حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 6-9-2019
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4388
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
ثم ماذا؟
*****
أ. فؤاد محمد
المقتطف: هو كيفية إنقاذ المسيرة البشرية من طغيان مستوى ظاهر من الوعى والسلوك على بقية الوجود. وهو ما أشرنا إليه منذ البداية من خطر تغليب قيمة الحياة الكمية – إذ أننا نعلى من قيمة ناتج الإبداع على حساب قيمة الإبداع ذاته.
التعليق: فى هذا المازق اتضح لى تقريبا ما كنت اتساءل عنه فى نشرة الاسبوع السابق بخصوص غلبة حالة الابداع طوال الوقت
د. يحيى:
يبدو أن الإبداع يا فؤاد هو البرنامج الحيوى الأول لاستمرار التطور وحفظ النوع، إن مجرد البقاء لا يدعم استمرار أى نوع يعجز أن يجدد نفسه إلى أفضل ما يكونه، وأفضل منه إذا واصل الإبداع، هو جماع دورات إيقاع الحياة القادرة على الاستمرار وقبول التحدى، أما ما نسميه إبداعا فى شكل نظرية جديدة أو تشكيل جميل أو خلق جديد فهو واجهة هذه العملية المستمرة.
*****
أ. فؤاد محمد
المقتطف: وإنما قد يقوم النقد الإبداعى بحسن التلقي- وليس مجرد الفرز والحكم- لدرجة أن يرفض الإبداع الزائف، ويحتضن الإبداع الناقص مواكبا حتى ليكاد يعيد تخليقه، ليس نيابة عن منشئه، وإنما حوارا معه ربما قياسا على الممارسة العلاجية، وأخيرا فإن الناقد بإبداعه الموازى للابداع الفائق- قراءة خلاقة- إنما يكسر وحدة هذا المبدع المتميز بما يطمئنه إلى إمكانية استمرار خوض مغامرات تنشيط حالة الجنون.
التعليق: اعجبنى جداااا هذا الموقف تجاه ايا من انواع الابداع ،، التواجد القراءه – الخلاقه- والتلقى النشط لكل نص بشري
د. يحيى:
الذى تمارسه فى هذا الباب يا فؤاد خير مثال لما هو “الإبداع التلقى النشط”
شكراً.
*****
أ. طاهر سعيد
المقتطف: أن ثمة داء كان يشكو منه شاعرنا ويعرفه، وأنه داء “يعاود” صاحبه، وأن له إرهاصات سابقة منذرة يستشعرها أمثال شاعرنا من مرهفى الحس وذوى القدرة على رصد التغيرات الداخلية، وعلى معايشة المعاناة بوعى فائق، ونحن حين نختصر كل ذلك إلى تسمية المرض بالجدرى أو بالزهرى نغفل – مثل خطأ الطب الأحدث – طبيعة دورات الحياة، ودورات المرض وهى موازية لدورات الحياة بشكل أو بآخر، فالداء الأواب هو إعلان للطبيعة الإيقاعية للتكوين البشرى بغض النظر عن محتواه: نفسيا كان أم جسديا، جلديا كان أم حشويا، ونحن نحاول بكل الطرق أن نغفل هذه الحقيقة الأولية بعد أن تجمدت عقولنا على طريقة تفكير إستاتيكية خطية، وليست دينامية دورية، ولست هنا أحاول أن أخص مرضا بذاته بهذه الدورية، ولكنى أذكر الناس والأطباء بأن مواكبة دورات الطبيعة تستلزم أن نعيد فهم التركيب البشرى فى الصحة والمرض من هذا البعد “الأواب” فالطبيعة البشرية طبيعة دينامية دوارة فى الصحة والمرض.
التعليق: لفت نظرى وجود امراض مثل الجدرى و الزهرى منذ قرون ولم يكتشف لهم علاج الا فى عصرنا الحالى.
د. يحيى:
أنا آسف
هذا التعليق ليس له علاقة – تقريبا- بالمقتطف أو بأصل النص كله.
*****
د. رجائى الجميل
تظل العلاقة بين: حضوره سبحانه وتعالى فى كل خلية حية
وبين عين اليقين او روع اليقظة به معه اليه
تظل هذه العلاقة هى الرحلة السرمدية التى خلقنا من اجلها كى نسبحه كثيرا ونذكره كثيرا . انه كان بنا بصيرا.
د. يحيى:
تقبل الله
أ. أحمد بكر تمام
ربنا يرزقنا القرب منه.
د. يحيى:
آمين
د. أحمد يوسف
أعجبنى كثيراً!!
د. يحيى:
الحمد لله
*****
أ. فؤاد محمد
المقتطف: الكلام عن الرحلة ليس إلا تحايلا، للترحال “فى الذاكرة”، أكثر منه وصفَ تجوال “فى الطريق”. كذلك لابد من الاعتراف أن ما أسميه “الناس”، إنما يشير إلى الناس فى “الداخل”، أكثر مما هم فى”الخارج”. على أنى لا أعنى بالذاكرة ذلك التذكر الراوى، بقدر ما أعنى ذلك” الإحياء المعايِشْ.
التعليق: ربما هذا ما جذبنى و لا يزال يلمسنى .. لم يكن مجرد ترحال او سردا لاحداث لكنه غوص داخلك وداخلنا،، ليست سلبيه منى لكن يا استاذى سمحت لى بترحالك ان ارتحل معك – داخلى – بين اناسى والناس ايضا..
د. يحيى:
هذه مشاركة أخرى جادة ومبدعة مثل محاولاتك السابقة
وهى تصلنى ابداعا بقدر صدقك وكرمك.
*****
د. رجائى الجميل
يا عمنا يا عمنا ربما تكون انت من اعلم الانسان بازمة الانسان الحالية. الموضوع اصبح فعلا اغتراب شديد القسوة: بين ايمان (بغباء الغطرسة والكبر والمادية العبثية ونهاية التاريخ وضلال حضور شائه لا محالة)، وبين انغلاق وهروب اغبي والعن عندنا باحتكار الجنان دون ادني عمل بفخر اخبث وكأننا اصحاب الحقيقة المطلقة مع ان النص واضح “هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا”
ستنتهي الرأسمالية بجر العالم الي الدمار الشامل كما انتهت الشيوعية والاشتراكية الي المسخ الصيني والنذالة الالعن لروسية اللعب في حضانة الاطفال عند اشتراكية فنزويلا وكوبا
دخل الانسان الي الترس الوهمي العملاق ليخط بنفسه نهاية نوع فعلا.
اتصور ان حتي حلمك بان يأخذ كل جانب ما عنده ويضيف للآخر — حتي هذا الحلم يكاد يكون مستحيل لان وسائل الاتصال الحديثة واللهث وراء الوهم علي الجانبين اصبح مثل طنين الذباب او الوش الذي يحول الناس الي الصم البكم العمي الذين لا يعقلون.
د. يحيى:
ومع ذلك، فأنا لا أملك القدرة على التنازل عن تفاؤلى بتغير كل هذا المصير المرعب من خلال جُمّاع الوعى البشرى الذى يقاوم هذا التشوه وهو يواصل التناغم مع دوائر بعضنا البعض بكل قنوات التواصل فيما بيننا وهى تمتد إلى هارمونية الكون الأعظم إلى مطلق الغيب بلا نهاية، بدون ذلك يا رجائى لا يوجد مبرر للبقاء للفرجة حتى لو خفف منها صدق تسجيل ما يجرى وتعرية ما وراءه: والعياذ بالله!
2019-09-06