“نشرة” الإنسان والتطور
21-5-2009
السنة الثانية
العدد: 629
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 161)
فى البدء حامت حولى فتاة صغيرة رشيقة ثم أخذتنى من ذراعى إلى ركن منزوٍ توجد فيه عربة كارو مركَّبٌ فيها حمار وصعدت إليها وأشارت إلىّ فصعدت وتربعت إلى جانبها وتناولت اللجام وحرَّكته بخفة فقد صار الحمار يشق طريقه ببطء شديد وسط زحام الناس والمركبات حتى بلغ الطريق الصحراوى فأخذ يسرع ويسرع حتى سبق السيارات والأوتوبيسات وكأنه يطير طيراناً فذهلت وسألت الفتاة: إلى أين؟ فأجابت: إلى المكان الذى تخور فيه قوى الحمار فيتوقف.
التقاسيم:
… ذهلت من إجابتها وتعجبت كيف استطاعت وهى فى هذه السن أن تقرأ غباء رغبتى المتصاعدة، التفت ناحيتها فإذا بها امرأة ناضجة فى حوالى الأربعين، ليست فائقة الجمال لكنها طاغية الأنوثة والرجولة معا، سألتها: أين هى؟ قالت: من؟ قلت ابنتك غالبا. قالت: أنا ليس لى بنات؟ قلت: كيف؟ قالت: كيف ماذا؟ أنا البنات؟ ثم ألهبت سمْع الحمار بفرقعة صوت كرباج فى الهواء، فزاد من سرعته أكثر، ثم فجأة تعثر ووقع، وانقلبت العربة عليه ونحن معها، وحين قمت بالكاد أرى ما أصابنى لمحت المرأة والبنت تَعْدُوَان معاً فى رشاقة مذهلة، كان عدوا كالرقص وهما تبتعدان، فارتد بصرى إلى الحمار أرى ما أصابه،
فوجدته قد نفق.
****
نص اللحن الأساسى: (حلم 162)
قررت أن أسير من جنوب الوادى إلى شماله مشياً على الأقدام وقابلتنى فى أوائل الرحلة رفيقة الطفولة والصبا وقد سمنت سمنة مفرطة ونصحتنى بأن أتزوج عوضا عن هذه الرحلة العقيم فشكرتها وواصلت السير حتى قابلت صديقى متربعا على سجادة الصلاة فدهشت وذكرته بأيام العربدة والإلحاد فقال لى: الهداية من الله سبحانه ودعانى إلى الجلوس إلى جانبه فوعدته خيرا وواصلت السير وفى منتصف الطريق أقبلت علىّ وحيتنى قائلة: إننى طاردتها بنظراتى حتى استجابت وانتظرت أن تتقدم لأبى ولكنك لم تخط خطوة واحدة بعد النظر فما سر ذلك؟ فقلت لها: إنى مازلت أتساءل مثلك وواصلت السير حتى بلغت الشمال منهك القوى متورم القدمين فرأيت الحبيية الخالدة نصفها مغموس فى مياه البحر الأبيض والنصف الأعلى يضئ الأمكنة من حوله وسألتنى بصوتها الرخيم ماذا جنيت من هذه الرحلة الشاقة؟ فسألتها بدورى كيف يدوم حب بلا أدنى أمل طوال هذا العمر المرير.
التقاسيم:
قالت لى بنفس الصوت الرخيم: أنت جبان، طول عمرك جبان. قلت لها: طرقت كل الأبواب والبوابات ولم تفتح لى. قالت: هكذا تظل تكذب حتى نهاية العمر، أنا شاهدة أن كل الأبواب كانت مفتوحة، وكانت بمجرد أن تتحرك لتفتح وتستقبلك تردها أنت بسرعة وتجرى. قلت: حضرت من جنوب الوادى لأصل إليك، وحالى كما ترين، ثم تقولين هذا؟ قالت: تريدنى أن أقول لك ماذا؟
قلت: أى شىء آخر.
قالت: الله يخيبك.