الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (22) شرح على المتن: ديوان أغوار النفس عن العلاج النفسى والأيديولوجيا (1 من 2)

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (22) شرح على المتن: ديوان أغوار النفس عن العلاج النفسى والأيديولوجيا (1 من 2)

نشرة الإنسان والتطور

بقلم : يحيى الرخاوى

 2001-1980

نشرة يومية من مقالات وآراء ومواقف

 تعتبر امتداداً محدوداً لمجلة الإنسان والتطور

18-8-2009

السنة الثانية

العدد:  718
image002

عن العلاج النفسى والأيديولوجيا (1 من 2)

image004

لهذه القصيدة حكاية، فقد صدرت فى الطبعة الأولى للديوان باسم “شبه الإنسان” (فى 166 كلمة)، ثم جرى تحديث محدود بعد ذلك، لم ينشر (غالبا)، ثم أجرى تحديث أخير وأنا أعدها لأضمنها فى هذا العمل الذى لا يريد أن يستقر على منهج، فإذا بها تصل إلى أربعة أضعاف حجمها (735  كلمة)،

طيب!!! بالله عليكم أليس من حقها أن تصدر مستقلة أولا دون وصاية من شرح، أو إيلام بالتشريح

لست متأكدا!!

سوف أكتفى اليوم بتقديم الفكرة  المقدمة

ثم ماتيسر من القصيدة بعد تحديثها

ثم نعود إلى ما تبقى غدا، متورطين أو غير متورطين فى التشريح والتسطيح، ربنا يستر،

المقدمة وباعث القصيدة:

من‏ ‏أصعب‏ ‏ما‏ ‏يواجه‏ ‏الطبيب‏ ‏النفسى ‏أن‏ ‏يعالج‏ “‏أصحاب‏ ‏المباديء‏ ‏الثابتة‏”، ليس مهما أن تكون المبادئ سليمة، أو صحيحة، أو أصح، ولكن الصعوبة تأتى من أنها ثابتة، والمتابع لحوارى مع الله استلهاما من مواقف ومخاطبات مولانا النفرى وهو يعلمنا خطورة العلم المستقر، وأيضا خطورة الجهل المستقر، خطورة هذا الاستقرار الجاثم على حركية نمونا، وبالتالى على توجهنا إلى الله تعالى، الجاثم بالعلم أو بالجهل فما بالك بالفكر المستقر، والنظرية المستقرة التى هى مرادفة للأيديولوجيا.

حين كتبت هذه القصيدة فى صورتها الأولى سنة 1974 ، لم يكن الاتحاد السوفيتى قد تفكك بعد، ولم يكن فوكوياما قد أعلن – بخيبة مؤقتة – موت التاريخ، كان –مثلما هو الآن- ما يشغلنى آنذاك هو “موت الإنسان” من حيث أنه حركة ووعى وتاريخ، وكان ما بلغنى من الممارسة الخاطئة للفكر الاشتراكى (وليس من حركية هذا الفكر البسيطة والبديهية والواقعية والممكنة) أن التاريخ توقف عندما فعله من قلبوه أيديولوجية هذا الفكر الحركى إلى جامدة، مع أن المفروض أن الفكرة فى عمق اصالتها، هى ضد فكرة الأيديولوجيا أصلا، شعرت أن حركية الفكر خمدت عند من زعم امتلاك حق احتكار تطبيق العدل، فما بالك عن من تبعهم – منا– مقلدين بغباء أو بإدعاء ممن لم  يستوعبوها أصلا، ولم يعرفوا عنها إلا ما شاع عنها، أو ما بلغهم من ظاهر تطبيقها وسفه منفذيها.

الإشكالة فى العلاج النفسى:

هذه قضية سياسية لسنا فى موقع مناقشتها، وإن كانت القصيدة تبدو سياسية فى المقام الأول، خاصة بعد تحديثها، إلا أن  ما يهمنا هنا هو ذلك الإنسان المريض الذى جاء يعانى وقد سبق أن تورط فى تقديس هذه المبادئ التى هى أصلا ضد “أى تقديس”، ثم نكتشف أن هذه المبادئ قد استعملها صاحبنا بتماسك بها حين قامت  بحمايته شخصيا  بنجاح، كآلية دفاعية أساسا، أكثر منها كموقف أو كمذهب عام قابل للاختبار سعيا إلى إقامة العدل وتحريك التطور على أرض الواقع لكل الناس؟ هذا الشخص كان – غالبا–  يستعمل النظرية الأيديولوجيا تماما كما يستعمل شخص متدين الدين، ليس لتسهيل توصيله إلى الإيمان كدحا إلى وجه الحق، وإنما يستعمله ليستقر فى موقعه بعيدا عن حركية نموه (التى هى موازية – غالبا – لما أسماه كارل يونج : تجربة الرب) ، هنا يصبح الدين آلية دفاعية Mechanism تماما مثلما تصبح الأيديولوجية الاشتراكية آلية دفاعية، وطالما نجحت هذه الآلية هنا أو هناك من قبل أن يمرض صاحبها، أو دون أن يمرض أصلا فليس للطب النفسى ولا العلاج النفسى حق حتى فى مجرد نقدها، إنما ينشأ الإشكال حين يأتى صاحب هذه الآلية (فى الدين الجامد أو الأيديولوجى المقدس)، ويعانى نفسيا، فيجد الطبيب نفسه مضطرا إلى التلميح أن هذه الآلية التى قامت بالواجب فيما قبل المرض، معرضة للفحص والنقد وإعادة النظر، مثل أية آلية أخرى،

 هنا يقفز عامل آخر، وهو ما ألمحنا إليه فى مواقع أخرى كثيرة،(1). هذا العامل هو: ماذا عن أيديولوجية المعالج نفسه، وكيف يمكن أن تكون عاملا فاعلا بعلمه أو يغير علمه فى مسيرة العلاج، وهل يمكن أن يزعم المعالج أنه محايد فى حين أن داخل داخله قد يحكم على هذه أيديولوجية مريضه بالزيف أو بالفشل أو بالعبث أو بالاغتراب أو بغير ذلك ؟

فى البلاد المتقدمة يتجنب هذا الحرج الممارس حين يمتنع الطبيب – بالأمر وبالعرف وبالقانون– أن يسأل مريضه عن دينه أو عن توجهه السياسى،(2) وكأن مجرد تجهيل هذه المنطقة عند المريض، مع تصور الطبيب أنه أخفاهما أيضا بالنسبة لنفسه (إيش أدراه؟) يمكن أن يصبح العلاج أكثر موضوعية(3). طبعا هذا كلام سطحى، ناقشناه أيضا مع موضوع استحالة الحياد المطلق فى العلاج النفسى.

إذن ما العمل؟

ليس عندى اهتمام مباشر بالعمل السياسى، وإن كنت – مثل أى شخص يعيش فى مجتمع  تنظمه سلطة ما – سياسى رغم أنفى، تقفز لى هذه القضية بشكل شخصى حين اضطر، ولو بينى وبين نفسى أن أتساءل عن موقعى الشخصى من هذا المذهب السياسى أو ذاك، وأيضا عن موقفى من هذا النوع من التدين أو ذاك، وهى قضية تحتد حين أواجه بمريض صاحب مذهب واضح محدد، أو صاحب أسلوب فى التدين راسخ جامد ثم يأتى  يسألنى النصح، فيقفز لى –غالبا–  أنه لو كان على صواب فى مذهبه هذا أو فى طريقة تدينه ، لما مرض، ولما جاء يستشيرنى – أنا المهزوز على الأقل من وجهة نظرى وأمأل نفسى بشكل مباشر أو غير مباشر أين مذهبه مما حدث له.

  لا يجوز أن يجرى الأمر كذلك، وفى هذه الحالة (حين أضبط نفسى متلبسا بهذا السخف)، أتصور أننى كان يمكن أن أعفى نفسى من هذا الحرج بأن أدعى الحياد، لكننى عادة لا أستطيع فأتقدم خطوة لأعامل هذا الموقف الأيديولوجى الجامد أو طريقة التدين المستقرة بلا حراك، أعامل هذا أو ذاك باعتباره ميكانزم معرض للاهتزاز مثل أى ميكانزم، وهكذا تنتقل القضية من منافشة المحتوى (مضمون الأيديولوجى، أو مضمون طريقة التدين) إلى العمل على إنجاح أى منهما كما كان ناجحا فى الحفاظ على تماسك صاحب أيهما متوازنا غير مريض، فإذا فشلنا، فالأمر يحتاج إلى إعادة نظر، لإطلاق مسيرة النمو، وهو نفس ما نلجأ إليه فى التعامل مع أى ميكانزم.

هناك بعد آخر ينبغى وضعه للاعتبار فى شأن المريض، قبل وبعد تعلقه بمنظومته الدفاعية: أيديولوجية” أو دينا، ذلك أن بعض المرضى الذين يحضرون للعلاج يعلنون أن ما ألمّ بهم من مرض أو إعاقة إنما يرجع إلى تدهور قيم المجتمع عامة، والظلم السائد فيه، والاغتراب الغالب عليه ، وكذا وكيت، وكأن الحل ليس فى أن يشفوا هم، حتى يستطيعوا أن يواصلوا تغيير ما يعترضون عليه بالثورة أو الإبداع أو الإصلاح أو أى دور يرتضونه ، بل إنه بعضهم يلح على الطبيب أن يفهم أنه لن ينصلح حال مرضه ، ولن يشفى إلا إذا انصلح حال المجتمع، وكأن مهمة الطبيب – حتى يشفيه – هو أن يُصلح حال المجتمع، ويقيم العدل، وربما يوزع الأرزاق، طبعا المريض لا يقول هذا صراحة ، ولكنه يحيل أية معاناة إلى مثل هذه الأسباب ويلقيها فى وجه الطبيب وينتظر.

 فى كثير من هذه الحالات لاحظت كيف ‏‏تحل‏ ‏المناداة‏ ‏بالمباديء‏ ‏المثالية،‏ ‏سماوية‏ ‏كانت‏ ‏أم‏ ‏إنسانية‏، ‏محل‏ ‏الحياة‏ ‏الواقعية‏ ‏اليومية‏، ‏وتبدو‏ ‏المباديء‏ ‏التقدمية‏ ‏أو الاشتراكية أو اليسارية‏ ‏أكثر‏ ‏إغراء‏ ‏للشباب‏ ‏من‏ ‏غيرها‏ (أو هكذا كانت تبدوا أيام كتابة النسخة الأولى  للقصيدة) ، فكنت كثيرا ما أتبين أن‏ ‏المناداة‏ ‏بهذه‏ ‏المباديء بكل هذا الحماس، وبكل هذا الكلام، فى الموقف العلاجى، هو نوع من إعلان ضمنى بعدم الالتزام بالمشاركة فى تحقيقها، وبرغم ذلك ، فقد لاحظت من أصحاب هذه المبادئ أنهم أحيانا يحضرون وعندهم تصور عن أيديولجية أو دين المعالج (من مقال قرأوه ، أو حديث سمعوه، أو شاهدوه أو خبر تناقلوه …إلخ)، وحين يكتشف الواحد منهم أن المعالج ليس كما تصور (ليس اشتراكيا، ليس مستشيخا، ليس مثاليا …إلخ) تهتز ثقته، وقد يتراجع، أو قد يواصل متحديا (هاديا أحيانا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر) فتنقلب المسألة العلاجية إلى مناقشات سياسية أو اقتصادية أو فقهية،(لو لم يأخذ الطبيب حذره) وتضيغ معالم المهمة العلاجية، وتبهت محكات قياس التقدم فى العلاج.

.. وفى العلاج الجمعى

لاحظت فى ‏العلاج‏ ‏الجمعى ‏ ‏ ‏أن‏ ‏أكثر‏ ‏أفراد‏ ‏العلاج‏ ‏اغترابا عن التفاعل النشط فى  ‏”‏ ‘‏هنا‏’ ‏و‏’‏الآن‏'” ‏هم‏ ‏الجاهزون‏ ‏بهذه‏ ‏الأفيشات‏ ‏البراقة‏، ‏وحين‏ ‏كنت‏ ‏أصر‏ ‏أن‏ ‏أجذب‏ ‏بعضهم‏ ‏إلى ‏اللحظة‏ ‏الراهنة‏، ‏كان‏ ‏الواحد‏ ‏منهم‏ ‏يكاد‏ ‏يطلق‏ ‏عدوانه‏ ‏بلا‏ ‏هوادة‏ ‏احتجاجا‏ ‏على “‏رجعيتى”، ‏وقد يشك فى ‏محاولة‏ ‏غسيلى ‏لمخه لأخلع عنه أيديولوجيته.. ‏الخ” ‏وبالتالى ‏قد يتردد فى وضع الثقة ، أو حتى فى استمرار العلاج احتجاجا‏ ‏على ‏بعدى ‏عن‏ ‏التعاليم‏ ‏المقدسة‏ (أيديولوجيا أو دينيا) ‏التى ‏يؤمن‏ ‏هو‏ ‏بها‏” ..

‏وكما‏ ‏يستغرق‏ ‏الشخص‏ ‏الرأسمالى فى ‏جمع‏ ‏المال‏، ‏ويكتمل‏ ‏اغترابه‏ ‏حين‏ ‏ينسى ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏المال‏ ‏ليس‏ ‏إلا‏ ‏وسيلة‏ ‏لتحقيق‏ ‏فرص أوسع لحركية نموه، ‏ ‏وإطلاق‏ ‏حيويته،‏ ‏وتأمين‏ ‏وجوده‏.. ‏ومن‏ ‏ثم‏ ‏اكتساب‏ ‏حرية‏ ‏داخلية‏ ‏تعقبها‏ ‏فاعلية‏ ‏الخلق‏ ‏والعطاء‏، ‏كذلك‏ ‏فإن‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏الشخص‏ ‘‏المبادئى كلاما ‘ ‏يستغرق‏ ‏فى تكريس‏ ‏الأفكار‏ ‏والمباديء‏ ‏وتسلسل‏ ‏المنطق‏ ‏والدفاع‏ ‏النظرى عن ايديولوجيته ‏ليحقق الانتصار‏ “النقاشي‏”، ‏فيكتمل‏ ‏اغترابه‏ ‏بالابتعاد‏ ‏المنظم‏ ‏عن‏ ‏ذاته‏ ‏وعن‏ ‏أرض‏ ‏الواقع‏ ‏الفردى ‏وعن‏ ‏مواجهة‏ ‏مشاكل‏ ‏الوجود الجماعى‏ ‏فى ‏نطاقها‏ ‏الحى، كل هذا قد يكون مقبولا ومفيدا فى مجال آخر غير مجال العلاج، لكن متى ما احتاج الأمر إلى طلب المشورة والمساعدة المهنية، بما فى ذلك من إعلان اهتزاز هذه الحيلة الأيديولوجية الدفاعية، فإن الحسابات تختلف، والمنهج يختلف، والمحكات تختلف.

‏حاولت‏ ‏أن‏ ‏أسائل‏ ‏نفسى ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏السكينة‏ ‏الظاهرية‏ ‏التى ‏يتحلى ‏بها‏ ‏بعض‏ ‏أصحاب‏ ‏هذه‏ ‏الآراء‏ ‏ووجدتها‏ ‏أحيانا‏ ‏أقرب‏ ‏إلى ‏اللامبالاة‏ ‏نتيجة‏ “ل‏تصور‏” ‏حل‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏بمجرد‏ ‏الحديث‏ ‏عنه‏ .. أو إعلان أن “كذا هو الحل” (سواء كان كلمة الإسلام – أو الديمقراطية – أوالاشتراكية أو الثورة – أو التنوير ..الخ)، ليكن، ‏ولكن‏ الأمور لابد أن تختلف ‏حين‏ ‏تظهر‏ ‏أعراض‏ ‏المرض حيث لابد أن‏ ‏تبدأ‏ ‏المراجعة مع ظهور المرض أو أثناء العلاج‏ .. ‏وما‏ ‏يكاد‏ ‏التغيير‏ ‏يعرض‏ ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏خلال‏ إحياء حركية ‏الاختبار‏ ‏اليومى عبر ‏المواجهة‏ ‏العلاجية‏ ‏حتى ‏تبدأ‏ ‏وظيفة‏ ‏هذه‏ ‏الأفكار‏ ‏تتعرى، ويلوح أمل فى العوده إلى إطلاق حركية النمو ولو لفرد واحد، الذى هو بمثابة لبنة هامة فى  مسيرة النمو الجماعى، ومن ثم العدل، والعمل، والحرية الحقيقية والإبداع.

وبعد

القصيدة لا تتناول هنا تفاصيل هذا الموقف العلاجى بشكل مباشر، أو حتى غير مباشر، بل الأرجح أن هذا الموقف قد أثار فى شخصى تحديات تلزمنى أن أعلن رأيى الذى يبدو نقدا سياسيا بشكل أو بآخر، حتى تناولت القصيدة بعض تاريخ الثورة (تقريبا)، وشعارات الاشتراكية بدون اشتراكية، والكبت السياسى، والقهر السلطوى، وغسيل المخ ، والافتقار إلى الأمان وغير ذلك

أكتفى اليوم بنشر ما تيسر من المتن كله دون تشريح، انتظارا لما يجد غداً ونحن ننشر الباقى ثم نرى

القصيدة (مكتملة: بعد التحديث)

‏(1)‏

شـِدّوا‏ ‏الستايرْ‏،

 ‏كعب‏ ‏داير‏ْْ،‏

وْخيوطها‏ ‏من‏ ‏ليف‏ ‏الضلامْ‏،‏

والنــصْبة‏ ‏كانت‏ ‏مش‏ ‏كما‏ ‏الواجب‏،‏

‏                             ‏ولا‏ ‏قدّ‏ ‏المقام‏،‏

‏ ‏وكإن‏ ‏مولانا‏ ‏ما‏ ‏كانشـى

‏                         ‏يوم‏ْْ ‏إِمام‏ْْ.‏

 (2)‏

كان‏ ‏بودى ‏ما‏ ‏شوْفشى ‏إن‏ ‏الحارة‏ ‏سدْ.

كان بودى ينجحوا، لكن بجدّ

كان‏ ‏بودّى ‏أَصَدّق‏ ‏انّ‏ ‏العْدلْ‏ ‏ُُمُمكن‏ْْ.‏

كان بودى ، كان بودى !! ، قلت: “يمكنْ‏”.‏

‏(3)‏

جه‏ ‏صاحبنا‏ ‏يشتكى من نور بصيرته

‏قام‏ ‏مِرَاجِعْ‏ ‏كْل‏ ‏سيرته‏،‏

اتوجَعْ‏، ‏لكنُّـهْ‏ ‏كمِّل‏، ‏

حتى لو خُرّاجُه عمِّلْ ‏:‏

 (4)‏

‏ ‏التعلب‏، ‏فات‏ ‏فاتْ‏،‏

وفْ‏ ‏راســُهْ‏، ‏أيْـدُولُوجِـيَّـاتْ‏.‏

والثورة‏: ‏شوية‏ ‏كلمَاتْ‏،‏

ورجالها‏َ: ‏لابْسين‏ ‏باشوات‏، ‏

بيحكـُّوا ويقولوا شعارات

 (5)‏

‏”‏فى ‏الواقعْ‏ْ: ‏إن‏ ‏الواقع‏ْْ، ‏واقع‏ْْ ‏جداً‏،”‏

والبنى ‏آدم‏ ‏يادوبْ‏: ‏مـادّة‏ْْ ‏ْوْتَاِريخ‏ْْ، ‏

والتاريخ‏ ‏عَرْكَةْ‏ ‏اللِّى ‏فاز‏ ‏فيها‏ ‏بيْركَبْ‏.‏

‏ ‏يطلع‏ ‏المـنْـبَـرْ‏ ‏ويخطُبْ‏:‏

إلعيال‏ ‏الشغالين‏ ‏هُمَّا‏ ‏اللِّى ‏فيُهمْ‏،‏

‏ ‏باسُمُهم‏ْْ ‏نـِـْلَعْن‏ ‏أبو‏ ‏اللِّى ‏خلّفوهم

‏”‏باسْمُهُم‏ْْ ‏كل‏ ‏الحاجات‏ ‏تِبْقى ‏أليسْطَا

والنسا‏ ‏تلبس‏ ‏باطِيسْـطَا

والرجال‏ ‏يتحجّـُبوا‏، ‏عامِلْ‏ ‏وأُسْطَىَ‏”.‏

 (6)‏

يعنى ‏كل‏ ‏الناس‏، ‏عُمُومْ‏ ‏الشعب‏ ‏يَعْنِى:‏

لمْ ‏لا‏‏بد‏ ‏إنه‏ ‏بيتغذّى ‏لِحَد‏ّ ‏ما‏ ‏بَطْنُه‏ ‏تِشْبَـْع‏. ‏

وامّا‏ ‏يِشْبَعْ‏ ‏يِبْقى ‏لازِمْ‏ ‏إنُّه‏ ‏يسْمَعْ‏.‏

‏ ‏وان‏ ‏لَقَى ‏سمْعُه‏ ‏ياعينىِ ‏مِشْ‏ ‏تمام‏ْْ،

                ‏يِبْقَى يسجد بعد ما يوطّى و‏يِرْكَعْ.‏

                بَسّ‏ ‏يلزَقْ‏ ‏ودنه‏ ‏عَالأْرضِ‏ ‏كـِـوَيِّسْ‏،‏

‏ ‏وان‏ْ ‏سِمْعِ‏ ‏حاجَةْ‏ ‏تِزَيَّقْ‏، ‏تبقى ‏جَزْمة‏ ‏حَضْرِة‏ْ ‏الأخ‏ ‏اللِّى عـيّن‏ْ ‏نَفُسُه‏ْ “‏رَيّسْ”‏، ‏

