يومياً” الإنسان والتطور
26-10-2008
السنة الثانية
العدد: 422
التدريب عن بعد:
الإشراف على العلاج النفسى (23)
د. ميادة: عندى عيانة بقالها معايا حوالى سنة متابعة فى العيادة…
د. يحيى: يعنى مش علاج نفسى ؟!
د. ميادة: بقالها 4 مرات بس جلسات علاج نفسى
د. يحيى: يعنى كانت متابعة وانتِ قلبتيها علاج نفسى!
د. ميادة: هى كانت متابعة اضطرارى، لأنى كنت كل اما أتفق معاها على مواعيد علاج نفسى، ماكانتش بتيجى فى الميعاد، ولكن كانت بتيجى بعدها فى العيادة.. ما يكونشى فيه وقت، تتقلب متابعة.
د. يحيى: ده من الأول خالص كده؟
د. ميادة: آه من الأول هى كانت محتاجة علاج نفسى لأنها “اضطراب كرْب بعد الصدمة” PTSD، وكان معاها ساعات أعراض انشقاق وتغير فى الوعى، واكتئاب وكده
د. يحيى: عمرها قد ايه؟؟
د. ميادة: عندها 32 سنة.. مش متجوزة دلوقتى.. اللى حصل انها كانت جاية بعد ما أخوها مات.. كان الأول جوزها مات، وبعدين باباها، وبعدين ابنها وبعدين أخوها..
د. يحيى: ياه!! إيه ده!!! ابنها مات إزاى؟
د. ميادة: مات.. كان بيلعب برة البيت و بعدين مالقتوهوش و بعديها بأربعة أيام لقته فى البلاعة اللى قدام بيتهم..
د. يحيى: يا خبر!! عمره؟
د. ميادة: سنتين.. وهى شافته وهو متحلل بعدها بأربع أيام…
د. يحيى: عندها غيره؟
د. ميادة: لأ،.. وكان جوزها كان مات قبليها… وهى جت لنا بعد ما أخوها شافته مات محروق.. اتحرق قدامها..
د. يحيى: لأ قوليلى بالترتيب، أنا منزعج ومتلخبط، يا ساتر يارب.
د. ميادة: الأول جوزها، وبعديها أبوها، وبعدين ابنها، وبعدين أخوها، كلهم فى خلال سنتين.. جوزها مات فى حادثة..
د. يحيى: فين؟ كان بيشتغل إيه؟
د. ميادة: لأ مش فاكرة.. أنا واخدة التفاصيل بس مش فاكرة دلوقت..
بعديها بـ6 شهور أبوها مات بهبوط كبدى، وهو كان محجوز فى المستشفى هنا وهى كانت معاه.. وبعديها بسنة ابنها تاه ولقوه بعديها بأربع أيام متحلل فى البلاعة زى ما قلت.. و بعدين أخر حاجة قبل ما تجيلنا على طول كان فيه حريقة جوه مخزن جنب بيتهم، وأخوها كان بيحاول يساعد ناس جوه، وكان بيحاول يرفع باب حديد غالبا كان الباب متوصل بحاجة فيها كهرباء فاتكهرب، وهى شافته وهو بيتكهرب لحد ما اتحرق..
د. يحيى: ياه! إيه ده؟!! هى جت لوحدها؟
د. ميادة: لأ أختها جابتها.
د. يحيى: عندها أخوات قد ايه؟
د. ميادة: عندها 4 أخوات صبيان وأخت بنت أصغر منها.. غير أخوها اللى مات..
د. يحيى: هى نمرة كام؟؟
د. ميادة: هى نمرة خمسة.. واللى مات ده كان أقرب أخ ليها.. كانت علاقتهم جامدة..
د. يحيى: كان نمرة كام؟
د. ميادة: كان نمرة اثنين.. ووالدتها صعبة جدا.. ماتعتبرش دعم ليها، حتى هى بتتخانق معاها كل ما تيجى هنا للعلاج.. لازم تيجى بخناقة علشان ترضى تنزّلها.. أختها اللى أصغر منها هى اللى بتقولها لأ لازم تيجى.. ماكنتش بتيجى منتظمة فى الأول و دلوقت بتيجى فى المعاد، يعنى..
د. يحيى: طيب وهى ابتدت تنتظم ليه دلوقتى؟
د. ميادة: هى مش بتيجى علشان الكلام ده كله.. هى دلوقتى بتيجى علشان واحد متقدم لها وهو متجوز..
د. يحيى: انت بتقولى بيحصلها انشقاق، قصدك إيه؟
د. ميادة: شفتها مرة قدامى… بتبقى ناسية كل حاجة و بتبقى خايفه جدا.. خايفة من أى حد.. وتقعد مقرفصة فى وضع جنينى على الأرض..
د. يحيى: ومين قال ان ده انشقاق؟
د. ميادة: كان ساعتها معايا أستاذ مساعد وهو اللى قال لى انها انشقاق، كنت أول مرة أشوف حاجة كده قدامى..، كنا قاعدين نتكلم وبعدين جت سيرة أخوها لأنه كان الأربعين بتاعه.. كانت هى قعدت فترة ماتروحش البيت، ولا تعدى من مكان الحادثة لحد الأربعين بتاعه لما راحت البيت و ساعتها جابوهالى وهى كده..
د. يحيى: طب وبعدين؟
د. ميادة: المهم هى بتيجى علشان الراجل المتجوز اللى متقدم لها ده، هى بتحبه و عاوزة تتجوزه، وهو متجوز و عنده أولاد..
د. يحيى: عنده كام سنة؟
د. ميادة: هو أكبر منها بسنة.. يبقى عنده 33.. سنة، كانت أصلا تعرفه قبل ما تتجوز.. (أنظر الاستدراك فى النهاية)
د. يحيى: بيشتغل إيه؟
د. ميادة: بيشتغل سواق.
د. يحيى: سواق إيه؟ يعنى تاكسى ولا نقل ولا خصوصى ولا مقطورة ولا ميكروباص؟
د. ميادة: سواق ميكروباص
د. يحيى: تفرق؟
د. ميادة: آه تفرق.
د. يحيى: برافو عليكى، ماشى…
د. ميادة: هى أصلا كانت تعرفه قبل ما تتجوز.. كان صاحب أخوها وهو اتقدم لها قبل كده وأهلها رفضوا..
د. يحيى: قبل ما هى تتجوز ولا قبل هو ما يتجوز؟
د. ميادة: قبل ما هو يتجوز..
د. يحيى: عنده كام عيل؟؟
د. ميادة: اتنين ولد وبنت..
د. يحيى: عمرهم قد ايه؟ (أنظر الاستدراك)
د. ميادة: مش عارفة..
د. يحيى: طيب، معلشى، كمّلى..
د. ميادة: هى بتيجى دلوقت وما وراهاش إلا أنها تقول “تحلّى لى المشكلة دى”.. يوم تيجى تقول لى: أنا عاوزة أتجوزه وباحبه، وهو متجوز وهم مش موافقين.. و يوم تيجى تقوللى انا اتخانقت معاه ومش عاوزاه..، وبعدين يوم تانى: لأ أنا بحبه..
د. يحيى: همّ مين اللى مش عايزينها تتجوزه؟؟
د. ميادة: أهلها..
د. يحيى: مين من أهلها مش عايزها تتجوزه؟
د. ميادة: مامتها وأخواتها الولاد، مش عايزين، وهى علاقتها بيهم وحشه قوى.. بيتخانقوا معاها كتير.. بس مش دى المشكلة.. انا شايفة ان فى حاجات تانية نشتغل فيها..
د. يحيى: زى إيه؟ ايه المشكلة؟ إن الراجل متجوز؟؟
د. ميادة: الفكرة ان أنا مش حاقدر آخذ لها القرار ده
د. يحيى: هو احنا بناخذ قرارات لحد يا بنتى؟
د. ميادة: ما هو بالضبط هو ده قصدى.. هى بتيجى علشان أنا اللى آخد لها القرار.. “أتجوزه ولا لأ”، كل مرة.. كده
د. يحيى: يعنى لو انت قلتلها اتجوزيه حاتتجوزه؟ هى لو قررت تتجوزه حاتتجوزه غصبن عن أهلها، حتى لو أهلها قايلين لأ.
د. ميادة: كل مرة نفس السؤال: أتجوزه ولا لأ، وكل ما نطلع برة الحتة دى تسأل تانى..وبتقولى ما أنا لو اتكيت عليهم حايوافقوا.. أمى ساعات توافق و ساعات لأه..طيب خدى قرارك.. يابنت الناس، وبعدين أنا شايفه إن فيه حاجات تانية..
د. يحيى: هو حايتجوزها على مراته؟
د. ميادة: آه
د. يحيى: ومراته موافقه؟
د. ميادة: ماتعرفش..
د. يحيى: يعنى حايتجوزها فى السر؟
د. ميادة: آه
د. يحيى: هى قالت لك كده؟
د. ميادة: آه
د. يحيى: وحاتخلف فى السر؟ ولاّ مش هاتخلف؟؟
د. ميادة: مش حاتخلف
د. يحيى: مش ده من حقها،إنها تخلف برضه؟ خصوصا بعد ما ابنها مات؟
د. ميادة: حقها.. بس هى بقت خايفه قوى من الأطفال.. حتى ابن أخوها.. بتخاف.. هى مش حابّه تخلف..
د. يحيى: بتقولى ابن أخوها؟ بتخاف إيه؟؟
د. ميادة: بتخاف عليه..
د. يحيى: عليه؟
د. ميادة: اه
د. يحيى: هى تعليمها إيه؟؟
د. ميادة: معاها تالتة ابتدائى
د. يحيى: هى بتشتغل؟
د. ميادة: لأ.. بس ساعات بيبيعوا خضار قدام البيت..
د. يحيى: وهو بيع الخضار ده مش شغل؟
د. ميادة: أصلها مش حاجة دايمة، يعنى مش كل يوم.. مامتها هى اللى بتقعد بقفص قدام البيت وهى ساعات بتطلع تقعد معاها..
د. يحيى: أختها الصغيرة متجوزة؟
د. ميادة: لأ.. كانت مخطوبة بس مامتها كانت بتتخانق مع خطيبها كتير ففسخت..
د. يحيى: اختها عمرها كام؟
د. ميادة: 29 سنة
د. يحيى: تقعد من غير جواز لحد السن دى، مش غريبة فى مجتمعنا ده؟ فى الطبقة الاجتماعية دى؟
د. ميادة: اه بس الأم وحشة قوى..
د. يحيى: هى ساكنة فين؟؟
د. ميادة: فى “……..”
د. يحيى: الحى ده كبير قوى، وفيه وفيه، فين فى الحى ده بالضبط،، ساكنة فى أنهى حته فيه؟
د. ميادة: غالبا فى العشش اللى هناك..
د. يحيى: السؤال بقى؟ سؤالك؟
د. ميادة: بقالها 4 مرات.. بتيجى متأخرة عشر دقائق، ربع ساعة، وتقعد كل مرة تقولى المواصلات مع إنها ساكنه قريب..، وأول ما تقعد تقولى حا اعمل ايه؟ سؤالى هو ان أنا مش عارفة أطلع ازاى من الحتة دى..
د. يحيى: وانت ازاى ماكنتيش حاتقدمى الحالة دى؟ دى حالة مهمة، وأنا قعدت اتحايل عليكم اللى عنده حالة؟ اللى عنده حالة؟
د. ميادة: لأ أنا بس كنتّ بارتب أفكارى..يعنى أنا كنت جايه من البيت ناويه أقدمها..
د. يحيى: لا يا شيخة أنا ماشوفتكيش بتّرتبيها.. أنا شفتك مترددة تقدميها ، وده يمكن له معنى، أصلها حالة مهمة.. فيها بُعد دينى وبُعد اجتماعى وبُعد مهنى.. ازاى ماتقدميهاش؟!! بصراحة إحنا بنخاف نتناقش فى الحاجات اللى بتقلّبنا، بيبقى فيه تهديد شخصى علينا.. أنا ماعنديش رد جاهز طبعا.. لا لِكِ، ولا ليها، الأول انت ايه موقفك الشخصى، يعنى؟ لو انت مطرحها، أو مطرح مراته.. ايه موقفك؟ لو مطرح مراته الأول؟ ولاّ خلينا فى العيانة.
د. ميادة: أنا بالذات أنا بأحس إنها مابتحبهوش..
د. يحيى: برافو عليكى ازاى عرفتى ده؟؟
د. ميادة: باحس إنه احتياج اكثر منه حب..
د. يحيى: احتياج لحماية؟ ولاّ احتياج للجنس؟ ولاّ احتياج لإيه؟
د. ميادة: يمكن احتياج لاحتياجه ليها.
د. يحيى: اسم الله!.. أهو دا الكلام! يعنى هو اللى عاوزها..وهىّ عايزة عَوَزَانه ده، بس انتِ عرفت منين انها مابتحبوش؟ يعنى مثلاً: هى لو كانت بتحبه كانت قررت مثلا من غير كل التردد ده، كانت تقول أتجوزه وخلاص، هل معنى انها مترددة إنها مابتحبهوش؟ انت ماقلتيش حاجة عن مستوى ذكاءها؟.
د. ميادة: متوسط…، ده يعنى بالنسبة لتعليمها،.. بس هى ناصحة.
د. يحيى: متأكده إنها ناصحة؟
د. ميادة: أيوه
د. يحيى: طيب، هى دمها خفيف؟
د. ميادة: ساعات ساعات.
د. يحيى: شكلها حلو؟
د. ميادة: لأ بالنسبة لى لأ
د. يحيى: إيه بالنسبة لى دى؟ بالنسبة لحلاوتك يعنى بتقيسى بحلاوتك.
د. ميادة: لأ.. قصدى بالنسبة لرؤيتى ليها..
د. يحيى: بالنسبة للراجل اللى فيكى ولا الست؟ المهم هىّ مصحصحة يعنى؟؟
د. ميادة: آه مصحصحة.
د. يحيى: أنثويا؟ هىّ جذابة؟
د. ميادة: دلوعة شوية
د. يحيى: قعدت متجوزة قد إيه؟
د. ميادة: سنة ونص، سنتين.
د. يحيى: الجنس كان عامل ايه؟
د. ميادة: لأ مش فاكرة.
د. يحيى: ينفع؟ تحكى كل الحكى ده، وتسع شهور متابعة وأربع مرات جلسات علاج نفسى، وماتعرفيش الحكاية دى ياشيخه، الجنس ده حدوتة لوحده.( انظر الاستدراك فى النهاية)
د. ميادة: اللى أعرفه انها ماكانتش بتحب جوزها، ولما اتجوزته كانت مرغومة عليه، وإنه كان أكبر منها.. (انظر الاستدراك)
د. يحيى: بقد إيه؟؟
د. ميادة: بحوالى 9 أو 10 سنين.
د. يحيى: ودا يبقى أكبر منها؟ هى المسألة تفرق قوى كده؟
د. ميادة: آه تفرق
د. يحيى: تفرق فى إيه بقى؟؟!!!!
المهم، شوفى يا بنتى،
الحالة دى صعبة.. بدءًا بكمية الآلام الإنسانية اللى زى مايكون نسيناها فى زحمة حكايات الحب وقلّته، آلام فوق الوصف. موت ورا موت ورا موت، والموت بيفكّر بالموت.. وبعدين خلّى بالِك: فقد الإبن له مشاعر، وفقد الوالد له مشاعر نوعية ثانية..، وفقد الأخ غير ده وده، مش مشاعر زى اللى مكتوبة فى الكتب.. لأ.. وكون إنه ده يحصل بهذا التلاحق الزمنى لبنت انت بتقولى مصحصحة، وأنا باقول وحيدة، أنا أظن دى حاجة صعبة جدا، يعنى الست دى إتحرك فيها احتياج شديد لأى حاجة ولكل حاجة، ييجى الدين والقيم يقولولها لأ ، وهى زى ما بتقولى بتقول أنا ماقدرش أغلط.. يبقى تعمل إيه؟
لو إنت نجحت بشوية جهد إنك تكونى موجودة فى وعيها بشكل له معنى، وانت فعلا عملتى كده لمّا صبرت عليها جامد، يبقى أظن إنك حاتشوفى الفرق بين مشاعرك اللى انت متوقعاها من ألم وصعبانية، وبين اللى بيجرا قدامك.. من جوع ووحدة. وده أقل ما يمكن إنك تعمليه كبداية، إنك تشوفى اللى جارى، مش تشوفى المفروض، أو اللى احنا بنتوقعه، وبمجرد إنك تعملى الخطوة الأولى دى حاتلاقى الأمور اختلفت… حاتشوفى إن المهم بالنسبة لها بعد كل الفقد ده، انه هوّا فيه حد لسه موجود.. فى حياتها،حدّ لسه شايفها، ولاّ إيه؟
وبعدين إنت قلتى حاجة ذكية جدا.. إنها “عاوْزَه عَوَزَانه”.. زى ما يكون الموت ده كله هز ثقتها فى إنها موجودة من أصله، وبقى نِفْسها حد يقولها “إنْتِ أَهُـهْ”، مش “أَنَـا أهُـهْ”.، الحاجة الثانية عن طبيعة مجتمعنا وحكاية السرية دى.. دا شىء صعب صعب، العلانية عندنا أهم من الورقة، وده له معنى مش بطال، السرية حاتبقى عبء تقيل عليها، خلّى بالِكْ.
ثم نبص بقى فى حقوقها كأم: هى قالت لك أنا مش حابّه أخلّف(!!!) الأم، خصوصا اللى داقت الأمومة، لمّا تقرر إنها تحرم نفسها من الأمومة اللى هى عاشتها، وبعدين اتحرمت منها من غير ذنب يبقى ده ضد الطبيعة
ثم إن المجتمع بيحمى المؤسسة التى بتتكون باسم الجواز، فلما ييجى المجتمع مايدعمش العلاقة، وتيجى هى تستغنى عن الخَلَف كده، يبقى فاضل إيه تكسبه من حب مهزوز بالشكل ده.
ألم الفقد بالموت، والوضع الأجتماعى الصعب ده، والوضع الدينى الضاغط من جوّه ومن بَرّه، يخلينا لازم نبص للهدف من العلاقة دى.. ونسأل هو إيه اللى جارى بالضبط يا ترى، هو إيه الهدف؟ الجنس؟ ولاّ سقف الجواز؟ ولاّ الهرب من أمها ؟ ولا ايه؟
د. ميادة: كله على بعضه.
د. يحيى: كمان لازم تحطى نفسك مطرح الراجل ده برضه، هو.. بيحبها بجد؟ ولا لقاها واقعة فقال من السهل إنه يستعملها بعض الوقت؟
د. ميادة: انا شفته، وقابلته بيتهيألى إنه بيحبها بجد..
د. يحيى: دى حاجة إيجابية، وأنا مصدقك، برافو عليكى إنك طلبت مقابلته، بس برضه لازم تبصى لقدام، تشوفى .. عمر الجوازة دى ممكن تطول قد ايه؟ وبعد ده كله مش حاتقول لها حاجة محددة، مش حاتشورى عليها برأى قاطع، انت تلمّى كل المعلومات والعوامل دى، وتحطيها قدامك يعنى الزمن حايبيّن الممكن..، إحنا لازم نصبر.
د. ميادة: الزمن قد إيه؟
د. يحيى: كل ما البنيّه دى تكبر من خلال العلاقة العلاجية الإنسانية دى، حاتبقى أقدر على أخذ القرار.. فإنت يا بنتى معلشى، تستحملى التأخير فى المواعيد، وعدم الحضور أحيانا برضه، وتستحملى ترددها، يمكن بالشكل ده هى تستحمل الظروف الصعبة دى لحد ما تتغير، فنرجع تانى نحسبها نشوف الاحتمالات الجديدة .. وما دام إنت قابلتيه وعرفت منه انه بيحبها.. يبقى نحط ده فى الاعتبار
د. ميادة: لأ انا شفته بس فى الطرقة.. (طرقة العيادة الخارجية بقصر العينى!)
د. يحيى: ياخبر! يعنى شفتيه فى الطرقة فلاقيتيه بيحبها كدهه؟، باين على وشّه؟ إزاى بقى؟!!
د. ميادة: لأ علشان بييجى ويستناها..
د. يحيى: كونه بييجى معاها ويستناها دى علامة ممكن تكون كويسة وممكن حاجة تانية، بس مش معناها إنه بيحبها كده خبط لزق، لأ.. انت تقابليه وتتكلمى معاه بصراحة عن علاقته بمراته، وهل فيه ما يبرر المشروع الجديد ده، ولا لأ، ومدى مسئوليته، ولاّ هوّا بينتهزها فرصة وبيجدد القديم، وخلاص، ولا هيه رمرمرة.
كفاية كده عشان معاد الجروب جه (العلاج الجمعى يبدأ بعد الإشراف مباشرة).
* * *
استدراك وتعقيب الآن:
فى الجلسة التالية لهذا الإشراف على العلاج النفسى، جاءت المريضة إلى الدكتورة “مى” التى استوضحت منها بعض النقاط التى أثيرت أثناء الإشراف، ولم تكن لها إجابات فى حينها، وأبلغتنا بأمانة شديدة ما يحتاج لإثباته هنا للتصحيح ثم التعقيب .
الاستدراك:
د.ميادة: عند مراجعة المشاهدة تبين ان الزوج توفى بعد عناء مع المرض لمدة عام فى المستشفى بسبب ورم فى الرئة.
التعقيب: (المشرف):
على الرغم من أن سبب الوفاة اختلف، فإن الفقد هو الفقد، لكن فقد الزوج بعد هذه المعاناة، والمرض الخطير غير موته فى حادثة مثلما حدث للابن أو للأخ، وهذا يحتاج إلى تفاصيل هامة، لكن فى النهاية فإن الفراغ الذى أحاط بها، حرك جوعها لأى اهتمام هوهو.
الاستدراك:
د. ميادة: سألت المريضة عن علاقتها بالزوج أكثر من مرة.. فى أول جلسة قالت أنها لم تكن تحبه وأن العلاقة الجنسية كانت مجرد أداء واجب.. فى الجلسة الخامسة قالت أنه طوال فترة الزواج كانوا يمارسون الجنس بانتظام ورغبة، وأن علاقتهم كانت جيدة جدا وأنها كانت تحبه حبا شديدا..، فى سابع جلسة متابعة أبلغتنى أنها عمرها ما وصلت للذروة طوال فترة الزواج.
التعقيب:
هذه المعلومات عن العلاقة المتذبذبة بالزوج لها أهميتها فى هذه الحالة وغيرها حتى لا نأخذ المسألة بتعميم مسطح، أو عجلة استستهالية، فما وصل للزميلة المعالجة فى البداية هو أنه زوج مفروض عليها، وأنه أكبر منها.(!!) وأنه .. وأنه.. إلخ، لكن بإعادة الفحص، تبين أن العلاقة كانت تلوّح بحركةٍ ما، وإن كان يبدو أن المريضة جاهلة بدرجة كبيرة بأبعاد هذه العلاقة، ولما كان عمر الزواج بكل هذا القصر، فإننا لايمكن أن نحكم على هذه العلاقة حكما جازما بأنها كانت فاشلة تماما كما يتبادر لذهن أى مستسهل يبحث عن سبب والسلام، لكن يأتى المرض فالموت (المتلاحق) ليجهض أية احتمالات، ويتركنا فى فراغ صعب وجوع مُلِحّ ووحدة كما رأينا.
الاستدراك:
د. ميادة: أيضا عند مراجعة أوراق المشاهدة تبين انه يصغرها بعام.. عمره 31.
التعقيب:
هذا فرق لايهم.
الاستدراك:
د. ميادة: عند سؤال المريضة فيما بعد.. علمت أن هذا المتقدم للزواج عمر ابنه 3 سنوات والبنت سنة واحدة.
التعقيب:
أظن أن هذا لابد أن يوضع فى الاعتبار عند تقدير مسئولية هذا الرجل عن مشروعه الجديد