الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الوفد / قالوا “إيش” خاطر الأحزاب؟!! قالوا سياسة بحق وحقيق!!

قالوا “إيش” خاطر الأحزاب؟!! قالوا سياسة بحق وحقيق!!

نشرت فى الوفد

19-8-2009

قالوا “إيش” خاطر الأحزاب؟!! قالوا سياسة بحق وحقيق!!

‏بعد تصريحات السيد صفوت الشريف الطيبة، ونقده البناء للممارسة الحزبية فى بر مصر، يبدو أنه  على الأحزاب (باستثناء الحزب الوطنى، فما زلت أنكر وجوده كحزب، برغم تصحيح الأستاذ أبو سيف يوسف لى، أنظر بعد)، أقول:على جميع الأحزاب (23 حزبا تقريبا)، أن تستوعب هذا النقد، فتعدل مسارها وتحسن أداها، وتهم  همة رجل واحد، وهات يا سياسة، بشكل أكثر جدية ومسئولية، لتساهم من موقعها (لست أدرى أين؟) فى إصلاح ما فسد جدا، ودفع الأمة إلى إتمام المهمة (الغير واضحة تماما).

هذا هو غاية ما فهمته من تصريحات السيد صفوت الشريف، باعتبار أنه : لكى يكون الحزب حزبا، لا بد  أن يكون له حضور فعلى بين الناس، فى المصانع، والحقول، والمدارس والجامعات والنوادى، وكافة تجمعات فئات الشعب العاملة والخاملة، يتكاتفون  لإحياء نبض العمل  السياسى من أول وجديد”، (وكلام كبير آخر)، إلا أن داخلى الخبيث، سمح لبعض الأمثال الشعبية أن ترد عليه رغما عنى، فنهرتُها نهرا شديدا، فأبتْ، فأزحتـُها إلى نهاية المقال، وكنت منذ فترة قصيرة قد عدلت عن الاستشهاد  بالأمثال الشعبية العريقة، اقتناعا منى بما وصلنى من تنبيه الصلاحَـيْـن: صلاح عبد الصبور، وصلاح جاهين. أما عبد الصبور فقد نبهنى فى مسرحيته  “ليلى والمجنون” من خلال المقطع الذى يقول فيه: يأتي من بعدي من يعطي الالفاظ معانيها، يأتي من بعدى من لا يتحدث بالامثال“،  أما جاهين فقد نبهنى بقول مأثور عنه (ليس شعرا) أنه: “إفعل أى شىء تقرره، وستجد مثلا يبرره”، عدلتُ عن الرد  بالأمثال فى بداية المقال وأزحتها أختم بها، لكن العنوان أبى أن يتغير.

ثم اقتحمتـْنى ذاكرتى هذه المرة تذكرنى أننى كتبت أعارض المعارضة ربما فى نفس اتجاه السيد الشريف، فرحت أبحث عن مقال قديم لى حتى وجدته، (الأهالى 11 أغسطس سنة 1982) بعنوان “معارضة المعارضة، ضرورة حيوية”،ووجدت  أنه من المناسب أن أقتطف بعض ما جاء فيه منذ أكثر من ربع قرن، لعله يخفف من وقع ما جاءنى من أمثالنا العامية.

 وفيما يلى بعض المقتطفات (مضافا إليها – أحيانا- تعليق محدود فى كلمات بين قوسين)

مقتطفات من قبل ربع قرن:

“…يحاول‏ ‏هذا‏ ‏المقال‏ ‏أن‏ ‏يجيب‏ ‏على ‏سؤال‏ ‏يقول‏: ‏هذه‏ ‏المعارضة‏، ‏تعارض‏ ‏مَنْ؟‏ ‏ثم‏: ‏و مَنْ‏ ‏يعارضها‏ ‏؟‏

‏1- ‏هى ‏تـُـواجه‏ ‏إعلانات‏ ‏رسمية‏ ‏فى ‏الصحف‏ ‏القومية‏ ‏أساسا‏ ‏فى ‏شكل‏ ‏مقالات‏ ‏أو‏ ‏تحقيقات‏ ‏تصدر‏ ‏من‏ ‏السلطة‏ ‏أو‏ ‏بوحى ‏السلطة‏ ‏أو‏ ‏بحسابات‏ ‏اتجاهات‏ ‏ريح‏ ‏السلطة‏؟.‏إذن هى لا تواجه ناسا “الناحية الثانية”، بل تواجه كلاما مكتوبا ‏ ‏من قبل الحكومة‏ ‏دون‏ ‏ناس‏ ….

‏2- ‏….‏ ‏هى ‏تواجه‏ ”‏قوى” ‏سلطوية‏ ‏حقيقية‏ ‏تتمثل‏ ‏أساسا‏ ‏فى‏ ‏البوليس‏ والجيش……” “…..ومواجهة‏ “‏الناس‏” ‏بالنار‏ ‏أو‏ “بالقرار الجازم‏” ‏قد‏ ‏ترجح ‏كفة‏ ‏من‏ ‏بيده‏ ‏القوة‏ ‏مؤقتا‏، ‏ولكنها‏ ‏لا‏ ‏تصنع‏ ‏فكرا‏ ‏أوناسا‏ ‏أو‏ ‏تطويرا‏ ‏أو‏ ‏شارعا‏ ‏سياسيا‏ ‏مشاركا‏ .‏…..(لا توجد مباراة بين الحكـَم وفريق واحد !!!)

3- ….. اذا‏ ‏كانت‏ ‏الديمقراطية‏ ‏تعنى ‘‏الرأى ‏والرأى ‏الآخر‏’ ‏فانى ‏لا‏ ‏أكاد‏ ‏أتبين‏ ‏فيما‏ ‏يجرى ‏إلا‏ “‏الرأى ‏الآخر‏ .. ‏دون‏ ‏الرأى” ‏(وبالعكس)، فلعل‏ ‏حقيقة‏ ‏المواجهة‏ ‏الجارية‏ ‏تجرى ‏بين‏ “الرأى” (المعارضة) ..‏والفعل‏ ‏الآخر‏ “‏أو‏ ‏بين‏ ‘‏‘‏الرأى” ‏والسيف‏ ‏الآخر‏ ” ‏أو‏ ‏بين‏ ‘‏‘‏الرأى”..‏والوعد‏ ‏الآخر‏ ” ‏أو‏ ‏بين‏ ‘‏‘‏الرأى”.. ‏والأمر‏ ‏الآخر‏’ ..‏، ‘‏الرأى” تبديه المعارضة، (أما) السيف، والوعد،  والأمر (فكلها) بيد الآخر  ..إلخ

فى الأسبوع التالى مباشرة  قام بالرد على مقالى هذا المرحوم أبو سيف يوسف بموضوعية وعلم ورحابة صدر، فى الأهالى أيضا (18 أغسطس 1982) بعنوان : “نرحب‏ ‏بمعارضة‏ ‏المعارضة‏ .. ‏وهذا‏ ‏ردنا‏”:، وقد استفدت منه ما استطعت، من قوله مثلا: ” ويسمح‏ ‏لنا‏ ‏د‏. ‏الرخاوى ‏بأن‏ ‏نختلف‏ ‏معه‏ ‏حول‏ ‏مقولة‏ ‏أن‏ “‏التجمع”  ‏يعارض‏ ‏أو‏ ‏يصارع‏ ‏شبحا‏ ‏اسمه‏ ‏الحزب‏ ‏الحاكم‏، ومصدر‏ ‏الخلاف‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏أدبيات‏ ‏السياسة‏ ‏قد‏ ‏استقرت‏ ‏منذ‏ ‏زمن‏ ‏طويل‏ على… ‏.. ‏أن‏ ‏الحزب‏ ‏هو جماعة‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏تنظم‏ ‏نفسها‏ ‏بهدف‏ ‏ادارة‏ ‏سياسات‏ ‏الحكومة‏، وفى ‏بلادنا‏ ‏يتولى ‏السلطة‏ ‏مجموعة‏ ‏يضمها‏ ‏تنظيم‏ ‏اسمه‏ ‏الحزب‏ ‏الوطنى ‏الديمقراطى ‏تدير‏ ‏الحكومة‏ ‏وتصدر‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏نوابها‏ ‏التشريعات‏ ‏التى ‏تضمن‏ – ‏فى ‏خاتمة‏ ‏المطاف‏ – ‏تحقيق‏ ‏أكبر‏ ‏فائدة‏ ‏للطبقة‏ ‏أو‏ ‏للشريحة‏ ‏الاجتماعية‏ …”إلخ،

وبرغم  وضوح هذا التعريف العلمى، واقتناعى الشديد بموضوعيته، فأنا ما زلت بليدا فى السياسة، فأتصور – بالعافية – أن الحزب الحقيقى، لا يكون حزبا إلا إذا خرج من الناس، ليمثل الناس، وما زلت أرى أن الحزب الوطنى ليس إلا تجمع قهرى هو أحد وجهىْ السلطة، لا أكثر: الحكومة وجه، و الحزب الوجه الآخر، (أين الناس؟)،  ومع ذلك، فالمرحوم أبو سيف هو الأصح.

الأمثال العامية ترد على السيد صفوت الشريف، مستقلة عنى، فأقوم بتحديث سياسى محدود:

المثل الأول : إيش خاطر الاعمى؟!  قال قـُـفّة عيون

التحديث السياسى : إيش خاطر الأحزاب، قالوا سياسة بحق وحقيق

المثل الثانى: قالوا يلعن أبوك اللى مات مالجوع، قال : هوا لقى أكل ولا كلشى

التحديث السياسى: قال جاتكوا خيبة فى أحزابكو اللى حاتموت من قلة  السياسة، قالوا: هوا حنا لقينا سياسة وما اشتغلناش؟

المثل الثالث: تقول الحماة لزوجة ابنها  وهى تعزم عليها بالخبز الجاف

صِحِيحْ ما تـِكسرى، ومكسورْ ما تاكلى، وكُلى يا ضنايا لما تشبعى”

التحديث السياسى: يقول السيد صفوت الشريف لرجال الأحزاب

“على كرسى الحكم إياك تقرب، وانتخابات حرة بعيدة عن شنبك، ومارس السياسة على كيف كيفك”

وبالشعر العربى الفصيح:

ألقاه فى اليــمِّ مكتوفا وقال له :   إياك إياك أن تبتل بالماء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *