اليوم السابع
الجمعة: 7-2-2014
إلى قلمى: من طرف سنّك لباب السماء
ثلاث سنوات طيبات برغم كل شىء، ثلاث سنوات: إعداد واستعداد، آلام وأحلام، دماء وشهداء، نذالة وتحمل، تخطيط وتأجيل محاولات ومناورات، إندفاع ومقاومة، نذالة وتعرية، خيانات ومغامرات، انتهازية وصلابة، تضحيات وتهلكة، وصبر جميل طويل.
ثلاث سنوات تكفى وزيادة.
ما رأيكم؟ هيا نبدأ:
حين نقول هيا نبدأ من البديهى أن نتساءل: “كل هذا ولم نبدأ بعد؟”، لا بد أننا قد بدأنا ونصف، بدأنا نتأكد أنه كان لابد أن نبدأ:
إن ما كنا فيه كان من المستحيل استمراره، وما أصبحنا فيه يستحيل تحمله
ومع أن التوقيت لم يكن من صنعنا تماما (على الأرجح) إلا أننا استطعنا –بدرجة مفيدة- أن نرصد تحركات القوى المتآمرة التحتية، وأن نهزم كثيرا من القوى الانتهازية المنقضة، وأن ننتبه إلى الخيانات الجديدة المحتملة، إذن فقد بدأنا وعلينا أن نكمل.
ثلاث سنوات كانت كافية وزيادة لتكون “بداية”
يا ترى بداية ماذا؟
بداية بناء دولة إسمها مصر، أعظم شىء فيها أنها لا تنشأ من فراغ، دولة لها تاريخ، إذن فهى لها مستقبل، لم يعد ينفع أن نقف عند تاريخها ونتغنى به ولا أن نأمل فى مستقبلها لمجرد ذكره أو ترديد مآثره على كل الدنيا، وفى نفس الوقت ليس من حقنا أن نتنازل عنه، أو نستبعده، هذه بلد فيها ناس من نوع خاص، ليسو أفضل جدا، لكنه نوع خاص من البشر، تكوّن على نار هادئة حتى تجددت معالمه بما يتميز به.
الآن: إما أن نعمل طول الوقت نعيد اكتشاف هذا الإنسان الخاص الذى ينتمى إلى هذا البلد الفريد، والذى يبدو أنه أفاق ليواصل مسئوليته عن ناسه وعن كل الناس، أو أن نواصل البدايات المجهضة بتشجنات جديدة، وعمىً محتمل، وغباء مستورد، ومطالب خاصة وفئوية متزايدة، وتنافس بين “أفراد” و”أسماء”، وليس بين برامج وخطط قابلة للتنفيذ
مصر قادرة على ان تتولى مسئوليتها نحو عالمها العربى بدءًا بإحياء هذه اللغة العبقرية الفصحى العربية القادرة الجميلة، التى أعتبرها حضارة قائمة بذاته، وبضحّ سر الحياة فى الإيمان الغائر، وهو المحور الأساسى فى الشخصية المصرية الذى تجلى فى كل عصر بحسبه، وانطلاقا من هذا وذاك فهى قادرة أن تلعب دورها مستقلة، ومتعاونة مع مستقلين، فى قارتها البكر وفى كل العالم..
….
قلت له (لقلمى) ناهرا “قف”!!،
ما هذا الذى تكتبه؟
أنظر حولك لتعرف أبجدية الواقع حتى أستطيع أن أتابعك وأنت تحلم هكذا. هيا نجمع سويا الأوراق المتناثرة المحيطة نحاول أن نقرأ بعض المكتوب عليها لنتعرف على الأبجدية المحتملة التى تجعل ما تقدم ليس إلا شطحا آملا:
(1) حزب “الثورة” (2) حزب “النشطاء” (3) أحزاب “الإسلاميون” (4) حزب “الإخوان” (5) حزب “الإنقاذ” (6) حزب “الفلول” (7) حزب “العلمانيون” (8) حزب “الكنبة” (9) حزب “التنويريون” (10) حزب “المثقفون” (11) حزب “المنظرون” (12) حزب “الحكماء” (13) حزب “المغيبون” (14) حزب “المنبطحون” (15) حزب “التوك شو” (16) حزب “الصِّربيون” (نسبة إلى صربيا) (17) حزب “المرتزقة” (16) حزب “البلطجيون” (17) حزب “الجهاديون” (18) حزب “القاعدة” (19) حزب “الحماسيون” (20) حزب “الليبراليون” (21) حزب “السيناويون” (22) حزب “اليونيويون” (23) حزب “الربيعيون” (24) حزب “الناتو” (25) حزب “الملونون” (26) حزب “الله (المصرى الصحراوى) ” (27) الحزب “الوطنى الأمريكى” (28) الحزب “المالى الإخوانى” (29) الحزب “الحمساوى (من حماس) ” (30) الحزب “الشيعى” (31) حزب “الشيطان (سرا) ” (30) حزب “الجزيرة” (33) حزب “الخليج” (34) حزب “حقوق الإنسان المستوردة” (35) حزب “العدالة الانتقالية” (36) حزب “العدالة الاجتماعية” (37) حزب “العدالة الاجتماعية المعدّل” (38) حزب “القصاص” (39) حزب “الثأر الانتقامى” (40) حزب “وداد قلبى….”
وغير ذلك، أكمل من فضلك!
قال القلم: أنا آسف، ولكنهم كلهم مصريون ينتمون إلى ما كتبت فى المقدمة، وأنت هو المتردد العاجز الخائب.
قلت له: ربما: عندك حق
قال: كل هذا سوف ينصهر فيما هو “مصر الحقيقية”
قلت: من طرف سنّك لباب السماء