اليوم السابع
الأربعاء: 8-1-2014
من دون كشيوت إلى “إخوان” أبى لهب
كتبت هذه القصيدة عام 1972، ولم تنشر للقارئ العام، وكنت كلما تضيق بى السبل، وفى نفس الوقت أعجز عن رفاهية اليأس، ولا أحتمل مرارة التشاؤم، أرجع إليها لأبدأ من جديد، فأجدها تناسب الظرف الجديد، كأنها كتبت له خصيصا !
اليوم أعود إليها كما اعتدت، فأهديها لنفسى ولكل من تساوره نفسه بالتوقف أو التراجع.
أنا لم أغير العنوان، ورغم ورود كلمة “الإخوان” فيه، فإنى اعترف أننى لم أكن حين كتبتها أعنى هؤلاء “الإخوان” من حولنا الآن،
لكن، ربما كنت أعنيهم، من يدرى؟
الله أعلم
– 1-
يا سادتى:
” تبَّتْ يدا أبى لهب ”
ماذا كسب؟
يا سادتى
هذا أنا لمّا أزلْْ
” ألقى السلاح؟؟ “
لا ..
هذى أمانيكم ،
(…كذا ؟!!!)
والسيدُُ اليأسُ المُلثـَّـمُ بالعــدمْ
يلقى التحيةَ الشماتةَ الندمْ
على مُصارع الهواءِ الذاهل اللبّ المتيــَّمِ بالأملْ،
سيفى خشب ؟ !!!
خيرٌ من الحبل المَسَدْ
فى جيدِكمْ
– 2-
طـاحونتِى …
عبثَ الهواءُ بكفــِّها ،
دارتْ تئنُّ، توقفتْ، دارتْ
طاحونتـِى، ثأرى القديم
لكنَّ رَوْضى يرتوى من مائِهاَ ،
مهما علا سدُّ الفزعْ
وتعثــَّر المجرى بجندل ظنكم
لن توقفوا نهرَ الحياهْ
بل، فاحذورا طوفَانها
– 3-
فى روضتى :
ألقيتُ بذرةَ القلق
نبتتْ بوجدان البشر
نحت الجنينُ الطينَ فانهار العدمْ ْْ
صرخ الوليدُ الطفلُ أذَّن بالألمْ
وتطاول الشجرُ الجديدْ:
يعلو قبابَ الكون إذ يغزو القمر،
والشوكُ يدمى الكفَّ إذ يحمى الثمرْ
واللؤلؤُ البراقُُ فوق الساقِ من صمغ الضجـَّرْ
– 4-
ذى صرخـَتـِى
سوطُ ُُ اللهــيبِ النورِ رعدُ القارعة
يكوى الوجوهْ..
يا ويحكمْ ! !
من يوقْفُ الرجعَ الصـَّدى فى قلبكم
هيهاتْ . .
إلا الموت ،
حتى الموت لا يُخفى الحقيقة بعدنا
. . .
يا ويحكــمْ منها بداخلكم . ،
نعمْ،… ليست ” أنا “
بل “نحن ” فى عمق الوجودْ
بل واهبُ الطين الحياة
بل سر أصل الكون، كل الكل،
نبض الله فى جنباتنا
ليستْ أنا
– 5 –
يا سادتى
هذا أنا ، لمّا أزلْ
سيفى خشب ؟ ؟
لكنّ لؤلؤة الحياة بداخلى لا تنكسرْ
وبرغم واقعنا الغبى ،
ينمو البشرْ. . . فى ملعبى
(” دون كيشوت المصرى 1972-2014 “)