“يومياً” الإنسان والتطور
23-3-2008
العدد: 205
لماذا الحديث عن الإبداع والعدوان ( 2 من 3)
المنهج والتحدى، والشىء لزوم الشىء
بعض مدارس ونظريات: فى النفس والإنسان
مقدمة:
ما كادت الحلقة الأولى عن هذه القضية (العدوان والإبداع) تظهر، حتى وصلتنى تساؤلات كنت أتصور أنها سوف تختلف عن تلك التى وصلتنى منذ أكثر من ربع قرن، أغلبها كان يدور حول ما يلى:
- توجس من الدفاع عن العدوان
- خوف من التزاوج (السلبى) بين الجنس والعدوان
- شكاوى من صعوبة العرض وفرط التداخل والتكثيف
- احتجاج على فرط الترقيم
- دفاع عن فرويد. (وكأننى هاجمته)
..وغير ذلك
كمثال من بعض ذلك، برغم أنه نشر أمس ضمن امتداد حوار بريد الجمعة، إلا أننى رجحت أنه ليس كل الزوار (القراء) يتابعون حوارالجمعة بما يسمح لى أن أعتمد على ذلك. وفيما يلى التعقيب والرد ، كمقدمة، (مع تعديل أو إضافة بضع كلمات هنا وهناك)
محمد يحيى الرخاوى
بقى ده كلام يُنشر كدا فى \”يومية\” الواحد عاوز يتعود يقراها \”يوميا\”، \”عالصبح\”؟
عفواً باهزر بس والله. إنما فعلاً الكلام شديد التكثيف والرغبة فى الإحاطة من أعلى عليين بطريقة تجعل التواصل صعباً.
على سبيل المثال (لا الحصر)، لم أفهم:
المقصود بفصل الطاقة عن الأداة فى الفقرة التالية مأخوذة من المقال:
4– إذا عجزت الغريزة عن التكامل فى الارتباطات الأعلى والأشمل قامت بدورها الدافعى لوظائف أرقي- وحتى دون الالتحام بها- مما قد يخفف من احتمال ظهورها بمظهرها البدائى مباشرة، ويعتبر هذا الحل تسوية ناجحة كمرحلة،ولكن استمراره كحل دائم، لابد وأن يعوق النمو، حيث يفصل الطاقة عن الأداة فى حين أن تكاملهما حتمى فى المستوى الأعلى من النمو.
د.يحيى:
كان الزعم الشائع الذى وصلنى (ويصلنى حتى الآن) هو أن الغرائز (والدوافع، وأحيانا العواطف) هى طاقة دافعة أساسا أو تماما، وهى طاقات موظفة لحفظ النوع أو الفرد أو كليهما، لكن رويدا رويدا حين عرفت كيف أنه يستحيل فصل الشكل عن الموضوع، كذلك الدال عن المدلول، (إلا مرحليا) رجحت أن النمو النابض يسمح بهذا الالتحام بين الطاقة وتفعيلها وتجلياتها، فلا تصبح مجرد طاقة يصلح استخدامها لشئ آخر، فرويد حين قال بالتسامى كان يرحب بأن تستعمل طاقة الغريزة الجنسية أداة لبناء الحضارة والمدنية وربما لإنتاج نوع معين من الإبداع، وهذا هو التسامى Sublimation الذى لا أرفضه، لكننى أتحفظ ضد أن يقدَّم باعتباره الحل الأمثل لبدائية الغريزة الجنسية خاصة، أنا أقبله باعتباره مرحلة جيدة، لا أكثر, وبالتالى لا ينبغى أن نصفق له أكثر من اللازم، لأننا بذلك قد نعوق الالتحام الولافى بين الطاقة وما تدفع إليه وهو المفهوم السابق الإشارة إليه.
الآن (سنة 2008) أستطيع أن أضيف أن الإشكال الذى أشير إليه لا يقتصر فقط على زعم انفصال الطاقة عن الأداة وإنما انفصالها عن بقية الطاقات والتجليات التى يتشكل منها – باستمرار– الوجود البشرى.
لعلك تعرف يا محمد ما وصلتُ إليه أخيرا من التركيز على الاهتمام بـ”العملية” Process أكثر من “المحتوى”Content ، أو قل: قبل وبعد المحتوى، عملية التوليف الجدلى المتصاعد (بإيقاع حيوى نابض) الذى هو أساس النمو فى “النظرية الإيقاعية التطورية“، التى أتمنى أن أفرد لها وقتا كافيا قبل أن أرحل. هذه العملية المتنامية المستمرة فى تناوب إيقاعى، تتمادى فى تكوين “الواحدية” ONENESS، لكى لا تكتملأبدا. وهى هى العملية التى تعد بأن لا تجعل – فى النهاية أو قرب النهاية – الجنس جنسا، ولا العدوان عدوانا، ولا الطاقة طاقة، ولا الأداة أداة، لأنها مع كل نبضة نمو (نبضة حياة) تضيف إلى المشروع البشرى (الواحدية) إضافة ليست بمعنى الجمع (كذا + كيت) ، وإنما بمعنى تخليق واحدية أكبر على حساب مكوِّناتها، فيصبح الجنس أقل جَنْـسنة لكنه الجنس الجنس (الإبداع)، ويصبح العدوان أقل عدوانية ولكنه العدوان العدوان (الإبداع)، ويصبح الإيمان أقل تدينا لكنه الإيمان (الإبداع) المتمادى إلى وجه الحق تعالى، الذى ليس كمثله شىء، وهكذا .
كل ذلك لحساب أن يصبح الإنسان أكثر إنسانية نحو التناسق الأكبر فالأكبر مما لا نعرفه لأنه فى أفق غيب المعرفة بما يمثل الجهل الذى لا ضد له، ذلك الجهل الذى يتخلق بالعلم الذى لا ضد له،
وهكذا يتواصل النمو الذى أسميه إبداعا.
وبعد
هل يعجبك يا محمد ما أوصلتَنَا إليه هكذا ؟ الله يسامحك يا شيخ !
هل اتضحت الأمور أم زدناها تعقيدا؟ ماذا يقول الناس عنا هكذ؟
(انتهى المقتطف من يومية أمس)
الآن أستطيع أن أجيب على السؤال الذى انتهت به هذه الفقرة قائلا: إننا زدناها تعقيدا.
عدت أقرأ الجزء الأول من موضوع العدوان والإبداع، وهو الذى تم نشره ، ثم مسودة الجزء الثانى والثالث (وكان من المفروض نشرهما اليوم وغدا) فوجدت أن المسألة تحتاج فعلا إلى وقفة وتوضيح ومتابعة، وذلك حتى أتمكن من الرد على التساؤلات التى طرحت ممن يثق فى أننى أريد أن أبلغ شيئا، أو ممن يحتج أننى لا أبلغ شيئا،
وفيما بعض ما وصلنى بالإضافة إلى التساؤلات التى تجلت لى منى شخصيا:
تساؤلات
- هل هذه الأطروحة تتناول أساسا قضية الإبداع أم قضية العدوان؟
- أليس الإبداع، كما شاع عنه على الأقل، هو من أرقى وظائف البشر؟ فكيف نربطه هكذا بالغرائز (سواء الجنس أو العدوان)، وقد شاع عن كل ما هو غريزة أنها من أوائل دوافع البقاء الفجة التى تشترك فيها أغلب الأحياء مهما كانت مرتبتها على سلم التطور؟
- ثم ما علاقة الجنس بالعدوان، سواء فى جذور أصولهما، أو فى تجليات نموهما لدرجة أن يحتوى كل منهما نوعا فائقا من الإبداع.
- ثم هذا التقسيم إلى إبداع تواصلى وإبداع خالقى وربط كل منهما بغريزة بذاتها، ما علاقته بتقسيمات الإبداع الأخرى، ومستوياته (هذا التساؤل أنا الذى طرحته على نفسى، خاصة أن لى تقسيمات أخرى عديدة من منطلقات مختلفة، أنظر مثلا (حركية الوجود وتجليات الإبداع)؟
- وما الفرق بين أن نتسامى عن أىمنهما ترويضا لبدائية كل منهما وارتقاء عنهما (وليس بالضرورة بهما)، وبين أن تتجلى الغريزة هى هى فى شكل أرقى أكثر تكاملا وفى نفس الوقت أعقد إبداعا؟
- ثم ما علاقة كل ذلك بالنمو النفسى، وبالمرض النفسى، وبعلاجه؟
- وأخيرا: كيف ندرس عملية الإبداع ذاتها ونحن لا نملك لكشفها هى بما هى، فمن ناحية هى أخفى من أن تتحدد للدراسة، ومن ناحية أخرى نجد أن بعض مراحلها قد يتم فى مساحة متناهية الصغر من الزمن بحيث يستحيل فحصها، إن كل ما يمكن أن يتاح فحصه هو إما الناتج الإبداعى، أو بعض ما يعيه المبدع فيما يمكن أن يكون فى متناول وعيه الظاهر، وفى حدود قدرته عن التعبير عنه، الأمر الذى لا يمكن الجزم بأنه يمثل عملية الإبداع ذاتها بالدقة الموضوعية المأمولة؟
- ثم أخيرا: نحن فى ماذا ؟ أم ماذا؟ هل هذا وقته فى مثل هذه النشرة اليومية؟
- ……..
أقر وأعترف أننى أحترم كل هذه الأسئلة
وأننى أنا الذى وضعت أغلبها (لم يسألنى أحد)
وأننى جاهز للرد عليها
وسوف أبدأ بالرد على السؤال الأول اليوم، فالمسألة قد تحتاج شهورا أو كتابا
ولعلى أتمكن أن أعرض غدا جداول تسمح بالمقارنة بين الجنس والعدوان من جهة، ثم بين الإبداع التواصلى والإبداع الخالقى
خلنا اليوم فى: السؤال الأول
- هل هذه الأطروحة تتناول أساسا قضية الإبداع أم قضية العدوان؟
الرد الجاهز هو: إنها تتناولهما معا، وهو رد هروبى لا يفيد شيئا.
الرد الأحسن قليلا: إنها تتناول العلاقة بينهما
الرد الأهم يقول:
راجعت نفسى فإذا بى وأنا أتعرض لهذه الأساسيات، إنما أتناول قضية النمو البشرى أساسا، بل قضية الطبيعة البشرية التى تجنبت مؤخرا أن أسميها “الفطرة” مع أنها كذلك، تجنبت مرحليا استعمال هذه الكلمة نظرا لاختزالها أحيانا من بعض المتلقين إلى ما لا أعنى.
لماذا البحث فى الإبداع من طبيب نفسى؟
ولماذا البحث فى العدوان (والغرائز) من طبيب نفسى؟
لأننا نبحث الطبيعة البشرية حين تعتل أو تختل وهو ما يلزم هذا الطبيب النفسى بعلاجها !!
هل يمكن أن ندعى أننا نعالج إنسانا مريضا (نفسيا) دون أن نعرف من هو الإنسان عموما، ثم بعد ذلك من هو هذا الشخص تحديدا؟
حين راجعت أغلب النظريات المعاصرة فى علم النفس (كان ذلك سنة 1980) وكان مقررا علينا مثل ذلك أثناء دراستى الماجستير فى كتاب بهذا الاسم، بل لعل الاسم كان “المدارس المعاصرة لعلم النفس” تأليف وودورث Contemporary Schools of Psychology Woodworth ، كنت آنذاك (1980) أبحث عن جدوى دراسة هذه النظريات للطبيب النفسى، ذلك أننى بعد أن صرت ممتحَنا لا طالبا، كنت أسأل طلبة الماجستير نفس السؤال ليس فقط بالنسبة لعلم النفس، بل أيضا بالنسبة للعلوم الأساسية، وبالذات علم التشريح العصبى، السؤال هو: ماذا يفيدك فى ما درست فى العلم الفلانى فى أدائك الفعلى لمهمتك كطبيب؟ وكان الطالب (الطبيب) ينزعج لأنه لم يخطر على باله هذا السؤال أثناء دراسته، كل ما كان عليه هو أن يعرف المقرر، ويحفظه، ثم يسّمعه فى الامتحان، أما أن يفاجأ بالتساؤل حول جدوى ذلك، فهذا ليس من اختصاصه وإنما هو من اختصاص واضع المنهج، وكنت أطمئنه أن هذا السؤال، ومثله، لن يحاسب عليه، (لأنه – السؤال- ليس فى المقرر)، وحين تجرأت وناقشت هذه المسألة مع زملائى واضعى المناهج حسبونى أمزح، وحين ترأست القسم لمدة أربع سنوات، لم أتمكن من تعديل المقررات إلا فى حدود شديدة الضيق، وقد بلغنى بعد أن تركت رئاسة القسم أنهم تراجعوا عنها.
