الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (90) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (90) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 23-8-2012

السنة الخامسة

العدد: 1819
M_AFOUZ

ص 90 من الكراسة الأولى

23-8-2012_2

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

    _____

قل‏ ‏هو‏ ‏الله‏ ‏أحد‏

 ‏الحب‏ ‏معين‏ ‏السفر

……. البدر الساطع

نجيب‏ ‏محفوظ

 1/5/1995

القراءة:

* قل هو الله أحد: وردت الآية صفحة التدريب (17) نشرة 25-2-2010

برجاء الرجوع إليها لمن شاء

أما الجديد:

* “الحب‏ ‏معين‏ ‏السفر”: لست متأكد من قراءة الكلمة الوسطى

لكن ما ناقشته فيه طويلا هو علاقته بالسفر عموما، وبالذات سفرياته إلى اليمن وإلى يوغسلافيا وليس إلى رحلة العلاج الجراحى فى انجلترا، أما السفر إلى الاسكندرية فهو حكاية أخرى، وقد أشرت إلى كل ذلك فى كتابى “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” ولا أعتقد أن عندى المزيد عن ما قلته آنذاك مما أقتطفه هنا كالتالى:

“.. ذهبت‏ ‏إلى ‏بولمان‏ ‏المعادى ‏أودعه‏ ‏بمناسبة سفرى فى مهمة علمية دورية إلى سوريا، ‏……، ‏سأله‏ ‏د‏. ‏صلاح‏ ‏عن‏ ‏علاقته‏ ‏بالسفر‏ (‏ربما بمناسبة‏ ‏ذكر سفرى‏) ‏فحكى الأستاذ لنا  ‏بداية‏ ‏هذه‏ ‏العلاقة، ‏وتطورها، ‏وأنه‏ ‏فى ‏صغره‏ ‏كان‏ ‏يتمنى ‏السفر، ‏وينتظره، ‏ويستعد‏ ‏له، ‏وربما‏ ‏تأكد‏ ‏ذلك‏ ‏أيام‏ ‏تلهفه‏ ‏على ‏السفر‏ ‏فى ‏بعثة‏ ‏ما، ‏وأنه‏ ‏فى ‏السفرتين‏ ‏الوحيدتين‏ ‏اللتين‏ ‏سافرهما‏ (قبل السفر الاضطرارى لاجراء العملية): ‏مرة‏ ‏إلى ‏اليمن‏ (‏أياما‏ ‏معدودة‏)،  ‏وأخرى ‏إلى ‏يوغسلافيا، ‏أيام‏ ‏أن‏ ‏كانت‏ ‏يوغسلافيا‏ ‏يوغسلافيا‏،  ‏سـُرَّ‏ ‏أثناءهما‏ ‏سرورا‏ ‏شديدا، ‏وأحب‏ ‏السفر‏ ‏حبا‏ ‏جما، وكانت‏  ‏الطبيعة فى كلتيهما‏ ‏رائعة‏ ‏مثيرة، ‏لكن الحنين لم يعاوده تلقائيا لإعادة التجربة، ‏وقلت‏ ‏له‏ ‏إنه قد خطر لى يوما تفسيرا لعزوفه عن السفر، لا أذكر أننى أثبته فيما كتبت عنه، وهو أن ذلك يرجع غالبا  إلى استغنائه عنه، نتيجة‏ ‏ثراء‏ ‏خياله، ‏وتجدد‏ ‏وجاهزية تفجر‏ ‏وعيه‏، فهو‏ ‏يسافر‏ ‏فى ‏الداخل‏ ‏بما‏ ‏يغنيه‏ ‏عن‏ ‏سفر‏ ‏الخارج، وداخله ليس داخلا شخصيا ذاتيا مغلقا بقدر ما هو واقع آخر يحتوى كل ما وصله من ناحية، وما أعاد تشكيله من ناحية أخرى حتى لو لم يتجلّ فى إبداعه الظاهر، ‏وأن‏ ‏كثيرين‏ ‏يسافرون‏ ‏ولا‏ ‏يسافرون، ‏إذ‏ ‏يعودون‏ ‏بعد‏ ‏السفر‏ ‏مثلما‏ ‏كانوا‏: ‏أكثر‏ ‏ثباتا‏، وألمع ‏ ‏ ‏صقلا، ‏ووافقنى ‏- تقريبا- وأنا أودعه، وقال لى ترجع لنا بالسلامة أقل صقلا!!”(1)

هذا الرجل لا يفعل شيئا إلا بحب حقيقى، وحين شعرت مع توفيق صالح بعد الحادث بعام وبعض عام أنه آن الأوان أن نضغط عليه ليعاود السفر إلى الاسكندرية، ثم فهمنا فى آخر لحظة أنه استجاب لمجرد أنه خجل أن يرد رجاءنا، وهو يعرف كم نحبه، لكن حبنا لم يكن كافيا ليعينه على سفر تبين لنا أنه القهر بعينه.

أما السطر التالى، فلم أصل منه إلى قراءة واحدة راجحة، هل هو: العدد السابع أم البدر الساطع.

ما الحكاية يا شيخى العزيز، هل انت تحضّرنى لأكف – ولو مؤقتا- عند صفحة التدريب رقم مائة لأتفرغ لما هو أهم من أعمالك، مثل إكمال الدراسة الشاملة لأصداء السيرة الذاتية، أو العودة للوفاء بالوعد بالدراسة الشاملة لهذه الأوراق – التدريب – المائة؟ أم للدراسة الشاملة لبقية أعمالك وأعمال من تحب، أم لتسجيل ما بين يدى من خبرة وعلم وتجارب مثلما أفعل فى المشروع الذى يبدو أنه لن ينتهى أبدا تحت عنوان “الأساس فى الطب النفسى” والذى لابد أنك تتابعه لأننى لا اكتبه إلا وأنت معى، وكما تعلم قد وصل جزء من فصل الافتراضات الأساسية عن الوظائف المعرفية وهو “الإدراك” إلى ما يربوا عن الأربعمائة صفحة.

 أحيانا حين تضيق بى السبل أقرر أن أقصر كتابتى حتى العلمية عليك وأنا واثق أنك تسمعنى، مع ربنا طبعا، وهذا يكفى

 إن كان هذا الفتور الذى أصابنى فى قراءة تدريبتك هو أمر ضمنى، لأنتقل لكل ما أوصيتنى به فأنا أقبله مرحبا على شرط أن تكون راضيا عنه فعلا.

[1] – نشرة 21-10-2010 فى شرف صحبة نجيب محفوظ (الحلقة السادسة والأربعون – الأربعاء 16/3/1995)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *