نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 12-6-2013
السنة السادسة
العدد: 2112
مقدمة:
نشرت فى أخبار الأدب “نبض الناس” بتاريخ 9/6/2013
نبض الناس
الشعور بالذنب (2: للأطفال داخلنا)
أنهيت نشرة الأسبوع الماض كما يلى “أما كيف قدمت هذه القضية للأطفال فى أراجيزهم، وما هو البديل عن الشعور بالذنب، وما هو عكس الشعور بالذنب،..”؟
فى جلسة العلاج الجمعى يوم الأربعاء قبل الماضى فى قصر العينى، بالغ أحدهم فى الحديث عن شعوره بالذنب، وكان قد تكرر ذلك منه عدة مرات فى جلسات سابقة، وحين لاحظت أنه لا يتغير، عاودت تذكرته بأن ما جرى قد جرى، ودعوته أن نعيش معا بدائل لهذا الشعور، وبالذات عن ما هو عكس الشعور بالذنب، فقال أحدهم “التسامح”، فاعترض آخر: كيف نعرض على المخطئ أن يتسامح، وهو المؤذى؟ وقال ثان: “النسيان”، فتبادلنا التذكرة أنه لا شىء يـُنسى، وإنما هو يختبئ، وحاولت فى سرى أن أجيب فلم أستطع، لكن بعد لحظات قفز إلىّ تعبير غامرت بطرحه وهو أن “الألم المغيِّر” هو عكس الشعور بالذنب، واشتغلنا فى كيف أن الألم فقط لا يكفى تكفيرا عن الذنب، وإنما إذا غيّرنى إلى تجنب العودة إلى نفس الذنب، فهو عكس الشعور بالذنب، لكن حضرنى بعد انتهاء الجلسة احتمال آخر، وإن كان ليس العكس تماما، وهو الثقة المطمئنة بعشم حقيقى فى مغفرة الله سبيلا إلى التغير، وهذا أيضا عكس الشعور بالذنب، وتذكرت الحسن ابن هانئ (أبا نواس) وهو يؤكد هذا المعنى قائلا :
أنا مذنب انا مخطئ أنا عاصى هو غافر هو راحم هو كافى
كافأتهن ثلاثة بثلاثة وستغلبن أوصافه أوصافى
رحت بعد ذلك أتلفت حولى وأنا أتابع كل هذه القسوة التى اجتاحت حياتنا هذه الأيام، بما فى ذلك التنفيذ الشعبى لحد الحرابة بلا محاكمة، وخطر لى احتمال أن يكون ذلك إسقاطا تكفيرا عن ذنوب غاصت داخلنا تحت غطاء شعور مشلول بالذنب، ثم تذكرت الآية الكريمة “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر”، وأوقفت نفسى لأجد مكانا لأرجوزة الأطفال (داخلنا) وأنا أقول لهم (لنا):
إلغلطْ واردْ ما دمنا صغيّّرينْ
لما نغلطْ، ربّـنا يسامحْ، ونتعلّـمْ، ونفهم إنّنا من أصل طينْ.
والكبار برضكْ بِيِغْلطوا زيِّنَا
ماهى خلـْـقةْ ربـِّـنا
نعمل ايهْ؟
الغلط ما هوش نهايةْ
الغلط هوّا البدايهْ
والذنوب دى مهما كانت، هيّا ّ مابتلـْزَقشى فينا
إحنا نفهمها ونحسبْها ونغسلْهَا، وهــُبّ، ويَا اللاَ بينا
الغلط دا لما نفهم إنه ماضى فات أوانـُهْ
يبقى خطوهْ ناحية المُمْكِنْ مكانـُهْ
لو ضميرنا شلـّـنا قالْ إيهْ غِلِطْنَا
يبقى معناه اننا رْضينَا بْخِيبِتنْـا
لو ضميرنا مشْ حايسمحْ حبـِّتـِينْ كدا: بالغلطْ
يبقى ده عزّ الغَلَطْ
يبقى نعرف إننا مش قد دَرْسُهْ
إنّ كُتـْر كلامنا عنّـه قدْ منعَنا انَّا نِحِسُّهْ
حتى لو ذنب بْصحيحْ، وكبيرْ قوى
ربّـنا أرحم وأكبرْ،….. ربنا هوّا القوى
إوعى خوفك مالغلط يحبس حركتك
إنت بتحاول تمام وانت وشطارتك
تعمل الصح: نسقـَّف وانتَ تفرحْ
تعمل العكس وتتكعبل، لكن برضهْ حا تنجح
ربنا رحمان رحيم
كلّه واردْ،
والصراط حايتنّه دايْما مستقيم!!