21-9-2007
بريـد/حـوار الجمعة
كنت قد اقترحت أن أخصص يوم الجمعة “للرد الجماعى” حيث أننى أحاول أن أرد رداً شخصيا على كل من يرسل لى أى تعليق، ومع أنى أشكو من قلة عدد من يتفضل بالتعليق، فقد تصورت أن العدد قد يزيد حتى تحتاج الردود الخاصة إلى مساحة من الوقت أكبر من كتابة اليوميات نفسها، ثم تذكرت – مع الفارق، بداهةً، والله العظيم – كيف أن سيجموند فرويد كان يخصص وقتا محددا كل يوم (نعم كل يوم) للرد على مراسليه، هذا فضلا عما نشر من الخطابات المتبادلة بينه وبين كارل جوستاف يونج، وأيضا بينه وبين صديقه د. فلايس. ياإلهى! كيف كانوا يجدون الوقت؟ وكيف كانوا يحتفظون بهذه المراسلات حتى النشر ولم يكن عندهم كمبيوتر ولا يحزنون؟
سوف أحاول أن يكون الرد أقرب إلى باب “حوار” الذى كان ينشر فى الإنسان والتطور، كانت الرسائل تصلنا، فنقطّعها، ونرد عليها فقرة فقرة، وكأننا نتحاور مع الراسل، وكان فى ذلك ما فيه من ظلم للمحاور/الضيف، حيث نحرمه من حقه فى الرد أولا بأول على ما نرد به عليه، فلا يكون محاورا برغم أنه يبدو كذلك، ومع ذلك فقد ظل هذا الباب من أنشط الأبواب التى أعطت للمجلة شخصيتها وحركيتها، لذلك أعطينا هذه الحوارات اسم “حركية فكر مع آخرين” حين جمعناها فى الموقع.
ابتداءً:
أعتذر لكل من أرسل ولم أرد عليه تفصيلا أو أصلاً، كما أعتذر لأنى قد اتبع نفس الأسلوب الظالم الذى كان فى المجلة وأنا أقتطع من الرسائل لأقلبها حوارا وأنا أرد على بعضها دون سياقها المتماسك.
والآن إلى البريد/الحوار
أولا: أسماء نبيل (4-9-2007)
أسماء:
من الأفضل (بالنسبة لى) أن يكون الرد لكل مشارك ومعقب على حدة على البريد الألكترونى، واعتقد أن هذا له علاقة بعدد المشاركين، وله علاقة أيضا بالوقت المتاح لسيادتكم.
د. يحيى:
أوافقك يا أسماء من حيث المبدأ وإن كنت قد رددت عليك ردًّا منشورا (يوم 4-9) حيث كنتِ أول من عقّب وكان هذا بالنسبة لى وبالنسبة لمن قرأ مقتطفات رسالتك والرد عليها أكثر فائدة وهو ضد اقتراحك بخصوصية الرد.
أسماء:
(بالنسبة لمقال “اختبار ذاتى، استبار) لاستاذ بكلية الطب، فأرى أنها تخص أستاذ كلية الطب بوجه خاص (والغلابة اللى زيى مالهومش فى الطب دا أنا رايحة تالتة هندسة)، ولكنى وجدت القليل من الاسئلة استطعت أن أجاوب عليها شفهيا.
د. يحيى:
مع أن العنوان لأساتذة الطب، ومع أن الاستبار يشمل بعض التفاصيل الجامعية والبحث- علمية إلا أنه ليس خاصا بهم طبعا، إنها محاولة لتعرية الاغتراب فى مجتمعنا التعليمى والجامعى والعلمى عموما، وكونك حاولت الإجابة، فهذا ما أعنيه: أن كل واحد يمكن أن يأخذ منه ما يستطيع.
***
أسماء نبيل (7-9-2007)
…. تعليقا على مقال “دستور يا الدستور”
أسماء:
“… أعتب على إبراهيم عيسى بعض الشئ لما أجده فى مقالاته من هجوم على السيد الرئيس وابنه المصان جمال … كما أننى اتفق مع حضرتك فى الرأى فى رفض مقالاته المنفصلة خاصة حين يطيح سبا فى الشعب المصرى “عمال على بطال”، أعجبنى جداقولك “.. أنا لن أعرج على مسألة و إشاعة صحة الرئيس الذى أدعو له بدوام الصحة، وحّدة البصيرة، لعله يرى ما يفعله بنا وبنفسه، وما يجرى منه وحوله، وينتبه – أطال الله عمره – إلى أين هو ذاهب بنا نحن ذاهبون وراءه”
د. يحيى:
أشكرك يا أسماء، وقد قبلت تعاطفك الرقيق مع السيد الرئيس، وإن كنت قد توقفت عند تعاطفك مع “ابنه المصان”. أنتِ شابة ومن حقك أن تتمنى الصيانة لابنه الشاب، وانا كذلك أتمنى له – كشاب مصرى – كل خير، لكن المسألة أكبر من أنه شاب أو مصرى، ويجدر بنا أن نتمنى له أن يكون “المصان” طبعا. المسألة هى فى مسألة هبوطه بالباراشوت على دنيا السياسة وحقيقة علاقته أو معرفته بأمعاء الوعى الشعبى وآلام العامة، وغير ذلك، دون اعتراض على عواطفك، من هنا: شككت فى أنك أحسنت قراءة الفقرة التى اقتطفتيها من المقال، وقد كتُبتها مرة ثاية بالبنط الأسود المائل لعلك تعيدين قراءتها جيدا.
***
أسماء نبيل (8-9-2007)
تعليقا على مقال “الورطة” أكُمل أم أتوقف،
أسماء:
(أقول) أكمِلْ أكمِلْ أكمِلْ أكمِلْ
د. يحيى:
حاضر حاضر حاضر حاضر، ولكن …
أسماء:
كلام اليوم ذكرنى بالآية الكريمة:
“.. ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ” صدق الله العظيم
سورة الحديد (الآية 27)
لا أعرف ما علاقة هذا بذاك ولكنى تذكرتها بشدة
د. يحيى:
ولا أنا أعرف العلاقة، لكننى شعرت أننى شاكر لك حسن ظنك بمحاولتى المتواضعة هذه.
أسماء:
أريد شرحا (تعنى بعض ما كتبته عن انطباعى عن هذه اليوميات) لهذا:
سادسا: كَسَرتْ وحدتى،
سابعا: ضَاَعفَتْ وحدتى
د. يحيى:
عِندَكِ حق
لقد تعلمنا أن نفكر باستقطاب مطلق ( إما .. أوْ) فكيف أن هذه الكتابة اليومية كسرتْ وحدتى فى “سادسا”، ثم بعدها مباشرة ضاعفتْ وحدتى فى “سابعا”، أرجو منك ولك يا أسماء ومن جيلك المظلوم أن يتحمل الغموض أكثر فأكثر، فقد يجد فى عمقه معانٍ أهم.
أما أنها كسرت وحدتى: فلأنها – مثلا – عرَّفْتنى عليك فأجرينا مثل هذا الحوار
وأما أنها زادت وحدتى: فقد أغنتنى – جزئيا بشكل ما – عن الحرص الشديد على معرفة رأى الناس والأصدقاء من حولى فيما أكتب. كنت حريصا جدا ودائما أن أعرف رأيهم بشكل يشتد إلى درجة الإلحاح (والشحاذة أحيانا)، وأيضا هى أغنتنى عن أن أعمل حساب رئيس التحرير، أى رئيس تحرير، والمساحة المتاحة، والرقابة، ورأى النقاد، فبدا لى ذلك وكأنى استغنيت عن كل هؤلاء، ومن ثَمَّ قد أتمادى فى الاستغناء، فتزيد وحدتى.
***
أسماء نبيل (16-9-2007)
(تعليق على فقرة فى مقال: “المجرمون أولى بالمواجهة”، ثم “لمن أكتب”)، تقول
أسماء: (تقتطف من مقالى مايلى)
“… خاصة وأن ما وصلنى حتى الآن هو تشجيع طيب، لكن أغلبه اشبه بالمجاملة والتهنئة أو التساؤل.،
تكمل أسماء:
بالنسبة لى حتى الآن لا أملك سوى التشجيع أو التهنئة أو التساؤل لا المجاملة إلى أن أكون قادرة على النقد أو إبداع رأى مبدع
د. يحيى:
أنا شاكر، وواثق من ذلك برغم تحفظى على بقية رسالتك
أسماء:
لعلى افكر فى شأن نجيب محفوظ مرة اخرى لكن حاليا لا أعتقد، لذلك أعتقد انى سأتابع كل الأيام عدا يوم نجيب محفوظ
د. يحيى:
أنا بصراحة لم أفهم تعبيرك “لعلى أفكر فى شأن نجيب محفوظ” مرة أخرى، استغرب يا أسماء كيف كنت تفكرين “المرة الأولى”، حتى أفهم إلى أين يتجه تفكيرك هذه “المرة الأخرى”، ثم إنك تقررين بعد ذلك مباشرة أنك “قررت من البداية “ألا تتابعين يومه” (الخميس: سأتابع كل الايام عدا يوم نجيب محفوظ) لماذا يا ابنتى؟
أليس الأصح أن تتعرفى عليه من جديد؟ من نقده وصفحته الخميسية الجديدة، التى آمل أن تنجح فى الوفاء بما حلمت به، ومن ضمنه أن يتعرف الشباب عليه “من جديد” “مرة أخرى” دون أن يتجنبه ابتداءّ هكذا!!؟ أنا لا أريد أن أقول تصوراتى عن الدوافع التى جعلتك تقولين ذلك، فهى ليست ذنبك وحدك غالبا! … إياك يا ابنتى ان تحرمى نفسك مما هو “ليس كذلك” (ليس كما هو فى مخك أو ما قيل لكِ) رمضان كريم يا أسماء.
***
أسماء نبيل (20-9-2007)
…. فعلا حضرتك عندك حق، ولكن ماجعلنى أتجنب نجيب محفوظ هو ما سمعته، ومن الممكن ان يكون صحيحا ومن الممكن ان يكون خطأ حول “اولاد حارتنا” وأنها فيها استهزاء، استغفر الله العظيم بالرسول والانبياء، وهذا ليس كلامى ولا أدرى أين الحق، ولا أريد اتباع الباطل، سأحاول عندما تسنح لى الفرصة معرفة نجيب محفوظ.
وعلى فكرة انا برضه استغربت أوى لما قريت لحضرتك كلمة “شيخى” على نجيب محفوظ، قلت أكيد فى حاجة غلط وإلى أن اعرف أين الخطأ … شكرا …
د.يحيى:
رأيتِ كيف يا ابنتى!! يبدو أنه كان لى الحق أن أخصص يوما لشيخى هذا هكذا، شكرا، لقد تحرّك فكرك فى الاتجاه الصحيح دون أى دفاع من جانبى أو شرح، ويمكنك أن تعرفى كيف أنه “شيخى” إذا قرأت المقالات الموجودة فى الموقع عنه، وعن أعماله إذا كان لديك الوقت، ولنبدأ بقصيدتين كتبتهما واحدة فى رحابه، “صالحتنى شيخى على نفسى” جريدة الأهرام، وواحدة بعد رحيله الجسدى “لم قلتها يا شيخى” جريدة الدستور.
أسماء نبيل: (تعقيبا على مقال: أكتب لمن؟ ….)
بسم الله الرحمن الرحيم “وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين” صدق الله العظيم
فائدة هذا الكلام أنى تذكرت أن اليوم هو الحادى عشر من سبتمبر وذكّرت به أمى التى دوما تتذكر ما يفعله الأمريكان بالعراق وما يحدث فى فلسطين وفى بلدان العالم وترفع يديها بالدعاء على كل من ظلم مسلما وكل من ظلم إنسانا أساسا، أتذكر دعاءها على شارون حتى أصابه ما أصابه، وسيأتى دور بوش، فلو قال كل إنسان ما فائدة ما أفعله، أعتقد أن احداً لن يفعل شيئا لأنه بالنظر إلى الجدوى من أعمالنا فسنجدها ضيئلة جدا إن وجدت.
كلام اليوم جعلنى اشعر أننى أمام قناة أخبارية وجعلنى أتأكد من وجود قوى الشر فى شركات الأدوية أيضا غير الاحتلال.
د. يحيى:
تحياتى إلى والدتك الفاضلة، برجائى أن تمتد دعواتها لنجعل “لعنة الله على الظالمين” فى كل مكان، لكنك – وهى أيضا – لابد تعلمين أنه لكى يستجيب الله لنا، علينا أن نكون أهلا لاستجابته، ولهذا حديث آخر.
إيقاف
يا خبر!!
أخذتِ يا أسماء وحدك كل هذه المساحة التى خصصُتها لبريد/حوار الجمعة، عندك حق “إن المسألة سوف تتوقف على عدد الرسائل”.
ولأستسمح بقية المعلقين أن نمد حوار الرد إلى الغد، تحت نفس العنوان، مع أنه سوف يكون يوم السبت. واسم الحوار “بريد وحوار الجمعة”. عذرا، أول مرة، نحن نجرب.
إلى الغد