الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة 14-11-2008

حوار/بريد الجمعة 14-11-2008

“نشرة” الإنسان والتطور

14-11-2008

السنة الثانية

العدد: 441

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

البريد هذا الأسبوع زاخر متنوع، وقد فَصَلنا الجزء الخاص بمناقشة الحالة “(9) جاذبية غير مفهومة!” لنعرضه يوم الأحد القادم مجتمِعا فى باب “استشارات مهنية”، ما أمكن ذلك.

 شكراً.

****

تعتعة: دعوة إلى: الوعى بما تملك (2من 2/أ)

أ. عبده السيد:

هو ليه باميل انى  أشوف اللى ناقص، ونادر لما ابص على اللى موجود أو متاح ؟!!!

د. يحيى:

هذا هو.

         أ. عبده السيد:

لا أوافق على وضع كلمة “شطح” بين قوسين، واقترح استبدالها بـ”بعيد”. لانى موافق تماما على ثروات المعرفة والحب والاستغناء، واحب إضافة أن تعطى دون انتظار مقابل ، جميعها، واكثر مما لا اعلمه، هى كلها ثروة لكنها “بعيد”،

وياريت تسمى التعتعة تعرية، لأنها بقت مؤلمة أوى، وربنا يستر.

د. يحيى:

أولا: أنا أتعارج لا رغبة فى العرج (هذا ما اقتطفه فرويد من مقامات الحريرى، وهو ما أكرره كثيرا)، “فإن لامَنِى القوم قلت اعذروا، فليس على أعرجٍ من حرج”،

حين أقول “شطحت” فإنى أدّعى الشطح لأؤكد أنه ليس كذلك.

ثانيا: أوافقك، من حيث المبدأ

ثالثاً: أحذرك ونفسى من المثالية، أو ادعائها، ولابد أن تقاس المسألة بأن العطاء الحقيقى فى ذاته، هو أخْذ أكثر مما هو عطاء،

رابعاً: أيضا لابد أن نحذر من التصفيق للرضا السلبى.

خامساً: التعتعة هى بداية حركة أنت تكملها، أما التعرية فهى كشف لا نضمن حركية إسهامك فيه.

سادساً: أما أن المسألة بقت “مؤلمة قوى”، فهذا بفضل صدقك، وهو بعض ما قصدتُ إليه.

د. على الشمرى

أوافقك يا دكتور يحى فكبار المستثمرين فى بلادنا ينطبق عليهم المثل العربى أسد على وفى الحروب نعامة، فهم، المستثمر منهم عندما يخدعه من هو أكبر منه فى البورصات العالمية  (فهو يستثمر غالبا فى الخارج)، فانه يعوض خيبته وغبائه  فى  التعويض من جيوب الغلابة من المستهلكين البسطاء فى بلاده،

  تخيل أنه فى بداية الازمة الاقتصادية  ارتفعت اسعار بعض المواد فى البلدان المصدرة فارتفعت أسعارها لدينا فورا، وعندما انخفضت لم تنخفض لدينا بل ربما زادت والسبب أن المستثمر أفندى  ربما ضحك عليه من هُمْ برّة، فضحك هو على من فى الداخل .

هذه ببساطة هى طبيعة المستثمرين لدينا. ياخذون فقط ولا يعطون بلدانهم شيئا ويستثمرون أموالهم بالخارج  رغم كثرة المخاطر ولكن يفعلون ذلك عن طيب خاطر.

والمشكلة نفسية  فى الدرجة الأولى وهى تدنى مستوى تقدير الذات، فالمستثمر اعتقد ان اللى بالخارج لديهم صفات لا توجد لديه، فهو يدفع بكل ما يملك، ثم يمضى فى إليهم  الاستماتة فى طلب قبولهم حتى لوخسر مرة بعد مرة، وغالبا لا يحصل على مبتغاه .

د. يحيى:

بصراحة، أنا لا أفهم فى الاقتصاد كثيرا، كل ما يشغلنى الآن هو تعرية نوع من “الغباء الوجودى” إن صحّ التعبير، يترتب عليه نوع من “الشقاء الاختيارى من داخل الداخل”. (للأثرياء بالذات)

 موجز هذا الموقف الغريب هو أننى أشفق على من يملك ما لن ينفقه أبدا، أشفق عليه من أن يعيش تعيسا – أو مخدوعا  بلذة زائفة- وهو يتصور  أن ما يملكه هذا هو ملكه!!! وأنه سوف يُدخِل عليه – دون الناس عادة!! أو على حساب الناس- سعادة ما، هذه الشفقة تضعنى فى موقف لا أحُسد عليه من أول “قصر ديل” باعتبارى على قدر حالى، حتى “خل الهم لأصحابه”، باعتبارى من الأثرياء الذين يملكون ما لن ينفقونه شخصيا.

أدعو الله أن أتوقف عن هذا الشطح لأننى أعرف أنه لا فائدة منه، وأنه لن يفيق أحد الأثرياء من عماه إلا مرغما، وربما لن يفيقنى شخصيا، أما الفقراء فهم أحوج ما يكونون إلى الكفاف أولا.

د. أحمد سعيد

شطحاً نطحاً حاعرفْ أعرفْ …
ولو مرة، من غير مااتْباهى
…..

شطحاً نطحاً حاحِب أحبْ …
ولو حتى للى باحبه منّفض
…..

شطحاً نطحاً انا حاسْتغنَى…
حتى لو كنت أنا محتاج

…..

مين عارف يمكن أوهام

او نزوة وبكرة هاتنزاح
…..

شطحاً نطحاً حاصرّ اسر…
معقولة دى كلها  ثروات؟!
…..

ثرواتك كنز يا با يحيي….

د. يحيى:

شطحاً نطحاً: آنسْتَنِى، طمأنْتَنِى

شطحاً نطحا: أحرجتنى ودفعتنى

شطحا نطحاً: أهلاً سهلاً

…..

من أنت؟

سلام.

أ. أيمن عبد العزيز

هل الخوف البدائى من الموت جوعاً يتضح أكثر عند الذى يملك، أى عند الذى عنده: أكثر مما يتضح عند الفقراء

د. يحيى:

ربما ،

وربما العكس

أ. أيمن عبد العزيز

انتبهتً إلى أننى أعى من حين لآخر ما لا أملك،

 ولكن أخشى أن يكون وعيى بما أملك هو حل يساوى الرضا بالموجود، وخلاص

د. يحيى:

عن  الجزء الأخير بالذات أوافقك تماما، لهذا أحذر طول الوقت من أن تنقلب محاولتى هذه إلى دعوة بالرضا بالموجود، دعنى أصيغها هكذا، ربما يتدرج الأمر بطريقة صحيحة.

 البدء بالتعرف على الموجود،

 ثم الوعى بالموجود،

 ثم الاستفادة من الموجود،

 فالانطلاق مما عندنا فعلا،

 إلى ما يمكن أن يثرينا

 ويثريهم أيضا

(وهذا كله يحتاج لكتاب بأكمله لشرحه).

أ. محمد المهدى

كنت أتساءل كثيراً: لماذا لا يشعر الناس فى بلدنا بالرضا وأن لديهم نعماً كثيرة، ولم أستغرب أنهم قد يسخرون مما تحاول حضرتك توصيله لهم ليفرحوا به، وأعتقد أن ذلك قد يكون راجعاً إلى أن الفرد لابد أن يشبع حاجاته الفسيولوجية أولاً (الخوف من الجوع) ولذلك فهو لا يرى النعم التى لديه، بل وقد يسخر من محاولة تبصيره بها.

د. يحيى:

عنده حق

وعندك حق

أكرر من جديد ضرورة توفير مستوى الضرورة، قبل الدعوة إلى التحرك إلى مستوى الحرية.

وأيضا أن الخوف من الموت جوعا لا يرتبط بالثراء أو الفقر، بل لعله عند الأثرياء أكبر.

 ثم أرجوك أن تقرأ ردى على أيمن عاليه.

أ. محمد المهدى

وصلنى أن من يملك أموالاً لا حصر لها يمكن أن يكون لديه نفس الخوف الذى عند من لا يملك شيئاً “الخوف من الموت جوعاً”

د. يحيى:

جاءك كلامى؟!

أ. محمد إسماعيل

لم أفهم البعد الأخلاقى وعلاقته بالمال؟

د. يحيى:

سياسة السوق ليس بها أخلاق (غالبا).

أ. محمد إسماعيل

لا يوجد رضا خائب؟ لان الرضا قبول، والقبول فهم، والفهم يمكن أن يحفز القدرة على التغير.

د. يحيى:

الرضا الاستسلامى خائب وخادع وغبى.

والفهم ليس دائما حافزا إلى التغيير

أ. محمد إسماعيل

ثروة أن تستغنى،

 وفكرة الخوف من الموت جوعاً عند الأغنياء، وصلتنى تماماً.

د. يحيى:

عالبركة.

د. عمرو دنيا

أردت فقط أن أشكرك على هذه الثروات التى قدمتها لنا، والتى أجد نفسى عاجزاً عن تأدية شكرها فعلا كما ينبغى، فاغفر لى التقصير.

د. يحيى:

شكرك وصل وزيادة،

أنا الذى أشكرك.

أ. إسراء فاروق

يا دكتور يحيى أعتقد أن احنا فى احتياج حقيقى لبحث مسأله المال بإعتباره موضوعاً حياتياً له دلالته النفسية وخاصة عند الناس اللى داقوا طعم المال بجد ..

 يا دكتور يحيى إيه اللى ممكن يدفع أى شخص من المستثمرين الكبار دول أنه يضر ويهين شعب كامل باستيراد مخلفات غذائية  مشبوهة (تستخدم كعلف حيوانى) من أوكرانيا، واستخدامها فى صنع سلعة أساسية زى العيش…، بعد ده كله مش حق الناس اللى ما عندهمش أنها تتعمى عن أى ثروات…

د. يحيى:

لا أظن أن الدراسات النفسية قادرة على تصحيح أى وضع اقتصادى، ولا حتى على تنوير من يهمه الأمر

 أما إصرار الناس على مكسب لن يعود عليهم –فعلاً- بشىء، فهذا من أغرب غرائب الإنسان وأكثرها شيوعا فى نفس الوقت.

وأخيراً فإن من حق “اللى ما عندهمش” أى شىء ترينه،

 لكن كيف يعمى الواحد منهم عن الثروات، وعن الفقر الدكر، فى نفس الوقت؟

 ثم ماذا يفيد العمى؟؟

عمى الأغنياء يزيدهم غنى وغباء، أما عمى الفقراء فقد يخدعهم عن حقوقهم.

أ. إسراء فاروق

أعتقد أن الناس النهارده ما بتدورش على الثروات دى اللى حضرتك بتقول عليها،

 هى بتدور على الثروات اللى تخليها تملك بجد علانية مش سراً..

أنا  شايفه إن ده حقهم لكن مش عارفه ده صح ولا غلط.

د. يحيى:

لم أفهم تماما.

وما فهمته لا أوافق عليه.

أ. نادية حامد

أعجبتنى أنواع الثروات المطروحة مجانا،

 يمكن معرفتها تطمئن “اللى ماعندوش” ولو قليلا.

د. يحيى:

على الله.

على شرط ألا تنقلب الطمأنينة رضا ساكنا

أ. نادية حامد

أعجبتنى أنواع الثروات المطروحة، يمكن أن تخفف معرفتها واقتناءها شوية عن ” اللى ماعندوش”،

أرجو توضيح كيفية أن يكون الإنسان إنسانا بحق

(يمكن طرح ذلك يفرق مع، أو يفيد، اللى عنده، أيضا).

د. يحيى:

هذه مسألة صعبة جدا،

وهى مهمتنا حتى نموت،

 وأظن أن “اللى عنده” يبتعد أكثر فأكثر كلما زاد ما عنده، إلا من رحم نفسه، فرحمهُ الله، وهو يتحمل آلام بصيرته.

 ربنا يسهل.

أ. منى أحمد فؤاد

هذه الثروات لو وضعها أى فرد يمر بأزمة، ليس شرطاً أن تكون مالية، أمامه، وفكر فيها ربما تختلف الأمور لديه، حايحس إن عنده فعلا ثروات مش حاسس بيها ولا بقيمتها.

أكثر ثروة نحن نحتاج اليها حاليا فى حياتنا واتوقع ان معظم الناس يبحثون عنها هى الثروة الثانية (ثروة أن تحب) على الرغم من إنه باين عليه “إحساس معنوى” لكن ممكن يساعد الفرد على أن يعيش ويكافح كل مصاعب الحياة، وأن يدرك أنه من الصعب العيش بدونه.

د. يحيى:

يا خبر!!!

كل هذا وصل من مجرد وضع “عناوين الثروات” العامة المتاحة

 كنت أتصور أن المسألة أصعب من ذلك، خاصة وأنا أركز على نَفْى أمرين: المثالية التنظيرية، والرضا الخائب.

أما فكرة “أن تحب” مجانا فتكسب جدا، فهذه من أكثر ما يُفرح لو أننا نجحنا أن نلتفت إليه.

يبدو أنه من الأفضل ألا نسميه “حبا” حتى لا يُختزل.

أ. عبد المجيد محمد

وصلنى أن العلاقة بالموضوع تمتد لأبعد من العلاقة بإنسان آخر، بل تشمل أى موضوع يمكن أن نوجه إليه طاقة الحياة.

د. يحيى:

هذا هو

****

لعبة: “أنا خايف أفرح بحقيقى لحسن ….

أ. رامى عادل

ياه.. دانا خايف افرح بحقيقى لحسن حابقى فوق واحط ايدى على كل حاجة

فرحة د.عثمان اتصورها فرحة طبيب اتم رحلة علاج مريض, هى مشكله انسانيه, اسميها التواصل فى اعلى واروع صوره /امكاناته. رحله غامر فيها الصديقان وبوغتوا ,الى ان ظهرت الرؤيه وغمرتهم الفرحه, فاستبانا الطريق وحققا اسطورتهما الذاتيه, وهذه الفرحه ليست اراديه على الاطلاق, هى فيض وتجاوز, اعنى بالتجاوز هو اطلاق شيء ما, من جوف الكهف, ليس من العقل ولا من القلب, فيصبح ثالثهم  الحق تعالي, بعدما صرعوا المرض المتوحش, وهى عمليه تامه وظاهره طبيعيه ودائره  مكتمله, هى المنهج الذى يفتقده المريض, فيقوم الطبيب بمكاشفته  بالاء  الوصل, ويخرجان الى الناحيه الاخرى حيث التطور, حيث السماء والنورس

د. يحيى:

إضافة مناسبة،

 ومع ذلك فإنى ترددت أن أقبل تعبير “أحط إيدى على كل حاجة”، هذه مسألة لاتحتاج أن يكون الواحد منا “فوق”،

 لأننى خشيت أن نفهم “فوق”، بمعنى “فوق”..

الفرحة معرفة، والمعرفة فرحة:

 هذا هو المهم.

د. مدحت منصور

عندما قرأت النشرات الأربعة وتعليقات حضرتك خطر على بالى دموع الفرح الشهيرة والتى خبرتها أنا أيضا قريبا, أدركت لحظتها أننى فى حالة حزن بعد قمة الفرح وأحسست أنهما يخرجان من نفس الشجرة أو من نفس الجذوة.

أحسست من استجابات المشاركين فى حالة توجيه اللعبة للذات أن اللاعب يخاف أن يفقد نفسه أو يبتعد عن نفسه  أو ألا يكون هو.

أخيرا فتحتُ الأربعة نشرات أمامى وأخذت أنظر إلى كم المعلومات فى عجز وعناد، لذا أقترح أن نكون من المتطوعين (إذا تحمسوا للفكرة) عدداً من فرق العمل، كل فرقة تتكون من أربعة أفراد وخامس منسق أو مشرف إن أمكن , تقوم كل فرقة بإجابة الأسئلة الإرشادية وإضافة، ما يمكن إضافته ثم تتم مقارنة أعمال الفرق إمعانا فى دقة النتائج، ويكون  تواصل أعضاء الفرقة على النت، أونلاين، وبالشات ثم يتم عرض النتائج, ويتم الإعلان عن كل فرقة تم تكوينها على الموقع كنوع من التنظيم

د. يحيى:

الفكرة جيدة، لكن التنفيذ صعب، وأنا أخشى أن تنقلب المسألة إلى عذّ ورصّ مثل الأبحاث التقليدية

دعنا نفكر فى التفاصيل، وشكرا للتطوع.

أ. رامى عادل

يا د. يحيى: انا خايف افرح بحقيقى لحسن اطلب منك مقدم الشقه 

يا د. يحيى: انا خايف افرح بحقيقى لحسن تتكسف منى .

يا د. يحيى: انا خايف افرح بحقيقى لحسن لتفتكرنى على طول.

يا د. يحيى: انا خايف افرح بحقيقى لحسن تتذكرني.

د. يحيى:

سوف نضم إجاباتك يا رامى إلى ما عندنا

د. أميمة رفعت

خفت – لا أعلم لماذا- أن أشترك فى لعبة الفرح هذه .

ثم لعبتُها واحتفظت بها لنفسى لأن الإجابات بعيدة عن شخصيتى – أو هكذا تصورت-

 ثم قررت ارسالها لأرى إلى أين سنصل  ..

انا خايفة افرح بحقيقى لحسن..أتحسد.

انا خايفة افرح بحقيقى لحسن..أحسد نفسى

 انا خايفة افرح بحقيقى لحسن..أحبط.

د. يحيى:

الرد: …. مثل رامى

د. محمد أحمد الرخاوى

انا خايف افرح لحسن انسي
اناخايف افرح لحسن اتعمي
انا خايف افرح لحسن اتفرط مني
انا خايف افرح لحسن ابقى انا مش انا
انا خايف افرح لحسن ابقى اناني
انا خايف افرح لان شكلها كدة مفيش حاجة تفرح
اناخايف افرح لحسن ابقى ندل
انا خايف افرح لحسن افتكر انى مطمن
انا خايف افرح لانى جربته ولقيته انه متعاص بشوية عمي

يا جماعة ماينفعشى حكاية الفرح دى من غير ما تكون متغمسة بالحزن الشريف

د. يحيى:

ياه يا محمد،!! هل لاحظت الفرق بين أن تشارك فى لعبة، وأن تحكم على الفكرة بعقلك وأنت خارجها .

دعنا نأمل فى استثمار هذا المنهج

 وأدعوك بهدوء أن تقرأ أنت شخصيا إجاباتك، (بعد حذف السطر الأخير).

ثم: ألم تلاحظ أنك حذفت كلمة “بحقيقى” من كل الإجابات؟

 يبدو أن الفرح، مجرد الفرح عندك، هو “بحقيقى”، وبالتالى فهو مخيف جدا، هكذا، بأى قدر ونوع: حقيقى أو غير حقيقى.

ربما من هنا نشأت السخرية والقسوة والموقف الحُكمى الذى وصفتُك به مراراً،

 آسف.

د. أحمد سعيد

انا خايف افرح بحقيقى لحسن اخسر استمتاعى بالفرح الموجود فعلا وهو اللى باقى لى

د. يحيى:

ناصح

د. عمرو محمد دنيا

أعتقد أننى أفهم ولو بدرجة بسيطة أن الفرحة التى حركتها هذه اللعبة هى أصل “الحزن” بلا تناقض، ولكن مزيد من التوضيح قد يفيد.

د. يحيى:

كل ما طرح –تقريبا- يحتاج مزيدا من التوضيح.

د. عمرو محمد دنيا

لا أرى أن تاريخ الانسان رائع،

أعنى أننى لم أر أن تاريخ الانسان حتى صار إنسانا يستحق هذه الصفه.

د. يحيى:

مازلت متمسكا بهذه الصفة،

 أنا فخور بتاريخى بشرا،

 برغم معرفتى المرعبة بمعظم البشائع، وأخطر المجازر، وأخبث القتل … التى ارتكبها الإنسان حتى وصل ما هو نحن، دون أن يتخلص منها تماما، وإن كان قد نجح أن يخفى بعض بشاعتها تحت عناوين أخرى.. (الحرب الاستباقية مثلا!!)

د. عمرو محمد دنيا

الفرحة هى تلك التى تظهر غصبا عنى

 وكم هو رائع أن رأيت الفرق بين الغصب المقتحم والغصب المتقدم الواثق.

د. يحيى:

ياليت الفرق يكون بهذا الوضوح.

د. محمد الشاذلى

حين يقترب الحزن تتغير معانى الأشياء ..

وتختلف الأولويات..

 وأراجع نفسى ألف مره ومره..

كيف أحتمل هذا الإنهاك؟!

لن أتراجع – هذا ما أقرره – لكن من حقى أن أتردد.

عرفت أنى أخاف الفرحه “بحقيقى” ..

 اكتشفت أننى ألتصق ببعض حزنى/خوفى، حتى لا أنسرق بعيداً عنه.. وأفاجأ به تكراراً كأنى أراه لأول مرة..

د. يحيى:

هل نستطيع يا محمد أن نصل من خلال هذه المحاولات، والمحاورات، إلى جذور الفرح والحزن (بحقيقى) وعلاقة هذا بذاك؟

 ربما لو فعلنا بجدية مضطرده نكتشف أنها واحده!!

 فنعرف الله،

 فأنفسنا،

وبالعكس

 ودون تسميات؟

لم أكن أتصور أن هذا النشاط الجانبى على الورق – النشرة يوميا- يمكن أن يحرك كل هذا

 يارب الابن د. جمال التركى يسامحنى على الاضطرار للاستمرار، سعيا إلى مزيد من الكشف، هكذا، وغير هكذا.

