“يوميا” الإنسان والتطور
9-6-2008
العدد: 283
يوم إبداعى الخاص
المقامات:
المقامة الثالثة
كلام لا لزوم له :
كلما راودنى هاجس أن أنشر مقامة من هذه المقامات فى يومى هذا
شعرت بأنى مدين للقارئ باعتذار ما،
ثم سرعان ما أراجع نفسى حين تعود إلىّ ثقتى به،
وبنفسى،
فأنشرها
دون اعتذار
شكرا
يحيى
قطرة سم
والحرفُ حـولَ الجـرف لمّـا يندملْ,
أو تكتملْ، فيه الملامةُ والسلامة والتى لمَّا تعـِـدْ.
والحرف هارٍ لا يغوصُ ولا يميدُ ولا يقاومُ حتفَـهُ.
لم يسـتـبنْ خـطـوَ الكلام الأصل والوعـىَ الجديـدَ يـغـلـفُ المجهولَ منه بغير إذنٍ من أحدْ
أحدٌُ أحدْ.
والحرف مالََ, فلم تـمِـلـنَ، فمَا وقعـْـــنَ ولا اعتدلْ.
والزحفُ رملٌ مائجٌ رغـم اليقين بغيبِ يومٍ قد قـُــدِرْ.
ثقــلــتْ موازينُ المطـفـف بـعـدها,
مات الزفير فـظـلَّ يشهقُ لاهـثا بعثا لآثار المراجـل والقبائـل تـرتـحـلْ،
كادت تغوصُ فـمـا فـعـلْ.
مالتْ، فمادتْ، فاعتدلْ.
قالتْْ، فعادتْ، فاعتملْ.
أيدٍٍ تقاربُ بينَ ما لا يـقـتـربْ,
فـتُـرَتْْ ملامـحُـهِا، تكـوّمتِ الأصابعُ فى زحامِِ القولِ والطرَبِ المزركشِِ بالمجالسِ والمراسمٍِ, والتزاوجِ, فى ربيع الحبِّ والفتوَى المنمَّقةِ الحواشي, والشروحِ على الـمُــتـُــنْ.
نـُـثرتْ بذور حـشائش القبو المـعـنـكَـبِ تـخــتـرمـه يـمامة باضت بليل قائظ. ماعـتْ ..فما انـفـطـرَ الجـدارُ, وما اكـتـملْ.
فتداخلتْ ألـوانـها
وتباينت أطرافُهَا،
واحتد لونُ الموتِ حتّى صارَ حبْلا يختنقْ،
وتجرع “الآتى” شرابا ماسخا من ثدى أمٍّ لم تلدْ،
وتجشّأ المسخُ ضجيجا لم يعـِدْ،
إلاّ بمَا وعدتْ به :
“قـطـرةُ سـمْْ”.
المقطم
25/6/1989