سنة 1980 راجعت أكثر من عشرين من هذه النظريات والمدارس، وحاولت – بالنسبة لكل نظرية – أن أبحث عن الأساسيات البدئية للمفاهيم الأساسية التى تجيب على أسئلة أساسية تقول:
- من هو الإنسان؟
- ما هو مفهوم الصحة النفسية؟
- ما هو مفهوم المرض؟
- إذن: كيف العلاج؟ (من وجهة نظر هذه النظرية بوجه خاص؟)
إذا لم نجب نحن الأطباء عن هذه الأسئلة، فما جدوى أن ندرس هذه المدرسة أو تلك ، نحن أطباء نفسيون، ولسنا فلاسفة،
الفلسفة تدور كثيرا حول كليات منها السؤال الأول، وإلى درجة أقل الثانى، ولكنها لا تُعنى كثيرا بالسؤال الثالث والرابع،
الطب النفسى (أغلبه الآن) يبدأ من السؤال الثانى (خفيف خفيف) ثم يجد نفسه مستغرقا فى السؤال الثالث والرابع.
أى طبيب نفسى لو تمعن الأمر، لوجد السؤال الأول والثانى حاضرين كأقوى ما يكون داخله أو داخل داخله،
وبما أن المسألة فى الداخل هكذا (دعنا الآن من كلمة اللاشعور كما جنّبنا كلمة الفطرة مؤقتا)، فإنه (الطبيب) يمارس مهنته، بما فى ذلك اختياراته وتفضيله هذا العلاج عن ذاك، وقياسه فاعلية ما يفعل نوعا وكما، يفعل كل ذلك من خلال تأثيرالسؤال الأول والثانى (عن الإنسان والصحة)، ، سواء اعترف بذلك لنفسه أم لا.
كثير من الأطباء يتصورون أن هذه مسائل نظرية لا تعنيهم، لكن واقع الأمر أنهم يمارسون مهنتهم من خلال إجابتهم عنها دون أن يدروا،
وأستطيع أن أتصور أن هناك إجابتين خطيرتين تكمنان داخل كل طبيب نفسى، تحددان اختياراته وممارساته ، وكل إجابة منهما تشير إلى الرد على السؤال الأول والثانى معا
الإجابة الأولى: (مرة أخرى من داخل داخل الطبيب)
الإنسان هو ما أمثله أنا شخصيا ، والصحة النفسية تقاس بما أنا فيه وما أفعله وأريده أو أرجو أن أكونه.
الإجابة الثانية:
إن مفهوم ماهية الإنسان هو أمر لا يعنينى لأننى لا أتفلسف، والصحة النفسية هى ما أقرأ عنه فى أمهات الكتب الطبنفسية جدا، والمجلات العلمية المُحكَّمة جدا جدا، الممولة بالسلامة من شركات الدواء الأحدث فالأحدث.
اكتشفت الآن، (خاصة وأنا أرد على تساؤلات محمد إبنى، أننى حين وضعت نظريتى (“النظرية الإيقاعية التطورية”) كان يشغلنى هذا الشاغل الذى يمثل الإجابة الأرجح لهذه الأسئلة الأربعة، وربما هذا هو ما دعانى إلى الغوص فى جذور مثل هذه المسائل الأساسية هكذا، ومن بينها الجنس والعدوان والإبداع والمرض واللغة والنمو البشرى والنقد والتطور الحيوى،
وهل يحتاج الأمر إلى شرح علاقة كل ذلك بممارسة الطب النفسى ؟
نعم يحتاج
ولكن دعونا ننظر فى بعض تلك النظريات التى جمعتها منذ أكثر من نصف قرن (ولم تنشر كالعادة)
ولكن قبل ذلك لابد من الإشارة إلى صعوبة تعريف الإنسان خاصة حالة كونه صحيحا نفسيا (ملحق كتاب حيرة طبيب نفسى “مستويات الصحة النفسية على طريق التطور الفردى)، وذلك مقارنة بتعريف المرض، أما تعريف العلاج، فهو قد يكون أسهل ما دمنا تجرأنا وعرفنا المرض.
وفيما يلى بعض محاولاتى السابقة لتحديد شديد الإيجاز، قابل للخطأ لهذه المفاهيم الضرورية أن تكون شعورية، بدلا من أن تلعب من ورائنا دورا لا نعرفه.
- مفهوم الإنسان
- مفهوم الصحة النفسية
- مفهوم المرض
- مفهوم العلاج
هذا وقد قسمت المدارس المختلفة إلى سبعة مجموعات (متداخل بعضها فى بعض آخر بالضرورة) لتشمل كلها ثلاثا وعشرين مدرسة ونظرية .
قبل أن أعرض مجمل ما فعلت سنة 1980 (ولم أدرِّسه ولم أنشره) أنبه إلى أنه فى الربع قرن الأخير ظهرت مدارس ونظريات جديدة غاية فى الأهمية وبالذات فى مجال ما يسمى العلم المعرفى والعلم المعرفى العصبى مما سأعود إليه مستقلا فى الوقت المناسب. إن ظهور هذه النظريات الجديدة، أو تطور النظريات القديمة له دلالتان هامتان:
الأولى: إن تعدد هذه النظريات إنما يدل على صعوبة ما تتناوله وغموضه،
الثانية: إن باب الاجتهاد لم يقفل، ولا ينبغى أن يقفل ما دامت المعرفة منفتحة.
وفيما يلى ما سبق كتابته بالإنجليزية، ونظرا لضيق الوقت سوف أنشره كما كتب سنة 1980 مع كل اعتذارى بسبب العجلة أن أكتفى اليوم بنشره هكذا،
وأنصح كل ما لا يقرأ الإنجليزية أو لا يحبها – مثلى- أن ينتقل فورا إلى التعقيب النهائى دون أن ينشغل اليوم بهذا الجزء الغريب، لأننى سأعود إليه باللغة العربية مرارا وتكرارا.
ثم إنه من البديهى أننى فى نهاية المطاف ، سوف أعود إلى ربط كل ذلك – بشكل ما- بعلاقته بفروض الإبداع والعدوان، وما يتصل بها.
مجموعات المدارس والنظريات
عن الإنسان ونفسه وصحته واعتلاله (1980)
THE FIRST GROUP
The First Group (Psychoanalysis and related theories):
By related I mean “originating from and sharing basic orientation with.” The terms post-Freudian (historical) and neo- Freudian (more elaborate) are but misnomers. Some theories that have definitely originated from psychoanalysis (like Jung and Adler) are put elsewhere according to the dominance of other significant characteristics.
1) classical Psychoanalysis (Freud Sigmund)
MAN is directed by the outcome of his unconscious make up; determined fixations and instincts (particularly sexual).
HEATH is to be able to find socially acceptable expressions for the instincts, to work and to love through the conscious efficient agent called the ego.
DISEASE is disturbed balance between forces unconscious determinants deranging the efficiency and adaptation of this functioning unit (man).
TREATMENT is psychoanalysis (for cases fit for it) in order to let relive early pathological relations which makes the causative determinants available to interpretation and correction, thus liberating sufficient adaptive energy trough rearranging the psychic compartments.
2- Object Relations theory (Melanie Klein Winfrid Fairbairn, Harry Guntrip… etc)
MAN is the outcome of his introjects, splits and fixations at sequential object relations modes during infancy.
HEALTH is optimum object relations where objects are predominantly ‘good’ objects: significant and satisfactory, thus promoting production and adaptation.
DISEASE is disturbed psychic apparatus as a result of introjecting, and perpetuating, distorted objects and objects and relations.
THERAPY is to correct these distortions through psychoanalysis permitting reliving (reparative) object relations, thus reorganizing personality structure with consequent constructive relations.
3- Eric Erickson
MAN is a social being having the liability to grow and re-grow throughout his life. He is not only determined through happenings in his childhood but is also, at least partly responsible for himself.
HEALTH is consequent upon the successful resolution of growth crises to emerge from them in the positive direction, thus promoting successive building of a gratifying self concept positive continuous growth.
DISEASE is the predominance of too prominent a zone or a mode beyond its appropriate stage of development. It is also related to the negative outcome of growth crises. is the failure to resolve the growth crises, with sub sequent stagnation and a negative self-concept.
THERAPY is building up basic trust and confidence that the individual failed to acquire in infancy and childhood. This is established through reliving, correcting information, remodeling society, thus liberating growth in the proper direction.
