“نشرة” الإنسان والتطور
20-8-2009
السنة الثانية
العدد: 720
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 187)
عندما رأيت الأنسة “ب” خفق قلبى كما خفق عند أول حب وتابعتها أنهل من عذوبة الحب ولوعة الحرمان ولا أزيد وأرانى مع ابنة أختى وهى تسألنى حتى متى تبقى أعزب يا خالى؟! ورشحت لى الآنسة “ب” زميلتها فى المعهد العالى فأيقنت أن وساطتها جاءت بعد اتفاق مع “ب” واسعدنى ذلك ولكنى شعرت بخوف لا أدرى كنهه ودفعنى للهروب فغيرت طريقى مختفيا حتى سمعت أنها خطبت إلى شاب لائق وأرانى واقفا أمام معرض مصور أشاهد الفتاة مع زوجها فى ثوب العرس فرجعت إلى النهل من عذوبة الحب ولوعة الحرمان ولكن فى إطار من الأمان!
التقاسيم:
…. قلت لبنت أختى: أين أنت؟ قالت: بل أين أنت يا خالى؟ عندى لك مفاجأة. قلت: خيرا، قالت: صديقتى “ب” لم توفق فى زواجها وطلقت وهى عذراء، وهى غير ساخطة عليه بل مشفقة، ثم إنها تذكرك يا خالى بمشاعر لا تخفى. قلت لها: أنا آسف، لقد تمنيت لها السعادة من كل قلبى. قالت: وهى كذلك لكنك هرّاب، قلت: فأبلغيها عنى أن السعادة الحقيقة هى فى عذوبة الحب ولوعة الحرمان. قالت: أبلغها أنت بطريقتك.
قلت: هل تريدننى يا حبيبتى أن أختفى من جديد؟
*****
نص اللحن الأساسى: (حلم 188)
رأيتنى أسير مع الشيخ زكريا أحمد نحو هضبة مغطاة بحمائل الأزهار وتقف فى مركزها أم كلثوم ووفد أهل الفن الحامولى وعثمان والمنيلاوى وعبد الحى حلمى وسيد درويش ومحمد عبد الوهاب ومنيرة المهدية وفتحية أحمد وليلى مراد وغنت أم كلثوم قائلة سمعت صوتا هاتفا فى السحر وأخذت تكرره حتى ساد القلق بيننا ثم أخذ صوتها ينخفض رويدا رويدا حتى تلاشى وغنت منيرة المهدية قائلة:
ليلة ما جَهْ
فى المنتزَه
يا دوب قعدنا
والكأس فى ايدنا
هف
طلع النهار
وغنى سيد درويش: زرونى كل سنة مرة
حرام الهجر بالمرة
وغنى الشيخ زكريا: يا عشرة الماضى الجميل ياريت تعودى
أما أنا فتلوت الفاتحة!..
التقاسيم:
….. ثم اقدم علينا الشيخ محمد رفعت يتأبط ذراع الشيخ سيد مكاوى، فسكت الجميع والشيخ سيد يقوده، وهو يعرف طريقه أكثر من أى واحد منا حتى تصدر المجلس واعتلى الأريكة وتربع وبدأ يقرأ صورة الرحمن.
وحين رجعت إلى البيت وجه الفجر جانبنى النوم، فذهبت إلى مكتبتى أقلب كتبها لأختار ما أتصفحه قبل أن أنام؛ فالتقطت كتاب أصل الأنواع لداروين، وكتاب تفسير الأحلام لفرويد، وكتاب “رأس المال” لكارل ماركس، فأخذتها جميعا ورصصتها أمامى وأخذ ناظرى يتنقل بينهما وأنا محتار أيها أختار.
ولم أفتح ولا واحداً منهما، ذلك أننى كنت مازلت مشدودا إلى الأغانى وآيات الذكر الحكيم التى ملأتنى فى تلك الليلة المباركة، وقلت: يا ربى متى يعرف الناس أن كل شىء هو ضرورى لكل شىء؟