نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 21-12-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4129
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
أثناء إعدادى الكتاب الثالث والرابع عن الإشراف على العلاج النفسى اكتشتفت أنه توجد حالات بالغة التميز (والإفادة إن شاء الله) سبق أن نشرت فى نشرات سابقة دون أن يصلنى عليها أى تعليقات فى بريد الجمعة، ونظرا لأهمية الحوار والتعليقات والردود الجديدة التى وردت إلىّ بناء على طلب شخصى من بعض والزملاء والصديقات رأيت أن أبدأ بنشر ثلاث حالات كاملة اليوم كملحق للبريد مع التعقيبات والرد عليها، مع دعوة جديدة لمزيد من المشاركة للأهمية قبل النشر الورقى النهائى.
****
حوار مع مولانا النفرى (318)
من “موقف التيه” 11-12-2018
أ. يوسف عزب حسين
القول جميل وصعب فى آن .. وأود اذكر الملاحظة الاتية: هو قال “لاتدل علي”، وهى فارقة عن: “لا يمكن الاستدلال على”
ويبدو ان المنع لمن رآه جاء لتاكيد انه -تعالي- هو الطريق وليس الغاية فإذن فإن المجاهد من رآه ) ودل غيره من الاشخاص عليه (تعالي) يكون قد حرم غيره من الطريق، ومن المعني، ثم إن الامر لاصله له مع الاحتجاب واليقين ودلائل الوجود
د. يحيى:
فى البداية فرحت أنك لاحظت الفرق بين الطريق والغاية.
لكننى تراجعت خشية أن تحل الوسيلة عندك محل الهدف تماما
المسألة صعبة
والكدح فَرْحة
والغيب يقين
وهو: “ليس كمثله شىء”
****
حوار مع مولانا النفرى (319)
من موقف “القوة” 18-12-2018
د. أسامة عرفة
القدرة على اكتشاف مساحات متزايدة من الجهل هى بالفعل قوة الجهل المولدة للعلم
د. يحيى:
هذا جيد.
****
نجيب سرور (2) أصل القتل بالداخل:
(غريزة الموت) (رباعيات ورباعيات) 15-12-2018
أ. إسلام نجيب
المقتطف: أما إذا ظلّت غريزة العدوان ملتحمة بالكل، فى جدل حى مقتربٍ مقتحمٍ مع الموضوع وهو يتضفّر فى كلية مسئولة، فهو الإقدام لا العدوانية، وهو الإسهام فى التفكيك تمهيدا لإعادة التشكيل = “الإبداع” .
التعليق: هل هذا الموت والعدوان الإنتحار إلى أعلي؟
المقتطف:-
أما السر الآخر الذى يحافظ على الاستمرار حسب قانون البقاء فأحسب أنه احتمال “تكامل الحياة المتناغم حتى أعلى مراتب الأكوان المفتوحة”، وهذا ما يئس منه سرور أصلا وأبدا، أو لعله لم يبدأه أصلا، أو ربما هو لا يعرفه ولا يريد أن يعرفه، بل يصر على رفضه ابتداء؛ جزاء خيانة الآخرين له..
التعليق: أم أن تركيبة مثل تركيبة سرور لا تعرف هذا التناغم والإيقاع الحيوى فترفض الإنتحار لأعلي؟
د. يحيى:
لا أريد أن أنهم شاعرا بكل هذه الطاقة والطلاقة والشجاعة واليأس والثورة بأن تركيبيته لا تعرف التناغم.
لكننى أراجع نفسى وما كتبته فأنتبه إلى أننى ربما أنكرت عليه علاقته بهذا التناغم الذى تصورت أنه لا يعرفه وهو “التناغم الإيقاعحيوى”
ثم تراجعت مرة أخرى الآن فلابد أنه يعرف التناغم الحيوى ولكن فى مجاله فحسب وهو هذا الإبداع الشعرى الرائع
ما رأيك.
أ. إسلام نجيب
آسف ….بعد قراءة النشرة مكتملة رأيت أن غريزة الموت والعدوان ربما هما ما أدُيّا بسرور إلى الإنتحار إلى أسفل.. فهو انتحر وإن كان لم يقتل نفسه بنفسه.
د. يحيى:
لست متأكدا من الحقائق التاريخية الموضوعية
أنا أناقش شعر رباعياته أساسا، بل فقط.
د. رجائى الجميل
صرخات الالم قد تتوارى بالتطور…..ولكنها وقود الحياة…….من يتنازل عن المه يتنازل عن شرفه…..عن وعيه….عن حتمه……عن روعه……الحياة هى الممر بين الم الوعى الى حتم الحضور……لتعاود الكرة بلا نهاية…. لغز الحياة اعمق واخطر من محاولة سبر اغوارها
د. يحيى:
ومن الله العون
****
الأربعاء الحر: أحوال وأهوال: قصيدة: “عظة الموت تتسرب”
الديوان الثانى “شظايا المرايا” 19-12-2018
د. رجائى الجميل
فى لحظات اقل من مما هو معروف من حسابات الزمن
يكشف غطاء سحيق عميق ابعد من عمق اى وجود.
تتجلى كل الحقائق عارية صافية رائقة دون فهم .
تصل الى ين ثنيات كل البرق السحاب الذى لم يمطر
اتدثر بها بعيدا وحيدا………. يغشانى جبل الرحمات
اتلمس الجوهر اللب…………… فقط لكى استحيل
الى المستحيل …………………. الوحيد الممكن .
د. يحيى:
شكراً.
د. محمد مختار العريان
الله عليك يادكتور ، جميلة قوى ، وضعت أناملك على الجرح
د. يحيى:
أهلاً
وشكراً.
****
فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى:
الحلم (101) 13-12-2018
أ. يوسف عزب حسين
ذكرنى هذا الحلم برباعية صلاح جاهين “انا قلبى كان شخشيخة اصبح جرس” وانتهت: “أنا المهرج .. قمتو ليه خفتو ليه لا فْ إيدى سيف ولا تحت منى فرس”
د. يحيى:
شكراً.
ليس تماما.
****
ملحق البريد
برجاء قراءة المقدمة مرة أخرى
الحالة الأولى
(سبق نشرها بتاريخ 27-10-2009 )
من حالات الإشراف على العلاج النفسى:
الحالة (61) المرضى: أسرة ممتدة، مع الحذر من الاعتمادية
د. محمد عبد الفضيل: هى ست عندها 48 سنة، واحدة من ثلاثة أخوة أشقاء مش متجوزة، معاها دكتوراة فى العلوم الإنسانية بتكتب مقالات سياسية، هى دخلت المستشفى هنا من خمس سنين وقعدت تقريباً ست أسابيع وخرجت متحسنه نسبياً وماشية على الدواء لغاية النهارده
د. يحيى: مادخلتـْشى تانى طول السنين دى .
د. محمد عبد الفضيل: لأه، هى دخلت مرة واحدة، البداية بتاعت الأعراض كانت بعد وفاة والدتها بحوالى سنة، هى ليها أخ أكبر منها دكتور ومهاجر لأمريكا، وليها أخت أصغر منها دكتورة وعايشة هنا فى مصر، أختها هى اللى جت لحضرتك العيادة الأسبوع اللى فات، وانا كلمت حضرتك عليها، المريضة دى بعد ماخرجت انتظمت معايا مدة طويلة، بعد ما سافر زميلى اللى كانت بتابع معاه.
د. يحيى: يعنى بقالقها معاك انت حوالى قد إيه؟
د. محمد عبد الفضيل: يمكن تسع شهور
د. يحيى: إنت بتشوفها هنا فى المستشفى
د. محمد عبد الفضيل: آه، هى أول ماجت أنا كنت مصر طول الوقت إنى أضغط عليها إنها تتحرك وتعاود نشاطها القديم، هى ست مُنجزة وشاطرة، وفعلا رجعت انتظمت فى الشغل .
د. يحيى: هى موظفة فى الصحافة، ولا بتكتب مقالات بأجر، ولا إيه؟ يعنى لها مواعيد شغل ؟
د. محمد عبد الفضيل: أيوه ، بس مش ثابتة قوى، وكمان هى بتاخد كورسات فرنساوى وتقريباً وصلت للمستوى 12، يعنى ماشية كويس جداً بس عايشة لوحدها، أختها الأصغر منها إتجوزت من سنتين أختها عيانة نفسية برضه وده مصعب الدنيا شويتين خصوصا بعد وفاة والدتها ، العيانة بتاعتى دى مالهاش علاقة بأى حد خالص، مافيش اهتمام من أى حد خالص، حتى أختها كنت باشوف اهتمامها بيها مش إهتمام حقيقى يعنى
د. يحيى: هى مش متجوزة ؟ مش كده؟
د. محمد عبد الفضيل: آه مش متجوزة ، هى اتخطبت مرة واحدة وهى صغيرة خالص وأتفركشت الخطوبة، وخلاص
د. يحيى: كان سنها كام ساعتها
د. محمد عبد الفضيل: كان سنها وقتها تقريباً 26 سنة
د. يحيى: ودى تبقى صغيرة خالص؟ 26 سنة؟ ولاّ إنت بتجامل زميلاتك هنا ولا إيه؟
د. محمد عبد الفضيل: يعنى، صغيرة بالنسبة لسنها دلوقتى.
د. يحيى: السؤال بقى ؟؟
د. محمد عبد الفضيل: هى انقطعت عن إنها تيجى بقالها تقريباً فى حدود شهرين، وانا عارف إنها مالهاش علاقة بحد ولا حد مهتم إنه يسأل عليها ، فأنا انشغلت
د. يحيى: العادة الشهرية أخبارها إيه؟
د. محمد عبد الفضيل: بدأت تتلخبط، وهى جاية لى كانت بدأت تخش فى سن اليأس يعنى، بس عمرنا ما اتكلمنا فى المنطقة دى، زى ما تكون مش مهتمة ، ما خلاص بقى.
د. يحيى: السؤال؟
د. محمد عبد الفضيل: بعد انقطاعها ده مش عارف أتصرف إزاى
د. يحيى: عندك تليفونات قرايبها؟
د. محمد عبد الفضيل: عندى تليفونها نفسها
د. يحيى: ماعندكشى تليفونات حد من قرايبها
د. محمد عبد الفضيل: لأ
د. يحيى: ليه بقى ؟؟!!، المهم ؟
د. محمد عبد الفضيل: هل ينفع إن أنا أتصل بيها ؟
د. يحيى: هو رسميا ما ينفعشى، لكن مصريا ينفع.
د. محمد عبد الفضيل: هوه يعنى كان الأفضل إنى أتصل بقرايبها مش كده ؟
د.يحيى: بصراحة آه، دى غلطة ما تغلطشى فيها تانى، حتى لو قرايبها يا أخى مش مهتمين بيها زى ما بتقول عن اختها، حتى لو أخوها مسافر دى معلومات أساسية لازم تتثبت فى أوراقها، لازم تستوفيها ومن البداية، خصوصا لما المريض يكون ذهانى، أنا ما اعرفشى فى بلاد بره بيعملوا إيه، إنما فيه خدمة اجتماعية، وفيه تأمينات، وفيه دوسيهات منظمة، وكلام من ده، إحنا هنا عندنا الدكتور بيقوم بكل ده لوحده، مش قلنا الطبيب فى مصر بالذات والد، وفى مهنتنا دى بالخصوص، مرة تانية، دى لو بنتك وتغيب عنك شهرين حاتعمل إيه، صحيح انت أصغر منها فى السن، لكن الطبيب والد مهما كان فرق السن، الدكتور النفسى بيعمل عيلته زى ما قلت لكم قبل كده زى نمو كرة التلج ، كل ما شوية رذاذ ييجوا عليها يتلموّا حواليها يتجمدو وتكبر وتمتد، أنا ساعات باشعر إن عيلتى جايبة من مرسى مطروح للعريش لابوسنبل ، بابقى مشدود بينهم على كل المسافة دى وانا مش دارى، هى مش مسألة انشغال فكرى وكلام مـِـن ده، هى مسألة وعى ممتد، بامتداد الأسرة وعلى قد كُـبرها، طبعا ما حدش يستحمل ده بوعى كامل، لا أنا ولا غيرى، إنما ربنا موجود، ما هو اللى بيجمّع الناس على بعضهم تحت العباية الكبيرة بتاعة تواصلهم مع بعضهم، الطبيب هنا مفروض ياخد باله من الحكاية دى، مش بس الطبيب النفسانى، أنا لما كان عندى أظن ست سبع سنين كان عندنا فى بلدنا دكتور لسه فاكر اسمه، كان اخويا جاله تيفود وما كانشى طلع لسه الكلورومايستين، يمكن أوائل الأربعينيات كده ولاّ حاجة، وكان العلاج كله بالراحة والمعرقات والمسكنات والصبر، فكنت باشوف الدكتور “البـَـقـْـلى” (لسه فاكر اسمه) ده بييجى بيتنا فى البلد كل يوم، لحد ما افتكرت إنه، أو اعتبرته، واحد من العيلة، كان يقيس الحرارة ويطيب خاطر أمى، ويقول على نظام الأكل ويمشى، أظن هو ده الطب الأصلى بصراحة
د. محمد عبد الفضيل: يعنى أكلمها؟
د. يحيى: يا راجل اتوكل، بس حاسب إوعى تفتح باب الاعتمادية على الآخر، الست دى جدعة مهما كانت عيانة، ومعاها دكتوراه، وبتكتب فى الجرايد، وناجحه زى ما بتقول، إنت تحاسب، وما تلحش عليها، وتنبهها على الانتظام فى الأدوية لحد ما ظروفها تتحسن وتقدر تجيلك، وبعدين لو ماجاتشى لازم تتردد جدا إنك تكلمها تانى، وهنا بقى يظهر فايدة إنك تكون واخد نمرة قرايبها حتى لو كانوا مش همه، إذا كنت حاتصدق إن المرضى دول عيلتك الممتدة، فما تنساش إن الوالد راع، وكل راع مسئول عن رعيته زى ما بيقولوا، بس بالحساب، طبعا بالحسابات العادية إنت مش مفروض تعمل الكلام ده، إنما ماتنساش إنت مسئول أمام ربنا، الحالة صعبة وجعانة ناس بغض النظر عن نوع مرضها اللى بيزود احتياجها زى ما انت عارف، فى السن دى والوحدة دى، إنت ما تتصورشى أحتياجاتها العاطفية قد إيه، والجنسية برضه، الجنس ما بـِـيـْـموتـْـشـِـى، هو حياة، هو يتركن بس من قلة مفيش، يمكن يدبل بس ما بـِـيـْـموتـْـشـِـى، صحيح ما فيش فرصة عند الست دى إنه يظهر صريح على السطح، إنما لازم تعمل حسابك إنه موجود، وتحترم ده
د. محمد عبد الفضيل: أنا فاهم طبعاً، وبصراحة أنا اتكلمت معاها فى ده كتير يعنى
د. يحيى: آمْ حصل إيه بقى !!!؟
د. محمد عبد الفضيل: ما حصلشى حاجة غريبة، بالعكس وصل لها نوع من الاحترام لإنسانيتها واحتياجها
د. يحيى: شفت ازاى؟ ويقولوا على مرضانا ما بيحسوش، يا راجل البنى آدم بنى آدم، راجل، ست ، عيان مش عيان؟ نحترم خلقة ربنا: الدنيا تمشى أحسن، يعنى مجرد أحترام إن لها احتياج مشروع، دون أن تحقق احتياجها ده، بيخلى الأمور أوضح مهما بان إنها أكثر إيلاما، إنت لما تحترم الحق فى أى حاجة، مش معنى كده إنك ملزم بتنفيذ ما يترتب عليه، فيه حقوق لا إنت ولا الحكومة ولا الملك يقدروا يقدموا ربعها، لكن ما نقدرشى نلغيها من وعينا لمجرد إنها مش بتتحقق بقدر كافى، أنا قلت الكلام ده كتير وما عنديش مانع أكرره لأنه صعب، فلو سمحتم استحملو التكرار شويتين،
د. محمد عبد الفضيل: يعنى اتصل بيها؟
د. يحيى: مرة واحدة، وبعدين نشوف سوا سوا
د. محمد عبد الفضيل: ربنا يسهل
د. يحيى: ويستر
***
التعقيب والحوار:
د. رضوى العطار
المقتطف: هى مش مسألة انشغال فكرى وكلام مـِـن ده، هى مسألة وعى ممتد، بامتداد الأسرة وعلى قد كبرها
التعليق: جميل التعبير ده كله حركية وتكثيف وشعر !
د. يحيى:
هيّا
د. رضوى العطار
المقتطف: الحالة صعبة وجعانة ناس بغض النظر عن نوع مرضها اللى بيزود احتياجها زى ما انت عارف
التعليق: الله ، الحالة كلها شعر كده ليه
د. يحيى:
ياه!!
د. سارة حبيب
الحقيقة أنا أفتكرت أنى اتحطيت فى الموقف ده أكتر من مرة وكان عندى قناعة أن ما دام العيان مجاش يبقى حاجة من اتنين، يا إما شاف بديل تانى يا إما مبقاش محتاجنى خلاص، أو على الأقل مبقاش بيستفيد منى – مرات قليلة أوى اللى حسيت فيها أنى محتاجه أكلم العيان أو أهله، وبحب الله كانت بتتحل، يا إما يغيب شوية ويرجع يا إما أهله يتواصلوا معايا – دلوقتى أخذت بالى إن دايما فيه Exceptions وبحساب.
كنت فاكرة أن كفاية لما أقلق على عيان ما بيجيش أنى أدعيله.
شكراً.
د. يحيى:
أى قاعدة سليمة، تكون أكثر سلامة حين تسمح باستثناءات محددة
الدعوة عن طريق ربنا الذى يجمعنا عليه ويفرقنا عليه: قد تكون كافية إذا حضر فى وعينا نحن الاثنين (فأكثر) دون اغتراب أو وصاية.
د. مروة بدر
أنا دلوقتى حالاً أفتكرت العيان اللى كان واخد موعد معايا من شهر وما جاش، هاكلمه النهارده، ولو ما ردش هاكلم والده شكراً يا د. يحيى.
د. يحيى:
دون التزام بالتكرار لو سمحت
أ. أحمد رأفت
أنا دلوقتى أفتكرت عيان كان واخد معايا موعد كل أسبوعين ومجاش لمدة شهر فقلقت عليه لأن كان عنده أفكار إيذاء نفسه فكلمت أخوه أطمئن عليه فحسيت أد أيه أن وصلهم اهتمام واحترام.
د. يحيى:
هذا طيب، ولكن ليس قاعدة، فلكل حالة حساباتها
د. خليلة
أنا بعمل كده دايماً يا دكتور بخلى علاء السكرتير يطمن عليهم، سبحان الله يا دكتور بيعدوا على دماغى فجأة، وبحس أن يكن ربنا ليه حكم أنهم يجوا فى بالى عشان هما محتاجين سؤالى.
-الجديد بقى يا دكتور أن لفترة طويلة كان أنك تتواصل مع العيان من الممنوعات فى شغلتنا كنوع من الحدود بس آخر كورس أخدته فى مدرسة العلاج الجدلى السلوكى إن فيه حاجة اسمها مكالمة للطوارئ عادى تتحمل بس هما عاملين لها شكل واسئلة ووقت معين.
شكراً أنك موجود.
د. يحيى:
ما الحكاية!! هذه الحالة أيقظت كل الذكريات الطيبة، والمواقف الإيجابية الحرفية المسئولة.
الحمد لله
د. مصطفى السيد
الحكيم الطبيب اللى كان دوره أوسع بكتير من الباثولوجى والفارماكولوجى واللى بينظر للحجات وللإنسان بنظرية كلية أعم وأشمل doctor penitent relationship الموصوفة فى الكتب دور صعب ومحتاج دكتور واعى ومريض واعى يقبل الدور دا ويحترمه مش يسىء استغلاله أو يفسره غلط
د. يحيى:
هذا صحيح
دون أن تدمغ كل الآخرين لو سمحت
***
الحالة الثانية
(سبق نشرها بتاريخ 1-11-2009 )
من حالات الإشراف على العلاج النفسى:
الحالة: (62): تعدد نقلات الأعراض أثناء العلاج
د.وائل لطفى: هو ولد عنده 15 سنة، حضرتك محوِّلـْـهـُـولى من حوالى 6 شهور هو كان بيتابع قبل كده مع دكتور (س…) زميلنا اللى كان هنا حوالى سنة ونصف، وانقطع بعد كده حوالى 8 شهور
د.يحيى: أنا حولته لك من قد إيه ؟
د.وائل لطفى: من 6 شهور
د.يحيى: وكان مع د. (س…) سنة ونصف قبلها، مش كده؟
د.وائل لطفى: أيوه
د.يحيى: يعنى هو لما بدا مع د. (س…) كان سنه حوالى 13 سنة
د.وائل لطفى: تقريباً
د.يحيى: وبيجى كل إسبوع
د.وائل لطفى: أيوه
د.يحيى: وبييجى لوحده ؟
د.وائل لطفى: لأ، هو ووالدته
د.يحيى: وهوه معاك بقاله أد إيه بتقول؟
د.وائل لطفى: 6 شهور
د.يحيى: يعنى مشوار جامد أكتر من سنتين
د.وائل لطفى: هو أول لما جه لحضرتك العيادة خالص لما حضرتك حولته للدكتور (س…) كان بيعمل براز على روحه، وحضرتك قولت إن ده عدوان، وإن ده هو موقفه من العالم الخارجى، وهو وحيد أمه بس هو عنده إخوات غير أشقاء من زوجتين تانيين من الأب، هو الأصغر
د.يحيى: طيب ده فى الأول، وبعدين لما د .(س…)، مشى وحولـتـُه لك إنت، كانت الحالة إيه؟
د.وائل لطفى: لما حضرتك حولتهو لى من 6 شهور كان الشكوى الأساسية عنف، مش التبرز، كان بيضرب والدته ضرب شديد قوى، هوه الولد رغم ان سنه صغير إلا ان جسمه ضخم وبيضرب والده كمان لدرجة ان والده ساب لهم البيت مابقاش يستحمل يعيش معاه
د.يحيى: إنت بتقول ان له أخوات من زوجات سابقة
د.وائل لطفى: هو له أكتر من أخ وأخت من زوجتين سابقتين، الاتنين اتوفوا واحده ورا التانية، هوا الأب مسن عنده 68 سنة، وهو عامل عمليات فى القلب، وماعدش يستحمل، عشان كده ساب البيت وقعد فى بيت تانى بعيد عنه
د.يحيى: وأمه
د.وائل لطفى: أمه بتستحمل، هو وحيدها
د.يحيى: الأب بيشوف الأم إزاى؟
د.وائل لطفى: يعنى!!، ييجى مرة كل إسبوع أكتر، أقل، بيجى يزورهم بيقعد معاهم ساعتين تلاتة يشوفهم، ويقضى طلباتهم، ويمشى يروح البيت التانى، المهم النقلات اللى حصلت للعيان ده غريبة، يعنى هو بطل يتبرز، راح ظاهر العنف الشديد ده، تـَـقـّـلت له الدوا، العنف قل شوية، مابقاش فيه عنف، وبقى الدواء مكتـِّفه، لكن بدأ وسواس فى الوضوء وفى الصلاة والحاجات ديه
د.يحيى: .كل ده أثناء العلاج
د.وائل لطفى: آه، مع العلاج بدأ يظهر وسواس، ما كانشى فيه الأول
د.يحيى: ياه !!، دى ملاحظة مهمة
د.وائل لطفى: أيوه، دلوقتى بيقعد يتوضى كتير جداَ، ويعيد الوضوء وبيتخانق مع والدته وبيخليها تعيد الوضوء أكتر من 15 مرة، كان بيشتكى قبل كده إن فيه أصوات جواه بتقول له مش حانخليك تصلى، مش حانخليك تعمل كذا، الأصوات دى بدأت تظهر تانى برغم إنه بيأخذ علاج ضد الذهان نيورولبتات Neuroleptics كتير بصراحة، ثم إنه بدأ مايروحش المدرسة، ووالدته بتشتغل مدرسة، وكانت بتساعده لحد الإعدادية، لكن دلوقتى مزرجن خالص
د. يحيى: ما بيروحشى خالص! ياه!! دى بداية حاجة تانية
د.وائل لطفى: بيروح يوم فى الإسبوع أو حاجه كده
د.يحيى: والدته عندها كام سنة ؟
د.وائل لطفى: 48 تقريباً، وهى ست كويسة، باعت عفش البيت علشان المدرسين والدكاترة،
د.يحيى: طيب إيه بقى اللى موجود عند الولد ده لحد دلوقتى؟
د.وائل لطفى: دلوقتى العنف قلّ جدا، هى الوساوس اللى موجوده على السطح، وبدأنا نعدّيها شوية شوية، والأصوات هو مـِتـْعايش معاها، هى داخلية، مافيهاش مشكلة دلوقتى، الأول كانت بتزعجه جداً يبتدى يصرخ ويقعد ينطق الشهادة بصوت عالى جداً، كان بينزل جرى للشيوخ فى الجامع، كان بيقعد يسألهم هو أنا مسلم؟ هو أنا كفرت؟ الصوت بيقول لى كذا كذا، وعمل مشاكل جامدة جداً فى المساجد لدرجة أن شيوخ المساجد مابقوش يدخلوه المسجد من كتر ما بيبقى يشغل الناس حتى فى الصلاة، والدتة الأسبوع اللى فات خلاص ماعدتش مستحمله وشايفة إنه مش حاينفع يكمل فى دراسة ولا تعليم، وعايزه تحول له من تعليم ثانوى لتعليم مهنى، أنا وافقت فى الأول، بس الأم كانت نفسها برضه أنه ممكن ينفع ياخذ ثانوى عام، حتى ولو بعد كده يدخل معهد سنتين بالفلوس أو أى حاجه زى كده. بصراحة الولد أداؤه فى المدرسة، إذا كان بيروحها خالص، بقى وحش برغم إنه ذكى جدا، أنا يعنى جبته العيادة ومعاه كتابه يقعد ساعة قبل الجلسة يراجع موضوع محدد، كان تحصيله كويس بس هو الولد أخذ موقف كده من المدرسة قال أنا مهتم بالآخرة، ويعنى أعلن رفض تام للحياة الدنيا، ورفض المدرسة وبيقول أصل فيها بنات، والشارع فيه بنات، وحاذاكر فى البيت، لأ مش حاذاكر، وأهم حاجه الجنة ..وكده.
د.يحيى: السؤال بقى؟
د.وائل لطفى: يعنى السؤال أنا مش قادر آخذ قرار هل أقول لوالدته ده ماينفعش واخليه يكمل فى التعليم المهنى وخلاص، بس ده برضه صعب على الأم رغم إنها هى اللى اقترحته فى الأول
د.يحيى: هوه وصل فى ثانوى عام لحد فين؟
د.وائل لطفى: هو دلوقتى فى سنة أولى، والأم صعبانه علىّ، بتدفع مصاريف عاليه فى الدروس وغالبا الواد حايسقط، وتبقى الفلوس راحت على الأرض وفى الآخر برضه حاتحول له تعليم مهنى
د.يحيى: فيه تاريخ عائلى فى الأسرة ؟ فيه أمراض نفسية ذهانية بالذات؟ أو أى حاجة من دى؟
د.وائل لطفى: لأه مافيش
د.يحيى: هل سألت زميلك الدكتور (س…) عن السنة ونص اللى قعدهم معاه؟
د.وائل لطفى: لأه للأسف ما سألتوش
د.يحيى: …. إزاى بقى؟!! مش احنا قايلين إن احنا ناخد المعلومات من كل المصادر المتاحة؟ ما هو زميلنا لسه موجود ماسافـرشى، والاتصالات معاه ماشية، يبقى ليه تضيع على نفسك فرصة معلومات مهمة، وزميلك ده من نفس مدرستنا، وانا اللى محول له العيان ؟
د.وائل لطفى: أنا للأسف ما عرفوش
د.يحيى: هوا انت لازم تعرفه؟ مش احنا قلنا إن علينا إننا نتحصل على أى معلومة متاحة عن العيان لأنها حاتفيدك حاتفيدك، فما بالك إذا كان زميلك، ومن نفس المدرسة، وسنة ونص يا راجل علاج نفسى،؟! وبتقول كان منتظم، كل أسبوع، وإيه بقى حكاية ما تعرفوش دى، مش فيه تنظيم يا راجل للتواصل بين زملاء المهنة، لو حتى واحد زميل عمرك ماشفته ولا سمعت عنه، ومن مدرسة تانية خالص، مش فيه حاجة إسمها إتصال مهنى وأخلاقى وعلمى وإنسانى، ولاّ إيه؟
د.وائل لطفى: المفروض، بصراحة د. (س…) عمل مجهود كبير جداَ بشهادة والدته اللى فرحت قوى بحكاية إنه بطل التبرز، برغم ظهور الحاجات التانية.
د.يحيى: عموما أنا أشكرك بجد، وأشكر د. (س…)، دى حاله من الناحية العلاجية صعبة صعبة، ومن الناحية العلمية والتعلم شديدة الأهمية، الولد إبتدى العلاج مع زميلك من سنة ونصف وهوه معاك بقاله ست أشهر، وشوية انقطاع، قبلها وبعدها، يعنى المرض ييجى بقاله سنتين وشوية، اتنقلت الأعراض وحتى التشخيص من كذا إلى كذا، يبقى احنا نقدر نقرا العيان بالطول، ونشوف سوى معنى الأعراض فى كل مرحلة،
أنا فى خبرتى عرض التبرز ده فى الأطفال من أصعب ما يمكن، فما بالك إذا استمر حتى السن دى؟ هوه اسمه بالإنجليزىEncopresis ، وانا مش لاقى لها ترجمة بالعربى لحد دلوقتى، بيترجموها “تبرز لا إرادى”، قياسا على التبول اللاإرادى، وده مش صح قوى، أغلب التبرز ده يبقى والعيال صاحيين، عينى عينك، أما التبول اللاإرادى فيبقى عادة بالليل، وهما نايمين، حتى بيسموه ساعات التبول الليلى Nocturnal Enuresis ، بصراحة أنا شفت حالات قليلة جدا من حالات التبرز دى، وكنت دايما باستغرب، وكانوا مابيخفوش بسهولة، أنا عموما ماليش خبرة فى علاج الأطفال، إنما لما باشوفهم باعرف أفهم لغة المرض وأحط الفرض الإمراضى، وابعتهم للى يعالجهم، عموما التكهن Prognosis والمآل Outcome فى حالات التبرز دى، كانو دايما مش تمام، صحيح أنا باحب العيال، وهما بيحبونى، وباعرف ألاعبهم، من أول خمس دقايق مـِـعـْـرفة، وهم بيلقطوا بسرعة اللى انا باعمله، لكن زى ما قلت باقف عند توصيف الإمراضية، مش مهم التشخيص أو الاسم، وبعدين باحوّلهم لبنتى، هى متخصصة فى نفسية الأطفال، هى عندها خبرة أكتر، مادام مش نافع اسم “التبرز اللاإرادى”، يبقى نشوف له اسم أقرب، أنا ميال أسميه “التبرز القهرى واعيا”، فى خبرتى، العيال اللى أنا شفتهم بالعـَرَض ده عمرهم ما اتبرزوا وهما نايمين، بس انا قلقان من كلمة القهرى دى، خايف لتتفهم على إنها زى الوسواس، مع إنها بالعكس لأن الواد أو البنت ما بيقاوموش الفعل عادة، دول زى ما يكون بيحبوه، أو بيتحدُّوا بيه، يمكن هو قهرى بمعنى تانى إنه مثلا بيقهر بيه أهله، أنا ساعات كفتح كلام فى العلاج أقول للعيل من دول: هو انت “بتشخ على بابا، ولا على ماما، ولا على مين؟”، بس على شرط يكون فيه علاقة، وأكون مطـّـمئن إنه حايكمل علاج مع المختص، والغريب إن الحالات دى، على الرغم من إنى باتكلم عن عدد قليل وهو كل اللى شفته طول خبرتى، إنما من حقى أقول إنهم مايبقاش مع الحكاية دى أعراض تانية جامدة، زى ما يكون العرَض الفظيع ده قام بالواجب واستوعب كل الإمراضية (1)Psychopathology ، الفكرة يعنى إنى تصورت إن الواد من دول بيقول كل اللى عنده من احتجاج مرضى وتحدّى بالعملة المهببة دى، على فكرة العرض ده فى الأطفال الأصغر، بيبقى مفهوم أكتر، لكن بيبقى زفت برضه، لكن لما يوصل لحد سن 12وهوه بيعمل التقيلة فى هدومه، وهوه صاحى عينى عينك، وساعات فى الفصل فى المدرسة، ده شىء صعب جدا، لدرجة تكافىء الذهان مهما كان مافيش غيره
إنتوا عارفين أنا بافهم العيانين إزاى، حتى العيال، بافهمهم بالتقمص، يعنى يا د.وائل إنت فاكر لما كان عندك 12 سنة، فاكر طبعاً، يعنى لما تتصور إنك وانت فى السن دى تقوم عاملها كدهه عينى عينك على عينك يا تاجر، تبقى بتعمل إيه، على فكرة العيال دى مش بتبادر وتقول غصبن عنى زى عيال التبول الليلى اللإرادى، أنا باحس كده زى ما يكونوا مش مكسوفين من الحكاية قوى، ده عكس اللى بيحصل فى بتوع التبول، وخلى بالك زى ما قلت حالات التبرز ده بالذات، عكس التبول تماما، غالبا مابيحصلشى بالليل من أصله، يعنى ما بيحصلشى أثناء النوم، أنا ولا حالة من كل اللى شفتهم عملها وهوه نايم، يبقى إيه بقى؟! يبقى لغة وعدوان وتحدى، أنا باترجمها كده بشكل مباشر، طبعا هى مش قاعدة، إنما الحكاية دى إنه بيعملها وهو فى كامل وعيه، ده بتخلينى أتمسك بالفرض اللى خطر لى أكتر، بالنسبة لى الفرض واضح، وجاهز، وبعدين فى التبول اللاإرادى، خصوصا لو كان مستمر طول الوقت، يعنى اللى عمره مابطل، باربط المسألة بمعلومة فسيولوجية بسيطة، باقول إن المثانة حجمها صغير، لأنها ما اتعلمتْشى كويس، المثانة بيوسع حجمها حبة حبة نتيجة للتدريب على التحكم، إنها تقدر تحوّش البول لحد كمية كذا، إنما الكلى ماعندهاش فكرة، مالهاش دعوة، عمالة تنقط بول ليل مع نهار، فلما بتتملى المثانة لحد الحجم اللى اتعودت عليه تفرّغ نفسها، تروح عاملاها، مالهاش دعوة، نايم صاحى ماتفرقشى، لما ساعات بادِّى تعليمات سلوكية للى عنده تبول لا إرادى إنه يأخر الاستجابة للرغبة فى التبول وهوا صاحى، ربع ساعة، وبعدين نص ساعة، وهكذا، بافهمّه إن ده بيكبـّر حجم المثانة بالتدريج، وبالتالى تختشى على عرضها وتساع اللى بينزل فيها طول الليل لحد مايصحى، وعدد مش قليل من العيال بيفهوا الحكاية دى، وبيعملوا التمرينات، وحالتهم بتتحسن،
فى التبرز بقى هنا، ماينفعشى الكلام ده، الإرادة المرضية هنا بتبقى واضحة، الوعى الظاهر بيبقى يقظ مهما قال غصبن عنى، فعلشان كده أنا باعتبره لغة حاسمة وجسيمة، زى ما يكون بيقول للأهل أو للكبار أو للناس أو للواقع: ملعون أبوكم ولاد كلب، واللى عاجبه (الألفاظ التى قيلت فى الإشراف كانت أصعب من ذلك). أنا فهمت خطورته أكتر لما لاحظت إن الواد من دول لا بيشتكى من اللى بيعمله زى الأهل ما بيصوتوا، ولا بيدعى الخجل تقريبا، ولا بيبقى عادة عنده أعراض تانية زى ما قلنا، فحسيت إن العرض ده بيستوعب إمراضيته، يعنى حسيت إنه عدوان مركز بيقوم بالواجب، صرخة فى وشنا، عالية كفاية، يبقى مش محتاج أعراض مساعدة يقول بيها اللى جواه. أنتوا فاكرين حاجة إسمها الفصام أحادى الأعراض (2)، طبعا فى التشخيصات الحديثة مش موجود، طيب وفاكرين لما وصفت لكم حاجة اسمها “الفصام القـِطـَاعى” (3)لما قلت لكم إن التفسخ ساعات لما يحصل فى قطاع معين من السلوك أو الشخصية، ويكون جامد قوى، بيحمى بقية قطاعات السلوك أو الشخصية من التفسخ، أهو هنا بقى أنا شفت حاجة زى كده، زى ما يكون من كتر العدوان والاحتجاج اللى بيقوم بيه التبرز العلنى ده، بيبقى كفاية أعراض بقى، زى ما يكون العيا بيقول: “أدينى قلت اللى عندى بالعـَـمـْـلة دى على عينك يا تاجر واللى عاجبه”، زى ما يكون الواد بيقول لنا برضه: “أنا اهه متماسك، وقوى، وقادر، وباشخ عليكم وعلى الواقع وعلى اللى بتفرضوه عليا، وان كان عاجبكم”.
