوارك.. ولابد أن “المسأله”: أبسط، أو أعمق من كل ما نتصور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *