نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 18-5-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5738
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)[1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (126)
الفصل الثالث
“إبن حظ”: طفل تائه (يا أولاد الحلال)
فى ثوب كهل يعبد ربه
الأصداء عودة إلى النص:
126- الشكوى:
كان الكهف عامرا بالخلان والنشوة تذيب الأحجار.
ونفخ نافخ فأطفأ الشموع وترددت الأنفاس فى ظلام دامس
وتهادى صوت إليهم يقول “فى السماء ضجروا من الأفعال الخسيسة والروائح المنكرة”
وذهب تاركا صمتا ثقيلا فقال أحدهم
- أهى رسالة؟
فقال آخر
- بل هو أمر.
وانطلقوا فى الأسواق يحمـلون على كل خسيس ومنكر،
وغضب السادة، فزمجرووا بالغضب ولوحوا بالعصى.
أصداء الأصداء
على الرغم من أن نشوة الكهف بدت لنا من أرقى المشاعر، وعلى الرغم من أن شرابهم النجوى وودهم السماح، إلا أنهم بدوا وقد تخلوا عن حرب الضلال والانحراف، فجاءهم النذير، لا ناصحا بل آمرا، فتفجرت فيهم الحمية فالغضب، وهم يمارسون فعل الإصلاح، ويواجهون السلطة، ويتحملون التهديد.
هل يريد محفوظ أن يربط بين حق النشوة وشرف الثورة؟
هل يريد أن يشير إلى أن عزلة الكهف البهيجة، وروعة النشوة التى تذيب الأحجار هى فى نفس الوقت وقود رفض الخسة والمنكر؟ بمعنى أنه لا يكتمل شرف الوجود إلا فى مواجهة السادة، ولو زمجروا بالغضب ولوحوا بالعصي؟
غالبا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net