نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 18-1-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5618
الأربعاء الحر:
مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه
الكتاب الخامس الحالات: من (81) إلى (100)
تذكرة:
ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (94) من الكتاب الخامس من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!
الحالة: (94)
الحضّانة الحديثة لتفريخ الأطباء منذ الطفولة [1]
د. فكرى: صباح الخير يا دكتور يحيى هى عيانة عندها 25 سنة خريجة فنون تطبيقية
د.يحيى: حمد لله على السلامة، انت مش كنت فى رأس الحكمة مع العيانين الأسبوع ده، خير إنشالله
د. فكرى: آه هيّا عندها 25 سنة، متخرجة من فنون تطبيقية كانت بتشتغل فى الدعاية، وبطّلت.
د.يحيى: من الأول كده؟ تشتغل، وهُبْ مابتشتغلش!! اشتغلت قد إيه وبسرعة بطلت ليه؟
د. فكرى: هى كانت بتشتغل فى الدعاية والإعلان، وسابت الشغل من حوالى شهرين، هى مخطوبة وحاتتجوز فى أسوان بعد 3 أسابيع أو شهر يعنى أول شهر ثمانية، وحاتعيش فى أسوان مع جوزها وهو أبن خالتها، هى أبوها وأمها دكاترة، وهما حتى جُمْ لى عشان كنت باشتغل معاهم فى مستشفى أحمد ماهر
د.يحيى: هى سابت شغلها ليه؟
د. فكرى: هى بتقول إنها سابت الشغل عشان الجواز، وترتيبات الجواز، وكده
د.يحيى: إستنا بس، هوَّا جوزها ولا خطيبها ده بيشتغل إيه
د. فكرى: محاسب
د.يحيى: حر، ولاّ فى الحكومة ولاّ فى شركة؟
د. فكرى: آه ، بيشتغل فى شركة كويسة فى أسوان شركة كهرباء، حاجة زى كده
د.يحيى: وانت بتشوفها عشان تأهلها للحياة الزوجية فى أسوان يعنى؟
د. فكرى: هى حاتروح أسوان بعد الجواز مباشرة، يعنى حاتروح أسوان وتعيش هناك
د.يحيى: يعنى متفقين على كده تقريبا من غير ضغط؟
د. فكرى: آه، ما هو العلاج مفروض حاينتهى قبل الجواز بأسبوع
د.يحيى: بأسبوع واحد؟
د. فكرى: ما هى دى المشكلة اللى عايز أطرحها على حضرتك
د.يحيى: ليه معندكش أى رحلة لأسوان ولا أى حاجة ؟! (ضحك)
د. فكرى: لأ والله، هما جابوا لى سودانى (ضحك)
د.يحيى: هى معاك بقالها أد إيه؟
د. فكرى: حوالى 4 شهور يعنى قطعت 3 أسابيع فى الوسط
د.يحيى: بس أنت جدع جداً والله، كده قوام قوام؟ برافو”! ما علينا كمـّـل بقى
د. فكرى: هما بيقولوا مافيش فيها حاجة، أمها دكتورة
د.يحيى: أمها إيه؟
د. فكرى: دكتورة طبيبة أطفال فى أحمد ماهر، وأبوها دكتور برضه
د.يحيى: ليه كده بقى؟ ما علينا هه؟ هى أسوانية ولا جوزها اللى أسوانى، ولاّ الاثنين
د. فكرى: لأ لأ لأ جوزها اللى أسوانى، وهو أبن خالتها يعنى عائلة أمها أسوانية، عايشين فى أسوان من زمان يعنى
د.يحيى: ليها كام أخ وكام أخت
د. فكرى: هى ليها أختين بنات واحدة أصغر فى ثانوية عامة وواحدة أكبر صيدلانية مخلّصة ومتجوزة وكان لها أخت اتوفت، وأختين فى كلية الطب وأخ دكتور صغير يا دوب مخلص، امتياز يعنى
د.يحيى: أبوها دكتور إيه
د. فكرى: طبيب نساء، اخصائى نساء وولادة
د.يحيى: كدهه؟ وبعدين؟
د. فكرى: ليها أخت أتوفت من سنين، كده فى خلال 3 شهور أكتشفو مرضها، وبسرعة أتوفت ويبدو إن الحدث ده عمل هزه فى العيلة كلها
د.يحيى: هزّة إزاى يعنى، ما هم كلهم دكاترة، وده قضاء الله
د. فكرى: مش عارف، بس ده اللى وصلنى
د. يحيى: هى كانت جاية بتشتكى من إيه؟
د. فكرى: يعنى هى شكوتها لما جت: إن بقالها سنتين ونصف عندها أصوات مستمرة
د.يحيى: عندها إيه؟!
د. فكرى: أصوات
د.يحيى: أصوات؟؟
د. فكرى: آه، كتير أوى يعنى أصوات بيتكلموا مع بعض وبيكلموها، زى ظل عالم تانى يعنى من الأصوات، وهى مفسرها يعنى إن دى شيطانة كبيرة، ودول مملكة الشياطين بتاعتها بيتحركوا، وبيتنيهم عايشين معاها طول الوقت، بس هى الغريب يعنى أن هى بره الحكاية دى كويسة جداً فى كل حاجة، يعنى كانت بتشتغل كويس وبتجيب فلوس وكل حاجة وعلاقتها بأهلها معقولة وطبيعية يعنى حتى بالكلام معاها طبيعية مية المية
د.يحيى: مرة ثانية لو سمحت: هى كانت بتشتغل فى شركة إيه؟
د. فكرى: فى شركة دعاية وإعلان، وهى بدأت فى شركة وبعدين اتنقلت لشركة تانيه، يعنى هى كانت بتقول لى إن النقلة كانت عشان مرتب أحسن
د.يحيى: السؤال بقى؟ السؤال بتاع النهاردة؟
د. فكرى: السؤال إن انا كنت باشتغل معاها طول الوقت الشغل العادى، إن احنا نلم الكلام ده ونحطه على جنب، يعنى عالم الأصوات ده نحطه على الجنب، وتشتغلى وتكملى فى العلاقات والناس وكده، أصل هى علاقتها بأخوتها وحشة شوية، وعلاقتها بخطيبها شكلها أقوى، وكده لحد من شهرين ، لكن من حوالى شهرين أبتديت شوية تهتز وزى ما يكون عالم الأصوات بيتداخل أكتر فى أكتر بالتدريج
د.يحيى: طيب والأدوية؟ هل إديتها أدوية؟ وإيه كانت الاستجابة؟
د. فكرى: الأدوية مافرقتش، نيورولبتات، ومضادات اكتئاب زى بعضهم، يعنى أولاً هى بتقاوم أوى تزويد الدواء ومش منتظمة
د.يحيى: إنت بتزود الدواء ليه؟
د. فكرى: عشان الأصوات
د.يحيى: هى زيادة الدواء بتضيع الأصوات كلها كده من غير تمييز، ما يمكن مش أصوات هلوسة، يعنى خيالات سمعية
د. فكرى: ما هى المشكلة إنها ساعات بترد على الأصوات وبتتخانق معاها وبتخبط دماغها فى الحيطة عشان يخرجوا، أقوم أنا أزوّد الدوا
د.يحيى: بتزود الدواء لها ولا للأصوات!!؟ (ضحك)
د. فكرى: أبوها وأمها بيتدخلوا فى الدوا عمال على بطال
د. يحيى: نرجع للسؤال اللى ماردتيتش عليه: أنت بتزود الدوا لها ولاّ للأصوات؟ أنا مش باهزّر
د. فكرى: لأ لها طبعا، ما هو المشكلة إن أهلها بيشتكوا من أى دوا
د.يحيى: طب ما تقول لهم إن الدوا ده للأصوات (ضحك)
د. فكرى: أنا فكرت كده برضه (ضحك)
د.يحيى: برافو، الكلام ده تركيبياً له معنى، مش هزار، أنا عارف انت بتقصد إيه وفاهم، أنا حافتولك معلش، عشان أنت شاطر
د. فكرى: يعنى لما أبتديت أعمل تفسيرات للأصوات وللى بتقوله، لقيتها بتتفركش زيادة
د.يحيى: بتعمل إيه؟!!
د. فكرى: بتتفركش زيادة، زى ما يكون الأصوات هى اللى بترفض التفسير، والجديد إنها بتقول إن الأصوات دى لما بتيجى بتلبسها كأنها مكلبشة جسمها “عشان ماعملش جنس مع جوزى لما اتجوز يعنى”
د.يحيى: ما تعملش جنس؟
د. فكرى: آه
د.يحيى: هو أنا مشخصها إيه؟ ولا حولتهالك ليه؟
د. فكرى: هو حضرتك ماحولتهاليش، يعنى هى جت لوحدها يعنى، والدها ووالدتها كانوا بيشتغلوا معايا فى مستشفى أحمد ماهر
د.يحيى: طيب هى متحولالك ليه؟ جابوها لك ليه؟
د. فكرى: بس هى كانت كشفت عند حضرتك برضه، يعنى فى معظم القصة إن هما عرفوا إنى باشتغل عند حضرتك، وهما معايا فى مستشفى أحمد ماهر، فجُمْ لى، فالدواء ده حضرتك اللى كتبته وكان نيورولبتات أساسا
د.يحيى: إنت قلت إن أبوها دكتور وأمها دكتورة
د. فكرى: أيوه بس أبوها مابيظهرش خالص يعنى هى أمها اللى فى الصورة
د.يحيى: المهم السؤال دلوقتى بقى إيه؟
د. فكرى: هو السؤال إن يعنى: هل أنا دلوقتى أمشى فى اتجاه إنى أنا أرجع تانى ألم وماتكلمش على الأصوات وأسيبها تروح تتجوز وتقعد فى أسوان، وكده مش حاشوفها خالص، هل ده ممكن؟
د.يحيى: دا حسب المرحلة اللى وصلتوا لها وحسب استعدادهم
د. فكرى: طيب وموضوع الجواز ممكن يكون عندها مقاومة له، والأعراض دى بتقول كده
د.يحيى: بصراحة عندك حق
د. فكرى: طيب وأنا اعمل إيه؟
د.يحيى: طيب شكراً جزيلاً يا ابنى، أنا شايف إن دى حالة فيها حاجات مهمة نتعلم منها، كتر خيرك
نمرة واحد إنهم جُمْ لك لوحدهم دا أول ما العيانين يبتدوا يجيوا لوحدهم يبقى أنت بتشتغل فى مهنتك مظبوط غالبا، وبعدين نمسك اللى قلته واحدة واحدة: إنت بتقول إن الأب دكتور والأم دكتورة، ودول عادة بيبقوا مصنع دكاترة، يقعدوا يخرجوا دكاترة وصيادلة على ودنه واللى ينفد من العيال ينفد بجلده.
د. فكرى: هو بس كل كلامى معاهم إن بلاش اختزال المسائل لكيميا ومش كيميا، يعنى طول الوقت بيكلمونى فى الكيميا الفلانية للمرض الفلانى وتغيرات الكيمياء العلانية فى الدواء التانى، وأنا كنت باحاول أوقف ده طول الوقت فى الأول
د.يحيى: لأ لأ ده إشكال أساسى، ده أشكال فى الموقف التربوى الامتلاكى اللى يقلب الأسرة لمصنع دكاترة، أو حضانة لتفريخ أطباء منذ الطفولة، وزى ما قلنا تلاحظ إن البنت دى هيا الوحيدة اللى نفدت من سلسلة الدكترة، ويمكن ده كان بداية ثورتها.
د. فكرى: آه صحيح، هى كانت جايبة مجموع يدخلها الطب بس هى اللى رفضت
د. يحيى: شفت إزاى!! نيجى بقى للخطوات اللى أنت عملتها خطوات شديدة الجودة: أولا: إنك تعمل عقد مع مريض محدود المده دى، للدرجة دى، دى حاجة نادرة بالنسبة لطبيعة شغلنا هنا فى مصر، يعنى تروح شايف عيان تقول له أنا حشوفك 6 أسابيع والعلاج عايز 3 شهور، ده علم فعلا، وصعب التطبيق عندنا، أنا ماعملتوش تقريباً إلا نادرا، يمكن ماضطرتش أعمله إلا مع الجماعة اللى بيشتغلوا برّه وييجوا أجازات محدودة وعايزين يخفوا قبل الأجازة ما تخلص، فيه واحد مثلا جالى أمبارح من أسكتلندا، يعنى نفسى حد منكم يتبرع أنه يشوفه يبقى كتر خيره، هو قعد هناك 9 سنين عنده بنتين ومراته ست يعنى مصرية جيدة، وحاجات كده، وهو ما راحشى لاستشارى طبيب نفسى فى أستكلندا برغم طوال إقامته هناك، وقام جاى يتعالج فى مصر، وهو قاعد 7 أسابيع أجازته، لأ دلوقتى بقوا 6 يعنى 6 أسابيع، ففى مثل هذه الحالات ممكن تعمل عقد محدد المدة، أنا باضطر يعنى أقدم اللى أقدر عليه، أنا أعرف أن الاسكتلنديين دول غير الإنجليز، دول عيال أطيب وثقافة يعنى جيدة فيها حرارة شوية رغم برودة بلدهم، فالمهم يعنى كان بيخش على الموقع وبعدين عرف شوية حاجات عنّى، جاب بعضه وجاب مراته وجه، فده بيبقى عقد محدد المده غصب عن حبة عينى، وأظن بارجَّح من الأول إن أنا ما بانجحش، بس ساعات بانجح غصب عنى برضه، غصبن عن حساباتى، إزاى؟ ما عرفشى، فأنت عملت عمل جيد علمياً وعمليا، يارب تتمرن عليه وأحوّلك الحالات دى.
يبقى التحديات فى الحالة بتاعتك دى مش قليلة، نمرة واحد إنها جأت لك لوحدها، نمرة إتنين أن هو عقد محدد المدة، نمرة تلاتة حكاية الجواز القريب اللى فى الغالب حرّك عندها إشكالة العلاقة بالموضوع، أحنا شغلتنا شغلة تصحيح وتوجيه، علاقات الجواز علاقة لسه متكلمين عليها الأسبوع اللى فات من أصعب ما يكون، فأنت رحت عامل مخاطرة جيدة وقبلت التحدى، والحكاية كلها فاضل شهرين ولا حاجة وتخش الامتحان، وحاتسلمها جدول علاقات من نوع صعب فعلا، ومن غير تحضير كافى زى ما فهمت من جو التربية اللى انت شاورت عليه فى أسرتها.
د. فكرى: جو تربية إيه؟
د. يحيى: تعالى نفتكر إن أبوها دكتور وأمها دكتورة وأخواتها كلهم زى ما قلت، إيه المفروض اللى ممكن نفترضه عشان نفهم مصدر الأصوات دى جاية منين وليه، مش احنا إتفقنا أنها مستويات وعى، وأنها شخوص داخلية فعلا، وفى الحالة دى الظاهر إن الشخوص الداخلية بتاعتها متعاصة تأليف من خيال مصنوع، فالأرجح إنها مزيج من الخيال اللى هو نشاط أحدث مش مجرد كشف للأعماق اللى باين أنها مشاركة برضه، وده ممكن يساعدنا فى تشخيص أقرب هوّا انت شخصتها ولا لسه؟
د. فكرى: لسه
د. يحيى: مش مر عليك تشخيصات فى ذهنك من الأول حتى لو اتغير التشخيص مرة واتنين
د. فكرى: أه حصل، يعنى بعد ما تصورت إنها هلاوس ذهانية رجحت إنها انشقاق من صنع الخيال خصوصا وهى بتحكى عنها بالتفصيل زى حكايات العيال
د.يحيى: إذن أنت وصلت تقريبا، إنها تأليف وبعدت عن إنها شخوص واقعية داخلية عندك حق: فعلاً الذهان الصريح ما بيجيش عادة بأصوات متستفة كده، فأظن إن دى فروض جيدة على أساس إنها بعدتك شوية عن الذهان الصريح، ومع ذلك شكلها كده مع ذكائها مع تحوّلاتها ومحتواها أنها مهياش بس كده، لازم واخده حته من الشخوص الداخلية، عموما الحكاية دى صعبة جداً أنك أنت تقول قد إيه داخلى وقد إيه خارجى صعبة فعلا انت عارف فروضى عن الأحلام وإن ازاى احنا بنألف أغلبها أثناء أو قبيل الاستيقاظ، أهى عيانتك دى زى ما تكون بتعمل كده، تروح لاقطة الحركة الداخلية الخايفة أو الرافضة أو المترددة وبتروح مستلماها وعاملة فيها شغل وهات يا صور صوتية أو مرئية، طبعا أنا مش عايزك تبالغ قوى فى فرض الفروض دى، بس لازم تحصل على معلومات أكثر وأكثر عن طبيعة ثورتها المحتملة على حضانة الدكاترة اللى نشأت فيها، وبرضه عن ظروف الخطوبة دى وعن خطيبها، وعن مخاوفها من الجنس والأصوات بتقول لها إنها حاتكلبش جسمها عشان ما تعملش جنس مع جوزها.
د. فكرى: هى علاقتها بخطيبها علاقة رسمية شوية، يعنى هما يعنى بعاد عن بعض شوية، مع أن ميعاد الزواج قرّب.
د.يحيى: ما هو تخويفها من الجنس (بواسطة الأصوات) نرجعه للتربية الخطأ فى مصنع الدكاترة بتاع أهلها ده، إما بطريق مباشر أو غير مباشر، أظن كان فيه تخويف إنه صعب ووحش وبيوجع ومش عارف إيه، وممكن برضه نرجعه لصعوبة تنمية تطوير العلاقة بالموضوع عموما، ما هو نمو ونضج العلاقات البشرية فى الأسر المتوسطة المقفولة الطموحة دى بيبقى صعب جدا، بيبقى “الآخر” عندهم قاصر على أفراد الأسرة المقفولة دى، ده إذا كانوا بيمثلوا لبعض أى “موضوع” “آخر” من أصله
د. فكرى: ما هو أنا مجرد ما أنا بافتح الكلام فى الحاجات دى، تقول لأه أنا مش خايفة وعادى وحاقدر أعمل دوّا
د.يحيى: ما هى بتقول أقدر، وفى الغالب هى مش عارفة تقدر على إيه، وأنا قلت لكم إن أنا بسأل فى المنطقة دى كتير جداً وبالتفصيل، فألاقى الجهل والتشوية على ودنه مهما كانت درجة التعليم وعشان نختبر حكاية “تقدر” ولا “ما تقدرش” الحكاية عايزة: وقت، وصبر، وفن، وصنعه على ما تعرف هى تقدر على إيه وما تقدرش على إيه
د. فكرى: هو أبوها اقترح إن احنا نأجل الجواز
د.يحيى: مش أبوها بتاع الدوا بيعمل إيه وما بيعملش إيه
د. فكرى: آه
د.يحيى: طيب بالذمة هو اقترح بأمارة إيه، وهو ماله؟ أنا آسف، أنا خايف أقول وهوّا إيش عرّفه مع إنه دكتور أمراض نسا، هى الحالة يابنى فيها علم وفيها شجاعة منك، إنما هى صعبة، فى الحالة زى دى لما باحتاس باعمل إيه بقى؟ باعمل حاجة لطيفة ما انصحكش تعملها، بافترض إنها ما جاتش العيادة خالص خالص، وطنشت الأصوات وكملت حقها واتجوزت، بصراحة يجوز كانت تنجح رغم كل حساباتنا، قصدى إن فيه حالات كتير عندها نفس الصعوبة والمخاوف اللى شاورنا عليها، ويمكن جالها أصوات بس فى الحلم أو حاجة زى الحلم وهددتها بفشل الجنس حتى الحلال، وعدّت، أى حالة من دول يجوز كانت اتجوزت وسافرت وحبلت وولدت وعاشوا فى التبات والنبات وخلفوا صبيان وبنات، ويمكن يفتحوا فرع للحضّانة الأصل لسد العجز فى الخدمة الطبية وسلامتك وتعيش، يبقى لو كده ظهور الأصوات والصعوبة المفترضة هو مجرد لغة أعمق للتنبيه على طبيعة وبعض معالم العلاقة الصعبة وتستمر المسألة كده جيل ورا جيل لحد ما ييجى جيل شجاع يسمح للأصوات إنها ترن الجرس فى الوقت المناسب، بس بطريقة شجاعة ما تتقلبش هلاوس عند الدكاترة النفسيين.
د. فكرى: يعنى ظهور الأصوات كده مفيد لها بالشكل ده
د.يحيى: بصراحة أنا خايف أقول لك آه تفتكر إنى باشجع الجنون، بس برضه احنا نحترم معنى الجنون مش الجنون نفسه ونستفيد من لغته وغائيته إن ما كانش للعيانة دى، يبقى لغيرها اللى عرف يقول لأ للحضانة وفى نفس الوقت كمل حياته وعلاقاته زى ربنا ما خلقه
د. فكرى: ياه، دا حضرتك صعّبتها قوى
د. يحيى: بس انت قدها وقدود، ما تستعجلشى وربنا يصبرهم عليك وعليها ويوقفها
د. فكرى: يارب
*****
التعقيب والحوار:
أ. هدير ابو جلالة
التعقيب: جه فى بالى ان الاصوات دى خلقتها كبديل لأسرتها اللى هى متمردة عليها زى ما تكون عملت عيلة توانسها وتساعدها على ثورتها.
د. يحيى:
هذا تفسير سريع بسيط، أنا لا أميل إلى قبوله كنوع من النفسمراضية (السيكوباثولوجى) التأويلية المباشرة، وإن كنت لا أرفضه ما دام قد رجح احتمال أن تكون الأصوات انشقاقية تخيّلة أكثر منها إسقاطا هلوسيا لواقع داخلى مستثار.
أ. إسلام نجيب
حالة دمثة طيبة تعاطفت معها دون شفقة دون فوقية. بل بمشاركة.
د. يحيى:
أحمد الله أنك استطعت ذلك
ولكن دعنى أحذرك من الإفراط فى المشاركة التى هى غير احترام مستويات وعى المريض واحتواء الحل الذى توصلنا إليه بإبتداع هذه السيكودرامية.
د. كريم سعد الدين
المقتطف: الذهان الصريح مابيجيش عادة بأصوات متستقة كده
التعليق: ما يمكن الأصوات دى هى عملتها عشان تتكلم معاها وتعترض عليها مكان أبوها وأمها!
دى معلومة جديدة اتعلمتها
د. يحيى:
برجاء الرجوع إلى ردِّى على الابنة “هدير أبو جلالة” حالا.
شكرا
د. أحمد الأبراشى
المقتطف: لأ لأ ده إشكال أساسى، ده أشكال فى الموقف التربوى الامتلاكى اللى يقلب الأسرة لمصنع دكاترة، أو حضانة لتفريخ أطباء منذ الطفولة، وزى ما قلنا تلاحظ إن البنت دى هيا الوحيدة اللى نفدت من سكة الدكترة، ويمكن ده كان بداية ثورتها
التعليق: أعجبنى التوصيف والتشبيه، كمان موافق حضرتك على الفرضية الثورية عند المريضة، إلا أنى مستغرب لجؤها للأصوات برغم ممارستها للثورة على أرض الواقع زى أنها مدخلتش الطب، يبدو أن ده ماكنش كفايه كموقف احتجاجى ثورى!
د. يحيى:
فعلا، يبدو أنه لم يكن كافيا
والمقارنة مع أخوتها تزيد الصعوبة وقد تفسر الجنون، لكن لا يصح أن تبرره!
د. أحمد الأبراشى
المقتطف: بصراحة أنا خايف أقول لك آه تفتكر إنى باشجع الجنون، بس برضه احنا نحترم معنى الجنون مش الجنون نفسه ونستفيد من لغته وغائيته إن ما كانش للعيانة دى، يبقى لغيرها اللى عرف يقول لأ للحضانة وفى نفس الوقت كمل حياته وعلاقاته زى ربنا ما خلقه.
التعليق: كلام محترم، شوفت فيه كمان وظيفه الجنون متفجرة ، وفى حالة المريضة يبدو أنه حتى الجنون بالشكل دا ماكنش كافى أنه يوصل الرسالة، وكان يقابله مقاومة من الوالدين الدكاتره بتدخلهم فى الدوا .
د. يحيى:
هذا صحيح غالبا
د. رضوى العطار
المقتطف: د. فكرى “……هى الغريب يعنى أن هى بره الحكاية دى كويسة جداً فى كل حاجة، يعنى كانت بتشتغل كويس وبتجيب فلوس وكل حاجة وعلاقتها بأهلها معقولة وطبيعية يعنى حتى بالكلام معاها طبيعية مية المية”
التعليق: الله تكونش دى “فصام قِطاِعَى” Sectorial Schizophrenia
د. يحيى:
هذا اقتراح جيد، لكن نظرا لترجيح أن الأصوات هى خيالات انشقاقية وليست هلاوس أصيلة فالأفضل استبعاد الفصام
د. رضوى العطار
المقتطف: د. فكرى: “… الأدوية مافرقتش، نيورولبتات، ومضادات اكتئاب زى بعضهم، يعنى أولاً هى بتقاوم أوى تزويد الدواء ومش منتظمة”
التعليق: أعتقد الأدوية مش هاتعمل حاجة أوى فى الحالة دى غير بجرعات نيوروليتات كبيرة ولو إنى أشك أنها هتفرق!!
د. يحيى:
إذا ثبت أنها حالة انشقاقية فلن تصلح لها حتى الجرعات الكبيرة التى نستعملها لتفكيك صلابة منظومة أو مآل سلبى. (هذا فى حدود خبرتى)
د. رضوى العطار
المقتطف: د. يحيى “… أنا أعرف أن الاسكتلنديين دول غير الإنجليز، دول عيال أطيب وثقافة يعنى جيدة فيها حرارة شوية رغم برودة بلدهم”
التعليق: ده صحيح والرجالة زيهم الرسمى جيبه (جونلة) يعنى، ففيه تصالح مع الأنثى جواهم محترم، عقبال رجالة مصر ما يتصالحوا زيهم!
د. يحيى:
ليس فى اللبس (الجونّلة) فحسب
د. رضوى العطار
المقتطف: د. يحيى: “… مش احنا إتفقنا أنها مستويات وعى، وأنها شخوص داخلية فعلا، وفى الحالة دى الظاهر إن الشخوص الداخلية بتاعتها متعاصة تأليف من خيال مصنوع”
التعليق: تعدد الذوات اللى حضرتك ذكرته فى الحواديت صح؟
الحواديت اللى حضرتك حكيتها التلاتة شبه الهلاووس بتاعتها دول لو هنسميها هلاووس رغم أن تعبير (هلاوس) قاصر جدا واحترم بشده تعبير (خيال نشط) من مستوى أقدم أعتقد مش أحدث!
د. يحيى:
لم يقرأ أحد من أصدقائنا الحاليين (أصدقاء الموقع أو أصدقاء هذه الحالات) “الحواديت” ومع ذلك فالتعدد وارد وتفضّلك بتفضيل وصف “خيال نشط” طيب، وهو الذى يميز الانشقاق وليس الهلاوس الأصيلة.
د. رضوى العطار
المقتطف: د. يحيى “… تروح لاقطة الحركة الداخلية الخايفة أو الرافضة أو المترددة وبتروح مستلماها وعاملة فيها شغل وهات يا صور صوتية أو مرئية”
التعليق: مظبوط كده (نشاط أقدم) أعتقد أنها حاولت تتحمل النشاط ده بحدوتة الأصوات واللعب بيها.
د. يحيى:
هذا يوضح افتراض الخيال مع تشكيل الهلاوس ليظهر هذه الأعراض
د. رضوى العطار
المقتطف: د. يحيى “… وممكن برضه نرجعه لصعوبة تنمية تطوير العلاقة بالموضوع عموما، ما هو نمو ونضج العلاقات البشرية فى الأسر المتوسطة المقفولة الطموحة دى بيبقى صعبة جدا بيبقى “الآخر” عندهم قاصر على أفراد الأسرة المقفولة دى، ده إذا كانوا بيمثلوا أى “موضوع” “آخر” من أصله”
التعليق: أرجح الفرض ده أكتر!
د. يحيى:
ماشى
د. رضوى العطار
المقتطف: د. يحيى “… يبقى لو كده ظهور الأصوات والصعوبة المفترضة هو مجرد لغة أعمق للتنبيه على طبيعة وبعض معالم العلاقة الصعبة وتستمر المسألة كده جيل ورا جيل لحد ما ييجى جيل شجاع يسمح للأصوات إنها ترن الجرس فى الوقت المناسب، بس مش كده، لأ، ترنه بطريقة شجاعة ما تتقلبش هلاوس عند الدكاترة النفسيين”
التعليق: اللهم صلى على النبى، خايفة أحسدك على طريقة التفكير بالشكل التطورى ده جيدة جدا ومخيفة جدا ومطمئنة نوعا ما!
د. يحيى:
وأنا خائف أحسدك على دقة التعليق
***
[1] – نشرة الإنسان والتطور: 16-3-2019 www.rakahwy.net
يا د يحيى افتقد وجودك المادى و مستمتعة و متالمة بحضورك الحقيقى أكاد أسمع نبرة صوتك فى الإشراف و ضحكاتك … لا إله إلا الله