نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 19-7-2013
السنة السادسة
العدد: 2149
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الله كريم، كذلك رمضان، الله أكرم، ربنا يستر
أرجو أن انتهى اليوم من الترحيب بضيفنا الكريم صاحب “محاور الوجود” وإن كنت أشعر أن علىّ أن أتحفظ اليوم وأنا اعترف أنه قد ساورتنى شكوك، كلها طيبة، عن حقيقة شخصية هذا الصديق الفاضل، حتى كاد حب الاستطلاع، يدعونى للتنازل عن حرصى على عدم التعرف عليه شخصا معينا، لأن ما كان يهمنى ومازال، هو جدية المحاولة، واستمرار المثابرة، وكلاهما متوفر والحمد لله.
أتوقف هنا لأقول وأنا أرحب به مرة أخرى وأنهى حوارى معه اليوم، أنها: إما “مصداقية بالاتفاق” كما ذكرت فى بداية حوارنا “كوقوع الحافز على الحافر” وهذا يطمئننى جدا إلى ما وصلتُ إليه، فلو صدَّقك واحد فقط تثق فى عمق محاولته، لنفى عنك الجنون، فالحمد لله. وإما أنه صديق تابع اجتهاداتنا حتى هضمها أغلبها أو كلها وأعاد إبداعها بطريقته الموجزة البليغة، وإما كلاهما، وفى كلِّ خير.
الذى جعلنى أتوقف هذه الوقفة هو ما حذرت ابن أخى فى استراليا منه، أقصد من المبالغة فى الحسم والتكرار، الأمر الذى لم ألاحظه إطلاقا فى مداخلات صديقنا الجديد هنا لاختلاف اللغة والمداخل والتجليات والمعاناة والوعى باستحالة المحال مع مواصلة المضىّ إليه.
ما علينا هذا خاطر لم أرد أن أحبسه احتراما واستمراراً.
****
محاور الوجود
د. رجائى الجميل
15) Morals
ترددت كثيرا فى ترجمه morals فهل يا ترى هى القيم أم الاخلاق ولم اتوقف كثيرا.
فما وصلنى ان ما يسمى اخلاق وهى لغويا الصفات ليست هى ما يتعارف عليه وكانه هو الهدف . لان بديهى انه توجد اخلاق حسنه واخلاق سيئة ولكن دون أن نتوقف كثيرا عند اللفظ فما وصلنى وعشته بعد عناء هو ان ظاهر ما يسمى اخلاق حميده قد يخفى معه قبح شديد. طبعا لا يقلل من حتميه ابجديات التعاملات البسيطه مما هو متعارف عليه من الاحترام وما شابه.
ما اقصده هنا هو ان الخلق الحميد الحقيقى هو ما قرب الداخل من الخارج ليصل لمن يتلقفه حضورا مفيقا او فعلا ذو حضور .
ما اقصده هو ان الخلق الحميد هو فعل وموقف وصدق ولا يقاس بالمقاييس السطحيه المتعارف عليها مع إقرارى طبعا بالحدود الدنيا لما هو متعارف عليه.
الخلاصه هى ان الخلق الحميد هو حركيه حقيقيه الى تخليق مواقف مغيره إلى الافضل فالافضل طول الوقت دون تسطيح من ناحيه ودون زيف مضلل لا يخطئه مستبصر.
د. يحيى:
إشكالة الأخلاق إشكالة صعبة أيضا قبل برجسون وبعده، بالنسبة لرأيى فى هذه المسألة دعنى أحيلك فيها إلى نشرات متتابعة ناقشت فيها قضية الأخلاق، وما يهمنى الآن هو أن أوصيك أن تنظر فى التحولات التى خطرت لى لتقسيم جديد لما آلت إليه حالة الأخلاق فى (نشرة 15-10-2007) و(نشرة 16-10-2007).
محاور الوجود
د. رجائى الجميل
16) Insight
ثم تساءلت هل ترجمتها البصيره ولم ادقق كثيرا فقد تعلمت انها من اكبر ادوات الكشف او التعريه. نعم انها التعريه التى لا يستطيعها الكثيرون فهم يتدثرون بغطاء كى لا يروا ميكانزمات الدفاع لا تعد ولا تحصى ولكن اقساها هو هذا العمى او فقدان رؤية النفس والنفس التى ترى هى التى تعمق المسؤولية برغم كل قسوتها،
كلما وضحت المسؤولية حقيقه لا استمناء بوضوح الرؤية تتخطى اهم معوقات التخثر والإسقاطات وينفرج طريق قابل لكل الاحتمالات مع احتداد البصر أو البصيرة، اذن فهذا المحور هو الأساس فى تعميق الاختيار ولو بمسؤولية كشف المسؤولية لتصحيح المسار.
فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد.
د. يحيى:
الفرق بين البصيرة، وبين ما يسمى “الاستبصار” أو “الاستبطان” الذى ينعت أيضا “بالتأمل الذاتى” هو فرق ضخم حتى يصل إلى العكس، وأخشى ما أخشاه أن يختلط الأمر على البعض، فيختزل البصيرة إلى قراءة فكرية سهلة للداخل، أو إلى اعتراف بالخطأ، أو حتى إلى نشاط النفس اللوامة، فالبصيرة كما ذكرتَ مشكورا تقاس بما يترتب عليها من مسؤولية لتصحيح المسار، ودعنى أضيف “لتعميق” المسار حتى إن كان صحيحا، وأيضا “لتجديد” الأدوات والمراجعة الخلاّقة،
وهى تعرف بآثارها أكثر مما تعرف بإعلانها.
محاور الوجود
د. رجائى الجميل
17) Breaking Egoism
من اكبر التحديات واول ابجديات وبديهيات وجودنا هو الذى يسمى كسر الذاتيه. والذاتيه هى كل ضلال ينسب للذات وكانها صاحبه الفضل. وقد لاحظت من خلال تعرفى على النفرى ان محور كل مخاطباته ومحاوراته تدور حول هذا المحور وهذا الاساس فى اى خطوه بل وهمسه واكاد– اقول نفس– تجاه المعرفه الحق ومحاوله تلمس الطريق. كسر الذاتيه ليس مطلوبا فى ذاته لذاته ولكن فقط للاقرار بان التحوصل وارجاع الفضل لغير اهله –وهو الله– هو بدايه النهايه او البعد او الجفاء او الضلال.
الاشكاليه الحقه هى فى كيف تكسر هذه الذاتيه دون ان تفقد زمام الامر اى امر نفسك
بعد مكابده عنيفه واصرار على كسر هذه الذاتيه بيقين انه السبيل الوحيد واكرر الوحيد وجدت ان المساله هى درجات فعلا تتصاعد بتناسب عكسى الى ما يشبه الوصول. كلما كسرت الذاتيه وفتح الافق دون وهم التحوصل او ظن الوصول تتحقق الذاتيه بشبه التحام دون التحام.
فتكاد لا تنطق الا بفضله ونوره ولا تخطو خطوه الا به معه اليه كل هذا صعب او مستحيل شرحه لمن لا يخوضه دون شروط
الخلاصه فى هذا الايجاز شبه المستحيل ان هذا المحور تحديدا هو الطريق وكل ما اوغلت فيه تكاد تصل دون ان تصل . لتعرف روعه هذا الوجود وتحمده ان خلقك
لا ادرى اذا كنت ستصدق ان ما اكتبه الان – وغيره- لا اعرف عنه شيئا الا ان اقراه بعد ما يكتب فاحمد الله انى لم انسبه لنفسى !!!!!!!!
د. يحيى:
طبعا أنا أصدق ما تكتبه برغم مخاوفى التى جاءت فى المقدمة ألا تكون أنت هو أنت، لكن دعنى أوصيك ألا تصدّق أنت ما تكتبه بهذا اليقين الذى أخاف عليك منه، فكما تعلم فإن الطريق طويل وشاق، ولا يكفى أن تصفه بالمستحيل أو شبه المستحيل، ثم يصلنى منك مكررا كل هذا الحسم عند كل إغلاق، مع أنه لا إغلاق، لكن دعنى أعترف لك أننى كلما خفت عليك، وعلى نفسى، من مثل ذلك، لحقتنى انت بجملة أو رؤية تطمئننى، الحمد لله.
أما بالنسبة لكسر الذاتية أو التحوصل حول الذات بالذات، فإنها أيضا مسألة شغلتنى طويلا. فمن ناحية ليس المطلوب هو كسر قشرة الذات التى توهمنا أنها الذات، ولا كسر “الأنا” المتحددة الملتهمة معا، لكنها تبدأ من الإقرار أن الذات هى حالة دائمة التكوّن Always in the making وبالتالى فالحديث عن “إثبات الذات” و”تحقيق الذات” هو حديث استاتيكى ساكن (مستورد غالبا)، وهو ما يؤدى عادة إلى الذاتية ذات الحدود الصلبة المغلقة، والاسقاطات الإفراغية المضلله، أما الحديث عن الذات المتكوِّنة أبدا فهو حديث الحركية الدائمة التى ألمحتُ إليه فى تعقيبى على محور رقم (10) “تقبل المتناقضات” Accepting contradictions، فطالما أن الذات تمارس برامج “الدخول والخروج” “والإيقاع الحيوى” “والجدل الخلاق” فإنه يستحيل عليها أن تقع فى المحظورات التى جاءت فى مقدمة شرحك، إذن فالمطلوب ليس هو كسرها حتى لو تضخمت، وإنما هو إطلاقها بقوانيها الأصلية الصحيحة، كما خلقها الله، لتصبح جزءًا فى حركة أوسع دون أن تتخلى عن معالمها واستقلالها من حيث المبدأ.
هذا وقد سررت حين عرفت أنك تعرفت على النفرى وأملت أن تكون قد تابعت بعض حوارى معه (نشرة 10-11-2012)، وقبل ذلك حوارى مع الله من خلاله فى نشراتنا اليومية (نشرة 20-10-2008 حتى نشرة 3-11-2012) ، ثم دعنى أختلف معك فى قولك “أن محور كل مخاطباته ومحاوراته تدور حول هذا المحور” فابتداء أنا أتحفظ عادة على تعبير “كل…” فأنا دائماً أخشى التعميم، ثم إن مولانا يفاجئنى كلما خطرت فى رحاب أى من مواقفه أو مخاطباته بما أعجز معه أن أجمعه فى محور واحد، ولا فى عدة محاور، بل إنه قد تصلنى منه رسالة ما فى أول سطر من سطوره تنير لى بعض ما أراد، لكننى سرعان ما أتراجع عن الانطباع الأول فى السطر التالى، وأخيرا فقد حيرتنى ذات النفرى إن كانت له ذات بالمعنى الذى نتداوله! ولا أزيد.
محاور الوجود
د. رجائى الجميل
18) Time الوقت
وهو من اكبر ما يتحدى وجودنا طول الوقت امانه وحضورا متواريا . والوعى به وكانه خارجنا هو من شبه المستحيلات
ولو قلت لك انى اكاد اتلمسه – طرفا- حاضرا مخبرا مقرا كل ما اضاء ما فيه ، لا اعرف اذا كان هذا عصى على الوصف الا ان يصلك مثله او وصلك مثله، الوقت هو حضور متحدى صلب ينضح بما يملا به ولا يرحم من انكره، فنحن خلقنا فيه لنكابده كى لا يقطعنا، نصله من ناحيه ولكى يشهد علينا اذا كنا اهلا لما وهب لنا منه فهو التحدى المتواصل وهو المقصله التى لا ترحم.
هو الرحمه المهداه وهو الانذار الاكبر.
د. يحيى:
هذا صحيح، مع تحفظى على تعبيرك “الوعى به وهو خارجنا شبه مستحيل” فنحن لا نعى خارجنا ظاهرا إلا الوقت التتابعى، لكن هذا الوعى التتبعى ليس كل المراد بما يعنيه الوقت، فنحن فعلا لا نعى –بقدر كاف- الوقت أو الزمن بعداً رابعا تكامليا داخليا شاملا مشتملا.
بقول عارف بالله أن ذروة التقرب إليه هو “أن تملأ الوقت بما هو أحق بالوقت” إلا أنك تقدمت خطوة بعد ذلك حيث وصلتك حقيقة الوقت بكل أبعاده، وقد اكتشفت ابنتى قولا لى عن الوقت ذات يوم فصدّرت به إحدى صفحات فى نشرتها عن العلاج الجمعى، وهى تذكرنى أننى قلت” كما أن للوقت طولا وعرضا وارتفاعا فإن له عمقاً أيضا“.
ما وصلنى منك الآن هو ما يشير إلى تعرفك على هذا العمق المتحدى،
فإذا انتقلنا من الوقت “الجسد” هكذا إلى التوقيت الزمنى التتابعى، فوجئنا بالميكروثوانى وهى تلاحقنا من كل جانب لنكون مسؤولين عن تحدياتها واحدة فواحدة، مثلما نحن مسؤولون عن ذرات الخير وذرات الشر التى نعملها ذرة ذرة
والله المعين، وهو الرحمن الرحيم.
محاور الوجود
د. رجائى الجميل
آخر المحاور وهو “العمق” وهو رقم 19
من ابجديات هذا الغيب المحيط اننا لا نتستطيع ان نسبر غوره بسطحيه مخله فهو عصى على الإحاطه، بل اقول نحن غالبا لا نستطيع الا ان نحاول ان نلمس خيوط بداياته اذا تهيا لنا
ولكن ماذا عن داخلنا او دواخلنا واحسبك من اقدر الناس ان تسرد لنا خبرتك الطويله عن هذا الداخل السرداب
تجربتى المتواضعه العصيه عن البوح اتاحت لى من الغوص فى هذا الوجود الى درجه لم اكن اتصور انى ساصل اليها
وفجاه ظهر لى هذا التصالح الجميل بين ذوات كثيره لتتالف فى استحاله كونيه تستمد تالفها من سر الوجود نفسه
فكيف يكون هذا الوجود مسطح او قابل لتقنينه ممن هو ليس مبدعه
اخيرا يا عمنا اجمل ما فى هذا الوجود هو هذا الوجود الذى ابدعه مبدعه لنعرفه فنعرفنا فنحمده ان خلقنا فالحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين امين
د. يحيى:
آمين
أشكرك لهذا الإنهاء الطيب
وأحسب أننى كتبت عن هذا الداخل السرداب ما وصلنى منه بالقدر الذى سمحت به أدواتى ومن قبلها بصيرتى، لم أسَمِّ ايا مما كتبت آراء شخصية أو سيرة ذاتية، مع أنها كلها كانت كذلك حتى كان الجزء الثالث والأخير من سلسلة الترحالات بعنوان: ذكر ما لا ينقال، (وهو عمل بين أدب الرحلات والسيرة) بل إنى أستطيع أن أقول لك أننى لم أكتب فى كل ما كتبت إلا خبرتى الشخصية فى سراديب البشر وأنا منهم.
وأخيرا، دعنى أوصيك يا إبنى مرة أخرى أنه مهما كان ما وصلت إليه، حتى لو كان هو “التصالح الجميل بين ذوات كثيرة…الخ” فأرجوك أن تواصل حتى تصل إليه من جديد، ولو كان هو هو، ثم هو هو… إلى آخره الذى ليس له آخِر.
ومهما أقلقتك توصياتى وهواجسى هذه، فأرجو أن تتلقاها مصحوبة بدعواتى لك ولى، ولو كانت “إحدى قدمىّ أو قدميك” فى الجنة
وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر
*****
د. نجاة انصوره
استاذنا جميعا .. تقبل الله طاعتكم بكل الخير ورمضان كريم عليك وكافة العائلة الصغيرة ولمصر التى ستظل العائلة الكبيرة لكل عربى …
اللهم ندعوك صياما وقياما بأن تحفظ مصر من كل سؤ وتنصرها آمنة …اللهم آمين..
د. يحيى:
شكراً،
رمضان كريم
فهو يحتاج عملاً مضاعفا
وعبادة يقظة، وجهاداً أكبر
والله المعين.
د. محمد جمال
ربنا يزيح الغمة، ويحافظ على بلدنا ويوصل بها بر الامان
د. يحيى:
آمين
*****
المشهد السياسى: الرائِع المروِّع!
د. محمد جمال
رمضان كريم، كل سنة وحضرتك طيب
تفتكر ما هى نهايةهذا المشهد الرائع المروع ؟
فى ظل تطور الاوضاع يوم بعد يوم؟؟
المشهد بيزداد سوء يوم بعد يوم
د. يحيى:
ليس تماما
أنا حزين متألم خائف
متفائل مسؤول عن تفاؤلى
وربنا موجود
*****
كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (44)
قنوات التواصل بجوار الكلام فى العلاج الجمعى (2)
د. محمد جمال
خايف اقول كلام من غير كلام احسن اصعب عليكم
د. يحيى:
ولا يهمك
شكرا
*****
أسئلة حرة
د. محمد جمال
الاسبوع اللى فات كنت سئلت عن الطرح، والطرح المعاكس
(Transference and Counter Transference)
وايه اللى يخلى المريض يحب معالج اكثر من غيره؟؟
وده ميزة فى المعالج ولا عيب؟؟
وازاى اقدر استخدم ده لدفع العيان فى اتجاه العلاج المناسب؟
شكرا لتعبك يا دكتور
د. يحيى:
كل سنة وأنت طيب يا محمد
هذه أسئلة صادقة، لا أريد أن أسارع بالإجابة الموجزة عليها، ثم دعنى أطلب منك أن تبذل جهدا منظما للحصول على إجاباتها بنفسك:
ولتبدأ مثلا فى مراجعة “نشرات التدريب عن بعد”، التى ظهرت هنا فى النشرات، وهى من واقع مقابلات الإشراف التى أقوم بها لك ولزملائك، والتى توقفتْ دون أى مبرر علمى أو تدريبى أو حتى أخلاقى منذ ثلاثة أسابيع، وكأن كل الزملاء الأصغر قد عرفوا كل الطريق دون تساؤلات أو حيرة أو أخطاء!
يمكنك أن تسأل زملاءك هؤلاء الذين لم تعد بهم حاجة لسؤالى ربما تجد عندهم الإجابة.
(ملحوظة: بصفة عامة أنا لا أحب أن استعمل كلمة “طرح” ترجمة لكلمة Transference ولا أوافق دون تحفظ على اختزال علاقة المعالج بالمريض إلى ما هو طرح العلاقات الوالدية القديمة على المعالج..الخ).
وإن كنتَ ما تزال تريد ردّا فأرجو أن تكتب لى أكثر تفصيلا ثالث مرة!! حتى أعرف ما يحيرك تحديدا.
*****
د. محمد أحمد توفيق الرخاوى
مستقر العلم هو فى استعداده لما بعده والا خرج من العلم
الحكم يقتصر على لحظه الاثبات باليات محدودة قد تتغير ولكن لا مفر من القياس بها الى حين
جريان العلم ومستقره هما حلقات متصلة والحكم يتوسط لالتقاط الانفاس ليس الا
د. يحيى:
أظن أن ما وصلنى من “الحكم” و”عين الحكم” التى تنبع من “عين العلم” هو أمر أعمق وأخفى وأروع من مجرد “وقفة لالتقاط الانفاس” حتى أننى وصفت هذا “الحكم” الذى له عين تنبع من عين العلم (وليس من العلم ولا من جريانه ولا من تراجم العبارات) بأنه رحلة تعميق وإحاطة، حتى يصبح حتما له نور وبركة، وهو غير ما ذهبت إليه أنت من أنه “يقتصر على لحظة الإثبات”
لا عين العلم ولا عين الحكم يمكن إثباتها، ولا العلم المستقر هو مستقر.
ولا الحكم هو لالتقاط الأنفاس.
وكل عام وأنت والأسرة بخير.
رمضان كريم.
د. ميخائيل سمير بهنان
أعجبتنى جداً هذه الجملة :” فمن أغترف العلم من عين العلم أغترف العلم والحكم، ومن أغترف العلم من جريان العلم لا من عين العلم نقلته ألسنة العلوم وميلته تراجم العبارات ولم يظفر بعلم مستقر ومن لم يظفر بعلم مستقر لم يظفر بحكم.”
فى رأيى أن هذا هو الفرق بين سياسة القطيع الأعمى وسياسة الوعى الجمعى المبدع
فعمل المجموعة المبدعة التى ينهل فيها كل فرد من عين العلم نفسه يكون عملاً مبدعاً جميلاً خلاقاً مفيداً
أما القطيع فهو يأخذ علمه مما يسمعه ويتلقاه ولذلك يصبح قطيعاً غير مستقر.
د. يحيى:
عندك حق
تطبيق مناسب فى حدود المثال.
*****
كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (46)
مقتطفات من مجموعة المواجهة (3)
السويقة: حوار العيون المزدحمة بِمَا بِهَا
د. مايكل فهمى عطاالله
تعليقى تعليق أ.د. أحمد عكاشة:
أحمد عكاشة: «الإخوان» مريضة بـ «الضلال الديني» ومصالحة الإسلاميين فاشلة.
…….الخ
د. يحيى:
مع كل احترامى لأخى وصديقى أ.د. أحمد عكاشة، إلا اننى تعجبت بعد مثابرتك يا مايكل بكل هذا الحضور للتدريب الإكلينيكى ومشاهدة العلاج الجمعى الذى أقوم به فى قصر العينى ألا تنتبه إلى أن فتح هذا الباب هكذا دون الرجوع حتى إلى التعريف التقليدى لكلمة “ضلال”، Delusion هو خطر كبير، ولتتذكر أن الاعتقاد الخاطئ لا يكون ضلالا إلا إذا لم يتفق مع ثقافة المريض وبيئته، والثقافة هى مرادفة للدين (انظر رأى “ت.س. اليوت” فى نشرة الثلاثاء القادم)
لو فتحنا هذا الباب يا مايكل هكذا لمجرد الحماس لشجب فئه بذاتها مهما بلغ فسادها وتضخمت أخطاؤها إذن لسمحنا لأى أهل دين أن يحكمون على أهل الدين المخالف بأنهم فى “ضلال دينىّ مبين”.
وخذ عندك ما يقال فى بعض الكنائس، وبعض دروس المساجد عن بعضنا البعض
ما هذا يا مايكل؟!
ماذا تمارس بالضبط؟ الطب النفسى؟!!
قد يكون من حق الصديق أ.د. أحمد عكاشة أن يصدم الناس بلغة علمية على مسؤوليته، ثم يشرح حدودها فى سياق أكبر، لكن أن تكون النتيجه أن يصل إلى “طالب علم” فى مثل سنك واجتهادك هذا الرأى هكذا، ثم تعقب عليه، وكأنه تعقيب على نشرة “حوار العيون المزحمة بما بها” تلك النشرة التى ليس لها أية علاقة لا بكلام الزميل الفاضل أ.د. عكاشة ولا بتعقيبك، فمن حقى أن أتعجب وأرفض ويخيب أملى فى تلاميذى!.
عذراً؟
ماذا جرى؟
لمن أدرس؟
ولماذا؟
كل سنة وانت طيب.
lydia girgis
أنا على يقين من أن مصدر وعيى ببشريتى، ذاتى، هو هذا الآخر المحب أنا لا أستطيع الاستغناء عنه أو عن من هو مثله أنا على يقين – فى نفس الوقت – من أنه قد يتركنى أنا سوف أتألم حين يتركنى، بل إننى متألم الآن لمجرد التفكير فى هذا الاحتمال(إلى آخر المقطع( جميل قوى شرح الموقف العلاقاتى وحقيقى ومؤلم
د. يحيى:
ربنا يقدرنا
نُقْدِم
ونتحمّل
لنستأهل أن نكون بشراً.
*****
يسبّح الصمدْ، ذا العرش المجيدْ
د. رجائى الجميل
loneliness
I have to write in English because I do not have an Arabic keyboard.
I read your poetry.
The more you think you are lonely and high , you are , but the big ain never subsides.
Your fate and probably mine is no more related to time and place inspite of the fact that we will never stop digging just for the companion of the competitive not the same wave length. the wave length could be another pillar of existence!!!!!!
I am sorry again to write in English , but I am sure you will believe me if I tell you that I don\’t have an Arabic keyboard in this particular moment.
د. يحيى:
يا عم رجائى: أبعد كل هذا، تشك أننى لا أصدق أنه ليس فى متناولك “الآن” لوحة مفاتيح عربية؟! ومع ذلك فمازلت فى انتظار ردك بالعربية ولو بترجمة هذا النص حتى تعم الفائدة.
*****
د. مايكل فهمى عطاالله
يسبّح الصمدْ، ذا العرش المجيدْ ، برنامج صدى البلد
……………..
……………. (حذفت بقية الرسالة لأنها غير متعلقة – بالعنوان Irrelevant)
د. يحيى:
شكرا يا ابنى
أعانك الله أن تكتبت كلاما متواصلا مترابطا مفهوما
وحفظ الله مصر من أمثالك وأمثالهم وربما أمثالى
شكرا.
وطبعا عرفتَ لماذا لم أنشر بقية ما أرسلت فهو “غير مرتبط” لا بعنوان النشرة ولا بحديثى فى “صدى البلد” مع رولا خرسا
*****
حديث: (اليوم السابع) هل هذا وقته؟
د. نجاة انصورة
الشعور بالزمن ليس هو الشعور بالسنين وكذا الشعور بها ليس هو الشعور بالعمر الذى يستنفذ كل لحظة دون آدنى آسف عليه احيانا.
د. يحيى:
لكننا ندرك ما لا نشعر به تحديدا، ويؤثر فينا.
*****
مقالة “يسبّح الصمدْ، ذا العرش المجيدْ” وقصيدة “النورس العجوز”
د. نجاة انصورة
آثارت قصيدتك سيدى شجونى لكنها جعلتنى اشعر بكل مفارقات زمنى حيث يبدو إن من طبعنا تناسيها لفرط مايلهينا الزمن …. جميلة هى وجد صادقة وعميقة. فض فوك. واطال الله عمرك وابقاك.والله إنك ستظل بمشيئة الله تعالى القادر والمستطيع طالما هناك نبضا فى الناس. شكرا لك
د. يحيى:
شكرا جزيلا
بارك الله فيك
د. محمد جمال
بما أن الموضوع النهاردة، تطرق إلى مسلسلات رمضان، فما هو تعقيب حضرتك عن الكمية غير المسبوقة للمسلسلات التى تناولت قصص حياة مرضى نفسيين أو الحياة داخل مستشفى نفسى، وهنا لا أقصد التناول فى حد ذاته، أقصد تسليط الضوء على وجود حقيقة المرض النفسى والمرضى الذين غفلنا عنهم لسنوات، وما سر الاهتمام بهذا العام تحديداً؟
د. يحيى:
بالله عليك يا محمد ألم تلاحظ أننى بدأت الحديث باعتذارى أننى لا أشاهد المسلسلات بل إننى لا أشاهد التليفزيون حتى فى رمضان، حتى فى الأحاديث التى أشارك فيها شخصيا وتعرض فيما بعد.
أما عن حكاية عرض المريض النفسى فى المسلسل فهى تدل على الجهل المطبق الغبى، وليس جهل الغيب الرائع الذى يعلمنا إياه “مولانا النفرى”، كما يدل على امتهان الإنسان وليس فقط المريض النفسى، هذا بالنسبة لما تصادف أن شاهدتُهُ سالفا، ولا أعتقد أن الأمور تغيرت حتى فى عز أزمتنا الراهنة،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
د. محمد جمال
فكرة اختفاء التناول السياسى للأحداث خلال رمضان والأكتفاء فقط بالمسلسلات صحيحة يا دكتور يحيى، بقى أكبر محطة آخرها تعرض نشرة خلال 24 ساعة.
د. يحيى:
ومع ذلك فقد تكون المسلسلات أرحم من التناول السياسى غير المسؤول وأعنى به القاصر على الإثارة، والتهييج وإلقاء الاتهامات عشوائيا معظم الوقت.
د. محمد جمال
فى العديد من الأعمال الدرامية ما رأيك فى تسطيح المرضى النفسيين وتصويرهم بصور غير الواقع، فما الدور الواقع علينا تجاه ذلك.
د. يحيى:
رددت على الجزء الأول فى ردى على السؤال قبل السابق.
أما الجزء الثانى عن الدور الواقع علينا، فأرى أن فاعليته ضعيفة جدا امام إغراء السخرية والتسطيح فى الدراما وغيرها، لكن علينا ألا نتوقف عن إعلان الرفض والتنبيه على هذا التناول الخاطئ، أو على الأقل علينا الامتناع عن المشاركة فى الموافقة أو دعم هذه الأعمال بأية صورة من الصور.
*****