نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 5-1-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4144
ديوان “سر اللعبة”
الفصل الأول: “يوميات أعمى”
-3-
شهد الفطرة
وتعلّمنا فى السنة الأولي:
أن الماء بلا لونٍ وبلا طعمٍ وبلا نكهةْ،
لكن الحقَّ يقولْ:
إن الماءَ العذْب: هو شهُد الفطرةْ
فإذا صدّقتَ العلم اللفظىّ
ضاعت منك حقيقة أصل الحكمهْ
أو قد تستمرىُ تلك الخدعهْ
إذ تلقى فى الماء، بقُمْع السكر
يا أَبْلَهْ:
أنـْسـَاكَ الحلوُ الماسخُ طعمََ الصدْقِ النابضِ
فى لـُـبِّ الثــَّـمـَـرة
………
بدلاًً من أن تعرفَ نفسكْْ
تحنى هامتك لغيرك؟
بدلا من أن ترقصَ فى موسيقى الكون: برحاب اللهْْ
تلعب شفتاك بلفظٍ مبهمْ
بدلاً من أن تصبح ذاتك جزءاً من ذاتٍ عليا
تنصبُ محكمةًً دُنْيَا؟
بدلا من أن يملأ قلبك حب الأوِّل ِ والآخرْ
يملؤه الخوفُ أو الطمعُ وأرقام التاجرْ؟
بدلا من أن تعرفْ، تهرفْ
وبحسِن النية … شوّهتُ الفطرة
إذا ألهانى طعم السكَّر عن عذب الماءْ
وكأنى أرجو أن أطفئ بالحلو الماسخ
عطش الطفلِ المحرومْ
………
………
تطفو الروحُ إلى الحُلْقومْ
والغثيـَـانَ الدائرُُ يسحبُ وعيى حتى لا قاعَ ولا آخـِرْ.
[1] – القصيدة من ديوان: “سر اللعبة” (الطبعة الأولى 1977 والطبعة الثانية 1978 والطبعة الثالثة 2017) والديوان متاح فى طبعة ورقية ويطلب من مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة. وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث.