الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / أحلام فترة النقاهة “نص على نص” نص اللحن الأساسى: (حلم‏ 107)

أحلام فترة النقاهة “نص على نص” نص اللحن الأساسى: (حلم‏ 107)

“يومياً” الإنسان والتطور

13-11-2008

السنة الثانية

العدد: 440

أحلام فترة النقاهة “نص على نص”

نص اللحن الأساسى: (حلم‏ 107)

ياله من ترام عجيب ففى حقيقته يرقد نعش كتب عليه أن هذه جنازة فلان تنفيذا لوصيته وفلان زميل قديم اشتهر بتجدُّد حظه السيئ فعلى كثرة مؤلفاته لا يكاد يعرفه قارئ وجاء المشيعون والمتفرجون حتى بلغ الترام المدافن وسط مظاهرة لم تشهدها جنازة من قبل وما جاء المساء حتى كان اسم الراحل يتردد على كل لسان.

التقاسيم:

قال أحدهم: هكذا يحق الحق ولو بعد حين، وها هو أخيرا نال حظه، وقد تقدمت ثلاثة دور نشر تتنافس لإعادة نشر مؤلفاته.

وقال آخر، ياله من ولى متواضع، أخفى ولايته عنا حتى مات، وروحه هى التى قلبت الترام نعشا.

ونظرت فى مظاهرة المشيعين فوجدت أشباحا ليسوا كالناس وهم يرفعون كتبه بدل المصاحف على سيوف من خشب، وما أن توارى نعش الفقيد فى القبر حتى توجهت هذه الأشباح دون الناس إلى الترام وقد استدار راجعا وراح الجميع يهللون فرحين بالتخلص من الكتب والسيوف والأشباح والفقيد معا.

****

نص اللحن الأساسى: (حلم‏ 108)

غادرت القطار الجميل وقلبى مفعم بالأشواق ولكنى وجدت نفسى فى خلاء مخيف فأين إذن الحديقة التى لا يوجد مثلها فى البلاد. وأدركنى رجل وجيه تذكرت وجه الرجل الذى تزوج من حبيبتى منذ سنوات فاعتذر عن التأخير فى بدء العمل لتعاقب الحروب وأكد أن الرأى استقر نهائيا على أن يعود هذا الأسبوع وعلى أن يتم عمله فى شهر واحد تعود بعده الحياة لأجمل حديقة فى الوجود، وبخلاف المتوقع فإننى صدقته آمِلاً أن يجئ يوم تجمع الحديقة بينى وبين حبيبتى كما جمع بيننا حى واحد فى الزمان الأول.

التقاسيم:

قال لى الرجل الوجيه، أنا موافق، هذا جائز، ففى الحديقة التى لا يوجد مثلها فى البلاد يسمح بتعدد الأزواج، وحين أنتهى من عملى سوف تحقق أمنيتك مع زوجتى حبيبتك. فزعت، لكننى عدت وفرحت ما دام هو قد سمح بكل هذا الكرم، لكن يا ترى هل أسمح أنا له أن يظل زوجها، فتراجعت واعتذرت، قال أحسن لأن الحروب لم تنته، وأنه لا داعى لاستكمال العمل حتى نعْرف مصير الأرض بعد أن بلغ نصف قطر ثقب الأوزون حجم القمر.

 قلت له: يعنى ماذا؟ قال: مالك أنت وقد تخليت؟

قلت له: عن ماذا؟

قال: عن المخاطرة.

قلت: وهل تضمن لى أنت شيئا؟

قال: طبعا.   

قلت: تضمن لى ماذا؟

قال: انتظر حتى أذهب وأسألها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *