اليوم السابع
الجمعة: 22-11-2013
الإعلان الدستورى الأخير
قالت الأخت لأخيها: تصور!!
قال أخوها: أتصور ماذا الله يخيبك، أنا غلبت من تصوراتك
قالت: لقد وجدت هذه الورقة تحت الوسادة حين استيقظت اليوم من النوم على صوت أذان الفجر أن الصلاة خير من النوم
قال أخوها: وهل صليت الفجر حاضرا
قالت: طبعا، وقد حمدت الله أننى توضأت وصليت قبل أن اقرأها، وإلا ما صدقت اننى استيقطت
نظر أخوها فى عموم الورقة وقلبها وقال: ربنا يكملك بعقلك، إياك أن تكونى أنت التى كتبتيها ودسستيها تحت وسادتك قبل أن تنامى
قالت: ربنا يسامحك، وهل أنا أعرف أكتب هذا الكلام، خذ واقرأ
الورقة
جلس السيد الأستاذ الدكتور المهندس محمد محمد مرسى عيسى العياط وشهرته محمد مرسى العياط إلى نفسه بعد أن ختم صلاة العشاء هذه الليلة، ثم قرر بهدوء شديد، وصبر جميل أن يكتب إعلانا دستوريا يوجهه إلى كل الناس ويشهد الله عليه وهذا نصه:
نص الإعلان
” لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ “
“هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ”:
“أنا محمد مرسى العياط ، أحد عباد الله على أرض الله، بعد مراجعتى لكل ما حدث فى الثلاث سنوات الماضية، ثم فى الخمس والخمسين سنة التى سبقتها، ما أذكره منها وما لا أذكره، أتقدم بخالص شكرى لكل من أتاح لى فرصة المشاركة فى خدمة دينى وبلادى، كما أرجو أن يتأكدوا جميعا من حسن نواياى برغم قلة خبرتى، خاصة فيما يسمى آليات السياسة، ومعضلات الاقتصاد، وثقافة التوحيد، وأفكار التطور، وتاريخ الأمم، واختلاف الثقافات، فضلا عن جهلى المشروع بما يجرى من مؤامرات المال الكاسح، والتخطيط لاستعباد المستضعفين، تحت لا فتة ما يسمى العولمة، كما استغفر الله سبحانه وكل من لحقه أذى أثناء ولايتى عن ما أخطأت.”
أمَا وقد بلغنى ما حدث مؤخرا فى بلدى الحبيب إلى قلبى وقلب كل عربى ومسلم، وإنسان يعبد الله، أو يحترم الحضارة والتاريخ، أو يأمل فى غد أكثر عدلا وإشراقا للبشرية، فقد حزنت حزنا شديدا، وتيقنت أننى أمام الله تعالى العلى القدير سوف تشهد علىّ كل جارحة فىّ ، بل كل خلية أو حامض “دنا” DNA فى خلاياى، ثم إنى حين أفقت من إعاقة الحزن لما لحق ببلادى، وآخره قتل هؤلاء الأبرياء من خير جنود الله على الأرض، قررت أن أوجه هذا الإعلان الدستورى الأخير الموجه لكل للناس، وبخاصة أهلى وعشيرتى و كل من وقف بجوارى من جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، وكل القوى الإسلامية السياسية وغير السياسية، وأيضا الناس البسطاء الذى أملوا فى نصرة الإسلام بثقتهم فى شخصى، والناس الذين تنبأوا مسبقا بفشلى:
1) أن تكفوا جميعا وفورا عن تعطيل أى عمل إنتاجى أو تعليمى أو إبداعى يجرى فى جمهورية مصر العربية (أو غيرها من بلاد المسلمين أو بلاد الله كافة)
2) أن تتوقفوا تماما عن الاستعانة بأية قوى أجنبية مهما اتفقت معكم فى الاسم أو النوايا أو الوعود
3) أن تثقوا فى نصر الله إن أنتم نصرتموه فى أنفسكم، وفى غيركم، مسلمين وغير مسلمين
4) ألا تثقوا كثيرا فى أوراق توضع فى صناديق هى بدعة مستوردة، (إلا كجزء من كلٍّ، أو كمرحلة اضطرارية) أكثر من ثقتكم فى إنتاج وإبداع يتم لصالح الناس بدءا من مصر إلى المسلمين كافة، فكل العالم،
5) أن تملؤوا الوقت بما هو أحق بالوقت بحساب رب العالمين،
6) أن تعلموا أننى راض بأى حكم يصدر علىّ، ما دام هذا لصالح بلدى، ولعله يخفف عنى ما هو أصعب عند ربى، ولأننى مطمئن، إلى المحكمة العليا التى هى فوق كل المحاكم.
7) أن تعبدوا الله كأنهكم ترونه، فإن لم تكونوا ترونه، فإنه يراكم
8) أن تقبلوا استقالتى من منصب رئاسة جمهورية مصر العربية بأثر رجعى بتاريخ 12 يوليو 2013
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا
توقيع
الفقير إلى الله: محمد مرسى العياط
……
قالت الأخت لأخيها: ما رأيك؟
قال أخوها: هل تغطيتِ جيدا أثناء النوم؟
قالت: الله يخيبك: الورقة فى يدك، وهل هذا خطّى؟ وهل فى الحلم أوراق واقلام وكتابة؟
قال: إسمحى لى أن أمزق الورقة خوفا عليك
قالت: ورحمة نينة أقتلك.