أنا آسف أنا طولت فى حكاية التبرز مع إنه اختفى بفضلك وفضل الدكتور (…س)، ربنا يخليه ويبارك لك، مش هوه بطل تبرز برضه؟ مش كده؟
د.وائل لطفى: أيوه
د.يحيى: طيب، كل ده شرح فى عرض اختفى، حاجة مش موجوده دلوقتى، إيه لزومه إن احنا نعرفه فى الحالة دى؟ حانستفيد منه إزاى؟ أنا قلت فى الأول إنها حالة صعبة فى العلاج، ومهمة فى العلم، ليه بقى؟ مش ضرورى إن كل ما هو مهم فى العلم، ينفع بشكل مباشر فى العلاج، إحنا بنتعلم عشان نفيد الحالة اللى بتعلمنا، وبرضه عشان نلحق حالات تانية قبل ما توصل للصعوبة دى، الولد ده بيوريك تطور الإمراضية: يعنى ازاى اللى جواه عبر عن موقفه، بشكل متغير، واتنقل من تعبير لتعبير، بميكانزمات مختلفة، وما سابشى نفسه يتفّـرْكش، يعنى يبقى فصامى متفسخ مثلا، صحيح الميكانزمات اللى استعملها واحد ورا التانى كانت جسيمة ومعيقة لدرجة شبه ذهانية، إنما برضه، لحد دلوقتى على الأقل هى اللى حمته من إنه يتفركش ويبقى فصامى صريح، أنا حاقول لكم أنا بافكر ازاى، وباحط الفرض اللى هو أساس العلاج، وفى نفس الوقت قابل للتغير أول بأول مع التقدم فى العلاج، سواء بالتحسن أو بغيره:
الجدع ده بدأ يقول “لأه” بحكاية التبرز دى، إحتجاجاً على شىء ما، مش ضرورى نعرف قوى هوه بيحتج على إيه، على أمه، على أبوه، على المجتمع، على الدراسة، على كل ده مع بعضه، فراح شاخخ علينا، جه زميلنا د. (….س) وأنت كملت بعده كتر خيرك حاولتوا تـِـسـْـمـَـعـُـوه، وتلمـُّـوه، ونجحتم الحمد لله، زى ما يكون وصلته رسالة إن هناك احتمال آخر، أو سكة تانية يقول بيها اللى هوه عايزه، لكن هو ما قبلشى سكة العلاج اللى المفروض يقدم وسائل للاحتجاج بطرق أخرى، يعنى يا إما هوه ما قبلهاش لحد دلوقتى على الأقل، يا إما إن العلاج ما عرفشى يوصلها له بحرفنة معلشى، الحكاية مش سهلة، هوه اختار سكك تانية، أقل فضيحة، إنما يمكن تكون أخطر، يعنى هوه قدر يتحكم فى اللى جواه مش بإطلاقه بكل التحدى ده، لأه، بإنه يقفّل عليه ، أو يقلبه عدوان بحق وحقيق زى ما هو نازل ضرب فى أمه وأبوه، بعد ما اختفى التبرز، ما هو كان بيخرج العدوان بإنه يشخ عليهم، دلوقتى العدوان اتكتم، يمكن يتفجر فيه، ويفركشه، راح محوط نفسه بالأسمنت المسلح بتاع الوسواس والتدين ده، وراح نازل هبش فى اللى حواليه بالاعتداء الجسدى الفعلى، لحد ما وصلت الحكاية إلى إعاقة جسيمة حتى عن الحياة “الدنيا” نفسها، واما ييجى واحد فى السن دى، وبالشكل ده، ومع النقلة دى يقول لك النجاح الوحيد هوه فى الآخرة، يقعد يبالغ فى التدين لحد ما المشايخ نفسهم يقولوا لأه، يبقى نفهم النقلات والتباديل دى مع بعض، خصوصا إذا ارتبط ده باختفاء العرض الأولانى، يعنى بدال ما كان فيه صمام أمن (ضد التفسخ) ، صمام مرضى طبعا لأنه بيطلع العدوان مع كل شخة علينا، انسد الصمام ده بأسمنت الوسواس المسلح، وما اكتفاش إنه يسد فتحة الصمام، قال لك لف يا واد لف حوالين كل وجودك واربط جامد، راح جايب عافية أبوه وأمه ومقفل كل حاجة، وراح سادد بالمرة سكة علاقته بالحياة والمدرسة
أنا فى بحث الدكتوراة بتاعتى سنة 1959 كنت بادّى مادة تحرك اللى جوه (ميثدرين ميثامفيتامين، زى الـ ل.س.د. LSD بس على خفيف)، وكنت باعمل اختبار الـMMPI قبلها وبعدها، فكان مقاييس الذهان تنزل بعد الحقنة دى، تروح مقاييس العصاب تطلع، أوالعكس، يعنى مقاييس التحولConversion والجسدنة Somatization تنزل، تطلع مقاييس الفصام والبارانويا وكلام من ده، أنا خدت ده دليل على العلاقة التبادلية العكسية بين ميكانزمات العصاب الدفاعية، وبين تفجر الذهان، طبعا ماهيش قاعدة لازمة طول الوقت، اللى حصل هنا ماهوش كده بالظبط، لأن انا باعتبر التبرز القهرى ده ذهان محدود بصراحة، فهنا الحالة دى بـِـتـْـوَرِّيكْ التبادل ده من أشكال مختلفة من الذهان، على الأقل من حيث الحدّة زى كتاب مفتوح لهذه العلاقات
نيجى بقى للتدين المفرط اللى المشايخ نفسهم رفضوه، هوه ما اقتصرشى على تدين شخصي، لأه، دا راح يفرض نوع تدينه الدفاعى على أمه، وعلى الناس فى الجامع، مافيش مانع إن التدين يلم الواحد بطريقة معقولة، لكن المسألة هنا مع كل المظاهر المصاحبة دى لازم تتاخد بطريقة تانية، خصوصا لما نشوف إن ده ابتدا يعوق الحياة العادية، زى ما يقول لك أنا مش رايح المدرسة عشان الحياة الآخرة كفاية، وكلام من ده، وخلى بالك تلاحظ إن على قد ما عرض التبرز العدوانى، اللى هوه جه بيه كان خطير، على قد ما الميكرزمات اللى ظهرت بالشكل القوى المعوق ده ظهرت بشكل مرضى معيق، من أول الميكانزمات اللى شكلت الوسواس، لحد الميكانزمات الجديدة اللى يمكن تسحبنا ناحية الفصام وهوه عمال يبعد عن منطقة العلاقة بالواقع مع ظهور الإرادة العكسية بالخُلف Negativism بالنسبة لمرواحه المدرسة وكلام من ده، إنت خدت بالك من اختفاء كذا قصاد ظهور كيت، خدت بالك من التوقيت، والتزامن، والتبادل ؟
د.وائل لطفى: شوية ، بس طيب بقى، وانا أعمل إيه دلوقتى ؟
د.يحيى: أيوه صحيح، الظاهر العلم سرح بينا على حسب العلاج، لكن لأّه، ما هو كل دى فروض عشان تحدد لنا الخطوات، وبرضه بتبين لنا بنقيس بإيه، السؤال بتاعك فى محله جدا، هوه احنا ازاى نستفيد من كل ده فى الحالة دى بالذات؟
شوف بقى، لو صح الفرض ده يمكن نسأل نفسنا يا ترى هوه كان أحسن يتنيه يشخ، واهو رايح جاى المدرسة، وما فيش أعراض تانية لحد مايمكن ربنا يحلها أهو بيكبر ومسيره يبطل، ولا أحسن العلاج الجامد اللى عملته انت وزميلك، وخليتوه يبطل الزفت ده، راح طالع لنا الخطر التانى اللى بيهدد كل تركيبته ومستقبله ويمكن اللى حواليه؟ المسألة عايزة تتشاف واحدة واحده، وخلى بالك مش كل الحالات زى بعضيها، إحنا علينا مانتحمسشى قوى لسرعة زوال عرض خطير زى ده مهما كان شاذ وقبيح ومزعج، أنا سألتك فى الأول عن التاريخ الأسرى، وهل فيه حد فى العيلة عنده كذا أو كذا، أنا سألتك السؤال ده عشان اعرف هو مولود ومعاه برامج واستعدادات جاهزة للهجوم ولا لأه، وبرغم إنك قلت لأ مافيش حد مريض فى العيلة، إلا إنى بانصحك إنك ترجع كل شوية وتتطقس يمكن تلاقى، ثم خلى بالك: المسألة مش حاتفرق قوى، بس لو فيه حد كده ولا كده، يبقى لازم تهدِّى اللعب أكتر شوية أو شويتين، من حيث السرعة فى الحرص عل التخلص من العرض الأولانى الظاهر ده، يعنى المعلومات دى عن الأسرة من الناحيتين بتخليك تبذل جهد أكبر، وتخليك تحسن التوقيت أفضل، وبرضه الفرض ده والشرح ده يمكن يرجّعنا لحكاية إن سواء التبرز القهرى اللى بيسموه غلط لاإرادى، سواء الفصام حتى، هو قرار المريض بيتخذه من مستوى معين من وجوده، إحنا مش قبل كده قلنا حتى فى النشرات اللى باطلعها كل يوم دى، إن الجنون هو فعل مش بس رد فعلا، المسألة هنا واضحة تماما مع كل النقلات: إنت تقدر تترجم كل مرحلة إلى قول له معنى،
-
التبرز القهرى أو العدوانى قلنا إنه بيقول لنا ملعون أبوكم ولاد كلب،
-
الإيذاء اليدوى لأبوه وأمه بيقول، طيب ما دام قفلتوا منصة الصواريخ اللى كنت مركب عليها مدفع البراز، أنا حاحارب بالمصارعة اليدوية وحاضربكم (أبوه وأمه)
-
الوسواس القهرى راخر بيقول، طيب مادام قفلتوا فتحة منصة الصواريخ أنا حاخش قلعة الوسواس.
بالشكل ده برضه ممكن تفهم ليه مع إنه ذكى، بطـَّـل مذاكرة ومدرسة بكل العناد ده، يمكن عشان يتفرغ لمعاركه الداخلية، ويمكن برضه عشان يحتج على اللى فرضوه عليه.
بالفهم ده إنت ممكن تقلب انشغالك بإنه خف من التبرز ولا ماخفش، إلى إنه يا ترى هوا العلاج ممكن يورى له سكة تالتة للحياة، سكة يعبر فيها عن احتجاجه وفى نفس الوقت بيكمل دراسته، دا حتى تكملة دراسته، زى ما بنقول دايما، ممكن تعتبر نجاح لصالح احتجاجه: يعنى النجاح يخليه أقوى، فيحتج أحسن ويغيـّـر، وده مش كلام شعر، دا ممكن لو كنت انت شخصياً بتعمل كده، ومقتنع بكده يمكن تلاقيه كلام منطقى وبسيط.
على أية حال أنا مش شايف إنكم انتم استعجلتم ولا حاجة فى التخلص من عرض التبرز، دا شىء قبيح جدا فى السن دى، وممكن يدخلنا فى متاهات، دى بتبقى مصيبة فى المدرسة، وكتير منهم بيعملها فى الفصل والناس تشم الريحه ويروحوا يلاقوا عجين فى الكلوت، وهات يا تقليس، وبامبرز، ويمكن طرد من المدرسة، يعنى باختصار المسألة ماكانشى فيها استعجال ولا حاجة.
د.وائل لطفى: مش عارف المسائل كده بقت أصعب ولا أسهل؟
د.يحيى: أظن ممكن تبقى أسهل لما نتوقع إن الأعراض اللى بتظهر أثناء العلاج ممكن تناولها أول بأول، غير الأعراض اللى بتييجى من الضلمة قبل ما نبتدى، مابنبقاش عارفين أصلها وفصلها، ثم إحنا هنا زى ما لاحظت بندور على معنى الأعراض أكتر ما بندور على الأسباب.
أعتقد إن آن الأوان إنك تشتغل أكتر مع أمه الطيبة المضحية دى، وعلاقتها بجوزها، أبوه اللى خد بعضه ومشى، وهو عنده 68 سنة، أنا خايف لتكون الست مكلبشة فى إبنها ياعينى ومش عايزاه يكبر، هوه ده مش باين صحيح لكن كل شىء محتمل، إنت مقدرها ومقدر تضحيتها أنا عارف بس ده مش كفاية، إنت برضه تبص لاحتياجاتها غير التسقيف لتضحيتها من بره بره. ساعات الأم لما تضحى وكذا وكذا يعنى بتبقى عايزه عائد يعنى غالى أوى يعوضها عن أبوه وكلام من ده، يعنى وربنا يجزيك خير وتكمل يا ابنى وتقول لنا أول بأول ونتعلم مع بعض
د.وائل لطفى: طيب وحكاية تحويله للتعليم المهنى والكلام ده
د. يحيى: بصراحة أنا مش متحمس قوى للهرب ده، خصوصا إن الحالة شديدة، ولغة المرض مش مرتبطة بالدراسة بوجه خاص، وانت بتقول إنه ذكى، ما هو برضه اللى بيفشل هنا فى الثانوى العام، ممكن يفشل فى أى حتة تانية، المسألة مش مسالة الأسهل والأصعب، المسألة هى إننا حانقدر نخلى العجلة تدور تانى فى الاتجاه الصحيح أو لأه، حتى لو اشتغل صنايعى وخف، يبقى خير وبركة، مش هوه لسه بييجى وفيه علاقة معاك
د.وائل لطفى: أيوه
د.وائل لطفى: طيب يا أخى كمل، وبلاش تستعجل، وربنا معاك، وخلينا نستبشر خير.
***
التعقيب والحوار:
د. رضوى العطار
تعليق عام على الحالة :
الحالة دى فيها كلام وخبرة كبيرة جداً، أعتقد من أهم حالات الإشراف اللى قرأتها لحضرتك .
شكراً جزيلاً .
د. يحيى:
والله يا رضوى أنا أكاد لا أميز أفضلية حالة عن حالة، وقبل ذلك أفضلية أى مريض على مريض
د. رضوى العطار
المقتطف: كان بيعمل براز على روحه، وحضرتك قولت إن ده عدوان، وإن ده هو موقفه من العالم الخارجى.
التعليق: أنا فى الحقيقة مهتمة بده، لأن فى الأدب كونديرا ذكره فى روايته بصفة متكررة!
د. يحيى:
أية رواية لو سمحت؟
أنا قرأت كونديرا وقدمت نقدا لروايته “كائن لا تحتمل خفته” وأعجبت بها فى حدوة قراءاتى لها مترجما، وأعتقد هذا لا يكفى فى واحد مثل كونديرا.
د. رضوى العطار
المقتطف: فاكرين لما وصفت لكم حاجة اسمها “الفصام القطاعى” (4) لما قلت لكم إن التفسخ ساعات لما يحصل فى قطاع معين من السلوك أو الشخصية، ويكون جامد قوى، وساعتها بيحمى بقية قطاعات السلوك أو الشخصية من التفسخ، أهو هنا بقى أنا شفت حاجة زى كده، زى ما يكون من كتر العدوان والاحتجاج اللى بيقوم بيه التبرز العلنى ده، بيبقى كفاية أعراض بقى، زى ما يكون العيا بيقول: “أدينى قلت اللى عندى بالعـَـمـْـلة دى على عينك يا تاجر واللى عاجبه”، زى ما يكون الواد بيقول لنا برضه: “أنا اهه متماسك، وقوى، وقادر، وباشخ عليكم وعلى الواقع وعلى اللى بتفرضوه عليا، وان كان عاجبكم”.
التعليق: تفسير جيد جداً ، شكراً.
د. يحيى:
نفع الله بكم
د. رضوى العطار
المقتطف: يعنى بدال ما كان فيه صمام أمن (ضد التفسخ) ، صمام مرضى طبعا لأنه بيطلع العدوان مع كل شخة علينا، انسد الصمام ده بأسمنت الوسواس المسلح، وما اكتفاش إنه يسد فتحة الصمام، قال لك لف يا واد لف حوالين كل وجودك واربط جامد، راح جايب عافية أبوه وأمه ومقفل كل حاجة، وراح سادد بالمرة سكة علاقته بالحياة والمدرسة
التعليق: شكرا برضه، شعر لذيذ!
د. يحيى:
ثم ماذا يا رضوى؟ ثم ماذا؟
د. رضوى العطار
المقتطف: أنا فى بحث الدكتوراة بتاعتى سنة 1959 كنت بادّى مادة تحرك اللى جوه (ميثدرين ميثامفيتامين، زى الـ ل.س.د. LSD بس على خفيف)، وكنت باعمل اختبار الـMMPI قبلها وبعدها، فكان مقاييس الذهان تنزل بعد الحقنة دى، تروح مقاييس العصاب تطلع، أوالعكس، يعنى مقاييس التحولConversion والجسدنة Somatization تنزل، تطلع مقاييس الفصام والبارانويا وكلام من ده
التعليق: ممكن توضيح أكثر.
د. يحيى:
أظن أن هذا قد يحتاج منك إلى قراءة رسالتى لتحضير الدكتوراه، وهى تربو على مئتى صفحة، وايضا ربما تحتاج إلى أن تزاد ألفتك واستعمالك لهذا الاختبار الجيد MMPI المتميز برغم أنه مترجم، لكن تقنينه فى ثقافتنا جاء محكما ومنضبطا.
د. مصطفى السيد
الحالة دى صعبة عليا أوى – دى حالة خارج التشخيصات وجداول التشخيصات السهلة – خط واضج وخطة واضحة للعلاج
دى بقى محتاجة اختراع ومحتاجة نقلات سريعة فى الخطة طول الوقت
فى كلام كتير اتقال عن الأمراض اللى تقل وتزيد بالتبادل مع بعض – طيب يعنى هو ينفع انا اختار له مرض واشتغل على التانى – اسيب له مشكلة يعيش بيها ومشكلة أحلها، ما انا مش هاقدر أغير أبوه وأمه وتاريخه.
د. يحيى:
يا عم مصطفى نحن لا نغيّر أحد نحن نحاول أن، نتواصل أعمق من خلال الوعى المشترك، وهذه النقلات ليست نقلات بالمسطرة، ولكنها تناوب مستويات وعى المريض وترجيح بعضها فى كل مرحلة، وهذا ما وصلنى منك وانت تلتقط أن المسألة محتاجة “اختراع ونقلات سريعة” هذا صحييح، لكن هى ليست مسألة إرادية منطقية ولكنها مسألة تشكيل للوعى المشارك (المريض – أو المرضى – والمعالج) وربما هو ما أعنيه من مصطلح “نقد النص البشرى”.
أ. أمير حمزة
الحالة دى مهمة ومفيدة جداً – نقلات المريض فى تعبيره عن العدوان بداية من التبرز وبعدين العنف بالضرب تجاههم ثم بالدين خلتنى تقمصت الولد وحاولت أشوف اللى جواه أياً كان سببه – لكن وصلنى الألم الكبير والقهر اللى جواه اللى عبر عنه بالتبرز كعدوان ضد أبوه وأمه، وإزاى قدر العيان يكون ملموم بدفاعات مرضية وإزاء ممكن يكون ده مكافئ للفصام، وقفت كتير عند موضوع الدين واستخدامه كدفاع واحترت إزاء ممكن يكون الدين دفاع يلم بنى أدم حايفركش؟
د. يحيى:
الإيمان هو عملية إبداعية ضامة باستمرار (لا إاله إلا الله)
أما الدين فهو سلوك يدعم الإيمان الصحيح
لكن إذا ما استولى الوصاة على هذا وذاك فالخوف أن يتخثر الوعى، فيحدث العكس.
د. كريم
المقتطف: “أو بيتحدِّوا بيه”
التعليق: أنا دايما بشوفه موقف اعتراض
د. يحيى:
ربما
عندك حق
د. كريم
المقتطف: “بتشخ على بابا، ولا على ماما، ولا على مين؟”
التعليق: حلو أوى الصيغة دى فى السؤال
د. يحيى:
ربنا يحليلك دنياك ومعرفتك وفنّك
د. كريم
المقتطف: “لدرجة تكافئ الذهان مهما كان ما فيش غيره”
التعليق: بالضبط مع الوسواس أنا شايف ذهان
د. يحيى:
لقد وصفت ستة ذهانات وظيفية أخرى إحداها هو “ذهان الوسواس القهرى التسلطى” أنظر موقعى www.rakhahwy.net
د. كريم
المقتطف: “محوط نفسه بالأسمنت المسلح بتاع الوسواس والتدين ده”
التعليق: أنا شايف إن ده أصعب من التبرز والتفسخ كمان
د. يحيى:
لا أظن
أ. منى أحمد
أنا مقتنعة أن نقلات الاحتجاج هى لصالحه، وأعتقد أنه كل ماكبر احتجاجه حايبقى صعب لكى يمكن تغييره، وبالتالى علاجه.
(التبرز القهرى)، بالنسبالى جديدة جداً.
د. يحيى:
المسألة ليست بهذه المباشرة
عذرا
****
الحالة الثالثة
(سبق نشرها بتاريخ 17-12-2018)
من حالات الإشراف على العلاج النفسى:
الحالة (80): ماذا يقول لمن يخطبها؟
د. ماجد: هو شاب عنده 29 سنة الرابع من اربعه، إخواته الثلاثه كبار وبنات، أبوه على المعاش، ووالدته على المعاش هو شغال معيد فى معهد عالى كويس فى قسم مافيش فيه حد غيره يعنى هو الدكتور الوحيد اللى فى القسم ده
د.يحيى: هوّا المعيد دكتور يا جدع انتَ؟
د. ماجد: أصل هو المعيد الوحيد اللى فى القسم فبيعتبروه دكتور
د.يحيى: بس ما أخدشى دكتوراه لسـَّـه
د. ماجد: بس معيد وشايل القسم
د.يحيى: أيوه، لكن مش دكتور
د. ماجد: حاضر.. حاضر
د.يحيى: أصل ساعات الناس دول بيستعملوا لقب دكتور بدرى بدرى، وأنا شايف إن ده له دلالته فى شغلنا، فى مجتمعنا ساعات ده بيعلن إنه بيحقق طموحاته بكلمة بدون مقابل، قبل الهنا بسنة، ساعات الواحد، أو الأهل، يروح لازق كلمة دكتور قدام اسمه، وهو لسه طالب طب فى سنة أولى، مثلا، وده مش كويس، هو العيان اللى قال لك ان اسمه دكتور فلان؟
د. ماجد: ما هـُـوّا المعيد الوحيد اللى فى القسم
د.يحيى: تانى؟! طيب هوّا أخذ الماجستير
د. ماجد: لأه لسه شغال فيها
د.يحيى: يا راجل!! عنده 29 سنة، ولسه ما أخذش الماجستير وبيسمّى نفسه دكتور! يبقى إيه بقى؟ خلـّى بالك ده علامة فى شخصية تهمك.
د. ماجد: ما هوْ مافيش حد فوقيه ولا تحتيه فى القسم ده، يعنى هو الوحيد اللى بيدرّس فى هذا القسم، هو المشكله إن هو أخر جلسه كان جايب والده معاه بيقول إن هو…
د.يحيى: (مقاطعا) هى كانت اول جلسه إمتى الأول
د. ماجد: من 7 شهور كان بيتابع مع الدكتور(أ..) زميلنا، لحد ما مسافر انجلترا، وبعد كده قطع وراح لزميلنا التانى الدكتور (ب..)، من المقطم برضه، لحد ما سافر السعوية، هو كمان، والدكتور (ب ….)، ده هوّا اللى حوّله ليـّـا قبل ما يسافر
د. يحيى: انتو بتشقطوا لبعض من برّه بَرّه من ورايا ولاّ إيه؟! طب والله دى حاجة كويسة بس تدونى خبر، المهم المشكلة بقى؟
د. ماجد: هو دلوقتى عنده 29سنة، ولسه ماخلصش الماجيستير بتاعته، دى تالت سنه فى التمهيدى ماجستير، اه وشاف عروستين، فوالده جه يسألنى نفس السؤال اللى بنكرر مناقشته هنا، العيان بيسأل برضه: هو أنا حاقول للى حا تقدملهم دول انى انا مريض وباتعالج ولا لأ
د. يحيى: هو له تشخيص محدد؟
د. ماجد: أيوه، نوبات وجدانيه حادة، ثنائى القطب يعنى
د. يحيى: كام نوبه، وكل مرة النوبة هىّ هيـّـا ولاّ بتتغير؟
د. ماجد: بيجيلوا مرة نشاط، ومرة كتمة، مش بانتظام وهوه بيخرج من واحده، بعد شوية يخش فى الثانيه، اه، يعنى، وساعات يطلع من ديه يخش فى ديه، وساعات يبقوا مع بعض.
د. يحيى: ويقعد كويس بينهم قد إيه؟
د. ماجد: ساعات شهر، ساعات شهر ونص شهرين، حاجه كده، ودخل المستشفى كام مرة
د. يحيى: هو أول مرة دخل المستشفى امتى؟
د. ماجد: من 9 سنين
د. يحيى: ودخل كام مرة فى التسع سنين دول
د. ماجد: مرتين
د. يحيى: يعنى مرة واحدة بعد أول مرة
د. ماجد: أيوه
د.يحيى: طيب، تحديداً: إنت عايز إيه دلوقتى؟
د. ماجد: ما انا قلت، هوّا عمال يسألنى: هى للى حا يتقدملها دى، يقول لها انه هو تعبان وبيتعالج ولا لأ؟
د. يحيى: هو عنده 29 سنة ومعيد، ومع انه فى تمهيدى اللى هى سنة واحدة بقاله ثلاث سنين، فراح مختصر السكة ودَكترْ نفسه، مش كده؟
د. ماجد: يعنى
د. يحيى: والدواء
د. ماجد: حاليا ماشى على قرص واحد بالليل
د. يحيى: نومه كويس
د. ماجد: بينام مش بطال، يعنى لو هو ما واراهوش شغل بينام، إنما لو فيه زنقة شغل او حاجه ممكن ينام مثلاً اربع او خمس ساعات بالكتير قوى فى اليوم
د. يحيى: انت اتجوزت قريب، وخلفت، مش كده
د. ماجد: ايوه
د.يحيى: ولد ولا بنت
د. ماجد: بنت
د. يحيى: أحسن
د. ماجد: ليه؟
د. يحيى: تجِّوزها له؟ ولو أكرمتها وربيتها كويس تشفع لك فى دخول الجنة
د. ماجد: لسه بدرى، دى عمرها شهور
د. يحيى: تغمض عينك وتفتحها تلاقى عندها 25 سنه، ترضى تجوزهاله؟
د. ماجد: ما هو ده اللى باسأل علشانه، ولو ده بيتقدم لبنتى وقال لى على مرضه أنا حاعمل إيه
د. يحيى: انا متصور إن ده هو مقياس مهنى وأخلاقى ودينى فى نفس الوقت، لكن خلـّى بالك من الفروق وماتبالغشى فى القياس بمشاعر شخصية.
د. ماجد: انا لما باحط نفسى مكان أهل البنت، ومكان البنت باقول لأه، لما باحط نفسى مكانه هو ووالده، باتلخبط
د. يحيى: يعنى انت تفضّل تجوز بنتك لواحد رخم مابيحسش وبيكسب ومش هنا، ورايح جاى، وأهـُـمْ مكملين وخلاص، مش قصدى قوى كده، بس أنا باحاول أوريك الناحية التانية، السؤال اللى انت بتسأله جيد جداً وفى محله، لأن احنا مسؤلين عن الإجابه عليه دينياً أولاً، وأخلاقباً وعلمياً ومهنياً ثانياً، إحنا مسئولين عنه، وعن البنت اللى حايرتبط بيها برضه، فى الحالة دى احنا لازم نرجع نفحص بدقة معلوماتنا عن البنت المشروع دى، لازم تعرف سنها وشهادتها، وشغلها إذا كانت بتشتغل،
د. ماجد: يعنى كونُهْ يقولها أو ما يقولهاش، دا يتوقف على معلوماتنا عنها
د. يحيى: معلوماتنا عن مدى نضجها، وعن ثقافتها، إنت بالتاريخ اللى انت قلته ده، لازم يقول لها أيا كانت هى مين، ويقول لأهلها كمان، بس مش يقول لها اسم مرض سمعه منك أو من أى دكتور بينى وبينك، اسم المرض مش هوّا أهم حاجة حتى عند الدكاترة، المهم التفاصيل، الكلام الأهم هنا بيبقى فى مسار المرض يعنى التكهن Prognosis والمآل Outcome، وده أصعب وعادة احنا ما عندناش معلومات حاسمه للرد على الحاجات دى، لأن الحسبة العلمية المنشورة التى فى الكتب المراجع، بتبقى للمجاميع، يعنى نسبة كذا واحد من المرض الفلانى من مية % خفوا تماما، وكام واحد أزمن، وكده، أما بالنسبة للحالة الفردية فما تقدرش تجزم بتوقع نهائى لحالة بذاتها،
د. ماجد: طيب، وبعدين أعمل أنا إيه؟ أقول له إيه؟
د. يحيى: .. يقولها أنا باروح للدكتور فلان، وإذا كانت تيجى تقابلك أو تقابلنى أهلا وسهلا!! ونتكلم معاها أو حتى مع أهلها بس قدامه 100%، مافيش أى معلومة عنه تتقال من وراه، وأظن احنا اتناقشنا فى الموضوع ده قبل كده، إنما بنعيد ونزيد فيه عشان كل حالة مش زى التانيه زى ما انت عارف، ومن خلال مقابلتك للبنت، فى حضوره، حاتلاقى فرصة توضح الأمور أحسن، ويمكن تقدر تحكم عليها وعلى شخصيتها، وعلى حبها إذا كان الارتباط على أساس الحب، وتشوف بنفسك وتحكم إذا كانت البنت دى ممكن تبقى سند له، ولاعبء عليه، ويا ترى حاتساعده فى فرص علاجه إذا مـِـرِض ولا حاتعايره، وكلام من ده.
د. ماجد: أحكم عليها ازاى يعنى؟
د. يحيى: الجواز عقد مهم متعدد المستويات بما فى ذلك الفلوس، بما فى ذلك الحب، وهى من حقها تسأل اللى هى عايزاه قبل ما توثق العقد، وانت ترد عليها زى ما انا بارد عليك دلوقتى
د. ماجد: صعب علىّ
د. يحيى: ما احنا مع بعض، احنا بنقول العلم بيقول كذا، ودا معناه كيت، إنما كل حالة مش زى التانيه، انت تقول لها الكلام واضح وبس، وبرضه ممكن تحدد لها دورها: وبرضه تفهمها دورك حيكون كذا وكذا،
د. ماجد: طيب وإذا طلبت ضمانات وكلام من ده
د. يحيى: ضمانات إيه يا جدع انت، هى تلاجة لازم لها شهاده ضمان لمدة محددة، انت تقول لها انا ماقدرش اوعدك بحاجه، عاجبك عاجبك مش عاجبك انتى حـرّه، انما لا المرض النفسى عيب ولا هو خطر عليكى قوى زى ما بيشيعوا، ولا انا اقدر احكم أكتر من كده
د. ماجد: طب وإذا سألت عن الوراثه والعيال
د.يحيى: ترد برضة بالعلم، وإن احتمال كذا وارد إنما، والاحتمال الأكبر إنهم يطلعوا سلام أو حتى أحسن من العاديين، واللى يسرى عليهم يسرى على أبوهم، لأن المرض نفسه مش هوّا اللى بيتورث، إنما الاستعداد له اللى ممكن يطلع مرض، وممكن يطلع تميـّز والسلام.
د. ماجد: وهى حاتفهم كل ده؟
د. يحيى: كل واحد وعلامه، لحد ما ربنا يسهل له بواحدة تفهم، ما هو من حقه يعيش وياخد فرصة زيها وزى أى حد، وبعدين لازم تدخل فى الحسبة بقيه مقومات الصفقه الاجتماعيه والعاطفيه والجسديه وكل حاجة.
د. ماجد: ازاى يعنى؟
د. يحيى: يعنى كل حاجة تتحسب بجدية، ولو بالتقريب، من أول الفلوس لحد احتمال النكسات، تتحسب بهدوء ووضوح، وانت تجاوب على قد ما هى تسألك.
د. ماجد: يعنى هى اللى تسأل وبس
د. يحيى: غالبا، وساعات اهلها همّ اللى يسألوا، وده حقهم برضه، انت ترد رد علمى أساسا، وفى حضور العيان بتاعك وعلى الجميع أن يتحمل مسئولية اللى يوصل له.
د. ماجد: وإذا سألتنى اسئلة ما اعرفش إجابتها
د. يحيى: تبقى انت أمين وجدع، حكاية ما أعرفشى دى مش عيب، ده واقع وعلم، وانا موجود، وانا برضه من حقى ما اعرفشى، هوه مش انا اللى محولهالك؟
د. ماجد: لأه، دى حالة من المستشفى
د. يحيى: ما هى مسئوليتى برضه
د. ماجد: واذا هى طلبت ضمانات
د. يحيى: تانى ضمانات؟!! لا يا عم احنا مش بتوع كلام من ده، احنا مش شركة تأمين
د. ماجد: وإذا هو مارضاش يقول لها أو يجيبها عشان أقابلها واعمل كل ده.
د. يحيى: هوه حر، تبلغه كل ده، وتبلغه استعدادك واستعدادى وإذا كان عارف إن إحنا بنناقش الحالات بدون أسماء تلخص له المناقشة دى، وبعد كده هو يتحمل مسئولية قراره، طبعا.
د. ماجد: شكرا
د. يحيى: العفو ربنا معاك
***
التعقيب والحوار:
د. رضوى العطار
المقتطف: تغمض عينك وتفتحها تلاقى عندها 25 سنه، ترضى تجوزها له؟
التعليق: السؤال ده مهم وإنسانى ومحترم جدا لكن بيفتح الباب لفرض ثقافة المعالج وآرائه أكثر من اللازم.
د. يحيى:
هذا صحيح
ولابد من مراعاة قدر الأحكام الشخصية، خاصة التى لا يعرف صاحبها أنها شخصية، ومن أهم آليات العلاج النفسى أن ينتبه المعالج أن المريض هو المريض فيساعده فى رؤية ما يريد ويستطيع، ولا يصدر الأحكام التى تناسبه هو (تناسب المعالج).
د. رضوى العطار
المقتطف: الكلام الأهم هنا بيبقى فى مسار المرض يعنى التكهن Prognosis والمآل Outcome، وده أصعب وعادة احنا ما عندناش معلومات حاسمه للرد على الحاجات دى، لأن الحسبة العلمية المنشورة التى فى الكتب المراجع، بتبقى للمجاميع، يعنى نسبة كذا واحد من المرض الفلانى من مية % خفوا تماما، وكام واحد أزمن، وكده، أما بالنسبة للحالة الفردية فما تقدرش تجزم بتوقع نهائى لحالة بذاتها
التعليق: بالظبط ، دى المعضلة والمصيبة!
د. يحيى:
ومع أنها المعضلة والمصيبة، إلا أن البعض يتناولونها باستسهال غير مناسب.
مع التذكرة أن التكهن بمآل المرض هو إلزام للمعالج أن يحسن من هذا التكهن إذا كان سيئا بما يبذل من جهد وصبر ومسئولية مع المريض.
د. رضوى العطار
المقتطف: لأن المرض نفسه مش هوّا اللى بيتورث، إنما الاستعداد له اللى ممكن – يطلـّع مرض، وممكن تطلـّع تميـّز والسلام.
التعليق: حلو جدا السطر ده، كتر خيرك والله يا معلم!
د. يحيى:
هذا الفرض كتبت فيه عشرات النشرات (مئات الصفحات) وأيضا تناولته فى معظم كتاباتى – وممارساتى- عن علاقة الإبداع بالجنون بالوراثة مثلا: مثلا نشرة الإنسان والتطور بتاريخ : 23-3-2014 ونشرة 20-1-2013
أ. إسلام نجيب
طبعا يقول…وإن شاء الله هيلاقى اللى تستحمله ويستحملها وتكون الصعوبة دى بالنسبة له وبالنسبة لها جزء كبير جدا من علاجه.
د. يحيى:
ياليت.
أ. مريم عبد الوهاب
المقتطف: د:يحيى لأن احنا مسؤلين عن الإجابه عليه دينياً أولاً، وأخلاقباً وعلمياً ومهنياً ثانياً، إحنا مسئولين عنه، وعن البنت اللى حايرتبط بيها برضه، فى الحالة دى احنا لازم نرجع نفحص بدقة معلوماتنا عن البنت المشروع دى،
التعليق: يا دكتور.. يا استاذي.. ياعظيم… دراعاتك بتحضنا وتحضن عيانينا… ربنا يباركلنا فيك… هو الله وحده اللى يقدر يكافئ عملك المخلص المثمر ده
د. يحيى:
شكراً
وربنا يقدرنى.
أ. مريم عبد الوهاب
المقتطف: د. يحيى: .. يقولها أنا باروح للدكتور فلان، وإذا كانت تيجى تقابلك أو تقابلنى أهلا وسهلا!! ونتكلم معاها أو حتى مع أهلها بس قدامه 100%، مافيش أى معلومة عنه تتقال من وراه، وأظن احنا اتناقشنا فى الموضوع ده قبل كده
التعليق: ايه ضروره أن يكون الأمر قدامه 100%
وهل ده مبدأ ولا تبع الحاله والظروف؟
د. يحيى:
أفضل أن يكون مبدأ (مع استثناءات نادره)
فى خبرتى وجدت أن الكلام عن المريض دون حضوره هو تقليل من قيمة مشاركته ورأيهْ، وأيضا قد تنتقل الرواية إليه بقصد أو بدون قصد، محرّفة أو مغلوطة.
لذلك وجب الحرص باتباع هذا المبدأ ما أمكن ذلك.
أ. مريم عبد الوهاب
المقتطف: د. يحيى: يعنى كل حاجة تتحسب بجدية، ولو بالتقريب، من أول الفلوس لحد احتمال النكسات، تتحسب بهدوء ووضوح، وانت تجاوب على قد ما هى تسألك
التعليق: ياريت يا دكتور يكون الوضوح والبساطة دى فى مشاريع الزواج عموما.. يوفر كتير من المشكلات…
د. يحيى:
ياليت.
أ. محمد الحلو
تعليق عام : ردود حضرتك يا دكتور يحيى هى بمثابة (( المختصر المفيد)) أعتقد إن مافيش كلام ممكن يتقال بعد هذا التوضيح الرائع…..
د. يحيى:
لا
فيه ونصف!
والرأى والعون مطلوبان من الجميع.
أ. محمد عادل
انا لما بحط نفسى مكان العيان واهله حقيقى بتلخبط وببقى مش عارف اعمل ايه خصوصا لو اهل البنت رفضو
د. يحيى:
الحيرة دليل صدق المحاولة، لكن لا ينبغى أن تطول الحيرة وإلا أصبحت ترددا وتذبذبا
كل ما عليك هو أن تسهم فى حوار يقربكما من الواقع وفى نفس الوقت لا يغفل تنوع التوقعات.
أ. عصام جمال عبد العزيز
من خلال تقمص لشخصية وحالة المريض يبدو أنه من الشخصيات الطموحة لكن متسرع فى النتائج حتى دون بذل جهد كبير لتحقيق طموحه مثل لقب الدكتور وهو لم يحصل على لقب الماجيستير بعد، بجانب كلام حضرتك بأن يذهب إلى العيادة مع الفتاة لتعرف بمرضه أرى أن يقول لها ذلك قبل الذهاب إلى العيادة وأن يشرح لها طبيعة المرض الذى يعانى منه من وجهة نظره وليس من وجهة نظر الدكاترة الذين تردد عليهم ويقترح عليها أن تأتى معه وإذا رفضته فهو الكسبان .
د. يحيى:
أولاً: رأى المريض على العين والرأس لكنه ليس دائما هو الأصلح أو هو الصواب
ثانياً : المريض كثيرا مايكتفى (أو يقنع) باسم التشخيص الذى لا يعنى كل ما نريد فى هذه الظروف ولهذه المطالب
ثالثاً: لم أفهم كيف أن رفض المريض: احضار الفتاة يجعله “هو الكسبان”.
د. دعاء مجدى
هل الكلام ده هيختلف لو كان بعد الجواز؟ بمعنى لو ما حصلشى كلام عن المرض قبل الارتباط وبعد الجواز بقه الطرف التانى اكتشف وسأل؟
د. يحيى:
طبعا يختلف
لأن الواقع اختلف
لكن احتمال الاستمرار قائم بحسابات علمية موضوعية.
أ. نادية حامد
بس ارجع وأٌقول كل حالة مش زى التانية وفى حسابات ومؤشرات ومقاييس لكل حالة عن الأخرى.
د. يحيى:
طبعاً.
أ. نادية حامد
ماذا يقول لمن يخطبها؟ أو ماذا تقول لمن يتقدم لخطبتها؟ السؤال ده دايماً بيكون زنقة فى معظم حالاتنا لكنى أتفق مع حضرتك إن كل حالة مش زى التانية وإجابته بتحملنا مسئولية دينيه واخلاقيه ومهنية وعلمية ودايماً زى ما حضرتك علمتنى يحط نفسى مكان المريض والأهل.
د. يحيى:
يحط نفسه مكان المريض…، على ألا يحل مكانه تماما!! حتى يتجنب الشخْصَنَة.
د. كريم
أنا رأيى إنها لازم تعرف قبل الجواز، دى حاجة مهمة وأساسية.
د. يحيى:
ربنا يستر.
أ. محمد حامد
مسؤليه كبيره وصعبه بلاقيها فى ما ارضاه لاهلى واحبائى وما ارضاه للمرضى
صعبه اوى المسؤليه دى
د. يحيى:
مهنتنا صعبة
فلنتحمل مسئوليتها
أو نتركها لمن يتحمل مسئوليتها.
[1] – أصبحت اسمها مؤخراً “النفسمراضية” (كلمة واحدة منحوته)
[2] – MonoSymptomatic Schizophrenia
[3] – Sectorial Schizophrenia
[4] – Sectorial Schizophrenia