“يوميا” الإنسان والتطور
18-8-2008
العدد: 353
يوم إبداعى الخاص: قصة قصيرة
الحلقة والمضرب
يوم السبت:
خسر عبد القوى أفندى سكر، أمام صديقه إبراهيم النبال، العشرة الثالثة على التوالى، وكانت باثنتين؛ كان يأمل فى التعويض، وحين جاء موعد الانصراف، أخذ عبد القوى صديقه إبراهيم بالحضن، وكأنه قادم وليس منصرفا، لم ينتبه إلى ما فعل إلا بعد أن ضحك الجميع، فضحك معهم، يدارى خجله فى الأغلب.
يوم الأحد:
دعا عبد القوى صديقه إبراهيم لزيارته بالمنزل، وأصر على ذلك هذه المرة. وهو لم ينس أبدا التحفظ الصامت المتبادل من الجانبين، كما أنه لم يفهم، ولم يحاول أن يفهم، لماذا يرفض إبراهيم زيارته بإصرار، برغم أنه لم يخبره أبداً بنفور زوجته من سيرته؛ فهى تغار من صداقتهما، مع أنها لم ترَ وجهه أصلا، وهو يحبهما معاً حباً شديداً.
يوم الأربعاء:
أخبر إبراهيم صديقه عبد القوى، أنه قرر أن يقبل دعوته، وأنه سوف يمر عليه يوم الجمعة قبل الصلاة، يشربان الشاى، وينزلان إلى المسجد معاً؛ ففرح عبد القوى، وحـَضَََرتْهُ فرحة يوم الوقفة الصغيرة من ثلاثين سنة.
يوم الجمعة:
سافر عبد القوى فجأة. كان سفره اضطرارياً، فلم يتمكّن من إخطار صديقه إبراهيم؛ لتأجيل موعد الزيارة. وهو لم يهتم كثيراً بذلك؛ فالبيت بيته، هذا إذا حضر أصلا.
يوم الأحد:
كسب عبد القوى عشرتين متتاليتين من صديقه إبراهيم ـ لأول مرة ـ ففرح وقفز وضرب بيديه فى الهواء، مثل طفل انتشى، بعد أن اطمأن للماء الدافىء فى الحمام.
ذات ثلاثاء :
وُجد فى أوراق عبد القوى أفندى سكر خطاباً غريباً يؤكد فيه:
أنه لم ينتحر.
وأنه مسامح.
ثم أكّد مرّة أخرى: أن ميتته هى “موتة ربنا”.
…..
وهل قال أحد غير ذلك؟