نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 27-11-2022
السنة السادسة عشر
العدد: 5566
ثلاثة دواوين (1981 -2008)
الديوان الثانى: “شظايا المرايا“ [1]
التهام [2]
أخاف: ألتهمْ
حسبتُ أن الثــقبَ سوف يلتــــئــــــمْ.
أزاحــــمُ الرموزَ أنتقمْ.
تعلو جبالُ موجِ الرعـــــبِ والنَّــــهمْ.
فى بؤرةِ الظَـــــلاِم والعــــدمْ.
أدوسُ أشــــلاءَ الأجــــــنّةِ،
أرتــــــطمْ.
تخَــثَّرَ الوعىُ المغـــلف بالغــــباء والنـــــدمْ،
تمزّقَ النغمْ.
23/7/1982
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)
[2] – قصيدة “التهام” من الديوان الثانى: “شظايا المرايا” (ص 183)
الهناك
يهربون من انفسهم
دائما
في الهناك
تتزاوج كائنات لزجة
مسخ
في انبعاج كريه
لتقنين
الهروب الكبير
يظنون انهم
علي شيء
يطمسون كل مسام
اي احتمال
تصاعد ادخنة العدم
بين طيات
الوجود الوهمي
بين ثنيات
من قنن الوهم
تكمم الافواه
والانفاس
والصدور
تصبح الحياة
عبث وجودي
قبيح
ما له من قرار
تزلزل الارض
ينقرض النوع
غير مأسوف عليه
وما زالوا
وما زالوا
يحدثون انفسهم
فقط انفسهم
يخلقون حوائط وهمية
تحميهم من انفسهم
يرددون
يصرون
علي الا يكون
الا ما هو كائن
ولا يعلمون ان لاشيء
كائن اصلا
من يتوقف
قد يتبصر
ولكن لا
لن يتوقف
ولتدور السواقي
والسراب
يحسبه الظمآن ماء
يلتقط الجنين
الحبيس
اول نسمات الحياة
مع اول شهيق
ثم يصاب بحزن عميق
لان الهواء له زخم
يصارع غبار جاثم
تصله رسالة
أن الشهيق له ثمن
يدفعه قبل أن يولد
تهب رياح قوية
نقية
تدفعه
الي حتم المسار
الي المسار
يتمسك باهداب
ظلال أعشي
تفتح من خلاله كوة
كي تضيء الطريق
الي الطريق
يتولد
يتوالد
كائن آخر
منه
الي ما لا يعرف
فيعرف
أنه نيض الحياة
الي الحياة
ينقشع الحزن
ثم لا يلبث
أن يعيد المخاض
الي المخاض