نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 9-7-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5790
مقتطفات من: “فقه العلاقات البشرية”(3) [1]
عبر ديوان “أغوار النفس”
الكتاب الثالث:
“قراءة فى عيون الناس” (خمس عشرة لوحة)
اللوحة الثالثة:
القـط!! (2 من 2)
ونواصل اليوم استكمال ما تم نشره فى نشرة أمس:
…………………….
…………………….
(6)
أنا جِسمى اتبعزقْ،
زىّ فطيرة مشلتتة لسّهْ ما دخلتشِى الفرنْ.
ولا عادْ لى إيدْ ولاَ رِجْل،
ولا قادر اتـْـلَـمْ..
ياحلاوةِ دَقةْ قلبى وهىَّ بْـتِـحويكُمْ
يا حلاوة نَفَسىِ الطـَّاِلعْ داخلْ وسْطــيكُمْ.
طايرْ نواحيكمْ. ناحيةْ ربنا فيكُـمْ.
يا حلاوةٍ الحنّيةْ الهاديةْ الناديةْ:
لا بْتسألْ مينْ ولا ليهْ!!
ولا عادْ لى إيدْ ولا رجلْ ولا عارف اتـــلمْ.
ربما يكون الفرق المهم بين هذه الخبرة، وبين ما جاء فى القصيدة الفصحى، هو فى أمرين:
أن صاحب هذه القصيدة هنا لم يكن مريضا، وبالتالى بدت تلقائيته فى التنازل عن الدفاعات أقوى وأكثر مبادرة ودافعة إلى مواصلة السعى إلى الآخر:
“رايح نواحيكم”
كما أن القوة الضامـَّـة المركزية التى أشرت إليها فى مواقع كثيرة من قبل، وهى التى تستلهم قوتها ومشروعيتها من انجذاب الوعى الشخصى إلى ما، وإلى من، يجمع الناس بعضهم ببعض (اجتمعا عليه وتفرقا عليه)، بل إلى من يجمع الأكوان إلى بعضها دون أن ينفصل عن الوعى الشخصى (أقرب إلى حبل الوريد) ربما هذا هو ما عبر عنه الحدس الشعرى.
“يا حلاوة نَفَسىِ الطـَّاِلعْ داخلْ وسْطــيكُمْ.
طايرْ نواحيكمْ. ناحيةْ ربنا فيكُـمْ”
(هذا ضمان موضوعى أتعامل معه فى العلاج الجمعى عمليا، وفى علاج الوسط، وإلى درجة أقل فى العلاج الفردى، بشكل واقعىّ شديد الإفادة).
أيضا تتميز هذه القصيدة هنا بإضافة تشير إلى أن عدم تدعيم هذا الطور بالألفاظ (والتفسير) هو أمر مطلوب وجيد، (لا بْتسألْ مينْ ولا ليهْ!!) كما نلاحظ أن ثمة إشارة إلى أن ما يسمى التغير النوعى لإدراك الذات depersonalization (وهو هنا من علامات النمو أكثر منه عرضا مرضيا) قد تم التنويه عنه فى المتن أيضا:
“وأنا برضه نسيت أنا مين، وأنا إيهْ”
التراجع هنا فى هذه القصيدة بدأ من صاحب الخبرة نفسه حين لم يصدق أن هذا الحال يمكن أن يدوم، وأنه لا يمكن أن يُصبر عليه: “ولإمتى كده؟؟ لأ مش قادِرْ”. لم يكن نتيجة أن الآخر انتهز الفرصة فانقض عليه، إن المطمئن هنا (قبل الأوان) قد يتملكه الخوف، وهو لا يسارع بلوم الآخرين واتهامهم بالتخلى أو الخيانة، بل إنه يتبين فى نفسه التنشيط الذى حدث للطور البارنوى داعيا للتراجع، بدءا بالخوف من الاقتراب (لا تقتربوا أكثر)، بالخوف من الثقة، بالخوف من الحب، بالخوف من الآخر، وهو هنا يدرك مسئوليته فى الدفع والرفض، حتى أنه هو الذى يجهض التجربة، ويسارع بالعودة إلى ميكانزماته البارانوية بكل زخمها:
(7)
“أصـْل انـَا خايفْ، أنا خايفْ موتْ، إخص عَــلىَّ، خايف من إيه؟
من لمسْ أْيدين أيها صَاحــىِ.
أهى كِـدا باظتْ،
باظت منّى،
رِجعتْ “لكـنْ”:
خايف تِـفْـعـَصـْنـِى انـْتَ وهـُوَّهْ،
وتقولوا بـِنـْحـِبْ.”
وهو يبرر ذلك ليس بانقضاضهم عليه، وإنما بعجزهم عن رؤيته، عن الاعتراف به، عن حبه.
“إيش عرّفكمْ باللِّى ما كانشِى،
باللِّى ما لُوهشِى،
باللِّى ما بانْــشىِ”
وبعودته إلى دفاعاته البارنوية، يرجع التوجس، واليقظة البشعة المتلفتة، “
عمّال باحـْسبْ هـَمـْس حـَفِيفـْكـُمْ.
باحـْسـِبْ خوْفكُـمْ.خوفـِى مـِنْـكُـمْ.
مخّى مصـَهـْللِ، وبـْيـِتـفرّج،
ولا فيش فايدة”
يبدو أن هذه الخبرة هنا هكذا يمكن أن تنتهى بمضاعفات أقل، فنلاحظ أن ثمة عودة تلوح فى اتجاه استعادة دفاعات الطور البارنوى دون اندمالات ظاهرة، فيعلن مثل هذا الشخص الجوع إلى الآخر شريطة ألا يقترب، إلا بمقدار، فهو الشك والتوجس، فالتذبذب بين الإقدام والإحجام الذى يتصف به الطور البارنوى، لكنه يبدو هنا أنه يتزايد باضطراد لا يعد بنهاية قريبة
(8)
“نـطـّ منّى، غصب عنّى،
جوعه مسعورْ،
ويعايرنـِى،
شككنى فى الكُـلْ كليـِلهْ”
مع هذا التراجع والتمادى، يقفز تهديد جديد يلوح بالعودة إلى الخلف أكثر، إلى الطور الشيزيدى،
رجّعنى للوِحدة النيلة!
بلا طائل:
لمَّيـتْـنِى، وياريتْنِى لقيتْنى…
ثم مزيد من التراجع إلى التحوصل.
من الصعب تماما أن يواصل مثل هذا الشخص (أو أى شخص) معايشة هذا الموقف وقتا أطول، وهو إذ يحبط بكل هذا القدر، يجد نفسه فى مواجهة واقع قاس متربص بعيد مستعد للانقضاض، فيحاول أن يلملم نفسه وكأنه بذلك يحميها من استجداء آخر بلا أمل، ولكن هذا اللم لا يحقق له وجودا بشريا حقيقيا “يأخذ ويعطى”، فهو موجود فردا منفصلا، فهو غير موجود:
لمَّيـْتـنِى، وياريتْنِى لقيتْنى
ومع استمرار هذا الوضع يكون المعروض هو نكوص كامل إلى الرحم، أى إلى مكافئاته الممكنة، (الانسحاب– التقوقع – اليأس من الحب… إلخ) لكن المتن هنا يعرى هذا الانسحاب باعتبار أن العودة إلى الرحم هى نكسة وهزيمة، لكنها الحل المطروح الجاهز ظاهر .
(9)
“فينك يا مّه؟
نفسى اتكوّم جوّاكى تانى،
بطنك يامّه أَأْمـَنْ واشرف من حركاتـْـهم”
ولكن هل هو حل فعلا؟؟!!
التراجع المتمادى يقدم هذه الخطوة كأنها حل ممكن، يعفى صاحبنا (يعفينا) من شوك الشك، وإهانة الصد، وقسوة الترك، ليكن، لكن لا بد أن نعلم أنه مهما بدت رغبة المريض (أو السليم) فى تجنب كل ذلك بالانسحاب الأقصى، فإن طبيعة دفع الحياة فى داخله، وفى خارجه أيضا، ترفض هذا الحل، المتن هنا ينبه إلى صعوبة هذا التراجع مهما لوح بأنه الحل، فيُجرى حوارا بين الرحم (الأم) الملجأ التى تنبه أنه ليس سهلا هذا القرار، وبين المتراجع، تـُحـَذّر الأم:
وانْ ما قدرتشْ!!؟
نرى من خلال هذا الحوار كيف ان الطور البارنوى المحبـَـط بعد إلقاء سلاح دفاعاته هو أصعب من الموت نفسه، حتى الموت يبدو بعيد المنال:
(إلموت أهون
– وان ما حصلشِى؟
= تبقى الفُرجَة، وْشـَكّ الغُــرْبـَة، وشـُوكِ الوحـْدهْ.)
إذا تبينتْ حقيقة قنوات النكوص إلى الرحم هكذا، وظهر مدى صعوبتها، وأيضا إذا امتنع العدم (الموت) لم يتبق للشخص إلا العودة إلى الطور البارنوى الذى يكون قد فقد زخم حدته بعد أن ألقى صاحبه سلاحه، فيغلب الجانب السلبى فيه: فهو لم يعد موقف كر وفر، بل أصبح موقف شلل، وغربة، وتوجس وألم، وشكوك وانتظار، وهذا هو أقسى وأذل أوجه الطور البارنوى: حين يعجز عن الخطو نحو الطور العلاقاتى (الاكتئابى)، وفى نفس الوقت يعجز عن النكوص إلى الرحم، وأيضا عن الاختفاء العدمى (الموت)، وأيضا وفى نفس الوقت يعجز عن أن يواصل شحذ آليات دفاعه كرا ولا يبقى أمامه إلا خزى الفرّ شبه الدائم.
حين تسد الطرق هكذا يعلن المتن شكل المآل المهين.
“تبقى الفُرجَة،
وْشـَكّ الغُــرْبـَة،
وشـُوكِ الوحـْدهْ”
وهو فى تسجيل وقفة لالتقاط الأنفاس، دون تراجع كامل، ودون الإسراع بالعودة للمحاولة وكأن هذا هو غاية الممكن بعد ذلك الإحباط القاسى.
فى العلاج النفسى، نحاول أن نتجنب هذا المآل الاستسلامى المؤلم، حتى لو صاحبه اختفاء الأعراض المزعجة مثل الضلالات والهلاوس، خاصة ضلالات الاضطهاد، ليحل محلها ضلالات الإشارة (مثلا)، ولعل هذا هو المقصود بـ
“تبقى الفرجة“،
وشك الغـُـرْبة،
وشوك الوحدة”.
تنتهى الفقرة بأن هذا المصير هو الأمر الواقع الجديد (ولو كان مؤقتا على مسار النمو).
“أهو دا اللى حصل!!”
هل يمكن أن يكون ذلك، أو بعض ذلك، هو مآل (أو مضاعفات) بعض العلاج النفسى غير الموفق؟
الإجابة هى بالإيجاب للأسف، لو توقف العلاج عند هذا الحد:
إن تعريض المريض للتخلى عن دفاعاته، دون جاهزية الإحاطة العلاجية، والدعم، والحوار الممتد، يمكن أن يؤدى إلى تأكيد الإمراضية الغائرة (السيكوباثولوجى) برغم احتمال تخفيف الأعراض الظاهرة.
لا توجد فائدة، والموقف كذلك، فى التركيز على بحث الأسباب، أو لوم المحيطين، ذلك أن الشخص (أو المريض) فى هذا الموقف يكون مشاركا فاعلا فى تفاقم أحواله، الذى انتهت به إلى هذا الاستسلام الذى يبدو أبعد ما يكون عن احتمال إعادة التحريك، فماذا يفيد التساؤل أو البحث عن الأسباب، ونحن أمام واقع جسيم حصل ورسخ؟
” – طب ليه يا بنى؟
“أهو دا اللى حصلْ”
فى كثير من الأحيان، يتجمد الموقف عند هذا الاستسلام، شعوريا أو لاشعوريا، فهى لم تعد معركة كر، ولا هى تجاوزت ذلك إلى مخاطرة علاقة حقيقية بالموضوع مهما كانت مؤلمة، ولا هى سمحت بعودة إلى الرحم تراجعا طلبا لراحة سلبية وكرامة تجنبية، فلا يتبقى أمامه من فرصة تلامس مع آخر إلا “بخطف لمحة عاطفية من هنا“، أو “توهم رؤية محتملة لوجوده من هناك“، ثم عودة سريعة إلى الحوصلة الشيزيدية، وهكذا طول الوقت، هذا ما يقوله النص:
(10)
“راجع “كما كُـنْـتْ”،
قاعدْ ساكتْ تحتِ سرير الستْ،
حاخطــفْ حتة نظرة، أو فتفـُوتـِةْ حُـبْ،
واجرى آكلها لْوَحْدى، تحت الكرسى الـ”مِش باين”
من هنا وجبت إعادة التأكيد من جديد على ضرورة إتقان حسابات التعرض لمثل هذه الخبرة، لأنها ما لم تكن محسوبة ومدروسة وتجرى فى مجتمع علاجى سليم، ووسط خاص وداعم وممتد للفترة الكافية، .. مالم تكن هذه الشروط متوافرة فإن التعريض لهذه الخبرة يصبح تخبطا عشوائيا خطرا لا علاجا مسئولا.
أنا لا أنكر أننى فى أول حماسى لهذه الطرق العميقة الرائعة فى العلاج النفسى المكثف، لم أكن كثير الحسابات ولا دقيقها مثل الآن([2])، ولذلك فقدت كثيرا من أصدقائى ومازلت متألما ليس فقط لفقدهم، ولكن لما يمكن أن يكون قد أصابهم من جراء حماسى، وبرغم هذا الإحباط المبدئى فإن المتابعة بعد ذلك بسنوات أثبتت لى أن هذه الخبرة مهما اختفت وحاول صاحبها أن يتناساها أو يطمسها يمكن أن تعود لتثرى وجوده باختياره ولو بعد حين، الأمر الذى بدأ يخفف من ألمى، ويؤكد لى دائما قدرة الإنسان على استيعاب خبراته الإيجابية ولو طال الزمن.
وهاكم المتن كاملاً، مرة أخرى. عذراً:
(1)
والعين الخايَفَةْ اللى بْتِلْمَعْ فى الضَّلْمَهْ
عمّالة تِختبرِ الناسْ:
بِتقرّب من بَحْر حَنَانْهُمْ،
زى القُطّ ما بـَيـْشـَمـْشِمْ لَبَن الطفل بشاربُهْ.
بِتقرّب من بَحْر حَنَانْهُمْ،
زى القُطّ ما بـَيـْشـَمـْشمْ لَبَن الطفل بشاربُهْ.
عمّالَـهْ بْتِسْأَل:
عـــايزينّى؟
طبْ ليه؟
عايزينَّى ليه؟
إشـِمعنى الْوقْـتـِى؟
بـِصحـِيحْ عـَايـْزِنَّـى؟
بقى حـَدْ شايـِفـْنـِى يـَا نـَاسْ؟
مِـشْ لازم الواحـِدْ منكم يعرفْ:
هوّه عـَايـزْ مـِينْ؟
بقى حد شايـِفـْنـِى أنا؟
أنا مينْ؟
أنا أطلـع إيه؟ وازاى؟
طبْ لـِيه؟
الله يسامـِحْـكُمْ مـِشْ قصدِى .
(2)
أنا قاعـِدْ راضى بْخوفِى المِـشْ راَضـِى.
أنا قاعد لامِمْ أغـْراَضـِى.
قاعد اتْـصنـَّتْ، فاتح وعْيى الجوّانى
على همس السِّتْ المِـشْ شايفانى،
وأسَهّيها،
واتمَسّح فِ كْـعوب رجليها.
تـتـْمـَلـْمـِلْ،
أخطف همسةْ “أَيـْوَهْ”، أو لـَمـِسـَة “يـِمـْكـِنْ”.
واجرى اتدفَّى بْـ “يَعْنِى”،
وانسى الـ “مـِشْ مـُمْكـِن”.
(3)
وأُبصّ لْكمْ مِن تَـحْـتِ لـْتَـحْـت،
واستَـخـْوِنـْكُـمْ، واتعرّى يـِمـْكـِنَ اطـَفـَّشـْكُـمْ،
وأبويَا النِّمر يفكّركمْ:
زى ما هوَّه بياكل التعلبْ،
أنا باكل الفارْ.
لكنى لمّا بقيت إنسانْ، باكل الأطفالْ،
والنسوانْ المِـلْـــكْ.
“لكنى لمّا بقيت إنسانْ،
باكل الأطفالْ،
والنسوانْ المِـلْـــكْ”
(4)
ما تخافُوا بقى منَّى وتتفضّوا
مِنـتــِظْرينْ إيه؟
.. لسّه الحدوتةْ ما خُــلـْصـِتْـشِى؟
”ما لْهاش آخر”؟
{طب قولىّ كان فين أولها ؟…،
أو مين كان أصـْله اللى قايلها؟}
(5)
أنا نــِفــْسى أصدّقْ:
إنى مـِتـْعـَازْ.