4- Harry Stack Sullivan (Interpersonal psychiatry)
MAN is a social being, developing through and living in a real world of inter-personal relations
HEALTH is a successful interpersonal life including acceptance of one’s self, that of others, and mutual enrichment and cooperation.
DISEASE is the result of hindering such constructive interpersonal relating through processes of “dynamism of difficulty” which are the process of living parts of one’s personality that are wrongly applied to defect one’s self i.e. misuse of personality function. Disease is exaggerated un-timed normal difficulties.
THERAPY is a mutual participation repairing the defective interpersonal relations and eliminating the ‘dynamism of difficulty turning them to proper personality functioning .
THE SECOND GROUP
The Second Group (Organizational systems theories):
Most of these theories share, more or less, some common basic assumptions about multiple hierarchical organizations, continuous growth, teleological direction, consciousness, will and responsibility.
5- Transactional analysis (Eric Berne)
MAN is composed of multiple cooperating, alternating systems of ‘ego states’ which correspond to biological brain organization
HEATH is appropriateness and cooperation between ego states in relation to the relevant situation and individual needs.
DISEASE is hyperdominance, exclusion, contamination confusion and or inflexibility of certain ego states.
THERAPY is re-establishment of a proper relation between these functioning patterns, then liberation in proper interaction towards more and more synthesis rather than simple temporal alteration.
6- Sandor Rado (Adaptational Psychodynamics)
MAN is a biological system operating under integrating hedonic control (Hedonia here means organizing harmony). He seems to represent a biologic hierarchy repeating the evolution of his species
HEALTH is achieved by appreciating one’s self as a “proven provider of pleasure (hedonic)”.
DISEASE is maintenance of, or revival of the helpless, dependent child pattern of resulting in neurotic over-reactive behavior. It is also due to deficiency (probably innate) in the integrative pleasure ability.
THERAPY is emotional reduction to achieve self reliance, integrating reorganization through pleasure tolerance and utilization. The technique is analytic but interceptive (interrupting) interpretations are advised to stop regression
7- Henry Ey (Organo-dynamism)
MAN is, the conscious system well controlling and organizing other compartments of the personality i.e. levels of the brain.
HEALTH is this successful control to the extent of (so much so to) allowing harmonious adaptation and production
DISEASE is the failure of this control and dissolution of consciousness permitting the substructure to erupt directly or indirectly exhibiting maladaptive behavior.
THERAPY is restoration of this control once again by any available therapeutic means.
8- Silvano Arieti (cognitive-volitional therapy)
MAN is primarily a cognitive- volitional organization.
HEALTH is the appropriate functioning of the mature cognitive- volitional organization with secondary processes dominating the primitive cognitive organization as well as other functions in creation (a higher level of health). Both processes primary & secondary act synergistically and self-expansion, rather than self-actualization is the result of properly growing creative life.
DISEASE is failure of such control resulting in disharmony and presentation of disguised primitive activity.
THERAPY is reparation & reeducation ,reorganization] of the mature cognitive function to control and dominate once again. This is established, for instance, through cognitive repair including acceptance, translation and cohering.
9- General systems theory: Loving Von Bethany
Man is a multi-system organization to sub- and surpasses where all constitute the universe organized in a hierarchical accumulation of matter-energy- information organizations.
Health is The adequacy & harmony within the human systems as well as with other systems.
DISEASE is a deficiency, or faulty organization in any of the critical systems of energy-matter or information processing.
THERAPY is any means that corrects the deficiency thus restoring the harmony.
10- Evolutionary Rhythmic Theory (yehia RAKHAWY)
MAN is a biologically rhythmic structure, processing information in phasic oscillations on the way to endless dialectic growth.
HEALTH is the adequacy of both rhythmicity and processing to achieve an optimum degree of harmony appropriate to each phase of the biorhythmic cycles to promote ever- lasting dialectic growth.
DISEASE is the mishap or complications of this evolutionary rhythm in the form of abortion, mutilation, disruption, concealing or undue prolongation of a certain phase (or phases) of the biologic rhythm.
THERAPY is regulating reoroganizing and re-channeling the evolutionary rhythms, by all means. Recharging by appropriate and adequate information appropriate to each stage, facilitating unfolding and enhancing ultimately dialectic growth.
THE THIRD GROUP
The Third Group: The learning oriented theories
Although Adlerian theory is included here I am not very happy about this but I have no alternative for the time being. This group stresses learning in its broadest sense as the basic factor for human identity and march all through his life.
11- Adler (Individual Psychology)
MAN is an organic purposeful system aiming at self- realization and social survival. He is a unity.
HEALTH is achieving these goals of self-identity, including sense of unity and continuity and also self-esteem and acceptance. This is completed and approved by proper social adaptation.
DISEASE is failure to achieve such goals, i.e. lack of self- unity, surrendering to inferiority and lack of social feelings. The etiological roots should be traced to childhood.
THERAPY for a child is guidance to repair and avoid further development of handicapping habits. In the adult, it is directed to mobilization of creative resources to compensate for failure and to achieve the previously unattained goals. It is both social therapeutic support and education in a proper milieu.
12- Personality Learning Theory
MAN is a measurable structural personality phenomenon which adequately functions through adequate multi-dimensional learning procedures.
HEALTH is symptomatic optimum functioning mode of behavior that lies within the normal norms.
DISEASE is a symptomatizing mode of behavior that surpasses normal norms in multi-dimensional aspects interacting together.
THERAPY is a multi-dimensional learning taking into consideration adjustment pathanalysis.
THE FOURTH GROUP
The Fourth Group (Self actualization theories):
I believe that the term humanistic psychology is a misnomer since most theories are essentially humanistic. I prefer the term self actualization theories to include those theories stressing actualization of human potentialities “to be “.
13- Karen Horney
MAN is an organism having evolutionary potential striving for self realization by nature (delivering or unfolding the central integrating force called real self) and to be able to transcend the dichotomies of opposing contradictory forces.
HEALTH is the attainment of self realization through actualization of potentialities in a process of constructive evolution.
DISEASE is failure of this fulfillment due to basic familial hostility and coldness producing basic anxiety. This anxiety, its modifications and evolution is responsible for disease.`
THERAPY is directed towards discovering one’s potentiality, on’s real self in the actual situation . The technique consists developing a real relationship between two persons through which goals are achieved in thenow-on, working through any difficulty .
14- Otto Rank
MAN is an organism striving for rebirth and growth. He is in a continuous in-and-out rebirth experience where crescendo relationships are the psychological uterus. HEALTH is promotion of this journey in the proper direction to achieve the ultimate goal of growth.
DISEASE is itself also rebirth experience where the patient makes drastic leaps forwards rather than a slow process of gaining insight.
15- Abraham Maslow
MAN is a potentially growing organism meant to fulfill his good natural potentialities.
HEALTH is reinforcing being (b) needs after satisfying deficiency (d) needs in a natural hierarchy achieving self actualization as exhibited in samples of peak experiences
DISEASE is dominance of deficiency needs and stunted alienated growth of personality
THERAPY is to help growth to continue in the natural hierarchy surpassing the lower levels and not arrested at them.
16- Existential Analysis (Dasein Analysis e.g. Ludwig Binswanger Rollo May)
MAN is a unique existing, conscious organism, aware of himself, thus aware of in space and time. His structure and identity are the result of his existential awareness and free choice.
HEALTH is to live as an aware Gestalt operating in a dialectic tension reinforcing freedom of self and others and adjusting relations to one’s self in the world.
DISEASE is to lose this awareness in hypnotic alienation due to reductionistic determinism. Overdose of such awareness replacing actual productivity and relatedness may represent another aspect of illness.
THERAPY is established through an “I and thou” communication to reinforce one’s awareness of himself towards and in relation to the common world. By so doing alienation is overcome and treatment proceeds .
17- Gardner Murphy (Biosocial theory)
MAN is a structural organism-environment field that is part of a still larger field. This larger field is explored through paramental phenomena (telepathy clairvoyance….etc.)
HEALTH is the harmony between man his immediate environment as well as his remote environment.
THERAPY is the re-establishment of organization and harmony within the person and with the environment, through psychotherapy and any other mean.
THE FIFTH GROUP
The Fifth Group (The actualization-extension group):
This group includes theories extending human growth beyond the individual or the limited human existence. They are also growth oriented but to a more extended open ended goal.
18- Organismic psychology (Kurt Goldstien)
MAN is a total organism, never a simple aggregation of parts, living in a total environment
HEALTH is fulfillment of this totality, self actualization of his potentiality with malleability shifting from concrete to abstract and vice versa.
DISEASE is blockage at a limited static maintenance of the status quo at a tension release level.
THERAPY is established through a ‘communion’ where self realization of both patient and therapist is enhanced.
THE SIXth Group (The static or stationary group)
This includes a collection the common feature of which is that they agree about man being essentially some sort of formed structure (organic, symbolic, or reflexive).
19- Reflexogenic Theory (Pavlov Watson. etc)
MAN is a construct of complex conditioned responses.
DISEASE is the behavioral expression of good adaptive learnt habits
THERAPY is, then, reeducation through disrupting the maladaptive habits and re-establishing better adaptive ones.
20- Biochemical Stability theory (Synaptologists).. etc.)
MAN is a chemical constellation permitting appropriate function within the range of common norms
HEALTH is the adequacy and normal standards of this constellation as evidenced mainly by the absence of symptoms.
DISEASE is the manifestation of increase in this chemical substance or decrease in that producing symptoms.
TREATMENT is the correction of this deficit or neutralizing or eliminating the excess
21- Structuralism (The recent trend e.g. Jacque Lacan, Straus..)
MAN is his structural configuration. The conscious self (ego) is but a trivial outside façade. He is neither evoluting nor goal seeking and his free choice is rather limited within structural configuration.
HEALTH is an efficient by-product of a well organized structure.
DISEASE is a significant structure in itself declaring an independent organization . It is also disruption or obstruction of an established structure
THERAPY is uncovering of the existing structure, analysing the symbolic context and allowing transformational genesis of a well organized structure.
THE SEVENTH GROUP
The miscellaneous group
There remains two trends that are worth introduction i.e. Gestalt and the anti- psychiatry and I have failed to include them under any of the above mentioned groups.I have put them together under the heading miscellaneous group though they share some qualities with some others theories not to a convincing degree to be included there, (at least for me).
22- Gestalt theory (Kurt Kafka Max Wertheimer, Kohler
MAN is a Gestalt i.e. he cannot be adequately described as a sum of smaller independent events or parts.
HEALTH is a Gestalten reflecting a balanced distribution of the forces underlying this organization??
DISEASE is the atomistic disentanglement of this Gestalten, the undue competition between the parts, the failure to alternate between the figure and ground adequately.
THERAPY having the name Gestalt therapy is said to be poorly attached to the theory. It has its own technique. It aims at organizing self regulation through re-education to form a Gestalten delineated figure from ground and facilitate ready shift in the way to reinforce and liberate choice.
23- Anti-psychiatry movement (Ronald Laing, Cooper, Thomas Szaz)
MAN is the victim of his insane society.
HEALTH is to live in a sane society.
DISEASE is what the society does to the individual to make him diseased or to believe he is so.
THERAPY should be directed to the society to make it less psycho zing.
وبعد
أرجو أن يكون واضحا أن هذه التقسيمات ، وبعض التمسات، هى مجرد اجتهاداتى أنا،
كما أننى أقر أن هذا الاختصار بهذا الشكل هو مخل بلا أدنى شك، فليس من المعقول أن تقع نظرية فى مئات الصفحات ثم أختزلها فى بضعة سطور.
لكن من الواضح أننى لم أختزل أية نظرية مما طرحتُ حالا، كل ما أردت توضيحه هو التأكيد على أن أى نظرية فى الإنسان فى مجال علم النفس أو الإمراضية النفسية، لا بد وأنها تقدم مفهوما لهذه الأبعاد الأربعة التى تبرر دراستها لمن يتصدى لعلاج المرضى، وأن إنكار ذلك يرجعنا للاحتمالات الأولى:
إنه من يمارس الطب النفسى بوعى مضبب، وهو لا يتعرض أصلا لهذه المفاهيم، ولا يبحث عنها داخله قبل خارجه، إنما يحكم على مريضه وعلى نفسه، ويوجههما إلى وجهة ما، قد لا يعرفها، وقد تسىء إليهما، وأن موقفه هذا ليس بالضرورة حياديا كما يتصور.
لن أعد هذه المرة بشىء محدد،
لكننى سوف أعود
وهل أملك غير ذلك!