فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (141)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 19-9-2019
السنة الثالثةعشرة
العدد: 4401
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (141)
هذا حينا القديم وهذا أنا أجول فى أركانه حاملا فى قلبى ذكرياته ثم خطر لى أن أقيم فى البيت القديم حتى تخف أزمة المساكن ولكن تبين لى من أول يوم أنه لم يعد صالحا للحياة الحديثة.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
بعد تردد ليس طويلاً قلت لنفسى، ولا أنا أيضا عدت صالحاً للحياة الحديثة، وقد يكون بذلك هو أصلح مكان أقضى فيه بقية أيامى، وتوكلت على الله، ودفعت الباب، وإذا بالصرير القديم يصدر منه هادئاً جميلاً ملأنى طمأنينة إلى حسم اختيارى، وحكمة قرارى، وحين أغلقته خلفى وشممت رائحة الرطوبة العتيقة مؤتنسا، أصدر نفس الصرير الجميل، لكن ما أن تم إغلاقه حتى امتد الصرير إلى صوت ناى كهربائى ناعم سرعان ما انقلب إلى صوت أورج صاخب، فتصورت أننى أخطأت لكن أصوات الآلات الموسيقية الحديثة بدأت تأتينى من كل مكان فى بهجة وصخب وإزعاج محتمل، وحين دلفت إلى الصالة عرفت أن المسألة تعدت كل تصور، الشباب هائص والبنات نصف عرايا وعرق الرقص يشع نداءات جنسية جميلة لها أثرها البهيج، عجبت من نفسى أننى لم أرفض أيا من ذلك، وتقدمت لى فتاة فى غاية النشاط، وخلعت عنى أغلب ملابسى وجرجرتنى دون استئذان لوسط حلبة الرقص، فلم أعترض ولا ثانية، ورحت أشاركها بتوجيهاتها والسنون تتراجع، وفرح الجميع بنا وتحوطونا نحن الاثنين يصفقون ويضحكون وأنا لا أتعب، وأنشد “والله زمان يا سلاحى”، فيتعالى ضحكهم أكثر.
2019-09-19