مِـتـْعـِاَز وخلاَصْ.
إنشالله كَـلاَمْ!!
…
عايـْزِنـِّى ازاى؟
عايـزنـى كما الـوَحـْشِ الكَـاسـِرْ،
ولا مكـسُورِ القـَلـْب ذليلْ؟
دانا حِمْلى تقيلْ.
مـوَّالِى طويلْ.
والناسْ مـَلـْـهَّيـةْ.
إنما حـَاعـْمـِلـْها….
لسّه حوالىّ ماحدّش خاف، ولاَ كدّبنى؟
طب هِهْ:
راح اسيبْ.
(6)
أنا جِسمى اتبعزقْ،
زىّ فطيرة مشلتتة لسّهْ ما دخلتشِى الفرنْ.
ولا عادْ لى إيدْ ولاَ رِجْل،
ولا قادر اتـْـلَـمْ..
ياحلاوةِ دَقةْ قلبى وهىَّ بْـتِـحويكُمْ
يا حلاوة نَفَسىِ الطـَّاِلعْ داخلْ وسْطــيكُمْ.
طايرْ نواحيكمْ. ناحيةْ ربنا فيكُـمْ.
يا حلاوةٍ الحنّيةْ الهاديةْ الناديةْ:
لا بْتسألْ مينْ ولا ليهْ!!
ولا عادْ لى إيدْ ولا رجلْ ولا عارف اتـــلمْ.
“وأنا برضه نسيت أنا مين، وأنا إيهْ”
(7)
“أصـْل انـَا خايفْ، أنا خايفْ موتْ، إخص عَــلىَّ، خايف من إيه؟
من لمسْ أْيدين أيها صَاحــىِ.
أهى كِـدا باظتْ،
باظت منّى،
رِجعتْ “لكـنْ”:
خايف تِـفْـعـَصـْنـِى انـْتَ وهـُوَّهْ،
وتقولوا بـِنـْحـِبْ.”
“إيش عرّفكمْ باللِّى ما كانشِى،
باللِّى ما لُوهشِى،
باللِّى ما بانْــشىِ”
عمّال باحـْسبْ هـَمـْس حـَفِيفـْكـُمْ.
باحـْسـِبْ خوْفكُـمْ.خوفـِى مـِنْـكُـمْ.
مخّى مصـَهـْللِ، وبـْيـِتـفرّج،
ولا فيش فايدة”
(8)
“نـطـّ منّى، غصب عنّى،
جوعه مسعورْ،
ويعايرنـِى،
شككنى فى الكُـلْ كليـِلهْ”
رجّعنى للوِحدة النيلة!
لمَّيـتْـنِى، وياريتْنِى لقيتْنى…
(9)
“فينك يا مّه؟
نفسى اتكوّم جوّاكى تانى،
بطنك يامّه أَأْمـَنْ واشرف من حركاتـْـهم”
وانْ ما قدرتشْ!!؟
(إلموت أهون
– وان ما حصلشِى؟
= تبقى الفُرجَة، وْشـَكّ الغُــرْبـَة، وشـُوكِ الوحـْدهْ.)
“أهو دا اللى حصل!!”
” – طب ليه يا بنى؟
“أهو دا اللى حصلْ”
(10)
“راجع “كما كُـنْـتْ”،
قاعدْ ساكتْ تحتِ سرير الستْ،
حاخطــفْ حتة نظرة، أو فتفـُوتـِةْ حُـبْ،
واجرى آكلها لْوَحْدى، تحت الكرسى الـ”مِش باين”
………………….
………………….
ونواصل الأسبوع القادم لقراءة اللوحة الرابعة: “البـِـركة”
ـــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى: (2018) كتاب “فقه العلاقات البشرية” (3) (عبر ديوان: “أغوار النفس”) “قراءة فى عيون الناس” (خمس عشرة لوحة)، الناشر: جمعية الطب النفسى التطورى – القاهرة.
[2] وقت كتابة المتن الأصلى كان 1976، فالشرح المبدئى 1978، وقد اضطرد حرصى – دون تراجع– الذى أثبته عاليه عبر الأربعين عاما التالية حتى الآن 2018.