فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (100)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 6-12-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4114
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (100)
هذه محكمة وهذه منضدة يجلس عليها قاض واحد وهذا موضع الاتهام يجلس فيه نفر من الزعماء وهذه قاعة الجلسة، حيث جلست أنا متشوقا لمعرفة المسئول عما حاق بنا، ولكنى أحبطت عندما دار الحديث بين القاضى والزعماء بلغة لم أسمعها من قبل حتى اعتدل القاضى فى جلسته استعدادا لإعلان الحكم باللغة العربية، فاسترددت للأمام ولكن القاضى أشار إلىّ أنا ونطق بحكم الإعدام فصرخت منبها إياه بأننى خارج القضية وأنى جئت بمحض اختيارى لأكون مجرد متفرج، ولكن لم يعبأ أحد بصراخى.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
… وحين سألونى وأنا على منصة الإعدام عما أطلبه قبل إعدامى، قلت أطلب معرفة مصير الزعماء المتهمين وهل حكم عليهم بالبراءة أم ماذا، قالوا: هذا ليس مطلبا شخصيا، إنه يتعلق بآخرين، إن المحكوم عليه يجاب إلى المطالب الشخصية فقط، قلت فمطلبى الشخصى هو أن أعرف اللغة التى كان يتكلم بها القاضى مع الزعماء، وأنا أطلب تأجيل التنفيذ حتى تخبرونى يقينا عن تلك اللغة، ولا أعرف كيف اقتنع المنفذون بمنطقى، وأجلوا التنفيذ الفورى على أن يعودوا إلى رؤسائهم للمشورة. ولم أطمئن طبعا، حتى أننى اكتشفت أن داخلى ربما كان يفضل التنفيذ على التأجيل، وبعد أسابيع حضر مدير الأمن وأخبرنى ان التنفيذ تأجل إلى أجل غير مسمى، وأنه إذا مضى على ذلك سنة كاملة فسوف يفرج عنى، وحين استفسرت عما سيجرى فى هذه السنة، قال إنهم يستعينون بخبراء أجانب من الصين والعراق وفنزويلا والصومال وأيرلندا لفك شفرة هذه اللغة، لأنه لا الزعماء ولا القاضى يعرفون معنى حرف واحد منها، برغم أن المحاكمة من أولها لآخرها كانت مسجلة صوتا وصورة، وأنهم رجعوا إلى التسجيل عدة مرات قبل أن يصدروا الحكم.
2018-12-06