أ. عبير محمد رجب

أنا خايفة أفرح بحقيقى لحسن آخد على كده

أنا خايفة أفرح بحقيقى لحسن ما اعرفش احزن

أنا خايفة أفرح بحقيقى لحسن ما اقدرش اكمل

د. يحيى:

شكرا وسنجمع استجاباتك معنا

 د. مروان الجندى

أعتقد أنه لا يمكن وصف الفرحة التى كشفتها اللعبة بأفضل مما كتب فى القصيدة،

 فلقد كنت اقرأها بشعورى، وأشعر بكلماتها صوراً وإحساساً

(أتخيل نفسى فى كل موقف) وأتمنى أن أعيشه حقيقة.

ابتسمت،

 شعرتَ برعشة تسرى داخلى،

 شئ يتحرك فى صدرى لا أدرى ما هو

 “شئ ما”

 فرحت، هذه حالى عندما قرأت القصيدة.

د. يحيى:

أية قصيدة؟

هل تعنى قصيدة “غصب عنى”؟

يجوز

****

حوار/بريد الجمعة

د. مروان الجندى

أتفق مع د. جمال التركى فى أنه من حقك أن ترتاح،

 ولكنى أصر على أنه من حقنا أن نتعلم من هذه النشرات لأنها تتيح لنا فرصة أكبر غير متاحة لنا فى الاحتكاك ربما غير المباشر.

د. يحيى:

وأنا معك

 برغم حبى الشديد لجمال وعرفانى بجميله، وبرغم فهمى لدوافعه النبيلة، فأنا معك أكثر،

 أعتقد أن جمال يرى تعبى أكثر مما أراه، وربما هو يخاف علىّ ويحرص أن يكون لى نفس أطول،

 وعُمْق أبقى،

هل يا ترى الراحة التى يطلبها لى، وتتمناها أنت أيضا لى، هى فى الاستمرار أم فى عدمه؟

 لا أعرف.

 ومع تقديرى لكل هذا فإننى قد لا أتوقف إلا إذا فرض علىّ التوقف من خارجى أو داخلى

 ربنا موجود.

أنا أكتشف من خلال هذا الاستمرار والعناء، أعنى الراحة!! ما لم يخطر على بالى فى هذه السن، فى هذا الوقت،

ماذا أفعل؟

الحمد لله!

د. محمد شحاتة

حين يستريح المحارب فإن ذهنه لا يتوقف أبداً عن التفكير بحثاً عن فرصة لاحقة يملك فيها زمام المبادرة للتقدم نحو عدوه

أستاذى، إن كنت بحاجة للراحة من اليوميات فلتكن، لكن إلى بديل أقوى وأمضى وانفع لنا وللناس.

لا حرمنا من خيرك حتى لو رفضنا، أو لم نفهم.

د. يحيى:

هذه اللمحة الرقيقة من أجمل ما وصلنى منك يا محمد،

 شكرا لك بجد،

لكن المسألة تزداد صعوبة حين لا نكون متأكدين ما هو الأنفع، مادما هو الأبقى.

وأيضا حين لا نعرف ما هى الراحة، وما هو العناء (برجاء قراءة ردى على مروان حالا).

****

يوم إبداعى الشخصى: ‏الحارس القشرة، والقانون الجوهر

من حكمة المجانين 1980

د. عمرو محمد دنيا

وصلتنى أهمية القشرة وكم هى مهمة لحياتينا، بل ولكى يرانا العميان كم هى بليغة ولكن أين من يفهم.

د. يحيى:

فعلاً، ولكن انتظر يا عمرو حتى أرد على يوسف بعدك فهو أكثر إلغازا.

د. عمرو محمد دنيا

لست معترضاً بمعنى الاعتراض ولكنى أعلن صعوبة الخلود، فلا أظن أن “عدم التمسك بحدود الجسد أو معالم الشخص وعدم طلب الخلود هما من متطلبات الخلود

 أعتقد أن متطلبات الخلود أكثر من ذلك بكثير.

د. يحيى:

ربما..

وما أقبح الخلود الدنيوى، خصوصا إذا كان كما عرّاه نجيب محفوظ فى “ملحمة الحرافيش” انظر نقدى فى ذلك.(“دورات الحياة وضلال الخلود ملحمة الموت والتخلق فى الحرافيش “قراءات فى نجيب محفوظ”)

أ. يوسف عزب

يفهم من الحكمة الاولى ان التحذير الاخير وارد بعد التنازل عن القشرة فكيف هذا؟

 كيف يمكن ان افخر بالجزء بعد ان تنازلت عن القشرة اذا خرجت عن القانون الجوهر الدوائر أم الدائر؟

وما المعنى فى الحالتين؟

د. يحيى:

المعنى هو المعنى الذى وصلك يا يوسف

إن شرْح مثل هذا النوع من الإبداع يفسده

 ربما لو قرأتها يا يوسف عدة مرات تصلك معانٍ مختلفة ثم تتجمع المعانى دون حاجة إلى إيجازها أو شرحها

 وربما تخطرنا أو لا تخطرنا بما وصلك،

 ولعل العكس صحيح، فربما ما وصلت إليه يصبح قيدا على حقيقة ما أردتُه لك، ولى، مما لا أعرف.

ثم إنى أشكرك أنت ود.عمرو قبلك، ود. محمد الشاذلى بعد أن ذكرتمونى بعلاقتى بكلمة “القشرة” من أكثر من ثلاثين سنة، وأيضا انتبهت كيف أننى منذ أربعة قرون انتبهت إلى خطورة فكرة “مخاطر التنازل عنها” فى جو غير ملائم أو فى محيط خبيث مخادع، لا أعرف كيف خطرت لى كل هذه الخواطر قبل كل هذه السنين حتى أننى أكتشفها معكم، وبفضلكم/ من جديد.

خذ مثلا من قصيدة “الطفل العملاق الطيب”  1972 ديوان سر اللعبة (الطبعة الأولى. طبعة خاصة دون رقم إيداع)

فلتتجمد‏ ‏أعماقى،  ‏ولتنم‏ ‏القشرة،‏

ولينخْدعوا، ‏

وليكن‏ ‏المقعد‏ ‏أعلى ‏

ثم‏ ‏الأعلى ‏فالأعلى،  ‏

حتى ‏لو‏ ‏كان‏ ‏بلا‏ ‏قاع، ‏

ولأجمع‏ ‏حولى ‏فى ‏إصرار‏ ‏ما‏ ‏يدعم‏ ‏ذاتى ‏فى ‏أعينهم، ‏

ولأصنع‏ ‏حولى ‏سورا‏ ‏من‏ ‏ألفاظٍ‏ ‏فخمهْ،‏

درعاً‏ ‏يحمينى ‏منهمْ‏ ‏

بل‏ ‏من‏ ‏نفسى

‏ ‏لَمْ‏ ‏يَدَعُوا‏ ‏لى ‏أن‏ ‏أختار‏

…..‏

…..‏

لكن‏ ‏ويحى ..

‏من‏ ‏فرط‏ ‏القوة، ‏وقع‏ ‏المحظور،

‏أو‏ ‏كاد‏

…..‏

أسمع‏ ‏خلف‏ ‏الصخر‏ ‏حفيفا‏ ‏لا‏ ‏يسمعه‏ ‏غيري

يحسبه‏ ‏الناس‏ ‏حديث‏ ‏القوة‏ ‏والجبروت

لكن‏ ‏الشق‏ ‏امتد‏ ‏

من‏ ‏داخل‏ ‏داخلنا‏ ‏الأجوف‏ ‏

لا‏ ‏لم‏ ‏يظهر‏ ‏بعد

لكن‏ ‏لابد‏ّ ‏وأن‏ ‏يظهرْ‏  ‏

وكما‏ ‏كان‏ ‏الصخر‏ ‏قويا‏ ‏صلدا‏ ‏

وكما‏ ‏كان‏ ‏الصنم‏ ‏مهابا‏ ‏فخما‏ ‏

سوف‏ ‏يكون‏ ‏الصدْع‏ ‏خطيرا‏ ‏فاحذر،‏

وليحذر‏ ‏ذلك‏ ‏أيضا‏ ‏كلُّ‏ ‏الناسْ.‏

أظن يا يوسف أن تحذيرى لنفسى آنذاك: “سوف يكون الصدع خطيرا فاحذر”، كان إرهاصا بما جاء بعد ذلك فى “حكمة المجانين” من أنه بعد نمو هذه القشرة اختيارا أو اضطرارا، فإن الأفضل أن نحسن التنازل عنها بخاطرنا أحيانا، لاستعادتها متى احتجنا إليها، نستعيدها وهى الجزء الظاهر، لا لتحل محل الكل ولكن لتحميه.

تبدو فكرة التنازل عن القشرة أكثر وضوحا حين يلوح جوّ آمن (حتى لو ثبت بعد ذلك أنه ليس كذلك) جاء هذا التنازل واضحا فى قصيدة “جبل الرحمات” نفس الديوان

لكن اكتشاف أن هذا الأمان كان خداعا بعد التنازل غير المحسوب عن القشرة يعرضنا لانقضاض بشع، تمثل هذا الخطر فى هذا الجزء من قصيدة “جبل الرحمات”:

‏.. .. ‏واستسلمت، ‏

لكن‏ .. ، ‏لكن‏…، ‏ماذا‏ ‏يجرى ‏؟؟‏ ‏

وتزيد‏ ‏الهدْهَدَةٌ‏ ‏علوّا‏ … ‏

ماذا‏ ‏يجري؟‏ ‏

تعلوا‏ ‏أكثرْ‏ ‏

ليس‏ ‏كذلك‏… ‏

تعلو‏ ‏أكثر‏ْْ ‏

ليست‏ ‏هدهدة‏ ‏بل‏ ‏صفعا‏ ‏

تعلو‏ ‏أكثرْ‏ ‏

بل‏ ‏ركلاً‏ ‏ضرباً‏ ‏طحناً‏ ‏

تعلو‏ ‏أكثر‏ ‏

أنيابٌ‏ ‏تنهش‏ ‏لحمى ‏

الكلب‏ ‏الذئب‏ ‏انتهز‏ ‏الفرصة‏ ‏

اغتنم‏ ‏الضعف‏ ‏وأنى ‏ألقيت‏ ‏سلاحى

بعد التنازل عن القشرة دون حساب يصعب استردادها بسهولة فى جو خائن هكذا (نفس القصيدة):

وتلفتٌّ‏ ‏حوالى،  ‏

فإذا‏ ‏بقناع‏ ‏الود‏ ‏يدارى ‏شبه‏ ‏شماته‏ …‏

ففزعت، ‏وجعلت‏ ‏ألملم‏ ‏أجزائى ‏

وأحاولُ‏ ‏أن‏ ‏أتشكّل‏…،

وصليل‏ٌ ‏حادٌ‏ ‏يغمر‏ ‏عقلى،  ‏

وكأن‏ ‏نحاسا‏ ‏يغلى ‏فى ‏فروة‏ ‏رأسى ‏

والضوء‏ ‏النورانى ‏يخفتُ، ‏يخفتُ، ‏يخفتْ،‏

انطفأتْ‏ ‏روحى ‏أو‏ ‏كادتْ‏. ‏

إنسحبَ‏ ‏عصيرُ‏ ‏حياتى ‏

جفّ‏ ‏كياني‏: ‏خشبٌ‏ ‏أجوف‏ ‏

وصليل‏ ‏نحاس‏ ‏الرأس‏ ‏يجلجل‏ ‏

فكرٌ‏ ‏صلب‏ ‏أملس

واختفت‏ ‏الآلام‏ ‏مع‏ ‏الأحزان‏ ‏مع‏ ‏الفرحة‏.‏

إن الحكمة “830” التى جاءت فى نفس اليومية تعلمنا الوقاية من هذا الاحتمال حين تقول:

“إذا عرفت طريق العودة وأتت تتلاشى فى الكون، وعرفت طريق الكون وأنت تمارس ذاتك…

….. فقد عرفت الكل:

“السعى بينهما هو القانون الجوهر”

وهذا هو ما انتهت به القصيدة:

والناس‏ “‏الناس” ، …… ‏غرسُ‏ ‏الأيام‏ ‏المرة‏..‏

‏ ‏تقضم‏ ‏أنيابَ‏ ‏النَّمِرَة‏ ‏

نَبَتَ‏ ‏الشوكُ‏ ‏بغصن‏ ‏الوردةْ

يدفع‏ ‏عنها‏ ‏عبث‏ ‏الصبية

فنفضت‏ ‏غبار‏ ‏الغُربة

وبزغتُ‏ ‏آداعب‏ ‏طين‏ ‏الأرض

أنثر‏ ‏عطرى ‏فى ‏أرجاء‏ ‏الكون

يعلو‏ ‏ساقي

يتعملق‏ ‏جذري

ينمو‏ ‏الطفل‏ ‏العملاق‏ ‏الطيب

‏-21- ‏

علمنى ‏الألم‏ ‏القهر‏ ‏الصبر‏: ‏

أن‏ ‏الخوف‏ ‏عدو‏ ‏الناس

لكن‏ ‏علمنى ‏الحب‏ ‏الفعل‏: ‏

أن‏ ‏الناس‏ ‏دواء‏ ‏الخوف

****

د. مدحت منصور

عندما كنت أقرأ كنت أردد أستر يا رب و بعدما انتهيت  وجدتنى لا أستطيع أن أعلق بأكثر من ذلك و مع ذلك أردت أن أعلق بـ (أستر يا رب).

د. يحيى:

يا رب استر

د. محمد الشاذلى

حتى القشرة أخاف أن افقدها أو أتنازل عنها.. أتمنى .. لكنى أخشى سحق العميان والتيه وسط الضجه.. من يحمى ضعفى وخوفى؟!..

من سيترفق بهذا الحزن المدفون؟!..

أحتفظ بها، هذا أسلم من أن افقدها.. أو أتنازل عنها.. أشكرك!!!

د. يحيى:

أرجو أن تقرأ مقتطفات القصائد القديمة فى تعقيبى السابق ليوسف.

أ. رامى عادل

رامى: انت بتخاف حتى من النونو ياد

د يحيى: حانفخك يا بو دم خفيف 

رامى: طيب, حاسكت لو بطلت بوس وتفعيص.

ديحيي: انا مش قادر عليك ؟

رامى: تقدر عليه بتذكار

 ديحيى: فلتذهب للجحيم

رامى: ربنا يبارك لك, ادينى لفه

ديحيى: لفّه يا ابو زمبلك ؟!

رامي: توبتى على ايدك

ديحيي: أُملص يا سُهُنّ يا داهيه

رامي: نيتى خير بس اهدى

ديحيي: بالجزمه

رامى: ربنا يخليك. طيب فين النونو؟

د. يحيى:

أخشى يا رامى – للمرة الثانية- أن يظن بعض زوار الموقع أن هذا حوار حقيقى بينى وبينك، ومع ذلك فهو حقيقى،

 أو ربما يعود الشك أننى اخترعتك شخصية وهمية أقول على لسانك ما أخشى أن أقول أنا، (مع أنك حضرت عيانا بيانا أمام لبعضهم فى ندوة هذا الشهر يوم الجمعة الماضى)

 أعمل لهم ماذا يا شيخ؟!

 حتى أخطاءك المطبعية لا أصححها، طبعا وهم لا يصدقون.

****

مؤتمر الطب النفسى بالاسكندرية

د. أميمة رفعت

فى المحاضرة التى تكرمت بإلقائها فى المؤتمر بالإسكندرية ، أعجبنى لتحول المخلوقات المخيفة إلى طفل راقص يلعب داخل المريض فى آخر الكليب المتحرك . فقد فهمت من خلال ذلك أن هلاوس المريض التى تصل إلى إدراكه  ضخمة ، مخيفة، مؤثرة، و لا سيطرة عليها سواء من الداخل او إذا رآها و كانها من الخارج ، يعيها اثناء العلاج فى حجمها الطبيعى: ليست خطرة ولا مخيفة إلى هذه الدرجة وهكذا يمكنه التعامل معها .

 ولا يقل عن ذلك أهمية ما يصل إلى المعالج هو أيضا ، فأحيانا (أو دائما كما فى حالتى أنا شخصيا) يشعر المعالج بهول الأعراض وضخامتها وربما يصيبه القلق من أنه سيجد صعوبة فى التعامل معها . ولكن هذا الكليب أوحى إلىّ أنه حتى المعالج يدركها أحيانا أكبر من حجمها مما يعرقل العلاج أو يؤخره . لا يعنى هذا طبعا الإستهانة بشكوى المريض أو عذابه، ولكن فقط محاولة رؤية الأشياء بحجمها الطبيعى…  ورغم بساطة الكليب فقد وصلنى منه بوضوح (غالبا من بين السطور) أن هذه العملية العلاجية تتم \”بين\” الطبيب و المريض معا ، أى أن المعالج لا يقوم بها وحده و العلاج إذن يأخذ صورة دينامية نشطة ومحفزة…

بالنسبة لى هذا الكليب كان بمثابة علاج معرفى cognitiv therapy و ليس مجرد كليب تعليمى.

د. يحيى:

أولا: لماذا أسميته “كليب”؟

ثانيا: أصعب ما فى الدنيا – وليس فقط ما فى العلاج- هو: “رؤية الأشياء بحجمها الطبيعى، وأنا أتذكر، وأكرر كثيرا، دعوة مولانا السيد أحمد البدوى: “اللهم أرنى الأمور كما هى”

ثالثا: كل العلاجات هى عمل مشترك بين الطبيب والمريض حتى العلاج بالعقاقير، ونقد النص البشرى بالذات هو عملية مشتركة يساهم فيها “النص” (المريض) بقدر ما يساهم فيها “الناقد” (المعالج)

رابعا: تعريف العلاج المعرفى يزداد اتساعا، ويزداد غموضا فى نفس الوقت.

وعموما، لعلك تعرفين أننى لا أساهم فى مثل هذه المؤتمرات (الطيبة) إلا نادرا، وبضغط فائق (مِن استاذ زميل مُحب فى الأغلب) لأننى – كما ذكرت فى هذه النشرات يوما – لا أظن أن شيئا يتبقى منها، ولعل ذلك ما عبر عنه أحد الاساتذة الطيبين (هو رئيسى الآن فى قصر العينى – وتلميذى سابقا) بأنه يُستحسن أن أقدم ما عندى بشكل أكثر “جدية” وتركيزاً، لأنه يخشى أن يستقبل من لا يعرفنى ما أقول على انه “نكته” وليس علما،

 وقد فهمت دوافع رأيه، وهى دوافع طيبة، خاصة وأنه أضاف: أن أهم ما يصل إلينا منك قد يكون ما لم تِرد توصيله، وهذا جيد ويدل على أنه يتلقى بعض ما أقول بطريقة مبدعة، مختلفة عن التلقى العادى.

 المهم: أنا اقول ما عندى بكل الطرق المتاحة لى، وعلى المتلقى أن يغلق أبواب درايته،

أو أن يقلبها نكته

 وهو يتحمل مسئولية ما يصله فى كل الأحوال

****

عودة إلى ملف الإدمان: الحق فى الألم: ضد الرفاهية

د. محمد أحمد الرخاوى

حكاية اللغة اللى بين الاب وابنه دى صعبة قوى .فى ناس كتير معندهاش اللغة دى أصلا . الاصل هو البحث عن المعنى بس ازاى الاغبياء دول ما بيشوفوش الدوامة الحلزونية الملساء اللى وقعوا فيها.

المأساة فعلا هى جماع رفاهية الترف مع انعدام المعنى مع الدوران فى اللاشئ

 خطر ببالى وانا اقرأ هذه الحالة ان أسأل اليس العالم كله تقريبا يسعى الآن الى مثل ذلك؟؟  

وكأن– الرفاهية وعدم الالم أو الحزن أو الهم- هما الهدف أو غاية المراد حتى من ظن نفسه يتحصن كماذكرت برفاهية الآخرة بعد ان احتكرها لنفسه من دون الناس بخبث وغباء شديد

ولا حول ولا قوة الا بالله.

د. يحيى:

أوافقك بصفة عامة هذه المرّة

د. مشيرة أنيس:

طول ما انا عمالة أقرأ الحالة مرعوبة جدا….يعنى العيلة باينة عيلة عادية أب و أم بيغلطوا وبيعدلوا مسارهم زى البنى آدمين…يعنى آه فيه خلل فى العلاقات، لكن ممكن يطّلع الخلل ده حد زى عادل..؟

وصلنى احساس بالمسئولية ناحية بناتى ورعب غير عادى وخوف عليهم…إحساس بالمسؤولية أنى أساعدهم يعيشوا الحياة بجد مش القشرة،

وصلتنى مسؤوليتى ناحية الأطفال اللى بشوفهم اللى زى عادل مفرطى حركة أو عندهم مشاكل أخرى…يعنى بشوفهم فى البداية خالص….هل اللى انا بقدمه كافى ؟لازم أسئل نفسى السؤال ده…خاصة ان الناس بتيجى الشغل الشاغل بتاعهم ان الواد ما بيذاكرش..و هى دى قضيتهم بالنسبة للحالة المعروضة،

 شايفة عادل مدمن مخدرات وأخته مدمنة دين وعمل… يعنى ما شفتش فرق فى حته الإدمان دى بينهم…يعنى هيا تبقى مقبولة اجتماعيا أكتر مع انها وصلتنى من الكلام المكتوب بعيدة و باردة.

د. يحيى:

أرجو أن ننتظر يا مشيرة حتى نقدم بقية الحالة، وأعتقد أن الأمور سوف تتضح أكثر مع كل تقديرى لكل ما وصلك، وهو صحيح، لكن لاتبالغى فى حكاية المسئولية فنحن نفعل ما نستطيع حتى لو أخطأنا.

****

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *