الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / The Secret “أحجار كريمة وأشياء أخرى

The Secret “أحجار كريمة وأشياء أخرى

“يوميا” الإنسان والتطور

12-12-2007

العدد: 103

The Secret

“أحجار كريمة وأشياء أخرى وسط كومة قش”

مقدمة

وعدت أمس أن أقدم إيجابيات البدعة الجديدة المسماة “السر”، برغم ما قدمتُ من نقد قاس وتعرية ساخرة لهذه البدعة، وحين رحت أبحث عن هذه الأحجار الكريمة، ملقاة داخل كومة القش أو مدفونة فى جوف الحجارة الحجارة، اختطلت الأحجار الكريمة ببقايا الزجاجات المكسورة بعلب السلمون برائحة المعسل بحبات المسابح ببقايا شراشيب، سجاجيد الصلاة، بأوراق زهور نادرة، ببذور نباتات للزينة، بأوراق نباتات طبية، بما لا أعرف.

حاولت الاكتفاء  بانتقاء ما يفيد الناس فقط بهدف أن أُظهر بعض الجوانب الجديدة فى الموضوع لعلها تنبه الناس إلى “حقهم فى إيجابيات عطاء اللحظة الراهنة هنا والآن”، وسط أمواج التهريج، والتفتيت، والاغتراب والتأجيل، والحسابات الخائبة، …… فلم أستطع.

لم أجد مفرا من الانتقائية شبه العشوائية، دون أن أزعم نفى  تهمة التحيز.

وهذا بعض ما كان صغُته فيما يشبه حوار الجمعة لعله يفيد:

(التاجر الشاطر- ربما حسن النية):

… هذا السر يعطيك كل ما تريد

السعادة والصحة والغنى

يمكنك الحصول على، أو أن تفعل،  أو أن تصير: أى شىء تريده

يمكننا أن نحصل على أى شىء نختاره

 لا يهمنى مهما كان كبيرا

(واحد مصرى طيب يقظ):

أى شىء !!!! ؟؟ أى شىء !!! ؟

يا رجل حرام عليك.

لا تعليق أكثر من ذلك.

!!!!!!

(التاجر الشاطر- ربما حسن النية):

لا شك أنك جالس تتساءل ما هو هذا السر؟

سأخبرك كيف توصلتُ إلى فهمه

إننا جميعا نتعامل مع قدرة غير متناهية

…….

(واحد مصرى طيب يقظ):

صحيح،  لكن ليس لهذا العرض الذى تلوّح به، أو حتى تتحلمنى دعنى أقول: ليس لهذا الغرض فقط، إن نفس هذه المعلومة هى القادرة على أن تفتح باب الإبداع، وباب النمو المفتوح النهاية، وباب الإيمان بالغيب،فلماذا نختزل السبيل إلى كل هذه الآفاق،  بهذا التبسيط الاستسهالى، للحصول على قصر، أو آلاف دولارات، أو سيارة حديثة، أو يخت بنسائه وغلمانه؟. 

آسف، أحاول ضبط سخريتى بلا طائل، عذرا، وهيا قل لى ما هو طبيعة هذا السر يا سيدى؟

(التاجر الشاطر- ربما حسن النية):

السر هو ـقانون الجذبـ

كل ما يأتى إلى حياتك إنك أنت تجذبه إلى حياتك

وهو ينجذب إليك بسبب الصورة التى تتمثلها فى مخيلتك

إنه ما تفكر

انظر: مهما يحصل فى فكرك

فإنك تجذبه إليك

(واحد مصرى طيب يقظ)

(تعلمنا صغارا العكس، أننا نحن الذين ننجذب إلى الأرض بجاذبيتها، أنت تشير إلى شئ آخر، تقول نحن نحقق أفكارنا فى الكون عيانا بيانا، لنجذبها إلينا هذا فتح جديد. الجذب هنا نحن مركزه، لا مانع، ليت ذلك يكون، ولكن ألا تخشى سيدى أن تزيد بذلك الإنسان غرورا بنفسه، قبل كوبرنيكس كانت الأرض هى مركز الكون، ثم تواضعْت وتراجعت، فهل هذا السر  يأتى الآن يعيد للإنسان تمركزه ليدور الكون حوله يجيب طلباته؟

 ثم أن “يكون التفكير، بل التخيل هو الذى يجذب“، هذا موقف يغير الأمور جذريا.

 من حيث المبدأ أنا لا أمانع أن يكون الخيال واقع آخر، لكن حكاية ما  يحصل فى فكرك فإنك تجذبه تحتاج ملاحظة: 

التفكير (بالمعنى التقليدى) لم يعد سيد أدوات معرفة الحقيقة، تراجعتْ حكاية “أنا أفكر فأنا موجود”،

التفكير الذى يمكن أن يحقق بعض ما يدعيه هذا “السر“، أنا لا أرفضه كله، أتصوره نوعا آخر من النشاط المعرفى، لا هو حل المشاكل  Problem Solvingكما يعَّرف التفكير عادة، ولا هو الخيال التجريدى،

 التفكير الذى يمكن أن يخدم فكرة العلاقة مع الكون هو نوع أشمل من النشاط المعرفى إذْ يساهم فيه  الجسد والوجدان والعقل معا،

مسألة أنت تجذبه وهو ينجذب إليك هى أيضا بها بعض الإيجابية من حيث المبدأ، وليس بمجرد أن شيئا فى مخيلتك يتحقق، لو رجعت إلى تعريف الفطرة (يومية 4/11 “الفطرة، والقشرة والانشقاق”) بالحركة، الضامة إلى غايتها، أو رجعت إلى شرح تعدد الذوات بالحركة الممتدة إلى تعدد مستويات الكون (يومية 9-12 “تعدد الكيانات وحركية الإبداع”)، إذن لعرفت اعترافى باحتمالات جيدة واحترامى لهذا الاتجاه،

كل هذه احتمالات تشير إلى حتمية وصحة وجمال التأكيد على العلاقة بين الإنسان والكون، وبين الإنسان والإنسان. تدريبات التواصل مع الطبيعة بالإبداع، والتأمل، والعبادات، هى كلها تقع فى هذا النطاق. اختزالها إلى مثل ذلك الذى تقول يذكرنى بموجة التأمل التجاوزى (مهاريشى)    Transcendental  Meditation التى انتشرت فى السبعينات، لقد جرّبتها شخصيا، جاءنا شاب أمريكى ذاهل النظرة، بالغ الحماس، طيب الحضور، مبعوثا من السيد “مهاريشى الهندى” الذى أنشأ معهدا لهذا التأمل فى “سويسرا”، وأخذ يدربنا (أنا ومجموعة صغيرة ممن أراد التجربة) على هذا التأمل، وأعطى لكل واحد منا كلمة السر (الشاكرا) وثلث ساعة فى الصباح. وثلث ساعة فى المساء، هات يا تأمل، وهات يا “شرنج” (هذه كانت كلمة السر الخاصة بى)، وعرفت ما يكفينى أن أضع الأمور فى نصابها، وانتهى كل ذلك إلى ما جعلنى أنا قشك هكذا!

أنا أوافق على قانون الجذب المتبادل (لا الجاذبية السلبية ولا الجذب إلىّ فقط) إذا كان يعنى قانون تنظيم الإيقاع ما بين الكون والإنسان،

 هذا القانون “ضبط الإيقاع الحيوى”، هو بمثابة “نوتة” اللحن الوصْلى لثالوث الإبداع – التأمل- العبادات

 (للفكر/المعرفة (بالمعنى الشامل السابق ذكره) أن ينشط فى هذه المنطقة – منطقة ضبط الإيقاع الحيوى – لصقل هذا اللحن بيننا وبين الطبيعة وتطويره، لكن ليس للحصول على علاوة بآلاف الدولارات، أو بناء فيللا أو شراء يخت.

يالله عليك ألا ترى أين هؤلاء الذين عندهم مثل ذلك ؟

(التاجر الشاطر- ربما حسن النية):

بماذا تعلل أن 1 بالمائة من البشر

يكسبون حوالى 96 بالمائة من جميع النقود

هل تظنه صدفة؟

إنه ليس بالصدفة

إنه مصمَّمٌ كذلك

إنهم يفهمون شيئا

يفهمون السر

(واحد مصرى طيب يقظ):

لا يا شيخ !!!

يا أخى حرام عليك !

بماذا أعلل ؟ ؟ !!!!!

 يا أخى لمن تقول هذا الكلام؟

لا طبعا ليس صدفة، أوافقك مائة فى المائة، ليس صدفة

 كان الشعراء العرب أرحم منك يا رجل حين يسخرون شعرا من مثل ذلك، كانوا ينصحونك ألا تفكر فى سبب ما وهبه “ملك الملوك” لمن له مثل هذا الحظ السعيد، كانوا يقولون:  

ملك الملوك إذا وهب           لا تسألنّ عن السبب

    الله يفعل ما يشا             فالزم حدودك بالأدب!!

وكنا ننتبه إلى تحويه هذه السخرية من دعوة إلى رفض ذلك، ولا نلزم حدودنا لا بالأدب ولا بقلة الأدب، ثقةً بعدل ربنا، لأن ملك الملوك لا يهب اللصوص على حساب الجوعى ، وحين رحنا نستغفر الله وننزهه عن هذا الظلم، كان علينا أن نبحث عن إجابة للسؤال الذى طرحته سيادتكم، ” بماذا تعلل أن واحد بالمائة 1 % من البشر، يكسبون حوالى 96 بالمائة من جميع النقود، هل تظنه صدفة؟

 ووجدنا أنه ليس صدفة طبعا.

 بعد أن نزَّهنا ربنا ملك الملوك أن يكون مشتركا معهم فى مثل ذلك، جاءتنا الإجابات أسهل مما تفترضه يا سيدى، ومع أننا لا نعرف إلا الإجابات الظاهرة فى السياسات المعلنة، إلا أن الإجابات الخفية ستكون فى نفس الاتجاه، على ألعن.

من الإجابات الظاهرة يا سيدى التى تثبت أنها ليست صدفة مايلى:

السبب، يا سيدى، هو توحش تلك الحروب التى يديرها السيد ديك تشينى ومن يمثله، بواجهة السيد دبلويو بوش، على خلفية الحكومات الحقيقية من الشركات اياها التى تستولى على البترول مخلوطا بالدماء البشرية، لتحسين جودته!!

السبب، يا سيدى، هو شركات الدواء التى جعلت من العلماء بروليتاريا العصر الحديث، فراحوا يفصلون النظريات العلمية، بوعى أو بغير وعى، لتخدم  مكاسب هذه الشركات لا مصلحة المرضى، ولا أخلاق وشرف الأطباء الضحايا والمشاركين معا.

السبب، يا سيدى، هو غياب العدل، وغياب الوعى، وتغييب الله الحقيقى، والذهول المبرمج لصالح هذا الـ 1% من البشر.

تقول لى بماذ تعلل هذا؟

 حرام عليك يا شيخ، أنا لم أتكلم عن المافيا وتجار المخدرات، فهم ليسوا أخطر ممن ذكرت، لعلك تعرف أنت ما يركزون عليه بطرقهم التى يخفونها عنا وعنك، أم عندك خبر عن سرهم.؟

ولكن خلنا فى هذا السر الأبسط وزدنا فى الحديث عنه، ما هو بالضبط؟

(التاجر الشاطر- ربما حسن النية):

أبسط طريقة للنظر إلى “قانون الجذب”ـ هى إن أتخيل نفسى أننى مغنطيس

وأعلمُ أن المغنطيس يَجْذبُ إليه

 يقول ـ”قانون الجذب”ـ أن الشبيه بجذب الشبيه

(واحد مصرى طيب يقظ):

ليكن،

إلا أن ما وصلنى من حكاية أننى مغناطيس هو شىء سلبى حتى لو جذبت إلىّ مال  قارون، ثم ما حكاية الشبيه يجذب الشبيه، أين الاختلاف للجدل؟ أين التفاعل للنمو؟ ليس فقط بين البشر وبعضهم، بل بينى وبين الكون نفسه؟

 برجاء مزيد من الإيضاح حول هذا القانون أو المبدأ؟

(التاجر الشاطر- ربما حسن النية):

يمكن تلخيص هذا المبدأ (مبدأ الجذب) بثلاث كلمات بسيطة

الأفكار

تصير

أشياء

ما لا يفهمه غالب الناس هو أن الأفكار لها ترددات

كل فكرة لها تـَرَدّدٌ

يمكننا قياس الفكرة

(واحد مصرى طيب يقظ):

ربما يكون هذا صحيحا ، لا مانع عندى، لكن فى نفس اللحظة، نفس الثانية، توجد عند أى واحد منا،  أفكار كثيرة ، لها ترددات مختلفة، والأفكار الشعورية ليست أكثر الأفكار قوة فى الترددات، والمطلوب منى، وأنا أجذب ما سوف يكون لى، أن أفعل ذلك بفكرى الذى أعرفه، فما هو السبيل أن أمنع ترددات الأفكار الأخرى التى تزاحم هذا الفكر مما لا أعرف، وربما يكون لها ترددات أقوى، فتجذب إلى داخلى ما طلبتْ هِىَ، لا ما طلبت أنا.

أمّا أن الأفكار تصير أشياء فهذا شىء له دلالات أخرى عندى لأنى أقبله بشكل آخر، فى العلاج الجمعى نحاول أن نقلب كل فكرة إلى شخص يتكلم، وفى الهلوسة (ليس بمعناها المرضى) تنقلب المفاهيم، الأفكار إلى أشياء فى عملية تسمى “التعيين النشط” Active concretization ،

 الأفكار تنقلب أشياء، هذا رائع يخفف عنا عبء الانفصال الذى حدث بين الفكرة والفعل والوعى والوجدان، لكن أن تُخْتزل إلى أن فكرتى فى الرغبة فى سيارة جاجوار، مع كل الجذّب الواجب تنقلب إلى أن أحوز سيارة جاجوار إذ تنجذب لى تلك السيارة من معرض سيارات الكون، بعد أن تهيئ الأسباب البشرية المادية طبعا (حتى لاتزعل سيدى)، أن يحدث هذا هكذا؟ فاسمح لى،

 وماذا عما إذا ما أتتنى أفكار فيما لا أرغبه، لتحل محل ما أرغبه، هل تسمى هذا وسواسا أم ماذا؟، وكيف أدفعه؟

(الخواجة التاجر- ربما حسن النية):

عندما تركز فى الشيء الذى لا ترغبه

وتصرخ ـ”لا”ـ عليه

فإنك فى الواقع لا تقوم بدفعه عنك

بل إنك تحرك نفس فكرة ما لا ترغبه

(واحد مصرى طيب يقظ):

طيب ، بالله عليك، كيف أدفعه ؟

(الخواجة التاجر– ربما حسن النية) :

إنْ كنت تشتكى ـ “كم ذلك سيء”ـ

فإنك تنشئ مزيدا من ـ “كم ذلك سيء”ـ

القراءة:

أشكرك، وددت لو حصلت على أحد الأحجار الكريمة قبل أن أنهى يومية اليوم. وهأنذا أعثر على أول حجر من هذه الأحجار،

 أنا أوافقك تماما، بل دعنى أذيع لك سرا يوافقنى عليه أغلب مرضاى، وإلى درجة أقل يقتنع به الأهل، وإلى درجة أقل فأقل يصدقنى زملائى، وربما يسخرون منى بعد ذلك.

 رحت مؤخرا أكتب تعليمات على أغلب الوصفات (الروشتات) التى أكتبها لمرضاى (أقول أغلب) أكتب ما يلى:

  • ممنوع وصف الآلام والمتاعب والأعراض إلا للطبيب وحين يأتون لوصفها كما وعدت، أنحرف بهم بعيدا عنها ما أمكن ذلك.
  • ممنوع الكلام فى الماضى (خاصة بما يتعلق بالشكوى) مع المحيطين
  • ممنوع الاستغفار، ويقلب حمدا مع الإكثار من الحمد
  • وغالبا ما تظهر فى عيونهم تساؤلات، أو رفض، باعتبار ما يسمعونه فى وسائل الإعلام والدراما هو عكس ذلك، فهم يسمعون، أن العلاج هو أساسا “فضفضة“، ويعبرون عن ذلك بتكرار ما يقال لهم “طلع إللى فى قلبك”، “ما تكتمشى فى نفسك”، أحاول أن أفههم أن هذا بعد آخر، وأن علينا أن نوقف هذا التأكيد على الشكوى طول الوقت، ولعلك تلاحظ يا سيدى كيف أن هذه التعليمات تتفق مع ما أسميته أنت: “كم ذلك سىء”. فإذا كان الامر يتعدى “كم ذلك سيئ”، إلى كم أنا سيء فخذ عندك: أثقال من تثبيت لا يمكن تصديقها.

 بل إن كثيرا من المرضى ينسون ما يشكون من آلام، ومصاعب، فيأتى الواحد منهم ممسكا بورقة مكتوب فيها أن عنده صداع فى الجانب الأيمن، وأحيانا يشير إلى الجانب الأيسر وهو يقرأ من الورقة، ليس معنى ذلك أنه يدّعى، لكن الذى أريد موافقتك عليه، وتوصيله إلى الناس أن كثرة تكرار ما هو شكوى، أو ألم، أو معاناة، يثبت الشكوى والألم والمعاناة بشكل مضطرد.

ثم إن الأهل أحيانا ما يشتركون فى لعبة التثبيت هذه بكثرة تذكرة المريض بما يشكو، وبما يعانى، باعتبار أن ذلك يخفف مما به.

أنا أتحفظ على تفسير ذلك بالإيحاء الذاتى،

 لقد استبعدت تفسير “السر” الذى تحكى عنه بالإيحاء، لأن الشهود الذين شهدوا بتحقيق طلباتهم (من كتالوج الطلبات من الكون بالجذب المباشر – عقبالنا) لم يخيل لهم أنهم حققوها، بل هم حققوها بالفعل،

 إن الإيحاء هو إيهام بما ليس هناك، فى حين أن السر يجعل الأفكار تصير  أشياء عيانية حاضرة.

هناك أبعاد أخرى كثيرة فى اتجاه الموافقة على هذه النقطة الإيجابية قد نعود إليها ونحن نفحص أحجارا كريمة تالية، إذا نجحنا فى إزاحة غير ذلك،

ولنا لقاء فى يوميات قادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *