اليوم السابع
الأحد : 8-9-2013
إسلام ربنا الجميل، والإسلام السبوبة!!!
فى تجربة قديمة سنة 2009، قبلت أن أقدم برنامجا باسمى فى قناة كان اسمها “أنا”…، ولم أكن أعرف أن لها هوية إسلامية فى علاقتها بموقع “إسلام أون لاين”، الذى شهد له الجميع بالموضوعية وتحرى الحق والحقيقة، قبلت العرض وأنا متوجس خيفة لغموض مصدر التمويل، واستعددت للانسحاب لو وصل بى الشك إلى شبهة تلوث ولو خفى.
ظللت طوال شهور، أقدم ما أعرفه عن دور دينى فى إرساء الحضارة دون التأكيد على أية إشارة تخصه دون سائر الأديان، وكنت طول الوقت أتساءل: ما هذا!!؟ ما الذى يجرى بالضبط!!؟ هل الدنيا بخير هكذا!!؟ وهل ما زال بيننا من يحرص على حمل الأمانة بهذا الذكاء، وتلك الموضوعية؟ وهذه التضحيات!!؟ ثم فجأة اتصلت بى المسؤولة وقالت: نحن نشكرك على تعاونك، ونعتذر لعدم بث بقية الحلقات لما تعلمه من أننا توقفنا. توقفتم؟ أهكذا؟ لماذا؟ لم أسألها فأنا أعرف أنها لا تملك الجواب، و حزنت، وترحمت،: “البقاء لله”.
….وكتبت آنذاك (2009) أنه: ….لم يتحمل أعداء الإسلام (المموِّلين من المسلمين غالبا)، أن ينجح بعض المسلمين فى مخاطبة المسلمين وغير المسلمين برسالة الإيمان، والموضوعية، والحياة، والخير، لم يتحمل أعداء العدل والحق تعالى وكل الأديان، أن تصل الرسالة إلى أصحابها كما ارادها خالقهم. لم يتحمل أعداء الله والأطفال والمستقبل، أن يقدم الموقع مؤخرا توثيقا موضوعيا دقيقا على موقعيه بالعربية والإنجليزية للجرائم الإسرائيلية التى تحدث فى غزة، وانتهاك المسجد الأقصى تمهيدا لإزالته، ونشر صور المجندات الإسرائيليات يحتللن الحرم الإبراهيمى..إلخ. لم يتحمل أعداء أنفسهم والتطور أن يكشف الموقع سر الثورات البرتقالية والبنفسجية المسخسخة عبر العالم، لم يتحمل العبيد من المسلمين أن يتحرر الإسلام منهم هكذا، ليساهم بإبداعاته الحقيقية فى مسيرة البشر الرشيدة ودعم التوحيد سبيل الحرية الحقيقية برفض الشرك.
رحت الآن (2013) أقارن هذه التجربة بما ما يجرى حاليا باسم الإسلام، وإذا بى أتأكد أن كلمة “الإسلام” لم تعد تشير إلى هذا الدين العظيم، وإنما هى تفيد أكثر فأكثر إلى “سبوبة” تستعمل فى التآمر للحصول على سلطة، أو الاستيلاء على سوق، أو حلفاء تابعين، أو قتلة مأجورين، أو مواد خام تحت يد بعض المسلمين. ولا مانع فى سبيل ذلك من إشعال بعض الحروب، وتقديم ملايين من الضحايا قرابين للآلهة الجدد، مقابل أن يحصلوا على الشهادة مرغمين. انتبهت أكثر فأكثر من جديد إلى هذا الدور العولمى المفترس، ليس فقط للاستيلاء على أموال المغفلين المستضعفين، وإنما للاستيلاء على أديانهم أيضا، وعلى رأسها الإسلام.
ختمت تنبيهى أنذاك بما يصلح أكثر الآن من أنه :
“لا مكان فى صراع اليوم لحسن النوايا، ولا للثقة بمصادر مشبوهة مهما خطبوا فى جامعاتنا، أو اجتمعوا على موائد قممهم، ولا ضمان للاعتماد على حماس شباب ذكى طيب مهما بلغت قدراتهم ومهارتهم وإخلاصهم وحماسهم ومظاهراتهم واجتماعاتهم وأحزابهم، لا مكان لكل هذا إلا إذا تم الاستقلال الحقيقى، باقتصاد نظيف قادر مستقل، وإنتاج قوى منافس، ليتمكن المدافعون عن حقهم فى الحياة، أن يساهموا بكل الوسائل الحديثة فى صد هجمة الانقراض المنذر على أيدى من انفصلوا عن نوعهم الإنسانى مغرورين بسلاحهم، ومؤسساتهم، وإعلامهم، وتعصبهم، ومؤامراتهم.