لاجْلِ‏ ‏ما‏ ‏يْعَوَّض‏ ‏لنَاِ‏ ‏حرمَانْ‏ ‏زمَانْ‏. ‏إمّالِ‏ ‏ايِهْ‏؟

واللِّى ‏يشبْع‏ ‏مِنكُو‏ ‏أكل‏ ‏وشُـوفْ‏،‏ركوعْ‏، ‏سمَعَانْ‏ ‏كلامْ‏،‏

يِقَدْر‏ ‏يـِنَامْ‏:

 ‏مُطْمَئِن‏ْ،

 ‏أو‏ ‏ساعات‏ ‏يقدر‏ ‏يِفِـنْ‏.‏

واللى ‏ما‏ ‏يسمعشى ‏يبقى ‏مُخّهُ‏ ‏فوِّتْ‏،

                  ‏أو‏ ‏غراب‏ ‏على ‏عِشُّه‏ ‏زَنْ‏.‏ 

 (7)‏

والحاجات‏ ‏دى ‏حلوة‏ ‏خالص‏ ‏بس‏ ‏إوعكْ‏ ‏تِسْتَـمَنّـى ‏إنك‏ ‏تقيسها‏،‏

أَصْلَهَا‏ ‏خْصُوصِى، ‏ومحـْطوطَة‏ْ ‏فى ‏كيسْها‏.‏

وانت‏ ‏بس‏ ‏تنفّذ‏ ‏الحتّة‏ ‏اللِّى ‏بَـظّــتْ‏ (‏يعنى ‏بانت‏).‏

إنت‏ ‏حُـرّ  ‏‏فْ كل‏ ‏حاجة‏، ‏إلآ‏ ‏إنك‏ ‏تبقى ‏حر‏.‏

‏(‏لأ‏ْْ، ‏دى ‏مش‏ ‏زَلِّـــةْ‏ ‏قَلْم‏، ‏ولا‏ ‏هِيّةْ‏ ‏هفوةْ‏، ‏

مش‏ ‏ضرورى ‏تـِتـْفَهمْ‏، ‏لكن‏ ‏مفيَدةْ‏، ‏

زى ‏تفكيكةْ ‏”‏داريدا‏”).‏

يعنى ‏كل‏ ‏الناس‏ ‏يا‏ ‏حبة‏ ‏عينى ‏ممكن‏ ‏تبقى ‏حرة‏ْ.‏

حرة‏ ‏كما‏ ‏وُلدوا‏ ‏وأكْتَرْ‏،‏

يعنى ‏بلبوص‏ ‏حر‏ ‏خالص‏، ‏بس‏ ‏ما‏ ‏ينطقشى ‏كلمة‏،‏

‏….. ‏يِتخدش‏ ‏بيها‏ ‏حياءْ ‏حامى ‏البلاد‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏غُمّـة‏ْ،‏

ما‏ ‏هو‏ ‏مولانا‏ ‏رأى ‏الرأى ‏اللى ‏ينفع‏، ‏

الحكومة‏ ‏تقول‏، ‏يقوم‏ ‏الكل‏ ‏يسمع‏.‏

واللى ‏عايز‏ ‏أمر‏ ‏تانى، ‏ينتبه‏ ‏للأوّلانى.‏

مش‏ ‏حا‏ ‏تفرقْ‏. ‏قول‏ ‏يا‏ ‏باسط‏ْْ.‏

‏ ‏والوثائق‏ ‏فى ‏المعانى، ‏والمعانى ‏فى الأوانى ‏ ‏.

والأوانى فى المباني، والمبانى شكل تانى!!‏

‏(‏برضه‏ ‏تفكيكة‏ ‏داريدا‏، ‏تبقى ‏هاصِت).‏

وإلى الغد

نكمل ونرى

[1] – لست متأكد هل كان ذلك  فى الفصول الأولى من هذا الكتاب، إنما أنا متأكد أننا عرجنا إليه فى ما نشرنا فى باب التدريب عن بعد

[2] – كما أذكر أننى أشرت إلى ذلك فى موقع آخر فى نشرات مختلفة أيضا

[3] – كلما ناقشنا موضوع استحالة الحيادية المطلقة فى العلاقة العلاجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *