“نشرة” الإنسان والتطور
15-1-2009
السنة الثانية
العدد: 503
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 125)
توجهت إلى مسكنى فوجدته يمور بالحركة ولا شئ من الأثاث فى موضعه وثمة غلمان وبنات لا أعرفهم يلعبون هنا وهناك دون أن يحسوا بحضورى فانقبض صدرى ودلفت إلى الشرفة المطلة على حديقة قريبة منى وفيها شجرة ضخمة تمتلئ أغصانها بالعصافير المزقزقة وكانت الزقزقة وحركة العصافير قد أنستنى كل شئ غير صوت العصافير وهى تغرد.
التقاسيم:
…. لكن الغلمان والبنات انطلقوا فجأة من المسكن إلى الحديقة، وأخذوا يقذفون العصافير المزقزقة بحجارة صغيرة لا تؤذى، فزادت الزقزقة رقة، وطارت العصافير نحو مسكنى وكأنها اشتركت فى اللعبة، وكأنها قد اتفقت مع الغلمان والبنات أن يتبادلوا الأداء والأماكن، واحترت إلى أى الفريقين أنتمى، ودعوت الله أن يضعنى حيث يرى أنه الأصلح لى، وإن كنت شخصياً أفضل الزقزقة.
****
نص اللحن الأساسى: (حلم 126)
ذهبنا لتهنئة الوزير الجديد بوصفنا أصدقاء قدامى فرحب بنا ووجدنا أحباء آخرين فرجعنا معهم إلى عهد الصبا وفى الصباح التالى أذاع الراديو البيان الأول لحركة الجيش وعندما ذهبنا إلى السكرتارية للترحيب قال لنا لا تسهبوا فى الترحيب قبل أن تعرفوا القادم.
التقاسيم:
… لم تكن الوزارة قد استقالت أو أقُيلت بعد، فلم تمض على الحركة سوى ساعات، ثم وجدت نفسى واقفا فى صف طويل أمام مجمع التحرير، ونظرت فى الساعة التى فوجئت أنها ضخمة جداً وقد وضعت فوق النصب الخالى وسط الميدان، وإذا بها تعلن تاريخ اليوم وعقرب الثوانى فقط هو الذى يدور بسرعة فائقة كأنه يسابق نفسه، وامتلأ الميدان بعربات المطافئ الحمراء، وتلفتّ حولى فلم أجد أى حريق، لكن أصوات أبواقها وأجراسها لم تكف عن الإزعاج، ثم صمتت فجأة، وانطلق ميكروفون كبير يؤذن لصلاة الظهر عصراً، وراح يكرر أن “الصلاة خير من النوم”، فسألت أصدقاءنا القدامى: ما الحكاية؟
فقال أحدهم: لقد تغير كل شىء، وأصبح نوم القيلولة أهم من قيام الليل.