الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس: الإدراك (107) الإدراك والحلم والإبداع والشعر (ممثلا للإبداع) (7 من ؟) تدريبات منزلية (Home Work)

الأساس: الإدراك (107) الإدراك والحلم والإبداع والشعر (ممثلا للإبداع) (7 من ؟) تدريبات منزلية (Home Work)

نشرة “الإنسان والتطور”6-1-2013_1

الأثنين: 14-1-2013

السنة السادسة

العدد:  1963

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (146)

  الإدراك (107)

الإدراك والحلم والإبداع والشعر (ممثلا للإبداع) (7 من ؟)

تدريبات منزلية (Home Work)

مقدمة:

أحببت هذا الرجل قبل أن أقرأ له أو عنه، كنت بعد طالبا فى كلية الطب أعتقد سنة 1951 كنت أحب ممثلا كوميديا اسمه “دانى كاى” Danny Kaye، ودخلت فيلم لا أعرف مدى جودته لمجرد أنه كان بطله وإذا بالفيلم اسمه “هانز كريستيان أندرسون”، وكان عن سيرة هذا الكاتب الذى لم أكن أعرفه، وكان الفيلم عن تاريخ حياته مع التركيز على علاقة هانز بالأطفال، طبعا أكثر مما يمثل كتابته للأطفال، وكان به أغنية تقول “أنا هانز”، أنا هانز، أنا هانز كريستيان أندرسون، “أنا هو”، ويرددها، الأطفال خلفه وهو يراقصهم وكأنهم يزفونه، ثم يعيد “أنا هانز، أنا هانز أنا هانز كريستيان أندرسون” (1)، “هذه حقيقة”، لا أعرف لماذا ظلت هذه الأغنية تتردد فى وعيى،بل وفى سمعى أحيانا، وكذلك أغنية أخرى فى نفس الفيلم على ما أذكر، كان دانى كاى يمسك بعروسة مثل عرائس الأراجوز عندنا، ويحركها بالخيوط وهو يغنى والأطفال يرددون “بوبو البوبيت” (2)  يمكن أن يفعل أى شىء، لو أن احدا أخر أمسك بالخيط ً،  ولا أعرف كيف احتفظت ذاكرتى بهاتين الأغنتين لأكثر من ستين عاما، الأغنية الأخيرة حضرتنى بعض الوقت وأنا أتابع كثيرا من لقطات أحداث عامَىْ 2011 & 2012 وربنا يستر على 2013.

ثم قرأت عنه ما شدنى إليه دون أن أقرأ ما كتبه، وأخيرا بمناسبة مرور قرنين على مولده وصلتنى سنة 2005 (غالبا) ترجمة لبعض قصصه مجانا وهدية، فى جزأين، كانت إصدارا دوريا لصحيفة القاهرة الثقافية، قرأتهما وخططتهما وركنتهما كالعادة، وكنت قد نشرت أطروحتى فى النقد التى تضمنت ماهية الشعر ومستوياته، والتى ذكرتها كثيرا فى النشرات الأخيرة فى ملف الإدراك، وإذا بى انتبه إلى ما يسمى أقصى الشعر، وأنه يقاس بمدى العمق فى التشكيل والإيقاع الداخلى وجسارة الاقتحام والكشف وقبول تحديات اللغة والانتصار على ألاعيبها، فاكتشفت أن حكايات أندرسون التى يطلق عليها أحيانا صفة “الخرافية” هى الأقرب إلى المستوى الذى أسميته الشعر بالفعل، وقد علمت مؤخرا أنه حاول أن يكتب للمسرح، وايضا أن يقرض الشعر ولم ينجح فى أى منهما بإقرار النقاد، لكن نجاحه الفذ كان فى هذه القصص الذى أقر بنفسه أنها للكبار مثلما هى للصغار، لكنه لم يزعم أنها شعرا كما وصلتنى، تماما مثلما وصلتنى أحلام فترة النقاهة لنجيب محفوظ شعرا خالصا، حتى اضطررت فى الجزء الثانى (نشرة 8-5-2008 قراءة “أخرى” على أحلام فترة النقاهة تقاسيم على لوحات الأحلام) من دراستى لها أن أنقدها بمثلها فالشعر لا ينقد إلا شعرا؟.

سوف أقتصر اليوم على التعليق على قصة “الظل” التى نشرت كاملة أمس، بعد أن أكتشفت أنها لا توجز، وكنت قد أوجزتها فى دراستى المقارنة بين هذه القصص (الخرافية) القصائد وبين بعض شعر أحمد شوقى للأطفال والتى نشرت فعلا فى مجلة وجهات نظر (عدد مارس 2005)، بعنوان: أطفالنا بين روح الشعر ونظم الحكمة” وجاء فيها:

“… كانت البداية هى تصورى أنه من الممكن أن أعمل مقارنة بين مختارات ديوان شوقى للأطفال وتلك المقتطفات من أندرسن، وكنت فى أول الأمر منبهرا بديوان شوقى لخفة الدم، والسخرية، والنقد السياسى، والصور المتقنة المتحركة غالبا، لكننى وجدت نفسى بعد قراءتى كتابَىْ أندرسن، فى بؤرة قضايا نقدية ومعرفية متحدية: عن ماهية الشعر، وما هية الطفل، وواقعية الخيال، وأزمة التربية المعاصرة، وإبداع الشخص العادى دون ناتج معلن! وأيضا عن غريزة الإيمان، وحركية الوجود. يا خبر!! هل طُرح أى من ذلك نفسه على وعى أندرسن وهو يكتب؟ الإجابة الأصح هى بالنفى، الأرجح أن بعض ذلك يمكن أن يكون قد ورد على هامش وعيه أو فى جماع مستويات وعيه دون تحديد مسبق أو قصد ظاهر. لا يمكن أن يكتب كاتب أو شاعر  قصة مثل قصة “الظل” دون أن يكون حدسه الإبداعى قد وصل إلى عدة حقائق لم تظهر  فى نظريات سيكوباثولوجية ونقدية وإبداعية إلا بعد أكثر من قرن. على سبيل المثال: نظرية التحليل التفاعلاتى (تعدد الذوات: Transcultural Analysis، ومفهوم “التفرد”Individuation فى نظرية يونج، ثم معظم نظريات الإبداع الأعمق المتصل بالعملية الإبداعية  “الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع” (3) و“جدلية الجنون والإبداع”  (4) وليس فقط بالناتج الإبداعى.

كيف القراءة والتلقى؟

ليست القضية الاعتراف بسبق حدس أندرسن  أو محاولة تفسير إبداعه للطفل بنظريات علمية أو نقدية لاحقة، القضية هى محاولة احترام ما يتحرك فى حدس المبدع من أعماق، قبل أن نحسبها بالحذلقة المعقلنة، أو التفسيرات الفوقية، ثم إن هذه الإشكالات التى تبدو للكبار شديدة التعقيد والصعوبة تكاد تكون أمرا طبيعيا للأطفال لقربها من حقيقة الفطرة، دون حاجة إلى برهان، فهى أقدر على الوصول إلى وعى  الطفل مباشرة، وأحيانا إلى الكبير أيضا بقدر ما يحوى كيانه من طفل نشط متبادل متكامل معاًً. على من يريد أن يقرأ أندرسن بما هو، خاصة من الكبار، أن ينسى حكاية التفرقة بين ما هو خيال وما هو واقع، وأن يستقبل كل شخوص قصصه بعينيه وجسده قبل عقله وتجريداته، فيتخفف من أى تفسير أو تنظير وصىّ وهو يصاحب شخوص الخيال والواقع معا، وكأنه يلمسهم أحياء لا تصورات. (أعترف أننى كدت أدخل معهم فى عالمهم لولا خوفى من جهلي طريق الرجوع).

لم أعثر على القصة التى نشرت أمس  “الظل” (5) فى المجموعة التى نشرتها مكتبة “ميريت” ترجمة الدكتور عبد الحميد يونس، وكانت قد ساورتنى بعض الشكوك فى الترجمة التى صدرت من مجلة “القاهرة”، فحصلت على نص آخر من “جوجل” لم يكتب اسم المترجم عليه، فأنزلت النصّ بالانجليزية، وإذا بهذه الترجمة هى الأدق بكل المقاييس، ذلك أننى بمراجعة الأصل بالانجليزية، لم أجد ما يسمى “روح الشعر” أصلا فى مقابل “طالب العلم”، كما جاء فى الترجمة الأولى وهذا ما بنيت عليه نقدى السابق من منظور تعدد الذوات، وإنما كان النص الجديد، وبالانجليزية يصف الرجل الأصل (الغريب) بأنه “الرجل المتعلم” The learned man ، وكل ما جاء عن الشعر هو وصف “الظل” لصاحبه كيف كانت ساكنة البيت المقابل “رائعة الروائع”، وأنه قرأ عندها كل روائع الشعر أو لعلها هى الشعر!! أما حكاية روح الشعر التى شدتنى فى الترجمة الأولى فقد جرجرتنى إلى فكرة الانشقاق، وتعدد الذوات.

ورد فى الترجمة الأحدث والأدق أن “الظل” أخبر “الرجل المتعلم” أنه وجد فى المنزل ربة الشعر، فى حين جاء فى الترجمة الأولى “مجلة القاهرة” أنه تمثل روح الشعر حتى أصبح هو كذلك فى مقابلة مع طالب العلم مما جعلنى أركز على هذا الاستقطاب فى نقدى السابق.

وسوف أنشر اليوم النص بالانجليزية لمن أراد أن يقارن، وسوف يجده سهلا وطبق الأصل بما جاء فى النص بالعربية أمس، ثم أنشر بعد  ذلك – ولو على سبيل الدعابة أو الدعوة – الواجب المنزلى الذى آمل أن يحمسنى وأنا أعلق برأيى على علاقة كل ذلك بالإدراك أساسا من مدخل الحلم والشعر.

*****

The Shadow

Hans Christian Andersen

ويمكن قراءتها من خلال الـ Link هذا:

http://hca.gilead.org.il/shadow.html

*****

الواجب المنزلى:

لمن قرأ النص أمس مرتين على الأقل، وأكثر لمن قرأه مرة بالعربية أمس، ومرة بالانجليزية بالموقع المشار إليه اليوم:

1) هل لك ظل؟ وهل راقبته وتحاورت معه؟

2) هل انت على وفاق معه؟

3) هل تنساه أم تستعلمه أم يستعملك؟

4) ما علاقة ما جاء فى القصة عن “الظل” بالإدراك كما جاء فى الملف (خاصة مؤخرا)؟

5) ما رأيك فيمن يختزل هذا الظل إلى ما يمسى “القرين”، ويسلّم للمجهول؟

6) هل تفتح هذه القصة المجال للأطفال ليصدقوا “لبس الجان”؟ أم أنها تساعدهم على تنشيط خيالهم؟

7) هل وصلك تنبيه أن “الرجل المتعلم” إذا انسلخ منه ظله لم يعد إلا تابعا حتى لظله؟

8) هل وصلتك أية فكرة عن حتمية تبادل الأدوار ولو فى الحلم؟

9) ما هى أكفأ الطرق للتوليف بين الأصل والظل حتى نتجنب به هذه النهاية المفجعة؟

10) هل إعدام “الرجل المتعلم” لحساب الظل هو الحل الأمثل وما رأيك فى مشاعر الأميرة ومعها الظل بعد أن تخلصا من “الرجل المتعلم” بهذه القسوة؟

11) هل الإدراك أقرب إلى “نشاط ورحلة الظَل المعرفية” أم إلى “حسابات وطيبة الرجل الغريب المتعلم”؟

12) هل وصلك شىء مفيد من تبادل الأدوار بين الظل والرجل المتعلم؟ وهل تتصور أن ينتظم ذلك دوريا؟

13) هل يمكن أن يتخلق لنا ظل جديد إذا فقدنا ظلنا الأصلى (كما حدث فى القصة)؟

14) ما هو السبيل لتنظيم العمل (حتى الولاف) بين الأصل والظل، بين النصفين الكروتين، بين التفكير والإدراك، بين الإدراك الحسى والإدراك المتجاوز؟

15) وما علاقة ذلك بالإبداع؟

16) من هو الذى أحببته أكثر؟

[1] – I’m Hans I’m Hans I’m Christian Andersen that is me ثم  that is this

[2] – polpette con do my thing if somebody else hold the spring the spring thes prins

[3] – يحيى الرخاوى “الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع” مجلة فصول، المجلد الخامس – العدد الثانى يناير 1985.

[4] – يحيى الرخاوى “جدلية الجنون والإبداع” مجلة فصول، العدد الرابع، 1986

[5] –  ملحوظة: كنت حاولت أن أربط بين رواية كانديرا “كائن لا يحتمل خفته” وايضا “الرجل الذى فقد ظله” لفتحى غانم، ووجدت فى الأولى ما يحتمل علاقة ما لكننى وجدت الأخرى ليس لها علاقة عميقة إلا فى العنوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *