ملحق الإدمان
تذكرة عاجلة عن الإدمان والشباب
سؤال وجواب
س: لماذا يدمن الشباب؟ ويقعون فريسة للمخدرات؟
الشباب يدمن ليعلن فشلنا فى أن نحترم فطرته، أو أن نتحمل الحوار معه , وخذ بعض التفاصيل، كأمثلة، هو يدمن :
(1) لأن وعيه ساكن بفضل المؤسسات الساكنة، ثم إنه يجد أن هذه المواد المخدرة تحرك وعيه، فى حين أن الجمود المؤسسى يجمد وعيه.
(2) ولأن الأطباء يروجون لمسألة أن السعادة يمكن أن نحصل عليها من حبوب كذا وكيت ( هناك حبوب مثلا مكتوب عليها ‘ المطمئن’!!!, وأخرى مكتوب عليها ما معناه المفرفش، ثم ظهر علم تحت رعاية شركة مدغدغة، يقال له ‘علم السعادة ‘ عقبال عندك) . سعادة بسعادة، (قوام قوام), يقول لنا الشباب، وهو يخرج لسانه حتى قبل أن ‘يضرب’, أو يعمل دماغ’ نحن أدرى بشئون سطلتنا’, وهو كله سعادة. سعيدة عليكم.
(3) ولأن النقود الكثيرة (للأغنياء منهم), لا يوجد مجال شريف تنفق فيه بفرحة إلا هذا ‘الدماغ’ الصناعي.
(4) ولأن مجالات الإبداع مغلقة، والدراسة مملة، والعمل مغترب، والنظام العالمى الجديد يترك الأطفال يموتون فى البوسنة والصومال وفلسطين , ويكتفى أن يشجب , ويوصى بضبط النفس، والشباب ليس عنده قدرة على ضبط النفس، فيهرب فى الباى باي.
(5) ولأن الدين الشائع لا يجيب على الأسئلة الحقيقية إلا بمسلمات ساكنة، فيلجأ الشباب للسكون الكيميائى الألذ (ألذ ألذ), المخدر أسرع تسكينا (وألذ).
لن يفيق الشباب إلا إذا أفقنا نحن، بالسلامة.
س: هل المدمن مجرم أم مريض؟
المدمن مجرم فى حق نفسه، وفى حق مجتعه، وفى حق الأمانة التى سلمها الله له (عقله وقرشه ووعيه) , وهو مريض من حيث شذوذه عن الفطرة، ونشازه عن سلامة البيولوجى وشرف الوعي.
س: كيف تعالجه؟
لا يفل الإدمان إلا إدمان إيجابى رائع، يعطى للشاب الفرحة من واقع فخره بإنسانيته، ويعطيه الهدف واضحا، والإبداع ممكنا، والانتماء شرفا، واليقظة حركة نحو الآخرين وبهم، فإن كنت تعنى تطبيبا، فهو المجتمع العلاجى فى حضن الصحراء، أو وسط البحر، مع توليقة منضبطة من الضبط والربط والحب والصلاة معا , نبدع أنفسنا من أول وجديد.
س: ما هى أهم الأسباب الخاصة لإدمان الشباب المصرى خاصة ؟
ماذا تعنى بالخاصة؟ الذى حب ولم ينل (اللى حب ولا طالشي), أم الذى ذاكر ولم ينجح، إن الأرض التى يترعرع فيها الإدمان، يمكن أن تجعل أى طارئ بسيط مبررا يتذرع به الشاب، ليبرر هروبه فى هذه الغيبوبة القبيحة.
س: كيف تقاوم الدول المتقدمة الادمان؟ وهل نختلف عنها؟
لا تعايرنى ولا أعايرك، الهيروين طايلنى وطايلك، إن الدول المتقدمة لم تنجح فى علاج الإدمان بنفس القدر الذى فشلنا نحن به. الأسباب مختلفة، والمقاييس التى نقيس بها النجاح مختلفة , لكن الخيبة مشتركة ولا مؤاخذة.
س: ما الآثار الاجتماعية والاقتصادية للادمان؟
أظن أننا فى السنتين الأخيرتين قد شبعنا تخويفا ومعايرة، وأن الإدمان مضر بالصحة ومذهب للعقل , وخراب للوطن وكلام كلام كلام كلام، حتى أصبح تكراره أشبه بإعلان إفلاسنا، ولم يبق إلا أن نعلن أن الإدمان هو سبب البطالة وانخفاض سعر العملة المحلية، وأزمة الأوراق المالية، يا سيدى الإدمان من مضاعفات هذه المصائب الاجتماعية والاقتصادية ثم إنه يضاعفها بدوره. حلقة مفرغة تحتاج أن تقطع من أكثر من موقع.
الإدمان ضد شرف الوعى ، وضد نقاء السريرة، هذا هو ما هنالك.
وبما أننا لا نحترم شرف الوعي، ولا نفهم فى نقاء السريرة، فماذا تريد من شعب غير منتج أصلا، إذا أضفت إليه تلوث الوعى وفساد السريرة واستسهال الحل الكيميائى ؟
لنقدم للوعى ما يشرف به ويتحرك فى اتجاهه، ولنحترم كرامة الإنسان ونحدد له هدفا عاما معا، ولنسمح له بتحديد هدف خاص، وأهداف متوسطة توصله إليه، نفعل ذلك بدلا من أن نعلق قائمة من المضاعفات المهددة، والتبريرات المعادة.
إن الإدمان قد يكون رغبة فى إيذاء الذات، فأنت تشجع عليه وأنت تصر على أنه مؤذ جدا.
كثرة التهديد والترهيب تبرر تشجع الشباب على الانتحار اللذيذ . كلما خوفناهم زادوا خوفا فزادوا هربا، وأى مهرب أفضل من جرعة مغيبة , اسم الله على مقامك !!