الرئيسية / مقالات صحفية / أخبار الأدب / المستحيل .. الممكن!

المستحيل .. الممكن!

 أخبار الأدب

نشرت بتاريخ:  13  يناير   2013

 نبض الناس

المستحيل .. الممكن!

من (ما) الذي يقرر أن هذا الأمر مستحيل، وأن ذاك هو الممكن؟

 الواقع!؟ الخبرة السابقة!؟ القياس بالغير!؟ قراءة التاريخ!؟ حسابات المكسب والخسارة!؟ العلم الثابت!؟ الفتاوي الجاهزة!؟

الأجوبة حاضرة محكمة، لكنها ليست كافية.

يقاس المستحيل عادة- بالسقف الذي لايمكن تخطيه بالحسابات المسبقة، وبالبعد البين عن المجمع عليه من الجميع، وبالقياس بالسائد الجاثم الساكن أبدا ..، وبقهر المجتمع والسلطة وخوفهما معا…. و… و..، مع أننا علي مسار التطور الممتد نمارس المستحيل طول الوقت، وحين ننجح نتجاوز كلا من: السقف، والحسابات والسائد !! وغير ذلك

 إن الحياة الحقيقية هي حركة دائبة بين المستحيل والممكن، وبالعكس: بين الممكن والمستحيل، وهي مصممة طول الوقت أن تجعل المستحيل ممكنا، وفي نفس الوقت أن تحول دون أن يتحول الممكن إلي مستحيل، ولكن : أليس طلب المستحيل دون حسابات، هو الجنون نفسه؟  ليس تماما، الجنون هو نتاج التعجل في تحقيق المستحيل، ثم تفعيله بعيدا عن أرض الواقع، في وحدة زمنية أقصر مئات (أو آلاف) المرات من التي يمكن أن يتحقق فيها؟ ومن ثمَّ تحقيق ما يشبهه، وليس هو.  إرادة المستحيل في ذاتها ليست جنونا، بل لعلها أرقي أنواع الوجود، متي أمكن ترويضها فِعْلاً يوميا، لا مجرد خيال شاطح.

في الفترة الأخيرة، وأنا أتعرف علي الموت، وعلي الطريق إلي الحق سبحانه وتعالي، وعلي فعل التواصل المتعدد المستويات (القدرة علي الحب الأنضج)، وعلي حركية الفطرة، ازددت تمسكا بأنه يستحيل ضمان تواصل حركة النمو والتطور إلا باحترام: إمكانية المستحيل.

الأنواع المتبقية من الأحياء حالا (واحد من كل ألف استطاع أن يقاوم الانقراض، ومن بينها الإنسان) ليست هي هي الأنواع التي تطورت عبر ملايين السنين لتحقق المستحيل فيظهر ما هو “إنسان” هكذا بإذن الله.

إن التاريخ الحيوي لا يعترف بالمستحيل، إن برامج البقاء هي نوع كامن قادر من الوعي، ويظل هذا »الوعي« ينفي المستحيل نتيجة لليقين من حركية النمو والتطور،. يظل وعيا حاضرا يحتوي التاريخي ويشير إلي »الآتي« حتي يحققه برغم أنه كان مستحيلا.

استشهادات قديمة

 ضبطت نفسي أنهي كثيرا من أعمالي بتقرير قبول هذا التحدي: إن المستحيل هو الممكن بقدر ما نقرر ذلك، ونعمل له  »هنا والآن«، فاقتطفت منها ما يلي كأمثلة :

أولا: خاتمة ديوان “سر اللعبة”1974

…………….

فليحترق المعبدْ

ولتذر الريح رماد الأصنام

ولتسال نفس ما كسبت

وليعلن هذا في كل مكان:

فشل الحيوان الناطق أن يصبح إنسانا

أو .. .. ..

أن يصبح ما ندعوه شعرا

هو عين الأمر الواقع.

 ثانيا: نهاية قصيدة: »صالحتني شيخي علي نفسي« في أحد أعياد ميلاد نجيب محفوظ

(الأهرام: 15 ديسمبر 2003 )

»….

من وحي أحلام النقاهةِ- سيدي- نشطت خلايا داخلي:

.. فحلـمـت  أني حامـل، وسمعت دقـا حانيا وكأنه وعد الجنين.  جاء المخاض ولم يكن أبداًً عسيرا،

وفرحت  أني صرت أما طيبه، لكنني قد كنت أيضا ذلك الطفل الوليدْ،

فلقفت ثدي أمومتي،  !!

…. وسمعت صوتا واثـِقا في عمق أعماقي يقول:

 المستحيل هو النبيل الممكن الآن بنـا.

لمست عباءتك الرقيقة جانبا من بعض وعيي، فـعـلـمـت انك  كنته.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *